ندى فردان

يُعد الاحتفال بالعيد الوطني المجيد من أهم المناسبات التي يعيش فيها المواطن البحريني أجواءً أسريةً واجتماعيةً تسودها السعادة والبهجة. وفي هذه المناسبة، تتنوع الأنشطة الترفيهية، ويكثر تقديم الأطعمة الشعبية والحلويات، مما قد يضع مرضى السكري -والأطفال منهم خاصةً- أمام تحديات تتعلق بروتينهم اليومي، وقدرتهم على ضبط مستويات سكر الدم، لاسيَّما مع تغيّر أوقات النوم، وازياد الجهد البدني، وتنوّع المأكولات والمشروبات.

ومن هنا تأتي أهمية الاحتفال بوعيٍ ودراية، عبر اتباع مجموعة من الإرشادات العملية، والتي عايشتها بنفسي مع ابني علي المصاب بالسكري النوع الأول منذ العام 2018، والتي ستتيح المجال لمرضى السكري للاحتفال بهذه المناسبة العزيزة على قلوبنا بكل أمان:

- لا تحرم نفسك، ولكن اختر بحكمة: يساعد التخطيط المسبق لما قد يُقدَّم من أنواع الأطعمة على اتخاذ قرارات غذائية أفضل. فمع وجود العديد من المغريات التي يصعب مقاومتها، يصبح الهدف هو الاستمتاع بتناول الكربوهيدرات أو السكريات دون حدوث ارتفاعات هائلة في سكر الدم. ولتحقيق ذلك، يجب الموازنة بين ما سوف يتم تناوله في الوجبة الرئيسية، والوجبات الخفيفة. فعند اختيار وجبة الغذاء الرئيسية مثلًا، يجب التركيز على زيادة كمية البروتينات والخضروات وتقليل كمية الكربوهيدرات، مما يعطي المجال للاستمتاع بالتحلية بعد الوجبة بشكلٍ يساعد على تجنب الارتفاعات الكبيرة، وتحقيق استقرار سكر الدم. أما عند اتخاذ القرار بتناول بعض الحلويات والأطعمة الشعبية خلال الاحتفال، فيفضّل اختيار النوعيات الأقل سكراً، والتي تحتوي على مكونات طبيعية، والتأكد من ضخ كمية الأنسولين المناسبة، وشرب المياه وتجنب شرب المشروبات المحلاة أو الغازية، كما من المهم جدًا التأكيد على تناول كميات ضئيلة.

- راقب مستوى سكر الدم بشكل دوري: خلال أجواء الاحتفال والانشغال بالعائلة أو الأصدقاء، قد يغفل البعض عن قياس سكر الدم. لكن المراقبة المستمرة، خاصة قبل الوجبات أو قبل القيام بنشاط بدني مكثف، تتيح المجال لتعديل جرعات الأنسولين، مما يمنحك الطمأنينة والقدرة على تجنب ارتفاعات أو انخفاضات سكر الدم المفاجئة.

- انتبه لمستوى نشاطك وحركتك: غالبًا ما تتضمن الأعياد الوطنية عروضاً وألعاباً ومسيرات، مما يشجع على الحركة. وقد يبالغ الأطفال في حركتهم دون الانتباه لمستوى سكر الدم، بسبب اندماجهم في اللعب، وعدم شعورهم بأعراض الارتفاع أو الهبوط. ولتجنب حدوث هبوط سكر الدم لديهم، يجب متابعتهم عن كثب، والتأكد من حمل وجبة خفيفة سريعة الامتصاص مثل العصير للضرورة.

- احمل أدواتك الطبية دائماً: زيارة الأماكن الترفيهية أو زيارة الأهل ستبعدك عن منزلك لساعات، لذا من الضروري جدًا التأكد من حمل جهاز قياس السكر، والأشرطة، والأنسولين، وبطارية لمضخة الأنسولين، ووجبات لعلاج الهبوط، حتى تكون مستعداً دائماً.

- استمتع واهزم قيود السكري: الأعياد الوطنية مناسبة للبهجة والانتماء، ولا ينبغي لمرضى السكري أن يسمحوا للتحديات بتعكير صفو فرحتهم. إن إدارة أعراض السكري بوعي وحكمة، واتخاذ الاحتياطات المناسبة التي ذكرناها في هذا المقال سوف يُمكنان -الأطفال والبالغين على حدّ سواء- من قضاء وقت ممتع وآمن بين الأهل والأصدقاء، وهم ينعمون بالطمأنينة والراحة.

عضو جمعية السكري البحرينية - والدة طفل مصاب بالسكري النوع الأول