في إطار تعزيز حضور مملكة البحرين العلمي في المحافل الدولية، شاركت وكالة البحرين للفضاء ممثلة بالمهندسة عائشة المحميد – محلل بيانات فضائية– بورقة بحثية جديدة بعنوان: " مراقبة البنية التحتية للمياه في المناطق الحضرية بواسطة الأقمار الصناعية: استخدام صور الرادار ذي الفتحة الاصطناعية لمراقبة واكتشاف تسربات الأنابيب المحتملة "، بالتعاون مع هيئة الكهرباء والماء في البحرين ممثلة بالمهندسة فاطمة العسبول -مهندس أول - ، وذلك ضمن فعاليات المؤتمر الدولي الأول المقام في جزيرة بالي بإندونيسيا، تحت شعار " المعلومات الجغرافية وعلوم البيانات المدعومة بالذكاء الاصطناعي من أجل عالم أفضل ". وقد تم تنظيم المؤتمر من قبل جمعية المهندسين الكهربائيين والالكترونيين IEEE Indonesia Section، وبمشاركة نخبة من العلماء والباحثين والخبراء الدوليين في مجالات علوم البيانات والمعلومات الجغرافية والذكاء الاصطناعي.
تُعد هذه الورقة البحثية الأولى من نوعها التي تجمع بين وكالة البحرين للفضاء وهيئة الكهرباء والماء في مشروع بحثي مشترك يوظّف تقنيات الاستشعار عن بعد لمواجهة أحد أهم التحديات المرتبطة بالاستدامة وإدارة الموارد المائية على المستوى الوطني. وقد حظيت الورقة بإشادة لجنة المؤتمر نظرًا لأهميتها العلمية وانعكاساتها المباشرة على الاستدامة البيئية وحماية الموارد المائية في الدول ذات المناخ الجاف مثل مملكة البحرين، وبما لها من تأثير على الاقتصاد وادارة الموارد.
تناولت الورقة إمكانية استخدام صور الرادار (SAR) في الكشف المبكر عن تسربات المياه في شبكات التوزيع الحضرية، من خلال تحليل التغيرات في الاستجابة الرادارية لسطح الأرض، وتحديد الأنماط غير الطبيعية التي قد تشير إلى تسربات تحت السطح. ويمثل هذا الأسلوب بديلًا مبتكرًا للطرق التقليدية في رصد التسربات، حيث يوفر مراقبة واسعة النطاق بدون الحاجة لتدخل ميداني مباشر، وخفض تكاليف الفحص والصيانة، ودعم استراتيجيات الحفاظ على المياه، وتحسين كفاءة شبكات البنية التحتية، بالإضافة الى المساهمة في تحقيق الأهداف الوطنية وأهداف التنمية المستدامة.
حول هذه المشاركة، صرّحت المهندسة عائشة المحميد: "إن مشاركتي في هذا المؤتمر الدولي تمثل خطوة مهمة في مسيرتي المهنية، وفرصة لعرض نتائج بحثية ذات أثر مباشر على إدارة الموارد المائية والبنية التحتية في مملكة البحرين. فتسربات المياه تُعد أحد أبرز التحديات التي تواجه قطاع المياه، واستخدام بيانات الأقمار الصناعية وصور الرادار يفتح آفاقًا جديدة للحلول الذكية والدقيقة. ويسعدني أن هذا البحث يأتي ثمرة تعاون مثمر بين وكالة البحرين للفضاء وهيئة الكهرباء والماء، ويمثل نموذجًا للتكامل الوطني في توظيف التقنيات الحديثة لدعم الاستدامة وتحسين جودة الحياة."
وأضافت: "نطمح من خلال هذه الجهود إلى توسيع دور علوم البيانات والاستشعار عن بُعد في خدمة القطاعات الحيوية في المملكة، ونسعى لتعزيز حضور البحرين في المحافل العلمية الدولية والمساهمة في بناء مستقبل قائم على المعرفة والابتكار."
وأكدت وكالة البحرين للفضاء أن هذه المشاركة تأتي ضمن جهودها المستمرة لتمكين الكفاءات الوطنية، وتوسيع التعاون العلمي والتقني مع المؤسسات المحلية والدولية، وتوظيف تقنيات مراقبة الأرض لخدمة القطاعات الحيوية في المملكة، خصوصًا قطاع المياه والبنية التحتية، كما يعكس هذا الإنجاز الدور المتنامي للباحثين البحرينيين الشباب في إنتاج أبحاث رائدة تُسهم في تقديم حلول عملية تعتمد على الذكاء الاصطناعي وعلوم البيانات وصور الأقمار الصناعية.