قالت الدكتورة عبير الغاوي القائم بأعمال مدير إدارة تعزيز الصحة بأنه يمكن تعريف مرض السرطان، على انه نمو الخلايا وانتشارها بشكل لا يمكن التحكّم فيه. وبإمكان هذا المرض إصابة كل أعضاء الجسم تقريباً. وغالباً ما تغزو الخلايا السرطانية النُسج والاعضاء التي تحيط بها وقد تنتقل الى مواضع أخرى بعيدة عن الموضع المصاب مسببة انتشار المرض وتعالج نسبة كبيرة من السرطانات عن طريق الجراحة أو المعالجة الإشعاعية أو المعالجة الكيميائية، خصوصاً إذا تم الكشف عنها في مراحل مبكّرة.. ويعد السرطان احد أهمّ أسباب الوفاة في جميع أرجاء العالم، فقد تسبّب هذا المرض في وفاة 7.6 مليون نسمة (نحو 13% من مجموع الوفيات) في عام 2008 بحسب احصائيات منظمة الصحة العالمية ومن المتوقع أن يتواصل الارتفاع الى 13.1 مليون وفاة في عام 2030.
وأشارت الدكتورة "الغاوي" إلى أنه يحتفل العالم في شهر فبراير بفعاليات توعوية للوقاية من مرض السرطان، فلقد تبنت كل من منظمة الصحة العالمية والوكالة الدولية لبحوث السرطان منذ الرابع من فبراير العام الماضي 2016 وحتى 2018 شعار: نحن نقدر. انا أقدر لتعزيز المبادرات التي تعني بمكافحة السرطان وتعزيز جهود التوعية الصحية في هذا اليوم بتعاضد الجهات المختلفة . اما الاسبوع الخليجي للتوعية بالسرطان فقد رفع شعار : 40% حماية /40% شفاء تاكيدا على أهمية الوقاية والكشف المبكر . ان 40% من أمراض السرطان يمكن الوقاية منها بتجنب عوامل الخطر وتبني حياة صحية ، كما وان 40% من أمراض السرطان يمكن شفاؤها أيضا، اذا تم تشخيصها مبكرا وخضعت للعلاج المناسب في حينه.
وبالاضافة الى وجود الاستعداد الوراثي فان هناك خمسة عوامل خطر سلوكية رئيسية قد تتسبب في معظم حالات السرطان اليوم وهي: التدخين ،السمنة، عدم تناول كمية كافية من الفواكه والخضراوات ، الخمول البدني، وتعاطي الكحول. ويشكل التدخين أهم هذه العوامل ، إذ يتسبب في خُمس وفيات السرطان العالمية و71% من الوفيات الناجمة عن سرطان الرئة وتؤدي العادات الغذائية غير الصحية والخمول البدني الى الاصابة ب 60 % من حالات السرطان. كما تتسبب بعض العدوى الفيروسية مثل فيروس التهاب الكبد B أو C في سرطان الكبد ويسبب فيروس الورم الحليمي سرطان عنق الرحم.
ومن الاعتقادات الشائعة ان الشخص لا يمكنه تجنب الاصابة بهذا المرض وهذا غير صحيح لان تضافر جهود التوعية الصحية التي تسفر عن تبني سلوكيات صحية يمكن ان تسهم في خفض نسبة الاصابة من هذه الامراض ومن أهم النصائح للوقاية من السرطان تشجيع تناول خمس حصص من الخضروات والفواكه يوميا، التخلص من الوزن الزائد، ممارسة الرياضة نصف ساعة على الأقل يوميا، تشجيع الرضاعة الطبيعية، الامتناع عن التدخين واستنشاق دخان التبغ، التقليل من مبالغة التعرض لاشعة الشمس، الابتعاد عن اللحوم المصنعة والمدخنة وتناول كمية أقل من اللحوم الحمراء وتقليل الدهون المشبعة والتي توجد في اللحوم الدسمة والالبان الكاملة الدسم والزبدة والسمنة و الابتعاد عن تناول الزيوت النباتية المهدرجة والتي توجد في الاطعمة الجاهزة مثل البيتزا والبسكويت والشيبس والمعجنات واستبدالها بالزيوت الصحية و الاطعمة الغنية بالاوميغا 3 مثل الجوز والسمك وبذور الكتان. بالاضافة الى ذلك فان حماية البيئة المحيطة من مياه وهواء من التلوثات الضارة ومكافحة الاخطار المهنية يسهم في الوقاية من مثل هذه الامراض.
ان فحوص الكشف المبكر عن السرطان يجب اجراؤها من قبل البالغين حسب التوصيات وليس فقط من قبل الناس الذين لديهم تاريخ عائلي بالسرطان لأن الكشف المبكر يعطي فرصة أكبر للاستجابة للعلاج والشفاء التام. ومن امثلة ذلك اجراء فحص الماموجرام الذي يعد من افضل الطرق للكشف المبكر للنساء، وهو فحص اشاعي آمن بعد تجاوز سن الاربعين، حيث يمكن للماموجرام ان يكتشف اية تغييرات في نسيج الثدي مبكرا وقبل ان تصبح اوراماً محسوسة بفترة زمنية قد تصل الى سنتين وبالرغم من ذلك فانه لا يخفى عليكم ان الرعب والرهبة من هذه الامراض والذي يسبب الاحجام عن القيام بفحوص الكشف المبكر وما يترتب عليه من تاخير التشخيص وتقليل فرص النجاة وهذا مايجب ان نعمل على مواجهته وتغييره سوياً، مستلهمين من قصص النجاح في مكافحة هذا المرض والانتصار عليه وبتقوية روح الامل بما توصل اليه الطب الحديث من تطور هائل اصبح معه الشفاء ممكنا مع التشخيص والعلاج المبكرين.