أكد فخامة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على أن العلاقات البحرينية التركية في نمو مضطرد، لاسيما مع تشاطر الجانبان الرؤى تجاه الكثير من الملفات الاقتصادية والسياسية، مشدّدا على أن المرحلة المقبلة لابد وأن تتسم ببلورة العلاقات الثنائية بين تركيا والبحرين بشكل خاص، وبين تركيا ودول مجلس التعاون الخليجي بشكل عام بما يعود على الجميع بالخير.
وأعرب الرئيس التركي عن سعادته الغامرة بزيارة البحرين، وتقدم بالشكر إلى حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، على حسن الاستقبال وحفاوة التكريم.
جاء ذلك خلال محاضرة نظمها المعهد الدولي للسلام، في بمدينة المنامة، على هامش الزيارة التي قام بها أردوغان الى المملكة، بحضور وزير الخارجية، معالي الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة، وعدد من كبار المسؤولين وممثلي البعثات الدبلوماسية في مملكة البحرين.
وأشار أردوغان إلى الأهمية الخاصة التي توليها الجمهورية التركية للعلاقات القائمة مع مملكة البحرين، مشدّدا على حرص تركيا على استدامة الأمن والاستقرار والازدهار في البحرين، وذلك من خلال دعمها في مجال مكافحة الإرهاب وتثبيت الأمن والسلام، مُعبّرا عن شكره لمملكة البحرين على الدعم والمساندة التي قدمتها للجمهورية التركية أبان المحاولة الانقلابية الفاشلة العام الماضي، مشيراً إلى أن البحرين حكومة وشعبا قد وقفت مع الشرعية التركية من خلال المتابعة والدعاء من أجل السلام والأمن في تركيا.
إلى ذلك تطرق الرئيس اردوغان إلى الزيارة التاريخية التي قام بها حضرة صاحب الجلالة الملك المفدى إلى تركيا، ليكون بذلك أول زعيم عربي يزور تركيا عقب المحاولة الانقلابية الفاشلة، مؤكدا بأنها تكتسي أهمية خاصة لكل أبناء الشعب التركي.
وأوضح اردوغان أن زيارته الى البحرين تأتي في إطار تعزيز العلاقات الثنائية بين الدولتين والشعبين الصديقين، ودليل على وصول العلاقات بين الطرفين إلى مرحلة مهمة للغاية، منوهاً إلى استمرار الدعم التركي لمملكة البحرين في كافة النواحي، وتطوير العلاقات القائمة بين البلدين الصديقين في مختلف المجالات الصناعية والعسكرية والدفاعية والثقافية.
وبشأن الأحوال في المنطقة أعلن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان عن تحرير الفي كيلو متر في سوريا، وأن قوات عملية درع الجزيرة مستمرة في محاربة التنظيمات الارهابية وصولاً إلى منبج والرقة، ومن ثم سيتم العمل على إقامة منطقة آمنة بمساحة 5 آلاف كليو متر مربع، مشيراً إلى ان العملية نجحت في القضاء على 3 آلاف عنصر من تنظيم داعش الارهابي.
وتطرق الرئيس التركي إلى الأوضاع القائم في المنطقة، والتي تعيش صراعات كبيرة ومدمرة، موضحاً أنه من الواجب الوقوف بثبات من أجل حل مشاكل المنطقة وتحقيق الأمن والاستقرار، فلا وطن لنا غير أوطاننا، لذلك لا يمكن أن نتهاون أمام هذه المرحلة الحرجة والتي تستدعي العمل الجاد والمخلص.
وأشار اردوغان إلى أن العالم الاسلامي اليوم يمر بمخاض عسير واختبار صعب، فبعد أن كانت مقراً ومنبعاً للسلام في العالم، أصبحت اليوم تقترن بالحروب والدمار والقتل والتشريد؛ فأطفال سوريا لم يعد باستطاعتهم رؤية ألوان السماء الزرقاء بعد ان امتلأت سمائهم بالطائرات والبراميل المتفجرة، وتحولت سوريا من أحد أهم المراكز الحضارية إلى خراب ودموع ودماء، معربا عن أسفه لما وصلت له أوضاع المسلمين اليوم، حيث أصبحوا مشتتين ومتفرقين بين الطوائف والمذاهب المتناحرة، بدل الاستفادة من امكانياتهم الكبيرة.
وشدّد اردوغان على ضرورة إقامة المناطق الآمنة في سوريا لتجنيب الشعب الحروب والمعاناة التي يعيشونها منذ ست سنوات، حيث تخلت دول العالم عن مسؤولياتها واكتفوا بذرف دموع التماسيح، متسائلاً ما الجهود التي قاموا بها لوقف سيل الدم السوري.
ودعا الرئيس التركي إلى عدم التركيز على الاهتمام بأمن الداخلي فقط، وإنما التوحد من أجل العمل المشترك، فلا يمكن لأي دولة التركيز على الرفاهية الداخلية في حين تواجه جارتها معاناة كبيرة، فالجميع في المنطقة مشتركون في السراء والضراء، مستشهداً بما تعانيه العراق وسوريا وليبيا من صراعات، داعيا جميع دول المنطقة لمراجعة أنفسها ودون ذلك لا يمكن القيام بأي خطوات.
وفي الشأن السوري أشار الرئيس التركي إلى أن الحدود بين البلدين تصل إلى 911 كيلومتر، ولهذا فإن تأثير الاحداث في سوريا كبير وواضح على الداخل التركي، لذلك عملت تركيا على القيام بمبادرات من أجل حل الأزمة السورية، كذلك الأمر في العراق، فالتطورات في هاتين الدولتين قيد المتابعة من قبل تركيا، لأنها تهدد أمن المنطقة والعالم أجمع.
وأشار اردوغان إلى أن بعض الدول لديها أهداف واجندات خاصة في المنطقة، لذلك فلا بد من العمل الجاد المشترك لنزع فتيل الأزمات، حيث بذلت تركيا جهدا كبيرا في تحقيق وقف اطلاق النار في سوريا، معبرا عن امله أن تعود سوريا موحدة لكل أبناءها، ومؤكدا استمرار تركيا في اجراء الحوارات والمبادرات على الصعيد الدولي..
وأشار الرئيس التركي إلى جهود بلاده في مكافحة الارهاب من خلال عملية درع الفرات، والتي نجحت في تطهير العديد من المناطق السورية من تواجد تنظيم داعش الارهابي، وهي الآن على وشك تطهير الباب من هذا التنظيم، وصولاً إلى تحقيق هدف العملية بالوصول الى منبج والرقة، مشيراً إلى امكانية التعاون مع قوات التحالف الدولي لتأسيس مناطق خالية من الارهاب يمكن للسوريين العودة إليها بأمان واستقرار.
وأوضح أردوغان أن القوات التركية استطاعت تحرير الفين كليومتر مربع من التنظيمات الارهابية، وتسعى إلى الوصول لـ 5 الف كيلو مربع، والتي يمكن العمل على تحويلها إلى مناطق آمنة للمدنيين والمهجرين السوريين، مشيراً إلى العملية أسفرت أيضا على القضاء على 3 آلاف عنصر من التنظيمات الارهابية، معتبراً أن داعش لا يمثل الإسلام وليس له علاقة به، فهم منظمة إرهابية تقوم بأعمال قتل وترويع وتهجير الآمنين والابرياء، ولذلك لا يمكن وصفهم بالمسلمون. مشيراً إلى أنهم أقدموا على قتل 56 مواطنا تركيا بريئا في غازي عنتاب كانوا يشاركون في أحد الأفراح، لذلك فقد قررنا أنه لا يمكن السكوت عليهم أكثر من ذلك.
ووصف الرئيس التركي تنظيم داعش بأنه أكثر ضرر يمكن الحاقه بالاسلام، فالإسلام دين السلام منذ عهد الرسول عليه الصلاة والسلام، والذي جميع الناس تحت راية واحدة عنوانها الأمن والامان والصدق والسلام، لذلك فالاسلام يرفض التطرف والمغالاة والذي يدفع الكثيرين بالابتعاد عن الطريق الصحيح. مشيرا إلى انه لا يمكن أن يكون هناك مستقبلا للأنظمة الارهابية، وكل من تلطخت يده بدماء الابرياء.
وعن الخطوات الواجب اتخاذها في سوريا، أوضح الرئيس التركي إلى أنه يجب أولا العمل على اقامة منطقة أمنة ومنطقة حظر طيران، خالية من الارهاب، وهو ما نقلته إلى الإدارة الامريكية بصورة مباشرة. ومن ثم القيام بعمليات تدريب وتجهيز قوات عسكرية وامنية لحمايتها والاستفادة من امكانيات الجيش السوري الحر في ذلك.
وناشد أردوغان دول الخليج العربية إلى تحمل مسؤولياتها حقنا لدماء الشعب السوري، ولتوقيف عمليات الهجرة التي يقومون بها طلبا للبقاء على الحياة، مستذكراً الطفل السوري ايلان، والذي قضى على أحد الشواطىء أثناء رحلة مع ذويه طلبا للأمن والامان، متسائلاً هل سنكون سعداء إذا رأينا المزيد من الصور مثل صورة ايلان؟!
وبيّن الرئيس التركي أن نظام الاسد قتل ما يقرب من مليون شخص من الشعب السوري بالبراميل المتفجرة والمدافع والدبابات، ولا يزال هذا الامر مستمرا إلى الان، حيث لا يمكن للعالم الصبر حيال ذلك، فالرضا عن الظلم هو ظلم بعينيه، لذلك فعلى جميع دول العالم التحرك اليوم، خصوصا العالم الاسلامي والذي لا نرى فيه الحرص والحساسية المطلوبة.
وكشف اردوغان بأن تركيا تستضيف ما يقارب من 2.8 مليون لاجىء سوري، سواء في المدن المختلفة أو المخيمات المقامة بالقرب من المناطق الحدودية، إلى جانب مئات الآلاف من العراقيين اللاجئين، حيث انفقت الحكومة التركية عليهم ما يصل إلى 25 مليار دولار إلى الان، في ظل تخلف دول العالم عن الوفاء بالتزاماتها تجاههم، مشيراً إلى أن تركيا تجد صعوبة في تغطية نفقات هؤلاء اللاجئين، ورغم ذلك لن تتوقف عن دعمهم، ولا يمكنها اغلاق الابواب أمامهم كما تفعل العديد من دول العالم.
وجدّد الرئيس التركي على ضرورة اقامة منطقة امنة خالية من الارهاب ومحظورة الطيران لمساحة تمتد الى 5 الاف كليومتر مربع، وقد نقل ذلك الى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مبدياً استعداد تركيا الى تقديم كامل الدعم وبناء المساكن والمرافق وتهيئة البنى التحتية في هذه المناطق، مشيرا إلى ان هناك مسؤولية على دول الخليج العربية في مد يد العون لأخوانهم في سوريا، وتضميد جراحاتهم، والعمل على دعم بناء المدن في المناطق الآمنة.
وفي الشأن الفلسطيني؛ أشار الرئيس التركي اردوغان، إلى انه ومنذ عشرات السنين تشكل فلسطين جرحاً عميقا في الوجدان، حيث الاحتلال الاسرائيلي المتواصل وهو امر غير عادل وغير مقبول، موضحا ان تركيا ستستخدم كل امكانياتها للوقوف إلى جانب الفلسطينيين ودعم حقوقهم الوطنية، وصولا الى اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة والقابلة للحياة وعاصمتها القدس.
واشار اردوغان إلى انه اولى القضية الفلسطينية عناية خاصة من خلال مناقشتها مع الادارات الامريكية المتعاقبة، منذ ادارة بوش واوباما وترامب، منوها إلى ان القدس قبلة المسلمين الاولى ويجب ان لا تكون مسرحا لأعمال عدوانية تجرح ضمير المسلمين، وتساهم في تصعيد التوتر في المنطقة.
وتطرق الرئيس التركي إلى قرار مجلس الامن الاخير رقم 2334، والذي يدين الاستيطان الاسرائيلي في الاراضي الفلسطينية محتلة، مشيرا الى انه من الضرورة التزام اسرائيل بالقرارات الدولية ووقف جميع اعمال الاستيطان من اجل احلال السلام الدائم والشامل والعادل في المنطقة.
أوضح اردوغان دعوتنا لاسرائيل الالتزام بالقرارات الدولية يأتي من أجل دعم حل القضية الفلسطينية ودعم الاشقاء في فلسطين، حيث قامت تركيا بارسال سفينتين إغاثة الى غزة، إلى جانب قرب الانتهاء من انشاء مستشفى الصداقة في غزة والذي سيستوعب 200 سرير.
وفي الشان اليمني؛ أعرب الرئيس التركي عن ضرورة حل الأزمة اليمنية بالطرق السلمية، والتزام جميع الاطراف بالقرارات الدولية في هذا الشأن واعادة فرض القانون والنظام، لذلك فمن الضرورة محاربة المنظمات الارهابية بمختلف مسمياتها وتوجهاتها واشكاله
وأعرب الرئيس التركي عن سعادته الغامرة بزيارة البحرين، وتقدم بالشكر إلى حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، على حسن الاستقبال وحفاوة التكريم.
جاء ذلك خلال محاضرة نظمها المعهد الدولي للسلام، في بمدينة المنامة، على هامش الزيارة التي قام بها أردوغان الى المملكة، بحضور وزير الخارجية، معالي الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة، وعدد من كبار المسؤولين وممثلي البعثات الدبلوماسية في مملكة البحرين.
وأشار أردوغان إلى الأهمية الخاصة التي توليها الجمهورية التركية للعلاقات القائمة مع مملكة البحرين، مشدّدا على حرص تركيا على استدامة الأمن والاستقرار والازدهار في البحرين، وذلك من خلال دعمها في مجال مكافحة الإرهاب وتثبيت الأمن والسلام، مُعبّرا عن شكره لمملكة البحرين على الدعم والمساندة التي قدمتها للجمهورية التركية أبان المحاولة الانقلابية الفاشلة العام الماضي، مشيراً إلى أن البحرين حكومة وشعبا قد وقفت مع الشرعية التركية من خلال المتابعة والدعاء من أجل السلام والأمن في تركيا.
إلى ذلك تطرق الرئيس اردوغان إلى الزيارة التاريخية التي قام بها حضرة صاحب الجلالة الملك المفدى إلى تركيا، ليكون بذلك أول زعيم عربي يزور تركيا عقب المحاولة الانقلابية الفاشلة، مؤكدا بأنها تكتسي أهمية خاصة لكل أبناء الشعب التركي.
وأوضح اردوغان أن زيارته الى البحرين تأتي في إطار تعزيز العلاقات الثنائية بين الدولتين والشعبين الصديقين، ودليل على وصول العلاقات بين الطرفين إلى مرحلة مهمة للغاية، منوهاً إلى استمرار الدعم التركي لمملكة البحرين في كافة النواحي، وتطوير العلاقات القائمة بين البلدين الصديقين في مختلف المجالات الصناعية والعسكرية والدفاعية والثقافية.
وبشأن الأحوال في المنطقة أعلن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان عن تحرير الفي كيلو متر في سوريا، وأن قوات عملية درع الجزيرة مستمرة في محاربة التنظيمات الارهابية وصولاً إلى منبج والرقة، ومن ثم سيتم العمل على إقامة منطقة آمنة بمساحة 5 آلاف كليو متر مربع، مشيراً إلى ان العملية نجحت في القضاء على 3 آلاف عنصر من تنظيم داعش الارهابي.
وتطرق الرئيس التركي إلى الأوضاع القائم في المنطقة، والتي تعيش صراعات كبيرة ومدمرة، موضحاً أنه من الواجب الوقوف بثبات من أجل حل مشاكل المنطقة وتحقيق الأمن والاستقرار، فلا وطن لنا غير أوطاننا، لذلك لا يمكن أن نتهاون أمام هذه المرحلة الحرجة والتي تستدعي العمل الجاد والمخلص.
وأشار اردوغان إلى أن العالم الاسلامي اليوم يمر بمخاض عسير واختبار صعب، فبعد أن كانت مقراً ومنبعاً للسلام في العالم، أصبحت اليوم تقترن بالحروب والدمار والقتل والتشريد؛ فأطفال سوريا لم يعد باستطاعتهم رؤية ألوان السماء الزرقاء بعد ان امتلأت سمائهم بالطائرات والبراميل المتفجرة، وتحولت سوريا من أحد أهم المراكز الحضارية إلى خراب ودموع ودماء، معربا عن أسفه لما وصلت له أوضاع المسلمين اليوم، حيث أصبحوا مشتتين ومتفرقين بين الطوائف والمذاهب المتناحرة، بدل الاستفادة من امكانياتهم الكبيرة.
وشدّد اردوغان على ضرورة إقامة المناطق الآمنة في سوريا لتجنيب الشعب الحروب والمعاناة التي يعيشونها منذ ست سنوات، حيث تخلت دول العالم عن مسؤولياتها واكتفوا بذرف دموع التماسيح، متسائلاً ما الجهود التي قاموا بها لوقف سيل الدم السوري.
ودعا الرئيس التركي إلى عدم التركيز على الاهتمام بأمن الداخلي فقط، وإنما التوحد من أجل العمل المشترك، فلا يمكن لأي دولة التركيز على الرفاهية الداخلية في حين تواجه جارتها معاناة كبيرة، فالجميع في المنطقة مشتركون في السراء والضراء، مستشهداً بما تعانيه العراق وسوريا وليبيا من صراعات، داعيا جميع دول المنطقة لمراجعة أنفسها ودون ذلك لا يمكن القيام بأي خطوات.
وفي الشأن السوري أشار الرئيس التركي إلى أن الحدود بين البلدين تصل إلى 911 كيلومتر، ولهذا فإن تأثير الاحداث في سوريا كبير وواضح على الداخل التركي، لذلك عملت تركيا على القيام بمبادرات من أجل حل الأزمة السورية، كذلك الأمر في العراق، فالتطورات في هاتين الدولتين قيد المتابعة من قبل تركيا، لأنها تهدد أمن المنطقة والعالم أجمع.
وأشار اردوغان إلى أن بعض الدول لديها أهداف واجندات خاصة في المنطقة، لذلك فلا بد من العمل الجاد المشترك لنزع فتيل الأزمات، حيث بذلت تركيا جهدا كبيرا في تحقيق وقف اطلاق النار في سوريا، معبرا عن امله أن تعود سوريا موحدة لكل أبناءها، ومؤكدا استمرار تركيا في اجراء الحوارات والمبادرات على الصعيد الدولي..
وأشار الرئيس التركي إلى جهود بلاده في مكافحة الارهاب من خلال عملية درع الفرات، والتي نجحت في تطهير العديد من المناطق السورية من تواجد تنظيم داعش الارهابي، وهي الآن على وشك تطهير الباب من هذا التنظيم، وصولاً إلى تحقيق هدف العملية بالوصول الى منبج والرقة، مشيراً إلى امكانية التعاون مع قوات التحالف الدولي لتأسيس مناطق خالية من الارهاب يمكن للسوريين العودة إليها بأمان واستقرار.
وأوضح أردوغان أن القوات التركية استطاعت تحرير الفين كليومتر مربع من التنظيمات الارهابية، وتسعى إلى الوصول لـ 5 الف كيلو مربع، والتي يمكن العمل على تحويلها إلى مناطق آمنة للمدنيين والمهجرين السوريين، مشيراً إلى العملية أسفرت أيضا على القضاء على 3 آلاف عنصر من التنظيمات الارهابية، معتبراً أن داعش لا يمثل الإسلام وليس له علاقة به، فهم منظمة إرهابية تقوم بأعمال قتل وترويع وتهجير الآمنين والابرياء، ولذلك لا يمكن وصفهم بالمسلمون. مشيراً إلى أنهم أقدموا على قتل 56 مواطنا تركيا بريئا في غازي عنتاب كانوا يشاركون في أحد الأفراح، لذلك فقد قررنا أنه لا يمكن السكوت عليهم أكثر من ذلك.
ووصف الرئيس التركي تنظيم داعش بأنه أكثر ضرر يمكن الحاقه بالاسلام، فالإسلام دين السلام منذ عهد الرسول عليه الصلاة والسلام، والذي جميع الناس تحت راية واحدة عنوانها الأمن والامان والصدق والسلام، لذلك فالاسلام يرفض التطرف والمغالاة والذي يدفع الكثيرين بالابتعاد عن الطريق الصحيح. مشيرا إلى انه لا يمكن أن يكون هناك مستقبلا للأنظمة الارهابية، وكل من تلطخت يده بدماء الابرياء.
وعن الخطوات الواجب اتخاذها في سوريا، أوضح الرئيس التركي إلى أنه يجب أولا العمل على اقامة منطقة أمنة ومنطقة حظر طيران، خالية من الارهاب، وهو ما نقلته إلى الإدارة الامريكية بصورة مباشرة. ومن ثم القيام بعمليات تدريب وتجهيز قوات عسكرية وامنية لحمايتها والاستفادة من امكانيات الجيش السوري الحر في ذلك.
وناشد أردوغان دول الخليج العربية إلى تحمل مسؤولياتها حقنا لدماء الشعب السوري، ولتوقيف عمليات الهجرة التي يقومون بها طلبا للبقاء على الحياة، مستذكراً الطفل السوري ايلان، والذي قضى على أحد الشواطىء أثناء رحلة مع ذويه طلبا للأمن والامان، متسائلاً هل سنكون سعداء إذا رأينا المزيد من الصور مثل صورة ايلان؟!
وبيّن الرئيس التركي أن نظام الاسد قتل ما يقرب من مليون شخص من الشعب السوري بالبراميل المتفجرة والمدافع والدبابات، ولا يزال هذا الامر مستمرا إلى الان، حيث لا يمكن للعالم الصبر حيال ذلك، فالرضا عن الظلم هو ظلم بعينيه، لذلك فعلى جميع دول العالم التحرك اليوم، خصوصا العالم الاسلامي والذي لا نرى فيه الحرص والحساسية المطلوبة.
وكشف اردوغان بأن تركيا تستضيف ما يقارب من 2.8 مليون لاجىء سوري، سواء في المدن المختلفة أو المخيمات المقامة بالقرب من المناطق الحدودية، إلى جانب مئات الآلاف من العراقيين اللاجئين، حيث انفقت الحكومة التركية عليهم ما يصل إلى 25 مليار دولار إلى الان، في ظل تخلف دول العالم عن الوفاء بالتزاماتها تجاههم، مشيراً إلى أن تركيا تجد صعوبة في تغطية نفقات هؤلاء اللاجئين، ورغم ذلك لن تتوقف عن دعمهم، ولا يمكنها اغلاق الابواب أمامهم كما تفعل العديد من دول العالم.
وجدّد الرئيس التركي على ضرورة اقامة منطقة امنة خالية من الارهاب ومحظورة الطيران لمساحة تمتد الى 5 الاف كليومتر مربع، وقد نقل ذلك الى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مبدياً استعداد تركيا الى تقديم كامل الدعم وبناء المساكن والمرافق وتهيئة البنى التحتية في هذه المناطق، مشيرا إلى ان هناك مسؤولية على دول الخليج العربية في مد يد العون لأخوانهم في سوريا، وتضميد جراحاتهم، والعمل على دعم بناء المدن في المناطق الآمنة.
وفي الشأن الفلسطيني؛ أشار الرئيس التركي اردوغان، إلى انه ومنذ عشرات السنين تشكل فلسطين جرحاً عميقا في الوجدان، حيث الاحتلال الاسرائيلي المتواصل وهو امر غير عادل وغير مقبول، موضحا ان تركيا ستستخدم كل امكانياتها للوقوف إلى جانب الفلسطينيين ودعم حقوقهم الوطنية، وصولا الى اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة والقابلة للحياة وعاصمتها القدس.
واشار اردوغان إلى انه اولى القضية الفلسطينية عناية خاصة من خلال مناقشتها مع الادارات الامريكية المتعاقبة، منذ ادارة بوش واوباما وترامب، منوها إلى ان القدس قبلة المسلمين الاولى ويجب ان لا تكون مسرحا لأعمال عدوانية تجرح ضمير المسلمين، وتساهم في تصعيد التوتر في المنطقة.
وتطرق الرئيس التركي إلى قرار مجلس الامن الاخير رقم 2334، والذي يدين الاستيطان الاسرائيلي في الاراضي الفلسطينية محتلة، مشيرا الى انه من الضرورة التزام اسرائيل بالقرارات الدولية ووقف جميع اعمال الاستيطان من اجل احلال السلام الدائم والشامل والعادل في المنطقة.
أوضح اردوغان دعوتنا لاسرائيل الالتزام بالقرارات الدولية يأتي من أجل دعم حل القضية الفلسطينية ودعم الاشقاء في فلسطين، حيث قامت تركيا بارسال سفينتين إغاثة الى غزة، إلى جانب قرب الانتهاء من انشاء مستشفى الصداقة في غزة والذي سيستوعب 200 سرير.
وفي الشان اليمني؛ أعرب الرئيس التركي عن ضرورة حل الأزمة اليمنية بالطرق السلمية، والتزام جميع الاطراف بالقرارات الدولية في هذا الشأن واعادة فرض القانون والنظام، لذلك فمن الضرورة محاربة المنظمات الارهابية بمختلف مسمياتها وتوجهاتها واشكاله