تزامناً مع الأسبوع العالمي للتوعية بمرض الجلوكوما 2017 والذي يصادف من 6 ولغاية 12 مارس، تشارك وزارة الصحة بمملكة البحرين في تفعيل الأسبوع العالمي للجلوكوما (الماء الأزرق) بفعاليات مختلفة، تهدف إلى توعيه الناس وتعريفهم بهذا المرض، حيث تدعو الهيئات والمنظمات الصحية العالمية المهتمة بأمراض ومشاكل الإبصار الجميع إلى تعزيز الوعي بمخاطر هذا المرض وتسليط الضوء على الحاجة إلى الفحص الدوري لكبار السن لتجنب فقدان البصر الناجم عن الجلوكوما.

وتشير تقديرات منظمة الصحة العالمية إلى أن مرض الجلوكوما أو المياه الزرقاء في العين يصيب نحو 60 مليون شخص حول العالم، وعدد الأشخاص فاقدي البصر نتيجة الإصابة بالجلوكوما من النوع الأولي يقدر بـ4.5 مليون شخص، أي ما يمثل نحو 12% من مجموع المصابين بفقدان البصر عالمياً. ويعتبر مرض الجلوكوما ثاني أبرز أسباب الإصابة بالعمى وفقدان البصر عالمياً، كما أنه المسبب الرئيس لمشاكل فقدان البصر غير القابلة للتصحيح. ومع ذلك فإن بالإمكان علاج المرض وتجنب الإصابة بالعمى عن طريق التشخيص المبكر. وعلى الرغم من أن المرض قد يصيب الأطفال والبالغين في عمر مبكر إلا أن خطر الإصابة يتركز في فئات كبار السن (مع تزايد احتمالية الإصابة بعد عمر 40 سنة) ومرضى السكري الذي لم يتم التحكم به، والأفراد الذين لهم تاريخ عائلي للإصابة بالجلوكوما.

ولأهمية التوعية بالمرض والذي يتوقع ارتفاع عدد الإصابة به إلى 79.6 مليون شخص بحلول عام 2020، أولت وزارة الصحة أهمية بالغة لهذا الحدث المهم، حيث تعد الجلوكوما ثاني أبرز أسباب الإصابة بالعمى وفقدان البصر عالمياً. ويسعى هذا الأسبوع لتحقيق مبادرة الرؤية 2020 الإبصار، وهي مبادرة عالميه أطلقتها الوكالة الدولية لمكافحه العمى بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية، تهدف لوضع برامج وخطط للحد من العمى الذي يمكن تجنبه بحلول 2020.

وتشير المصادر الطبية إلى أنه قد يصاب الأشخاص بالجلوكوما بدون أسباب، وكذلك هناك عوامل تؤدي لزيادة فرصه إصابة الشخص بالجلوكوما كالتقدم بالسن، والأصل الأفريقي، وقصر النظر، ووجود حالات سابقة من الجلوكوما في العائلة، وذوي البشرة الغامقة. وتختلف أعراض الجلوكوما باختلاف نوع المرض حيث يقسم المرض إلى جلوكوما الزاوية المفتوحة المزمنة، جلوكوما الزاوية المغلقة بنوعيها الحادة والمزمنة، الجلوكوما الخلقية والجلوكوما الثانوية. وقد لا تظهر الجلوكوما الكثير من الأعراض قبل أن يتضرر العصب البصري وقد يحدث ضرر بدون وجود ألم. أول الأعراض تكون فقدان الرؤية المحيطية أو عدم وضوح في الرؤية يمتد لنوبات طويلة، وقد يحدث ألم في العينين أو حولهما، وفي بعض الحالات يرى الشخص المصاب هالات ملونة حول الأضواء. وفي حالة الارتفاع الشديد في الضغط قد يعاني المريض من احمرار شديد في العين مصاحب مع القيئ.

ويهدف العلاج للسيطرة على ضغط العين لمنع المزيد من الضرر على العصب البصري تبعا لحالة المريض قد يوصي الطبيب بقطرات للعين أو علاج بالليزر أو التدخل الجراحي. وينصح المريض باتباع نظام غذائي غني بأحماض أوميغا 3 الدهنيه مثل الخضراوات الورقية والأسماك. ممارسه الرياضة بشكل منتظم تساعد على انخفاض الضغط، وكذلك تقليل الكافيين، وزيادة شرب الماء والسوائل خلال اليوم.

ويقدم قسم العيون بمجمع السلمانية الطبي العديد من الخدمات لمرضى العيون المصابين بالجلوكوما، حيث يتواجد ثلاث أخصائيين للجلوكوما، ويبلغ عدد العيادات المتخصصة بالجلوكوما تسع عيادات يتردد عليها ما يقارب 150 مريضاً أسبوعياً. يتم فحص ضغط العين بجهاز الميكروسكوب الخاص أو قياس الضغط بنفخة الهواء. كما يتوفر جهاز الأشعة المقطعية لعصب العين وجهاز مجال الابصار. ويقوم الأطباء بالعلاج اللازم سواء عن طريق القطرات حيث تتوافر عدة أنواع للعلاج بحسب حالة المريض أو التدخل الجراحي والليزر. تجرى في مجمع السلمانية الطبي عمليات الجلوكوما، يتم خلال العملية الجراحية فتح قنوات تصريف للسائل المائي التي لا تعمل بشكل كاف، مما يجعل التصريف أكثر توازن. وهناك عملية أخرى يقوم من خلالها الجراح بزراعة جهاز تصريف للسائل الزجاجي في حالة الأنواع المتقدمة من الجلوكوما. وقد يلجأ الطبيب لإجراء العملية الجراحية أكثر من مرة أو العلاج بالليزر.