أكد رئيس اللجنة الدولية لتحكيم "جائزة اليونسكو – الملك حمد بن عيسى آل خليفة لاستخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصال في مجال التعليم" الأستاذ الدكتور دانييل بورقوس، الأهمية التي تتمتع بها هذه الجائزة كونها باتت واحدة من المناسبات التي ينتظرها المبدعون والمجددون في توظيف تكنولوجيا المعلومات في مجال التعليم على مستوى العالم، مشيراً إلى التنوع الكبير في المشاريع المتنافسة، وكذلك التنوع الجغرافي للمتقدمين الذي شمل كل دول العالم تقريباً منذ انطلاق الجائزة في العام 2006 وحتى اليوم.

وشرح رئيس اللجنة الدولية لتحكيم "جائزة اليونسكو – الملك حمد" - الذي استضافته جامعة البحرين مؤخراً بدعوة من رئيس الجامعة الأستاذ الدكتور رياض يوسف حمزة - شروط جائزة اليونسكو والجهات والأفراد التي تقدموا لنيلها والذين بلغ عددهم حوالي 300 جهة، والأجواء التي سادت لجان التحكيم خصوصاً مع ازدياد المنافسة واشتدادها بين أصحاب المشاريع الإبداعية في مجال التعلم الإلكتروني على مستوى العالم، منوهاً بالنجاحات التي حققتها منذ انطلاقتها قبل بضع سنوات، وذلك بدعم من القيادة الرشيدة في المملكة.

وتوقف أ.د. بورقوس للحديث عن المؤسستين اللتين فازتا مؤخراً بالجائزة، ومميزات مشروعيهما من النواحي الفنية والإبداعية، وقناعة لجنة التحكيم بالجدّة والفائدة اللتين قدمتاها.

وفي هذا السياق، قال أ.د. حمزة: "تمثل الخبرة العلمية والعملية اللتين يتمتع بهما أ.د. بارقوس، مكسباً مهماً لنا في جامعة البحرين، إذ أنه واحداً من الذين يقودون التحولات المهمة في عملية التعلم المستقبلية في الجامعات، خصوصاً مع نمو التعلم الافتراضي الذي بات يغزو العالم"، مؤكداً أن جامعة البحرين سوف تدرس كل إمكانيات التعاون مع أ.د. بارقوس، وجميع المتخصصين العالميين في نواحي العملية التعلمية الجامعية، من أجل الاستفادة من الخبرات المختلفة والتي أثبتت نجاحها وفاعليتها، ومعرفة إمكانية تطبيقها محلياً لما فيه المزيد من الارتقاء بمخرجات الجامعة، وتعزيز المهارات في الدراسة والبحث، وتنمية روح الإبداع لدى طلبة الجامعة".

ويشار إلى أن "جائزة اليونسكو – الملك حمد بن عيسى آل خليفة لاستخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصال في مجال التعليم" فاز بها لهذه الدورة كل من منظمة كيرون Kiron الألمانية التي قدمت مشروعاً تضمن ما يربو على 500 دورة مجانية للمشرّدين داخلياً، واللاجئين، وطالبي اللجوء، وذلك في أربعة مجالات هي: العلوم الاجتماعية، وعلوم الحاسوب، الأعمال والاقتصاد، والهندسة. وقد استلّت المنظمة الألمانية دوراتها من خلاصة دورات متقدمة من 23 جامعة ألمانية، وطوّعتها إلكترونياً عبر الإنترنت ليستفيد منها حوالي 4 آلاف من الفئات المذكورة، على اعتبار أن التعليم حقّ أصيل من حقوق البشر، مهما كانت ظروفهم المعيشية والأمنية.

كما فازت أيضاً مؤسسة Jaago البنغالية لتركيزها أساساً على استثمار قدرات معلمين ذوي تأهيل عالٍ في تقديم شروح واضحة وميسّرة في عدد من فروع العلم من اللغتين البنغالية والإنجليزية والرياضيات والعلوم الطبيعية والاجتماعية، وذلك عبر برنامج تعليم إلكتروني تفاعلي عبر الفيديو، وذي جودة عالية، حيث ترعى المؤسسة بضع مئات من الطلبة في مناطق حضرية وريفية في بنغلاديش، وتسعى المؤسسة إلى التوسع في طرح هذا البرنامج بعدما أثبت نجاعته.

وفي سياق متصل، أكد أ.د. بورقوس أن التحول نحو التعلم الإلكتروني، والتوسع في التعلم عن بُعد، يتيح أدوات بحثية وعلمية واسعة، مؤكداً أن التطور في البنى التقنية وأنماط الحياة الحديثة يستتبع تغييراً في التعليم والتعلم أيضاً.

وقال في محاضرة قدمها أ.د. بورقوس، لأساتذة تقنية المعلومات والتعلم الإلكتروني في جامعة البحرين، وتطرقت المحاضرة إلى عدة عناوين، من أهمها: تطلعات التعليم الإلكتروني، وتطوير المحتوى، وزيادة الاهتمام بالتعليم الإلكتروني، ومهاراته. وتحدث الخبير الدولي عن تجارب مختلفة في جامعات إسبانية بشأن التعلم الإكتروني، مبدياً الاستعداد لبدء تعاون علمي بين جامعة لاروخا الإسبانية التي ينتمي إليها مع جامعة البحرين في مجالات: البحوث، وتبادل الخبرات، وتبادل الطلبة والأساتذة.

كما تناول الحديث تجارب جديدة في مجال التعلم الإلكتروني ابتدأ العمل به في السنوات الأخيرة متمثلاً في تعرف الطالب على الكثير من المواد قبل أن يختار تخصصه عبر عدة خيارات يتيحه التعلم الإلكتروني له.

وقد دار النقاش بين المحاضر والحاضرين عن نوعية التخصصات التي تعتمد على التعليم الإلكتروني، ومدى الاعتراف عالمياً بهذا النوع من التعليم والاعتمادية الدولية لهذه البرامج، وقد أشار أ.د. باقوس في معرض إجابته على أسئلة الحاضرين، بأن العالم يتجه أكثر وأكثر للتعلم عن بعد لما أتاحته تكنولوجيا المعلومات والاتصال من إمكانيات هائلة تتجاوز التعليم الكلاسيكي، وأن السوق ذاهبة أكثر وأكثر إلى قبول هذا النوع من التعليم الافتراضي الذي يوفر - ضمن ما يوفره - قواعد معلومات تفاعلية ضخمة أمام الطالب يمكنه اللجوء إليها، إضافة إلى التفاعل مع الأساتذة والطلبة الآخرين نقاشياً ودراسياً.

ومما يجدر ذكره أن أ.د. دانييل بورقوس يعد أحد الخبراء البارزين في استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصال في مجال التعليم، وهو أستاذ في علوم التربية وتقنيات الاتصال في التعليم في جامعة لاروخا الإسبانية.