أكد رئيس المجلس الأعلى للصحة الفريق طبيب الشيخ محمد بن عبدالله آل خليفة، أنّ الخطة الوطنية للصحة لمملكة البحرين "2016-2025" حددت سياسة متكاملة تشتمل على 17 مبادرة مهمة لتقديم خدمات متطورة في الصحة النفسية لتمكين الناس من اعتماد حياة صحية والحفاظ عليها عبر 5 أهداف استراتيجية رئيسة.ويتمثل الهدف الأول في الحفاظ على صحة السكان من خلال تعزيز الصحة النفسية والوقائية، عبر وضع خطط وقائية فاعلة للصحة النفسية "تطوير التثقيف الصحي لإصابة الذهان الأولي، تدريب المشرفين والمشرفات الاجتماعيات على دليل الصحة النفسية المدرسية، برنامج وقائي موجه إلى الشباب حول المخدرات".وأضاف رئيس الأعلى للصحة، أن الهدف الثاني يتمثل في تكامل الخدمات النفسية في النظام الصحي مع المؤسسات الحكومية وغير الحكومية والخاصة الأخرى عبر تعزيز آلية التنسيق والشراكة مع الجهات المعنية بالصحة النفسية "تشكيل لجنة وطنية للصحة النفسية بالمملكة، تحسين آلية التحويل بين المراكز الصحية ومستشفى الطب النفسي، تقديم الاستشارة المنتظمة لمركز الإرشاد الأسري، التدريب المهني للمرضى من أجل اندماجهم في المجتمع بالتنسيق مع وزارة العمل و التنمية الاجتماعية والمشورة والتنسيق مع الجمعية البحرينية لحماية العمالة الوافدة".أما الهدف الثالث، فيتمثل في حصول الجميع على خدمات الصحة النفسية عبر ضمان توفر خدمات الصحة النفسية في غالبية المؤسسات الصحية "التوسع في خدمات الصحة المدرسية ومدها إلى المحافظات الأخرى، فتح وحدة الناشئة الداخلية بمستشفى الطب النفسي، تغطية المراكز الصحية بالأطباء النفسيين، وتعزيز برامج خدمة المجتمع".ويتمثل الهدف الرابع في استدامة الخدمات الصحية النفسية عبر ضمان أن تكون خدمات الصحة النفسية مستدامة ومتكاملة بتعزيز القوى البشرية، التدريب "نظام الساعات التعليمية المعتمدة"، تدريب أطباء العائلة في المراكز الصحية حول الاضطرابات النفسية الأكثر شيوعاً ومراجعة قوائم الأدوية.أما الهدف الخامس، فيتمثل في إيجاد نظام معلومات متطور لجمع البيانات وإجراء البحوث تطبيق برنامج الملف الإلكتروني "I-Seha" في مستشفى الطب النفسي وجمع المعلومات وقياس المؤشرات الحيوية.وأضاف الفريق طبيب الشيخ محمد بن عبدالله آل خليفة، أن موضوع الصحة النفسية الذي اختارته منظمة الصحة العالمية للاحتفاء بيوم الصحة العالمي الذي يصادف السابع من أبريل من كل عام، يشكل أحد الأولويات الدائمة في الأجندة الصحية للمملكة.وأشاد رئيس "الأعلى للصحة" بالرعاية والدعم اللا محدود التي يحظى بها القطاع الصحي في المملكة من حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، وبدعم ومتابعة من صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزرا، ومؤازرة من صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء.وأشار الشيخ محمد بن عبدالله آل خليفة إلى أن المملكة تشاطر العالم الاحتفال بيوم الصحة العالمي، حيث خصص هذا العام لحشد الموارد والسياسات نحو توفير خدمات الوقاية والتأهيل النفسي لجميع من يحتاجها، مشيراً إلى أن المجلس الأعلى للصحة كونه الجهة المنسقة لشؤون الصحة في المملكة يولي اهتماماً كبيراً لهذا الموضوع لما له من تأثير كبير على صحة المواطنين والمقيمين وسلامتهم.وأشار رئيس المجلس الأعلى للصحة إلى أن المملكة أولت اهتماماً كبيراً بتعزيز الصحة النفسية، فمستشفى الطب النفسي التابع لوزارة الصحة يقدم خدماته على مدار الساعة، بجميع التخصصات الفرعية للطب النفسي، وهذا ما يميز المملكة في توفير الخدمات متعددة التخصص، وهي الطب النفسي العام، والطب النفسي للأطفال والمراهقة، والطب النفسي في المجتمع، والزيارات المنزلية، والطب النفسي للإعاقة الذهنية، والطب النفسي التأهيلي، إضافة إلى عيادة للقلق النفسي.ونوه رئيس المجلس الأعلى للصحة بأنّ وزارة الصحة شرعت في العمل على تقوية نظام الرعاية الصحية الأولية وتحسين خدمات الصحة النفسية، حيث تم إدراج برنامج الصحة النفسية "صحة نفسية أفضل" من ضمن البرامج المحققة للأهداف الاستراتيجية لإستراتيجية الرعاية الصحية الأولية.ويشتمل مستشفى الطب النفسي على 241 سريراً لجميع التخصصات النفسية موزعة على أقسام المستشفى ويواكب المستشفى أحدث التطورات العلاجية لتلبية احتياجات المجتمع البحريني.وأكد رئيس "الأعلى للصحة" أن الصحة النفسية تعد أحد الأبعاد الأساسية للصحة عامة، حيث إن الصحة النفسية هي أكثر من مجرد غياب الاضطرابات النفسية، فهي حالة من الرفاهة، تعني فهم الفرد لقدراته الشخصية وكيفية تعامله مع ضغوطات الحياة الاعتيادية وممارسة عمل منتج ومثمر والقدرة على المساهمة في بناء مجتمعه.وبحسب منظمة الصحة العالمية، فإن إدماج الصحة النفسية في الرعاية الصحية الأولية يمثل الوسيلة الأفضل لتقديم خدمات متكاملة خصوصاً مع تداخل الأمراض النفسية والعضوية حيث تمثل الرعاية الأولية خط التماس المباشر والأول ما بين الفرد وطبيبه.ويتيح يوم الصحة العالمي الذي يحتفل به في 7 أبريل من كل عام إحياءً للذكرى السنوية لتأسيس منظمة الصحة العالمية فرصة فريدة من نوعها أمامنا لتعبئة جهود العمل حول موضوع صحي محدّد يهمّ الناس في أنحاء العالم أجمع.