ريانة النهام:

لم يعرف الإبداع طريقه للإعلام الكويتي للتو، فلطالما كان الإبداع ملازماً له منذ زمن، ولا يختلف اثنان على مايقوم به شباب الكويت في هذا المجال، عثمان العنجري أحد هؤلاء الشباب الذين استطاعوا أن يتميزوا بالطرح من خلال برنامج "أصحاب السطة"، والتي تقوم فكرته على إبراز السلطة في كافة المجالات، وإيصال رسالة أن الجميع قادر على أن يكون رائد في مجاله.

ويقول العنجري "شبابنا طموح وقد لا يتوفر لدى الجميع الإمكانيات لتحقيق طموحاتهم فكانت فكرة أصحاب السلطة تسليط الضوء على شخصيات صنعت نفسها من الصفر وباتت علامات فارقة على مستوى العالم".

في البداية أخبرنا كيف تم التوصل إلى فكرة البرنامج ؟

أصحاب السلطة هو وليد عمل دؤوب دام أكثر من عامين تواصلنا خلالهما مع أكثر من 270 شخصية بارزة حول العالم. وأتتني فكرة البرنامج من باب الحرص على الارتقاء بالإعلام العربي إلى مصاف المواد التي تنتجها الدول الأجنبية.

إذا نظرنا إلى برامجنا العربية اليوم معظمها مقتبس من برامج أجنبية وأغلبية الجزء المتبقي يرتكز على الألعاب والتسلية..فكرتنا كانت أن يكون لدينا محتوى عربي يلخص ما خاضته أهم الشخصيات في العالم ويتحوّل مع الزمن إلى أرشيف يعود إليه المشاهدون ليتسقوا منه عبراً وتجارب قد يستفيدون منها في مختلف زوايا حياتهم سواء كانوا رجال أعمال أو رياضيين أو إعلاميين أو سياسيين أو غير ذلك، فالسلطة لا تعرف مجال معيّن، وكل منّا قادر أن يكون صاحب سلطة في مجاله.

مع إنطلاق أولى حلقات البرنامج، كيف رأيتم تفاعل الجمهور؟

في الواقع، فاق تفاعل الناس توقعاتنا وهو أمر يدل على حاجة مجتماعتنا وشبابنا إلى مادة من هذا النوع، فكل حلقاتنا حتى الآن دخلت في مئات آلاف المشاهدات، مع عدد كبير من التعليقات التي لا تثني فقط على فكرة البرنامج بل تناقش أفكار وتجارب الضيف في الحلقة.

استقطبتم شخصيات كبيرة في البرنامج مثل إدوارد سنودن و لاري كينغ وغيرهم، كيف تم الإتفاق معهم؟

كما قلت سابقاً، ضيوفنا في الموسم الأول من البرنامج هم مجموعة مختارة من قائمة طويلة من الضيوف الذين تواصلنا معهم على مدى عامين. منهم من تواصلنا معهم من خلال مكاتبهم الخاصة، ومنهم من وصلنا إليهم من خلال وكالات حول العالم مختصة بهذا المجال.

حاورتم ضيوفا من مجلات مختلفة، فكيف يتم إختيارهم؟

فكرة برنامج "أصحاب السلطة" هي إبراز السلطة في كافة المجالات، لإيصال الرسالة بأن كلّنا قادرين على أن نكون روّاد من مجالاتنا. إلى جانب الشخصيات التاريخية مثل جورباتشوف الذي صنّف ضمن قائمة أكثر 100 شخصية مؤثرة في تاريخ البشرية، حاولنا في البرنامج أن نبرز قصص لأشخاص أصبحوا أصحاب سلطة من لا شيء. لو أخذنا لاري كينغ على سبيل المثال فهو رجل عادي أحبّ الإعلام وكان ينتظر أيام طويلة ليشغر له مكان في الإذاعة ليطلع على الهواء، ويتقاضى 50 دولار.

تصميمه أوصله ليكون أشهر إعلامي في تاريخ ال سي ان ان والإعلامي الأعلى دخلاً حيث بات يتقاضى 15 ميلون دولار سنوياً. مايك تايسون من ناحية أخرى هو شخص عاش طفولة مروّعة في الشارع دون أي أفق لمستقبل أفضل، وشاء القدر أن يجمعه بمدرب ملاكمة في السجن. فاستغل هذه الفرصة وتغيّرت حياته وبات أصغر بطل ملاكمة في العالم للوزن الثقيل، وأسطورة في اللعبة ستعيش لأجيال عديدة.

من الضيف الذي دفع له أعلى أجر، ومن أقلهم؟

كل الضيوف باستثناء راشد الغنوشي تقاضوا أجوراً ، وأعلى أجر كان لرئيس الاتحاد السوفياتي ميخائيل جورباتشوف، وأقل أجر للملاكم الأميركي مايك تايسون.

هل يوجد ضيوف تم إستبعادهم، ولماذا؟

كان هناك عدة من الشخصيات الذين استبعدناهم إما لأسباب مادية حيث طلبوا مبالغ غير منطقية، أو لأسباب اخرى مثل التدقيق المبالغ فيه على الأسئلة التي أردنا إجابات عليها.

قابلتم العديد من الشخصيات، من أكثر شخصية أثرت فيك؟

كل ضيف من الضيوف له قصة تفوق الخيال وتستحق أن تدرّس..ما صنعه هؤلاء الأشخاص لم يكن وليد تبعيّة معيّنة، بل نتيجة عمل ومثابرة، فخاضوا تجاربهم وصنعوا أنفسهم من الصفر. وأعتقد أن كلهم أخذوا أقل مما يستحقوه، فكل ضيوف برنامج أصحاب السلطة ليسوا فقاعات بل فعلا ناس غيروا التاريخ.

سافرتم إلى العديد من الدول لتصوير الحلقات، ماهي الدولة اللتي تركت إنطباعها الخاص فيك؟

لكل دولة طابعها الخاص وأشياء تميّزها، شخصيّاً، زيارتنا إلى موسكو كانت مؤثرة جداً بعد لقاء جورباتشوف، لا سيما أنه لا يسع الفرد إلا أن يفكر بتاريخ الاتحاد السوفياتي والعظمة التي كان بها.

هل تصادمتم مع أي من الضيوف؟

لم يكن هناك صدام حقيقي، لكن كان هناك مواقف غريبة مثل اللقاء مع مايك تايسون حيث أردنا أن نختم اللقاء بصلاة جماعية كونه اعتنق الإسلام، وأحس بأن الأمر فيه شيء من الاستغلال بالتالي أصبح عدائي قليلاً ولم يقبل بتصوير الصلاة، فصلّينا معه خلف الكواليس.

صرحت لجريدة "الأنباء" الكويتية في 12 فبراير أنك أردت أن تقابل قائد تنظيم القاعدة أبوبكر البغدادي لولا وضعه الأمني الذي يعذر ظهوره، ما سبب إختيارك له؟

كانت الفكرة أنني مستعد للقاء أي شخص في أي مجال كان، فتوجّه البرنامج هو إيصال أفكار وتجارب شخصيات أثرت بالعالم بأشكال مختلفة وبشتى المجالات. لا يمكن أن يصل الإنسان إلى مستوى التأثير الذي وصلوا إليه ضيوف أصحاب السلطة إلا ويكون لديه تجارب تعلمنا الكثير.

ما سر إلتزامك بالزي الكويتي خلال ظهورك في حلقات البرنامج، وهل سبب لك مشاكل؟

برنامج أصحاب السلطة هو برنامج كويتي بامتياز، وأردنا أن يكون صورة حضارية جديدة عن دولتنا الحبيبة، وأن يكون الطابع العربي غالباً على هذه اللقاءات. دون شك، جذب الزي الخليجي الكثير من الأنظار في الدول الغربية، منها إيجابية ومنها سلبية. اذكر في أحد الحلقات كنا في نيويورك ارتديت دشداشة وكنت ذاهب للتصوير في تايمزسكوير وصادفنا أشخاص في الشارع ألقوا علينا الماء باعتبارنا إرهابيين فأجلنا اللقاء 3 ساعات لكي نبدّل ملابسنا.

جعلتم الجمهور جزء من الإعداد من خلال برنامج "سناب شات"، فما الهدف من ذلك؟

كانت فكرة ناجحة دون شك صنعت للبرنامج سمعة ممتازة وترقّباً كبيراً قبل بث الحلقة الأولى، كون البرنامج كويتي وخليجي بالدرجة الأولى، وهو أول تجربة خليجية بهذا الحجم، أردنا أن يكون المجتمع الخليجي جزءًا منه ليشعر الجميع بأنه إنجازهم أيضاً.

وبالفعل تلقينا العديد من الأسئلة المهمّة من الجمهور التي لم نفكر بها مسبقاً، خصوصاً وأن الإعداد للبرنامج كان أمراً صعباً فكنّا نضع محاور عريضة ونترك الأسئلة التفصيلية ارتجالية خلال التصوير.

ما مدى رضاك عن الإعلام الخليجي، وماذا يفتقر من وجهة نظرك؟

بشكل عام نحن فخورون بالإعلام الخليجي، ولكننا وجدنا ثغرة بالجانب التوعوي والتثقيفي خصوصاً الجانب الذي يساعد الشباب الخليجي في حياته المهنية والاجتماعية.

شبابنا طموح وقد لا يتوفر لدى الجميع الإمكانيات لتحقيق طموحاتهم فكانت فكرة أصحاب السلطة تسليط الضوء على شخصيات صنعت نفسها من الصفر وباتت علامات فارقة على مستوى العالم.