بعد مرور 22 يوماً على رحيل الفنان البحريني راشد العريفي، نظم غاليري "ملاذ الفن" لصاحبة الفنان جلال العريض، لقاءً "في رثاء جلجامش" لمجموعة من الفنانين والأكاديميين والمثقفين كان أشبه بتأبين فني حواري لتجربة الفنان العريفي.
وتم نحت جملة من الاشتغالات لرسم استعادي لمفردات ورموز المدرسة الدلمونية التي تكرس عليها الفنان، ومن جانب آخر كانت النقاشات بين الفنانين قد تركزت حول فكرة التجريب التي تكرس عليها العريفي والبحث في الأنماط والرموز الغريبة التي كانت تتمثل في آثار الفترة الدلمونية، والعمل عليها بإحساس رفيع من خلال جمالية اللوحة واللون.
وفي هذا السياق تحدث الفنان جلال العريض بأن العريفي يمثل علامة فارقة في تاريخ الفن التشكيلي في البحرين والمنطقة من خلال الأسلوب الفني الذي ابتدعه لنفسه دون أن يقيد نفسه بصرامة المفاهيم التاريخية للآثار، متجاوزاً بذلك كل الاشتغالات الفنية المطروحة، خاطاً بذلك خطاً لا يستطيع أحد من مجايليه أن يدعي في لحظة ما بأن له آثراً فيه.
ليختتم العريض جلال حديثه بأن هذه المبادرة، جاءت لتعبر عن حالة الوفاء والحزن التي عاشها فنانو البحرين، تجاه قامة لها ثقلها وتركت أثرها في الحراكة التشكيلية، معرباً عن اعتقاده بأن مثل تلك التجارب يجب أن تكتب سيرتها الثقافية والفنية بشكل يحفظ قيمتها في الذاكرة العامة كجزء من الإرث الفكري والثقافي والفني لمملكة البحرين.