أكدت رئيسة هيئة البحرين للثقافة والآثار الشيخة مي بنت محمد آل خليفة، أن أقل ما يمكن عمله في هذا الوقت الذي تشهد فيه المنطقة تحدياتٍ وظروفاً استثنائية هو تسليط الضوء على تراثنا الأثري الإسلامي، وبيان أهميته، وتوضيح ما تتعرض له مواقعنا الأثرية من عوامل خارجية تحد من فاعلية جهود الحفاظ عليها، وقالت "أعتقد بأنه آن الأوان لنتعرف عن قرب على خارطة التراث الأثري الإسلامي في السياق العالمي".

ونيابة عن صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء افتتحت الشيخة مي بنت فعاليات مؤتمر "الآثار الإسلامية من منظور عالمي" صباح الثلاثاء، بمسرح البحرين الوطني، بمشاركة شخصيات بارزة في مجال التاريخ والآثار من مختلف دول العالم، يستعرضون خلاله آخر ما توصلت إليه أبحاثهم فيما يتعلق بالآثار الإسلامية.

كما يحتفي المؤتمر بافتتاح مركز زوار مسجد الخميس بوصفه متحفاً يوثق تاريخ أبرز موقع أثري إسلامي في منطقة الخليج العربي، حيث حضر الافتتاح شخصياتٌ دبلوماسية وإعلامية وعددٌ من الأكاديميين والباحثين والمهتمين بشؤون الآثار.

وفي كلمتها في افتتاحية المؤتمر شكرت الشيخة مي بنت محمد آل خليفة صاحب السمو الملكي ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء على تفضل سموه بوضع هذا المؤتمر تحت رعاية سموه الكريمة.

وأشادت باهتمام سموه المباشر بالإرث الثقافي والتاريخي الذي يميز مملكة البحرين كما عبرت عن سرورها "باحتضان هذا المحفل الدولي المهم، والذي يأتي معززاً لعنوان برامج هيئة البحرين للثقافة والآثار لهذا العام "آثارُنا إن حكت". وقالت: "إننا في هذه المرة سنستمع لحكايات آثارنا الإسلامية على لسان أهم الخبراء الدوليين في مجال الآثار" .

وتمنت الشيخة مي في كلمتها أن يكون في جامعة البحرين كليّة واختصاص للترميم والآثار وختمت بالشكر لكل القيّمين على المؤتمر والمشاركين فيه من المملكة وخارجها.

فيما أشاد البروفيسور د.تيموثي إنسول أستاذ الآثار الأفريقية والإسلامية في معهد الدراسات العربية والإسلامية بجامعة إكستر بأهمية انعقاد مثل هذا المؤتمر الذي يقام احتفاءً بافتتاح مركز زوار مسجد الخميس، ويناقش الآثار الإسلامية في السياق العالمي موضوعًا يطرح للمرة الأولى، كما شكر الرعاية الكريمة لسمو ولي العهد راعي الحفل على اهتمامه الكبير بالتراث الإسلامي لاسيما في البحرين، وعبر إنسول عن تشرّفه بكونه مستشار سموه لشؤون الآثار.

تطرّق في كلمته إلى أهمية الآثار الإسلامية في البحرين التي اكتشفت في مطلع القرن العشرين، ولكنها لم تحظ بالاهتمام الذي حظيت به فترتي دلمون وتايلوس.

يذكر أنه في اليوم الأول للمؤتمر، تم تقديم أوراق عمل تستعرض الآثار الإسلامية في كل من البحرين، ودول مجلس التعاون لدول الخليج العربية واليمن والعراق وسوريا، والأردن.

ويتم الأربعاء، تقديم أوراق بحثية حول الآثار الإسلامية في كل من مصر و فلسطين، وفي عدد من الدول الاسلامية وآسيا الوسطى، و شمال أفريقيا، وجنوب آسيا، وجنوب شرق آسيا. وفي اليوم الأخير 13 أبريل يطرح المحاضرون أوراقهم البحثية حول الأناضول، شبه الجزيرة الإيبيرية "إسبانيا والبرتغال"، وإثيوبيا والقرن الأفريقي،و السودان، وساحل شرق أفريقيا، والآثار الإسلامية في غرب أفريقيا.

أما المحاضرون المشاركون في "مؤتمر الآثار الإسلامية من منظور عالمي" فهم: سلمان المحاري، خوسيه كارجافال، كوريساند فينويك، توم فيتون، آليسون غاسكوين، حامد سالم، آن هاور، تيموثي إينسول،آليستر نورثيج، آندرو بيكوك، آكسيل روجيل، سعد الراشد، مهرداد شوكوهي، ناتالي هونوريا شوكوهي، جون سيمبسون، إنتصار الزين صغيرون ، ألكسندر واين، بيثاني ووكر، وألان والمزلي.