أكد نائب رئيس جامعة الخليج العربي د.خالد طبارة تزايد الاهتمام العالمي باضطراب طيف التوحد في الفترة الأخيرة تزايداً ملحوظا، مقابل زيادة الجهود الرامية إلى فهم احتياجات ذوي اضطراب طيف التوحد لتحسين جودة حياتهم وتوعية المجتمعات بحقوقهم وقضاياهم، مؤكداً حقهم في الاندماج في الحياة بمختلف مجالاتها.

وقال خلال احتفاء الجامعة وشركاءها المحليين باليوم العالمي للتوعية باضطراب طيف التوحد تحت شعار "التوحد ليست إعاقة بل هي قدرة مختلفة" الثلاثاء، إن الغموض هو أهم أسباب تزايد الاهتمام العالمي بهذا الاضطراب المجهول الأسباب على الرغم من اكتشافه قبل 70 عاماً.

وأشار طبارة، إلى أن العديد من الدراسات والبحوث حاولت دراسة الأعراض المتداخلة في التشخيص وبيان أسباب هذا الاضطراب طوال السنوات الماضية إلا أن السبب الأساس المؤدي للاضطراب لايزال غير معروف إلى الآن، وأن كل ما استطاع العلم تقديمه هو مجموعة من العوامل التي تساعد على ظهور الاضطراب كالعوامل البيولوجية والجينية والعصبية والبيئية وحتى العوامل الكيميائية.

وأورد بيان، يشير إلى ارتفاع معدلات الإصابة بهذا الاضطراب في الخمس سنوات الأخيرة، مشيراً إلى أن النسبة كانت تقدر بحوالي حالة واحدة لكل 10 آلاف مولود، إلا أنها قفزت في آخر إحصائية رسمية للأمم المتحدة لتصل إلى حالة لكل 68 مولود.

وأكد طبارة، حرص الجامعة على تقديم برنامج أكاديمية نوعية وتخصصات فريدة كبرنامج الإعاقة الذهنية والتوحد الذي يعد أول برنامج متخصص في اضطراب التوحد بدول الخليج والعالم العربي، ليقدم مقررات أكاديمية أكثر عمقاً، وأبحاث نوعية تثرى المكتبة العربية والخليجية بمجموعة متميزة من الرسائل التي تناولت موضوعات مواكبة لما يتم دراسته على المستوى العالمي، إلى جانب مجموعة من الاختبارات والمقاييس والبرامج العالمية التي تم تعديلها لتوائم البيئات الخليجية المختلفة، واعداً باستمرار عطاء الجامعة في هذا المجال والعمل على تسخير إمكانياتها الأكاديمية والبحثية لخدمة المجتمع الخليجي، باعتبارها نموذج للتعاون الفعال والبناء بين دول المجلس.

فيما قال الأستاذ المشارك في برنامج الإعاقة الذهنية والتوحد بكلية الدراسات العليا بالجامعة د.سعد الخميسي، إن حقيقة اضطراب طيف التوحد وما يشوبه من مغالطات وخرافات وجدل يدور حول المسببات التي تربطها أحياناً بطبيعة علاقة الأم بالطفل التوحدي أو التطعيمات الثلاثية واضطرابات الجهاز العصبي أو الإفراط في استخدام الأجهزة الإلكترونية وغيرها من الاعتقادات والافتراضات التي لم تثبت صحتها علمياً.

وأشار إلى الاعتقاد بأن للأطفال التوحديين يتمتعون بقوى خارقة تتعلق بسرعة العد والحساب والحفظ والعزف الموسيقي وغيرها من القدرات والمهارات تتراوح نسبتها بين 3 و10% فقط، وأن جميع المصابين باضطراب طيف التوحد يحتاجون إلى توجيه ورعاية وتدريب خاص لتنمية مهاراتهم التواصلية والتفاعلية لإدماجهم في المجتمع خصوصاً مع عدم توافر علاج شافي وحاسم حتى الآن.

وعرض طلبة برنامج الإعاقة الذهنية والتوحد بالجامعة فيلما تسجيليا يلخص إنجازاتهم، ثم عرض لمواهب الأطفال التوحديين، ثم فقرة بعنوان "جرب خبرة التوحد" في محاولة لمعرفة كيف يستخدم الشخص التوحدي حواسه وكيف يشعر عند استخدام تلك الحواس.

بعدها تم تكريم الجهات والمراكز المشاركة في إحياء هذا اليوم، كإدارة التربية الخاصة بوزارة التربية والتعليم، الجمعية البحرينية للإعاقة والمؤسسة الوطنية لخدمات المعاقين، جمعية التوحديين البحرينية، والمراكز المتخصصة كمركز "رشاد" و"الوفاء" و"إنماء" و "ريا"، ثم افتتح نائب رئيس الجامعة المعرض المصاحب لفعالية الاحتفاء باليوم العالمي للتوعية باضطراب طيف التوحد.