أكد رئيس مجلس أمناء مركز البحرين للدراسات الاستراتيجية والدولية والطاقة "دراسات" الشيخ عبدالله بن أحمد آل خليفة أهمية فتح مجالات جديدة وواعدة تكون بمثابة جسر للتواصل الفكري والإنساني بين الغرب والشرق لتعزيز قيم التسامح والحوار والتعايش، فيما أكد نائب الأمين العام لمؤسسة "كونراد اديناور" الألمانية جيرهارد فالرز بما تشهده البحرين من تطور وتحديث كبيرين، مبدياً ترحيبه بالتعاون مع مركز "دراسات" لإيجاد بيئة مساعدة لتحقيق الأهداف الإنمائية المشتركة في البلدين الصديقين. وزار الشيخ عبدالله بن أحمد آل خليفة جمهورية ألمانيا الاتحادية في إطار توطيد وتعزيز العلاقات الأكاديمية والبحثية وتطوير القدرات مع المؤسسات والمعاهد العالمية المتخصصة. وفي مستهل لقاءاته، اجتمع الشيخ عبدالله بن أحمد آل خليفة مع جيرهارد فالرز نائب الأمين العام لمؤسسة "كونراد اديناور"، واستمع إلى شرح موجز عن دور ومهام المؤسسة في ألمانيا، وكذلك أنشطتها في عدد من دول العالم. وأشار الشيخ عبدالله بن أحمد آل خليفة إلى أن البحرين شهدت منذ تدشين حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى للمشروع الإصلاحي الشامل ازدهاراً كبيراً وتطوراً ملموساً لمؤسسات المجتمع المدني، حيث تضاعفت أعدادها بوتيرة سريعة، وتنوعت أنشطتها في مختلف المجالات كماً ونوعاً. وأوضح أن المجتمع المدني في المملكة يتمتع بحيوية وفعالية، إذ يعتبر من أنشط المؤسسات على مستوى الشرق الأوسط جراء أجواء الانفتاح والحرية، كما يلعب دوراً مؤثراً في التنمية المستدامة والتحول الديمقراطي وحقوق الإنسان كشريك رئيسي وحقيقي في عملية البناء والتقدم. وبين أن حقوق الإنسان تحظى بمكانة بارزة في ظل ما كفله الدستور والقانون من منظومة حديثة ومتطورة من التشريعات والمؤسسات، لافتاً في هذا الصدد إلى مشاركة مؤسسات المجتمع المدني في إعداد التقرير الوطني لآلية الاستعراض الدوري الشامل المقدم لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، في إطار شراكة مجتمعية مثمرة ومتنامية. وفي إطار الانفتاح على أهم المراكز وبيوت الخبرة الدولية، التقى رئيس مجلس أمناء مركز البحرين للدراسات الاستراتيجية والدولية والطاقة مع المسؤول عن قسم الشرق الأوسط بالمعهد الألماني للشؤون الدولية والأمنية جيدو شتاينبرج. وأعرب عن تقديره للجهود التي يقوم بها المعهد في إثراء الدراسات الأكاديمية، وتعزيز التفاهم الدولي، مبدياً تطلعه للتعاون بين الجانبين لاسيما في مجالات التفكير الاستراتيجي وبناء الشراكات البحثية. وأوضح أن مركز "دراسات" ووفقاً لرؤية البحرين الاقتصادية 2030، يسعى لإطلاق المبادرات النوعية وإجراء الدراسات الاستراتيجية التي لها انعكاسات على مملكة البحرين ومنطقة الخليج، وتعزيز تواجده على الساحة الدولية. واستعرض أبرز مراحل المشروع الإصلاحي لحضرة صاحب الجلالة عاهل البلاد المفدى، وما حققته المملكة من إنجازات ومكتسبات وضعت البحرين في مصاف الدول المتقدمة. وأشار إلى أن البحرين ومن منطلق المرتكزات المشتركة التي تربطها بألمانيا، تحرص على تعزيز العلاقات الثنائية ومن بينها التعاون الأكاديمي والبحثي، ومساندة كافة الجهود المبذولة لحفظ الأمن والاستقرار في المنطقة، ومكافحة الإرهاب بكافة أشكاله، وخدمة قضايا التنمية والسلام العالمي. وتناول اللقاء أيضاً مناقشة دور المراكز البحثية الاستراتيجية في إدارة التحديات التي تواجه الشرق الأوسط وخصوصاً منطقة الخليج، فضلاً عن مخاطر التدخلات في شؤون الدول على السلم الإقليمي. من جهته، رحب جيدو شتاينبرج ببحث فرص وآفاق التعاون في مجال الدراسات الاستراتيجية والدولية مع مركز "دراسات"، بالإضافة إلى تبادل الخبرات والزيارات وإقامة الفعاليات والبرامج المشتركة. كما زار رئيس مجلس أمناء مركز "دراسات" الشيخ عبدالله بن أحمد آل خليفة مقر مؤسسة "كوربر" والتي تعد من أبرز المؤسسات العالمية في المجالات السياسية والاستراتيجية والعلاقات الدولية والعلوم والثقافة، وتضم نخبة كبيرة من المثقفين وقادة الرأي في ألمانيا، حيث كان في استقباله مديرة البرامج بالمؤسسة إليزابيث فون هميرشين، وبحضور عدد من القيادات الفكرية والسياسية والأكاديمية. واطلع على الأعمال والأنشطة التي تقوم بها المؤسسة، والفعاليات التي تنظمها ويشارك بها مختلف المسؤولين في العالم. واستعرض خلال اللقاء التحديات الراهنة في الشرق الأوسط ومن بينها منطقة الخليج، موضحاً مواقف البحرين الثابتة والواضحة حيال دعم كافة الجهود التي من شأنها تحقيق السلام وتعزيز الأمن والاستقرار لدول المنطقة وشعوبها. ولفت إلى الرؤية الملكية السامية في تبني الإصلاح الشامل والمتوازن والمضي قدماً في تحقيق معدلات مرتفعة في مجال التنمية المستدامة، وكذلك ضرورة التصدي لخطر التطرف استناداً إلى منهج متكامل الأبعاد، والتعريف بالتعاليم الحقيقية والوسطية للدين الإسلامي ورسالته السمحة، لافتاً في هذا السياق إلى محاولة عناصر خارجة على القانون استغلال الساحة الأوروبية لدعم الإرهاب، واستهداف عملية الإصلاح في مملكة البحرين. من جانبها، أكدت إليزابيث فون هميرشين أن اللقاء تمخضت عنه نتائج إيجابية تسهم في التعرف على مواقف البحرين من مختلف القضايا في المنطقة والعالم. واختتم رئيس مجلس أمناء مركز البحرين للدراسات الاستراتيجية والدولية والطاقة "دراسات" لقاءاته باجتماع مع نائب الأمين العام للهيئة الألمانية للتبادل العلمي DAAD، أورليش جروثوس الذي قدم نبذة عن عمل الهيئة، وفرص التحاق الدراسين من مختلف دول العالم ببرامجها المتاحة. وأشار إلى ريادة البحرين في مجال التعليم منذ انطلاق التعليم النظامي عام 1919 من القرن الماضي، وجهودها المتواصلة للارتقاء بالعملية التعليمية والبحث العلمي، وهو أمر يحظى بأولوية من لدن جلالة عاهل البلاد المفدى في سياق مبادرة جلالته لمدارس المستقبل وتمكين التعليم الرقمي. وقال إن حكومة المملكة برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، وبمساندة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء حققت نقلة نوعية ومتقدمة عالمياً في مجال توفير خدمة تعليمية عصرية للجميع، مبيناً أن برنامج سمو ولي العهد للمنح الدراسية العالمية يوفر للمبتعثين العديد من الفرص لتنمية مهاراتهم المهنية من خلال البرامج التدريبية. وشهد الاجتماع بحث أفكار ومقترحات للتعاون بين الجانبين، بما يصب في مصلحة تطوير البيئة العلمية والفكرية، والاستثمار في العنصر البشري.
=
المختار