نظم مجلس الدوي بالمحرق محاضرة بعنوان "الصراع الفارسي بالمنطقة وانعكاساته على البحرين"، وتحدث فيها المحلل السياسي والإعلامي والصحافي فرات البسام، بإدارة الدكتور عبدالقادر المرزوقي.

وفي مستهل حديثه تطرق المحاضر إلى جانب مهم إلا وهو كيف نقرأ التاريخ بشكل صحيح، فهو ماضينا الذي نستند إليه للحاضر ولمستقبل أفضل؛ لذا علينا أن نقرأ التاريخ بنية الاستفادة واستنباط العبر والعظات.

بعدها استعرض تاريخ الصراعات التاريخية التي مرت بها منطقة الخليج العربي، بدءاً من الدولة الصفوية ومروراً بالدولة القاجارية ومن ثم دولة الشاه محمد رضا بهلوي، وانتهاء بسقوطه وقيام الثورة الإيرانية وإرجاع الخميني على متن الطائرة الفرنسية إلى الأراضي الإيرانية، وتنصيبه حاكماً عليها في عام 1979 وحتى عام 1989، والذي أسس لمنهج ديني لم يكن حينها موجوداً ألا وهو ولاية الفقيه التي يعارضها الكثير من الفقهاء الشيعة باعتبارها ليست منهجاً أصيلاً للمذهب الجعفري.

وتطرق إلى الحرب العراقية الإيرانية ومخاوف الدول الخليجية من هذا المد والرغبة في التوسع، ومحاولة استنساخ هذه التجربة في دول الخليج عن طريق تجنيد وتحريض أبناء الطائفة الشيعية الكريمة، ومحاولاتهم المستمرة في إلغاء هويتهم وانتمائهم لبلدانهم، متطرقاً إلى الاتفاقية التي حصلت بين إيران والدولة العثمانية على اقتطاع عربستان، والتي تسمى اليوم الأحواز من العراق وضمها إلى إيران، وضم المنطقة الواقعة في شمال غرب إيران إلى العراق، والتي مازال أبناؤها الأحوازيون يتجرعون سم هذا التقسيم حتى اليوم، كما مكن الفرس من جانب آخر من تكوين ميلشيات حزب الله والطابور الخامس التابع لإيران والذي يهدد أمن دول الخليج العربي.

فيما أكد المحاضر على أهمية قرار عاصفة الحزم ومن بعده إعادة الأمل، والتي أمر بهما خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- لنصرة الأشقاء في اليمن، ودعم الشرعية والتصدي للانقلابيين الحوثيين ومن يدعمهم، والوقوف أمام أطماع إيران التوسعية والتي تدعم الحوثيين.

من ناحية أخرى أثنى رواد المجلس والحضور على هذه المحاضرة المفيدة، وأشادوا بالجهود المبذولة من قبل المحاضر، كما قدم صاحب المجلس الأستاذ إبراهيم الدوي الشكر للمحاضر ولكل من حضر وتفاعل مع هذه المحاضرة المهمة.