منحت جامعة الدول العربية صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء درع الجامعة العربية في الريادة في العمل التنموي في احتفالية كبيرة أقيمت الأربعاء بمقر الجامعة بالقاهرة، تقديرًا لدور سموه الرائد في الارتقاء بالمجتمع، وتكريمًا لإسهامات سموه في مجال التنمية والتحديث والنهضة الحضارية، ودور سموه في دعم العمل العربي المشترك.
ويعُد صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء أول قائد عربي يحصل على هذه الجائزة التي استحدثتها الجامعة العربية هذا العام، والتي تمنح للشخصيات العربية الرفيعة ذات الاسهام الفعال في تطوير العمل العربي التنموي.
وتسلم سمو الشيخ علي بن خليفة آل خليفة نائب رئيس الوزراء الدرع نيابة عن صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء من الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، بحضور عدد من كبار المسئولين والشخصيات من رجال السياسة والفكر والثقافة والصحافة والاعلام والدبلوماسيين والأكاديميين العرب.
وبهذه المناسبة أعرب سمو الشيخ علي بن خليفة آل خليفة نائب رئيس الوزراء عن اعتزازه بتكليفه من قبل الوالد صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء بتسلم درع الجامعة العربية للريادة في العمل التنموي نيابة عن سموه.
ونقل سموه تحيات وتقدير صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء لجامعة الدول العربية وأمينها العام وكافة الحضور على التكريم الذي يؤكد مدى تقدير الجامعة العربية لجهود النهضة والتنمية التي تشهدها مملكة البحرين في مختلف المجالات.
ونوه سموه إلى اعتزاز صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء بنيل التكريم من جامعة الدول العربية التي تمثل البيت الجامع لكل العرب، مشيرًا إلى أن هذا الاحتفاء بصاحب السمو الملكي رئيس الوزراء والحضور الواسع لكبار المسئولين والمفكرين هو دليل محبة وتقدير لدور سموه التنموي ومواقفه في خدمة وطنه والدفاع عن قضايا أمته العربية والإسلامية.
وأكد سمو الشيخ علي بن خليفة آل خليفة أن البحرين في ظل القيادة الحكيمة لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى استطاعت أن ترسي أسس نموذج رائد في التنمية الشاملة والمستدامة الذي يهتم بتنمية الانسان أولاً وجعله محورًا لكل جهد تنموي.
وأشاد سموه بدور جامعة الدول العربية وما تبذله من جهود لدعم التكامل والتضامن العربي، معربًا سموه عن تمنياته للجامعة وأمينها العام بمزيد من النجاح والتوفيق في تحقيق ما تطمح إليه الدول والشعوب العربية من تطور ونماء يحقق للأمة العربية وشعوبها الرفعة والأمن والاستقرار.
وكان الاحتفال قد بدأ بكلمة من الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، أكد فيها أن صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان رجل صاحب رؤية تنموية وتحديثية متكاملة، وأن هذه الرؤية توفرت لها أسباب النجاح والتحقق بواقع الثقة التي منحها له شقيقة المغفور له الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة، ثم صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين المفدى حتى صارت واقعا نفخر به جميعا.
وأضاف "كان وجود صاحب السمو الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة سيسعدنا ويشرفا كثيرا، ولو أن حضور الأمير علي بن خليفة آل خليفة يشعرنا بأن والده العظيم بيننا ومعنا".
وتابع "قليلة هي الشخصيات العربية التي خاضت معترك التنمية والتحديث مثلما فعل الأمير خليفة، وقليلة هي القيادات التي أدركت منذ وقت مبكر أن معركتنا كعرب هي معركة تنمية وعمران وبناء في المقام الأول، تنمية البلدان وبناء الإنسان، تنمية بالناس ومن أجل الناس".
وأكد أن البحرين أصبحت وهي دولة صغيرة الموارد، مركزا ماليا وتجاريا في محيطها يشار إليها بالبنان ويقصده المستثمرون من الشرق والغرب.
وأضاف "لقد ادرك الأمير خليفة ان مشروع بناء الدولة الحديثة يستند في الأساس إلى اقتصاد قوي ومتنوع، وانطلقت رؤيته التنموية من تصور واقعي لعناصر القوة في موقع البحرين وسكانها، فراوده حلم مبكر بتحويل بلده إلى مركز مالي في المنطقة، وقد كان الحلم حصيلة دراسة ورصد لتاريخ البحرين تحت الحماية البريطانية وما هو معروف من اهتمام بريطاني بالنشاط المصرفي في البحرين، حيث تم افتتاح اول مصرف بالبحرين عام 1920 وهو البنك الشرقي المحدود، وتوالى افتتاح المصارف حتى بلغت 10 مصارف في عام 1971 ووجد الأمير خليفة ان بلاده مهيأة بحكم الموقع والكوادر البشرية والتجربة التاريخية ان تكون مركزا لاستقطاب المصارف والمؤسسات العالمية".
وقال "من هذا المنطلق صاغ الرجل خطته لتنمية البنية الأساسية سواء في المجال العمراني او البشري فكان الانجاز المتفرد الذي شهد له القاصي والداني، ولا يظننا أحد ان هذا الجهد، كان يجري في بيئة سهلة ومواتية او ان هذه الخطة كانت تسير من دون تحديات اقليمية او معوقات خارجية، فالأطماع في ارض البحرين قديمة ومعروفة، والطامعون كانوا ولازالوا للأسف يتحينون الفرص للانقضاض ويتربصون بالمملكة مضمرين كل نوازع الهيمنة و السيطرة، لكن نواياهم لن تتحقق، ومساعيهم ستكلل بالخيبة والخسارة، ومن اراد البحرين بسوء أو ظنها لقمة سائغة عليه ان يواجه عمقها العربي ممثلا في هذه الجامعة العتيدة".
وأكد أن البحرين التزمت رؤية العمل التنموي في الداخل بحكمة التحرك السياسي في الخارج، فرأينا البحرين في الموقف الصحيح على طول الخط وعهدناها دوما في جانب العروبة وفي صف العمل العربي الجماعي، ركنا لا غنى عنه في النظام الاقليمي، وعامل وحدة لا فرقة او تشرذم، وما كان لهذه الرؤية السياسية ان تصير واقعا الا اذا توفر لها عزم القيادة وحنكة رجل الدولة وارادة اصحاب الرؤية، ونحن اليوم نكرم في شخص الأمير خليفة هذه الرؤية وتلك الإرادة وذلك العزم علي التحديث ومجابهة تحديات التنمية.
وأضاف: "ان أدبيات السياسة الدولية مليئة بالاستراتيجيات التي تتبعها الدول الصغيرة بسكانها ومساحتها الجغرافية من أجل ان تجد لها موطأ قدم تحت الشمس والحق ان البحرين قد حفرت لنفسها مكانا وسط هذه الدول التي شقت صعودها وسط تهديدات صعبة ومطامع محدقة، لقد صارت مملكة البحرين بواقع الانجاز وعزيمة البشر كبيرة ورائدة".
بعدها، عُرض فيلم وثائقي عن صاحب السموالملكي رئيس الوزراء وإنجازاته في مجال التنمية والتحديث في مملكة البحرين، حيث نجحت البحرين في وضع منهج متوازن للتنمية الاقتصادية والسياسية والاجتماعية وأصبحت مركزًا اقتصاديًا وصناعيًا وعاصمة مالية تجذب الكثير من المؤسسات العالمية والعديد من البنوك الدولية، وتطرق الفيلم إلى أن الانجازات العديدة التي حققتها مملكة البحرين في مختلف المجالات الاقتصادية والتنموية، بالاضافة إلى برامج المساواة الاجتماعية المتزامنة مع تطور البنية التحتية الاقتصادية.
من جانبه، ألقى محمد المطوع وزير شئون مجلس الوزراء كلمة، أعرب فيها عن سروره أن يشارك في هذه الاحتفالية بمناسبة منح صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء درع الجامعة العربية في الريادة في العمل التنموي، متوجها بالشكر والتقدير إلى الجامعة وأمينها العام على هذه المبادرة النبيلة بتكريم سموه لدوره القيادي والريادي في نهضة البحرين الحديثة.
وأكد أن المتتبع لتاريخ البحرين يدرك أنها شأنها شأن بقية دول العالم مرت ولا تزال بتحديات وصعوبات كثيرة في شتى المجالات الاقتصادية والاجتماعية والأمنية، ولكن سيدرك أيضا بأنها استطاعت أن تقف متماسكة وقادرة على المضي في مسيرة التنمية وتحقيق تطلعات شعبها وأن تحتل مكانة مرموقة على الساحتين الاقليمية والدولية رغم صغر حجمها ومحدودية مواردها وامكانياتها.
وأضاف أن هذه المسيرة التنموية الشاملة والنهضة التي تشهدها البحرين متلازمة بشكل وثيق مع مسيرة حياة صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء، ومراحل ارتقاءه سلم المسئوليات، حيث إن سموه ومنذ بداية تولي سموه المسئولية، فقد وضع في قائمة أولوياته تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية وتوفير الخدمات الأساسية التي تكفل الحياة الكريمة لجميع المواطنين في مجالات التعليم والصحة والاسكان والبنية التحتية والتنمية البشرية وغيرها.
وقال إن البحرين حققت انجازات كبيرة في هذه المجالات مما أهلها لتبوء مكانة متقدمة في المؤشرات التي تصدرها العديد من منظمات الأمم المتحدة ووكالاتها المتخصصة.
وأشار إلى أن هذه الانجازات التي تحققت بقيادة سموه لفتت انتباه الكثير من الدول والمنظمات الدولية، فتوالى تكريمه كرجل دولة ورجل سلام وتنمية بالأوسمة والقلادات والدروع، وعلى سبيل المثال فقد تم منح سموه جائزة الشرف للانجاز المتميز من برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية "الموئل" عام 2007 لدوره الرائد في التنمية الحضرية والاسكان، وجائزة تحقيق الأهداف الانمائية للألفية من الأمم المتحدة عام 2010 والتي قلده إياها الأمين العام السابق بان كي مون، وميدالية ابن سينا الذهبية من اليونسكو تقديرا للجهود التي يبذلها سموه في مجال دعم الثقافة والتراث الانساني، ودرع الاتحاد الإفريقي لإسهامات سموه في مجال الأمن والسلم على المستويين الاقليمي والدولي، بالاضافة إلى منح سموه جائزة شعلة السلام من جمعية تعزيز السلام في النمسا وغيرها من القلادات والأوسمة.
وأضاف إن صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء يتطلع دائما إلى تحقيق المزيد من الانجازات للبحرين وشعبها مرتكزا على رؤية تتسم بمزيد من الانجاز وتستوعب كل الطموحات مرددا دائما في كل مناسبة "ان الآمال لا تنتهي وما دمنا نعمل فإن الآفاق ستبقى أمامنا رحبة للعمل".
وقال المطوع إن ما يسعدنا هو أن يأتي هذا التكريم العربي مُكملا ومُعززا لما حظى به سموه من تكريم على المستويين الاقليمي والدولي، وهو التكريم الأغلى والأقرب إلى قلب سموه كونه يأتي من بيت العرب ممثلا في جامعة الدول العربية، ويؤكد سموه أنه يؤسس لتقليد جديد في مجال العمل العربي المشترك، ويعتبره تتويج لكل جوائز التكريم التي نالها من قبل.
وأكد أن صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء يتطلع إلى أن تسهم هذه المبادرة في دفع الجهود المبذولة لتحقيق التنمية المستدامة في الدول العربية وتعزيز دور الجامعة العربية في هذا المجال.
بعدها ألقى عمر موسى الأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية كلمة، أكد فيها ان صاحب السمو الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس وزراء البحرين، يعد واحدا من الشخصيات العربية المحترمة التي عملت الكثير لتحقيق التقدم لوطنها ولحماية مصالح الوطن العربي الكبير، وان تكريم سموه هو تكريم مستحق.
وقال إن الذي يطلع على تاريخ البحرين يعلم مقدار ما قام به سمو رئيس الوزراء الامير خليفة بن سلمان في تحديث هذا البلد وتحقيق نموه وفيما اصبح عليه من تقدم وحداثة وجِمال.
وأضاف "ان دور الامير خليفة دور يجب ان يسجل، فليس الأمر أمر مدح لرئيس وزراء دولة عربية وانما هو تأريخ لشخصيات عربية اسهمت بكل ما هو إيجابي يتعلق بعالمنا العربي، فحين نعلم ان البحرين اصبحت صاحبة المرتبة الثانية عشر بين كل الدول من حيث دخل الفرد، والثامن عشر باعتبارها حكومة الكترونية بين كل دول العالم، نعلم مقدار التقدم الذي احرزته البحرين، بقيادة هذه الحكومة الفاعلة والتي اظهرت كفاءة عالية في حكم ذلك البلد".
وأكد ان الثقة التي اولاها ويوليها جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين والكفاءة التي يظهرها سمو رئيس الوزراء تطرح مثالا يحتذي لكيفية تقدم الامم.
ورأى ان الادوار التنويرية والسياسية والادارية والوطنية كلها ادوار توضح كيف يمكن ان تتشكل كفاءة الحكم وكيف يمكن ان تؤدي إلى نتائج ايجابية تحقق التقدم.
وقال "ما يعلمه عن الأمير خليفة بن سلمان من يعرفونه مثلي عنده من الود الكثير ومن الجدية ما هو أكثر وعنده من المرونة ما هو واضح في كيفية ادارته للأمور، وعنده من الحزم ما يضع كل خطوة وكل سياسة في مكانها السليم".
وختم قائلا "ود ومرونة وجدية وحزم وكفاءة ووطنية تجعل من درع العمل التنموي هدية مستحقة لسموه، اضافة إلى التكريم الذي تلقاه الأمير خليفة بن سلمان من مختلف المنظمات الدولية والقارية والعربية هو امر نفخر به جميعا وأهنئ صاحب السمو عليه".
ثم ألقى عبدالرؤوف الروابدة رئيس الحكومة الأسبق ورئيس مجلس الأعيان السابق بالمملكة الأردنية الهاشمية، أعرب فيها عن شكره لجامعة الدول العربية وأمينها العام لتكريمها قيادة عربية على دورها وإنجازاتها في المجال التنموي والتحديث الشامل والنهضة الحضارية، مؤكدا أن التكريم هو صناعة للقدوة والتأسي واضاءة على الجوانب المشرقة في سيرة المكرم حتى تبقى في وجدان القيادات الواعدة وهي تعبير عن نبل الوفاء الذي لا يعرفه إلا الأوفياء.
وقال إن صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء هو شخصية مبدعة آسرة تثور كالسيل العرم حين تحزم الأمور وترق كالنسيم في كل حين، رفع المجد كابرا عن كابر في أسرة ميزتها العراقة والوفاء والبناء والانجاز".
وأكد أن سموه حفظ الأمن والاستقرار لمملكة البحرين وحقق التنمية والنماء ولم يتردد في قيادة مبادرات التطوير في كل ميدان، وكان سموه على الدوام عروبيا حتى النخاع ويسهم في كل جهد عربي خير، وينتشى لكل نصر عربي ويألم لأي ألم طال أرضا عربية، كما أن سموه اسلامي الهوية بوعيه وفهمه يبرز وجه الاسلام الصافي في مواجهة كل دعاة الفتنة والتفتت والتشويه.
وأضاف أن سموه إداري حازم خبر كل المواقع، والتنمية والابداع والتطوير ديدنه، وقطفت البحرين ثمار وطنا أصيلا يفخر بإنجازات حضارية متميزة وبنهضة تعليمية عريقة وخدمات عامة يتمتع بها الجميع، قائلا: "إن هذا التكريم يفي فقط ببعض حق صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة".
بعدها، قام سمو الشيخ علي بن خليفة آل خليفة بتسليم هدية تذكارية بالمناسبة إلى أحمد ابو الغيط الامين العام لجامعة الدول العربية.
ثم قام سمو الشيخ علي بن خليفة آل خليفة بجولة في معرض الصور الذي أقيم علي هامش الاحتفالية واشتمل على مجموعة من الصور التي ترصد جهود مملكة البحرين التنموية فيشتى القطاعات ودور صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء في التنمية بمملكة البحرين.
كما شهدت الاحتفالية تدشين كتاب "خليفة بن سلمان..زعامة صنعت تاريخًا"، من اعداد الدكتور عمر الحسن الصادر عن مركز الخليج للدراسات الإستراتيجية، والذي يستعرض إنجازات البحرين على صعيد التنمية والتطوير في كافة القطاعات، والجهود التي قامت بها القيادة الحكيمة من أجل تقدم ونهضة البحرين، وهو ما أسهم في أن تصل مملكة البحرين إلى ما بلغته اليوم من تقدم في كافة الميادين.
ويعُد صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء أول قائد عربي يحصل على هذه الجائزة التي استحدثتها الجامعة العربية هذا العام، والتي تمنح للشخصيات العربية الرفيعة ذات الاسهام الفعال في تطوير العمل العربي التنموي.
وتسلم سمو الشيخ علي بن خليفة آل خليفة نائب رئيس الوزراء الدرع نيابة عن صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء من الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، بحضور عدد من كبار المسئولين والشخصيات من رجال السياسة والفكر والثقافة والصحافة والاعلام والدبلوماسيين والأكاديميين العرب.
وبهذه المناسبة أعرب سمو الشيخ علي بن خليفة آل خليفة نائب رئيس الوزراء عن اعتزازه بتكليفه من قبل الوالد صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء بتسلم درع الجامعة العربية للريادة في العمل التنموي نيابة عن سموه.
ونقل سموه تحيات وتقدير صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء لجامعة الدول العربية وأمينها العام وكافة الحضور على التكريم الذي يؤكد مدى تقدير الجامعة العربية لجهود النهضة والتنمية التي تشهدها مملكة البحرين في مختلف المجالات.
ونوه سموه إلى اعتزاز صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء بنيل التكريم من جامعة الدول العربية التي تمثل البيت الجامع لكل العرب، مشيرًا إلى أن هذا الاحتفاء بصاحب السمو الملكي رئيس الوزراء والحضور الواسع لكبار المسئولين والمفكرين هو دليل محبة وتقدير لدور سموه التنموي ومواقفه في خدمة وطنه والدفاع عن قضايا أمته العربية والإسلامية.
وأكد سمو الشيخ علي بن خليفة آل خليفة أن البحرين في ظل القيادة الحكيمة لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى استطاعت أن ترسي أسس نموذج رائد في التنمية الشاملة والمستدامة الذي يهتم بتنمية الانسان أولاً وجعله محورًا لكل جهد تنموي.
وأشاد سموه بدور جامعة الدول العربية وما تبذله من جهود لدعم التكامل والتضامن العربي، معربًا سموه عن تمنياته للجامعة وأمينها العام بمزيد من النجاح والتوفيق في تحقيق ما تطمح إليه الدول والشعوب العربية من تطور ونماء يحقق للأمة العربية وشعوبها الرفعة والأمن والاستقرار.
وكان الاحتفال قد بدأ بكلمة من الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، أكد فيها أن صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان رجل صاحب رؤية تنموية وتحديثية متكاملة، وأن هذه الرؤية توفرت لها أسباب النجاح والتحقق بواقع الثقة التي منحها له شقيقة المغفور له الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة، ثم صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين المفدى حتى صارت واقعا نفخر به جميعا.
وأضاف "كان وجود صاحب السمو الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة سيسعدنا ويشرفا كثيرا، ولو أن حضور الأمير علي بن خليفة آل خليفة يشعرنا بأن والده العظيم بيننا ومعنا".
وتابع "قليلة هي الشخصيات العربية التي خاضت معترك التنمية والتحديث مثلما فعل الأمير خليفة، وقليلة هي القيادات التي أدركت منذ وقت مبكر أن معركتنا كعرب هي معركة تنمية وعمران وبناء في المقام الأول، تنمية البلدان وبناء الإنسان، تنمية بالناس ومن أجل الناس".
وأكد أن البحرين أصبحت وهي دولة صغيرة الموارد، مركزا ماليا وتجاريا في محيطها يشار إليها بالبنان ويقصده المستثمرون من الشرق والغرب.
وأضاف "لقد ادرك الأمير خليفة ان مشروع بناء الدولة الحديثة يستند في الأساس إلى اقتصاد قوي ومتنوع، وانطلقت رؤيته التنموية من تصور واقعي لعناصر القوة في موقع البحرين وسكانها، فراوده حلم مبكر بتحويل بلده إلى مركز مالي في المنطقة، وقد كان الحلم حصيلة دراسة ورصد لتاريخ البحرين تحت الحماية البريطانية وما هو معروف من اهتمام بريطاني بالنشاط المصرفي في البحرين، حيث تم افتتاح اول مصرف بالبحرين عام 1920 وهو البنك الشرقي المحدود، وتوالى افتتاح المصارف حتى بلغت 10 مصارف في عام 1971 ووجد الأمير خليفة ان بلاده مهيأة بحكم الموقع والكوادر البشرية والتجربة التاريخية ان تكون مركزا لاستقطاب المصارف والمؤسسات العالمية".
وقال "من هذا المنطلق صاغ الرجل خطته لتنمية البنية الأساسية سواء في المجال العمراني او البشري فكان الانجاز المتفرد الذي شهد له القاصي والداني، ولا يظننا أحد ان هذا الجهد، كان يجري في بيئة سهلة ومواتية او ان هذه الخطة كانت تسير من دون تحديات اقليمية او معوقات خارجية، فالأطماع في ارض البحرين قديمة ومعروفة، والطامعون كانوا ولازالوا للأسف يتحينون الفرص للانقضاض ويتربصون بالمملكة مضمرين كل نوازع الهيمنة و السيطرة، لكن نواياهم لن تتحقق، ومساعيهم ستكلل بالخيبة والخسارة، ومن اراد البحرين بسوء أو ظنها لقمة سائغة عليه ان يواجه عمقها العربي ممثلا في هذه الجامعة العتيدة".
وأكد أن البحرين التزمت رؤية العمل التنموي في الداخل بحكمة التحرك السياسي في الخارج، فرأينا البحرين في الموقف الصحيح على طول الخط وعهدناها دوما في جانب العروبة وفي صف العمل العربي الجماعي، ركنا لا غنى عنه في النظام الاقليمي، وعامل وحدة لا فرقة او تشرذم، وما كان لهذه الرؤية السياسية ان تصير واقعا الا اذا توفر لها عزم القيادة وحنكة رجل الدولة وارادة اصحاب الرؤية، ونحن اليوم نكرم في شخص الأمير خليفة هذه الرؤية وتلك الإرادة وذلك العزم علي التحديث ومجابهة تحديات التنمية.
وأضاف: "ان أدبيات السياسة الدولية مليئة بالاستراتيجيات التي تتبعها الدول الصغيرة بسكانها ومساحتها الجغرافية من أجل ان تجد لها موطأ قدم تحت الشمس والحق ان البحرين قد حفرت لنفسها مكانا وسط هذه الدول التي شقت صعودها وسط تهديدات صعبة ومطامع محدقة، لقد صارت مملكة البحرين بواقع الانجاز وعزيمة البشر كبيرة ورائدة".
بعدها، عُرض فيلم وثائقي عن صاحب السموالملكي رئيس الوزراء وإنجازاته في مجال التنمية والتحديث في مملكة البحرين، حيث نجحت البحرين في وضع منهج متوازن للتنمية الاقتصادية والسياسية والاجتماعية وأصبحت مركزًا اقتصاديًا وصناعيًا وعاصمة مالية تجذب الكثير من المؤسسات العالمية والعديد من البنوك الدولية، وتطرق الفيلم إلى أن الانجازات العديدة التي حققتها مملكة البحرين في مختلف المجالات الاقتصادية والتنموية، بالاضافة إلى برامج المساواة الاجتماعية المتزامنة مع تطور البنية التحتية الاقتصادية.
من جانبه، ألقى محمد المطوع وزير شئون مجلس الوزراء كلمة، أعرب فيها عن سروره أن يشارك في هذه الاحتفالية بمناسبة منح صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء درع الجامعة العربية في الريادة في العمل التنموي، متوجها بالشكر والتقدير إلى الجامعة وأمينها العام على هذه المبادرة النبيلة بتكريم سموه لدوره القيادي والريادي في نهضة البحرين الحديثة.
وأكد أن المتتبع لتاريخ البحرين يدرك أنها شأنها شأن بقية دول العالم مرت ولا تزال بتحديات وصعوبات كثيرة في شتى المجالات الاقتصادية والاجتماعية والأمنية، ولكن سيدرك أيضا بأنها استطاعت أن تقف متماسكة وقادرة على المضي في مسيرة التنمية وتحقيق تطلعات شعبها وأن تحتل مكانة مرموقة على الساحتين الاقليمية والدولية رغم صغر حجمها ومحدودية مواردها وامكانياتها.
وأضاف أن هذه المسيرة التنموية الشاملة والنهضة التي تشهدها البحرين متلازمة بشكل وثيق مع مسيرة حياة صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء، ومراحل ارتقاءه سلم المسئوليات، حيث إن سموه ومنذ بداية تولي سموه المسئولية، فقد وضع في قائمة أولوياته تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية وتوفير الخدمات الأساسية التي تكفل الحياة الكريمة لجميع المواطنين في مجالات التعليم والصحة والاسكان والبنية التحتية والتنمية البشرية وغيرها.
وقال إن البحرين حققت انجازات كبيرة في هذه المجالات مما أهلها لتبوء مكانة متقدمة في المؤشرات التي تصدرها العديد من منظمات الأمم المتحدة ووكالاتها المتخصصة.
وأشار إلى أن هذه الانجازات التي تحققت بقيادة سموه لفتت انتباه الكثير من الدول والمنظمات الدولية، فتوالى تكريمه كرجل دولة ورجل سلام وتنمية بالأوسمة والقلادات والدروع، وعلى سبيل المثال فقد تم منح سموه جائزة الشرف للانجاز المتميز من برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية "الموئل" عام 2007 لدوره الرائد في التنمية الحضرية والاسكان، وجائزة تحقيق الأهداف الانمائية للألفية من الأمم المتحدة عام 2010 والتي قلده إياها الأمين العام السابق بان كي مون، وميدالية ابن سينا الذهبية من اليونسكو تقديرا للجهود التي يبذلها سموه في مجال دعم الثقافة والتراث الانساني، ودرع الاتحاد الإفريقي لإسهامات سموه في مجال الأمن والسلم على المستويين الاقليمي والدولي، بالاضافة إلى منح سموه جائزة شعلة السلام من جمعية تعزيز السلام في النمسا وغيرها من القلادات والأوسمة.
وأضاف إن صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء يتطلع دائما إلى تحقيق المزيد من الانجازات للبحرين وشعبها مرتكزا على رؤية تتسم بمزيد من الانجاز وتستوعب كل الطموحات مرددا دائما في كل مناسبة "ان الآمال لا تنتهي وما دمنا نعمل فإن الآفاق ستبقى أمامنا رحبة للعمل".
وقال المطوع إن ما يسعدنا هو أن يأتي هذا التكريم العربي مُكملا ومُعززا لما حظى به سموه من تكريم على المستويين الاقليمي والدولي، وهو التكريم الأغلى والأقرب إلى قلب سموه كونه يأتي من بيت العرب ممثلا في جامعة الدول العربية، ويؤكد سموه أنه يؤسس لتقليد جديد في مجال العمل العربي المشترك، ويعتبره تتويج لكل جوائز التكريم التي نالها من قبل.
وأكد أن صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء يتطلع إلى أن تسهم هذه المبادرة في دفع الجهود المبذولة لتحقيق التنمية المستدامة في الدول العربية وتعزيز دور الجامعة العربية في هذا المجال.
بعدها ألقى عمر موسى الأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية كلمة، أكد فيها ان صاحب السمو الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس وزراء البحرين، يعد واحدا من الشخصيات العربية المحترمة التي عملت الكثير لتحقيق التقدم لوطنها ولحماية مصالح الوطن العربي الكبير، وان تكريم سموه هو تكريم مستحق.
وقال إن الذي يطلع على تاريخ البحرين يعلم مقدار ما قام به سمو رئيس الوزراء الامير خليفة بن سلمان في تحديث هذا البلد وتحقيق نموه وفيما اصبح عليه من تقدم وحداثة وجِمال.
وأضاف "ان دور الامير خليفة دور يجب ان يسجل، فليس الأمر أمر مدح لرئيس وزراء دولة عربية وانما هو تأريخ لشخصيات عربية اسهمت بكل ما هو إيجابي يتعلق بعالمنا العربي، فحين نعلم ان البحرين اصبحت صاحبة المرتبة الثانية عشر بين كل الدول من حيث دخل الفرد، والثامن عشر باعتبارها حكومة الكترونية بين كل دول العالم، نعلم مقدار التقدم الذي احرزته البحرين، بقيادة هذه الحكومة الفاعلة والتي اظهرت كفاءة عالية في حكم ذلك البلد".
وأكد ان الثقة التي اولاها ويوليها جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين والكفاءة التي يظهرها سمو رئيس الوزراء تطرح مثالا يحتذي لكيفية تقدم الامم.
ورأى ان الادوار التنويرية والسياسية والادارية والوطنية كلها ادوار توضح كيف يمكن ان تتشكل كفاءة الحكم وكيف يمكن ان تؤدي إلى نتائج ايجابية تحقق التقدم.
وقال "ما يعلمه عن الأمير خليفة بن سلمان من يعرفونه مثلي عنده من الود الكثير ومن الجدية ما هو أكثر وعنده من المرونة ما هو واضح في كيفية ادارته للأمور، وعنده من الحزم ما يضع كل خطوة وكل سياسة في مكانها السليم".
وختم قائلا "ود ومرونة وجدية وحزم وكفاءة ووطنية تجعل من درع العمل التنموي هدية مستحقة لسموه، اضافة إلى التكريم الذي تلقاه الأمير خليفة بن سلمان من مختلف المنظمات الدولية والقارية والعربية هو امر نفخر به جميعا وأهنئ صاحب السمو عليه".
ثم ألقى عبدالرؤوف الروابدة رئيس الحكومة الأسبق ورئيس مجلس الأعيان السابق بالمملكة الأردنية الهاشمية، أعرب فيها عن شكره لجامعة الدول العربية وأمينها العام لتكريمها قيادة عربية على دورها وإنجازاتها في المجال التنموي والتحديث الشامل والنهضة الحضارية، مؤكدا أن التكريم هو صناعة للقدوة والتأسي واضاءة على الجوانب المشرقة في سيرة المكرم حتى تبقى في وجدان القيادات الواعدة وهي تعبير عن نبل الوفاء الذي لا يعرفه إلا الأوفياء.
وقال إن صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء هو شخصية مبدعة آسرة تثور كالسيل العرم حين تحزم الأمور وترق كالنسيم في كل حين، رفع المجد كابرا عن كابر في أسرة ميزتها العراقة والوفاء والبناء والانجاز".
وأكد أن سموه حفظ الأمن والاستقرار لمملكة البحرين وحقق التنمية والنماء ولم يتردد في قيادة مبادرات التطوير في كل ميدان، وكان سموه على الدوام عروبيا حتى النخاع ويسهم في كل جهد عربي خير، وينتشى لكل نصر عربي ويألم لأي ألم طال أرضا عربية، كما أن سموه اسلامي الهوية بوعيه وفهمه يبرز وجه الاسلام الصافي في مواجهة كل دعاة الفتنة والتفتت والتشويه.
وأضاف أن سموه إداري حازم خبر كل المواقع، والتنمية والابداع والتطوير ديدنه، وقطفت البحرين ثمار وطنا أصيلا يفخر بإنجازات حضارية متميزة وبنهضة تعليمية عريقة وخدمات عامة يتمتع بها الجميع، قائلا: "إن هذا التكريم يفي فقط ببعض حق صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة".
بعدها، قام سمو الشيخ علي بن خليفة آل خليفة بتسليم هدية تذكارية بالمناسبة إلى أحمد ابو الغيط الامين العام لجامعة الدول العربية.
ثم قام سمو الشيخ علي بن خليفة آل خليفة بجولة في معرض الصور الذي أقيم علي هامش الاحتفالية واشتمل على مجموعة من الصور التي ترصد جهود مملكة البحرين التنموية فيشتى القطاعات ودور صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء في التنمية بمملكة البحرين.
كما شهدت الاحتفالية تدشين كتاب "خليفة بن سلمان..زعامة صنعت تاريخًا"، من اعداد الدكتور عمر الحسن الصادر عن مركز الخليج للدراسات الإستراتيجية، والذي يستعرض إنجازات البحرين على صعيد التنمية والتطوير في كافة القطاعات، والجهود التي قامت بها القيادة الحكيمة من أجل تقدم ونهضة البحرين، وهو ما أسهم في أن تصل مملكة البحرين إلى ما بلغته اليوم من تقدم في كافة الميادين.