أكد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى التطلع إلى سرعة تفعيل الاتفاقيات ومذكرات التفاهم بين مملكة البحرين وماليزيا الشقيقة، التي سنعتمدها الثلاثاء إن شاء الله، "في المجال الدفاعي، ومجالات الخدمات الجوية، ومجالات النفط والغاز، بالإضافة إلى التعاون بين غرفتي التجارة والصناعة"، وذلك لتعزيز مسارات التعاون بين بلدينا الشقيقين.
وتكريماً لعاهل البلاد المفدى، أقام صاحب الجلالة السلطان محمد الخامس مأدبة عشاء كبرى مساء الاثنين في القصر الوطني.
ولدى وصول جلالة الملك المفدى، كان في مقدمة مستقبلي جلالته، جلالة ملك ماليزيا ودولة رئيس الوزراء الماليزي محمد نجيب عبد الرزاق.
وتفضل صاحب الجلالة بتسجيل كلمة في سجل كبار الزوار فيما يلي نصها:
"إنه لشرف كبير وسعادة غامرة لنا أن نزور ماليزيا الشقيقة ونلتقي مع أخينا صاحب الجلالة السلطان محمد الخامس ملك ماليزيا ونشيد بمساهمات جلالته في تطوير ماليزيا وتحقيق أمنها واستقرارها. ويسعدنا أن نعرب عن إعجابنا بالإنجازات والتقدم في ماليزيا والحرص على التوفيق بين الأصالة الدينية والتراثية وبين تطورها الحديث بما يحقق الوئام بين مكونات الشعب الماليزي، وفقكم الله، وأدام الازدهار والرقي لماليزيا وشعبها العزيز".
عقب ذلك عقد حضرة صاحب الجلالة الملك المفدى اجتماعاً مع صاحب الجلالة ملك ماليزيا، تم خلاله استعراض العلاقات الطيبة الوثيقة بين البلدين والشعبين الشقيقين. بعد ذلك تم تبادل الهدايا بين حضرة صاحب الجلالة وصاحب الجلالة السلطان محمد الخامس.
وتوجه جلالة الملك المفدى وصاحب الجلالة ملك ماليزيا، إلى قاعة الولائم الملكية بالقصر الوطني حيث عزفت الفرقة الموسيقية السلامين الملكي البحريني والوطني الماليزي ثم دعا إمام القصر بدعاء توجه فيه إلى الله سبحانه وتعالى أن يحفظ البلدين الشقيقين ويديم عليهما الأمن والأمان ويحفظ شعبيهما، كما دعا الله سبحانه وتعالى أن يحفظ جلالة الملك المفدى ومملكة البحرين.
بعد ذلك قدم عدد من أبناء وبنات الشعب الماليزي عرضاً للفلكلور التراثي والثقافي في مملكة ماليزيا.
وألقى صاحب الجلالة السلطان محمد الخامس كلمة هذا نصها:
صاحب الجلالة
هناك مجالات كثيرة لتعزيز التعاون التجاري ولهذا السبب أود أن أدعو القطاع الخاص في بلدينا إلى فتح آفاق التعاون في قطاعات التجارة والاستثمار.. علاقتنا لا تقتصر على التجارة فقط فهي تمتد إلى جميع المجالات وخصوصاً التعاون في مجال الدفاع.
دعوني أعبر مرة أخرى عن سعادتي في استقبال صاحب الجلالة وأدعو له بالصحة والعافية ولشعب البحرين الأمن والسلام والتقدم والازدهار.
ثم تفضل حضرة صاحب الجلالة الملك المفدى بإلقاء كلمة سامية هذا نصها:
بسم الله الرحمن الرحيم
صاحب الجلالة السلطان محمد الخامس ملك ماليزيا المعظم، أصحاب السمو، الحضور الكرام،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
يطيب لنا في البداية أن نعرب عن شكرنا وتقديرنا لدعوة جلالتكم الكريمة لنا لزيارة ماليزيا الشقيقة التي أسعدتنا زيارتها، ووجدنا فيها كل ما يؤكد على ما نعرفه من عراقة تاريخها الإنساني وعمق نهضتها الحديثة، وما يبشر باستمرار تقدمها ورخائها، بفضل قيادتكم، من بعد الله، وتكاتف إخواننا أصحاب الجلالة الأجلاء، لتكون مملكتكم الشامخة نموذجاً متكاملاً للتنمية الشاملة بمختلف أبعادها.
صاحب الجلالة، تعتز مملكة البحرين بتوجهات ماليزيا الثابتة والمتزنة في الانفتاح على العالم، وتبنيها لقيم الوسطية والاعتدال، وتمسكها بمبادئ التعايش والتسامح ورعايتها للتعددية الثقافية والدينية، وهذا نهجٌ متأصل تتبناه سياسات بلادنا على الدوام لحفظ مكتسباتها وصد كل ما يهدد نمائها واستقرارها.
وفي هذا السياق، نقدّر لماليزيا، أشد التقدير، مشاركتها الفاعلة والمؤثرة في قوات التحالف الإسلامي والدفاع المشترك لمواجهة وصد قوى التطرف والإرهاب، وإرساء أسس السلام لمستقبل مشرق وواعد لأمتنا الإسلامية، بإذن الله تعالى وتوفيقه.
إن مملكة البحرين بحكم علاقاتها الوثيقة مع بلدكم الشقيق وما تحقق، عبر تاريخ تواصلنا، من تعاون مثمر في المجالات التجارية والاستثمارية، لتؤكد على استعدادها الدائم بإتاحة كافة إمكاناتها للوقوف مع ماليزيا، وفتح آفاق عمل جديدة تعود على بلدينا بالنماء والازدهار، متطلعين بهذا الشأن إلى سرعة تفعيل الاتفاقيات ومذكرات التفاهم، التي سنعتمدها الثلاثاء إن شاء الله، "في المجال الدفاعي، ومجالات الخدمات الجوية، ومجالات النفط والغاز، بالإضافة إلى التعاون بين غرفتي التجارة والصناعة"، وذلك لتعزيز مسارات التعاون بين بلدينا الشقيقين.
وختاماً، يسرنا أن نتوجه لكم بخالص التهاني على الذكرى الأولى لاعتلائكم للعرش التي احتفلت بها ماليزيا قبل أيام قليلة، شاكرين لجلالتكم ما شهدناه والوفد المرافق من حسن استقبال وكرم ضيافة منذ وصولنا لماليزيا الشقيقة، منتهزين هذه الفرصة الطيبة، بتوجيه دعوتنا لجلالتكم ولجميع من يحضر هذه الأمسية الكريمة لزيارة مملكة البحرين، التي تعتز بعلاقاتها الأخوية الوثيقة مع بلدكم. داعين الله تعالى، أن يوفقكم في خدمة وطنكم ودوام تقدمه، إنه سميع مجيب.