أكد وزير التربية والتعليم د. ماجد النعيمي، أن المركز الإقليمي لتكنولوجيا المعلومات والاتصال من الفئة الثانية، والذي يعمل تحت إشراف اليونسكو، وأصبح مركز إشعاع كبير في المنطقة في تقديم الخدمات التدريبية النوعية للكفاءات التربوية الوطنية والإقليمية، حيث نفذ حتى الآن 482 دورة وورشة متخصصة استفاد منها حوالي 13 ألف متدرب من داخل البحرين وخارجها.
وافتتح الوزير منتدى "مستقبل التكنولوجيا والتعليم في الخليج 2017 الذي يقام للعام الثاني تحت رعايته، بمشاركة أكثر من 500 مشاركا من داخل وخارج البحرين من المعنيين بقطاع التكنولوجيا والتعليم، وأكثر من 20 متحدث من الخليج والوطن وأمريكا وأوروبا وفعاليات محلية وإقليمية في مجالات التعليم والتكنولوجيا.
وأكد النعيمي لدى الافتتاح أهمية أعمال المنتدى، أن المنتدى يسلط الضوء على إحدى أبرز القضايا التعليمية الحيوية، والتي تعدّ في صلب اهتمامات وزارة التربية والتعليم ومحور من أهم محاور جهودها لتطوير التعليم وهي تعزيز استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصال في التعليم والتعامل مع تحولاتها الأكثر حيوية.
وأوضح الوزير أن عنوان هذا المنتدى هو "دور التحول الرقمي في التعليم"، ولقد عقدت خلال الفترة الماضية العديد من المنتديات والمؤتمرات التي تدور حول ذات المحور بعناوين مختلفة سواء داخل البحرين أو خارجها، وهذا يؤكد الدور المتعاظم لتكنولوجيا المعلومات والاتصال ليس في التعليم فحسب بل في جميع أوجه الحياة ، وذلك بفضل ما وفّرته التطورات التكنولوجية من إمكانيات تقنية هائلة أدت إلى تضاعف المعارف بمعدلات غير مسبوقة وقد واكب ذلك تقدم مذهل في مجال تقنيات الاتصالات والمعلومات نفسها، مشيراً إلى أن تحولات النموذج التربوي بحكم تأثير هذا التحول المعرفي والتقني والاتصال يشهد هو الآخر نقلات نوعية في الشكل والمضمون وأصبح هذا التطور يلغي حواجز الزمان والمكان.
وأوضح أن التعليم بات محكوماً من حيث أهدافه ونتائجه وجدواه بمدى قدرته على الارتباط بالتحول الإلكترونية والاستفادة من إمكانياته، موضحا أن مصداق ذلك قول العالم الأمريكي جون تيودور:"التكنولوجيا تجعل من الممكن للناس السيطرة على كل شيء ما عدا السيطرة على التكنولوجيا.
وبين أن هذا العالم الجديد ببيئته الجديدة ووسائله المتطورة المتغيرة وطرق التواصل المتعددة والمعارف المتغيرة أصبح يفرض على التعليم أن يتجدد باستمرار شكلاً ومضموناً، حيث لم يعد التعليم مجرد خدمة تقدمها المدارس والجامعات للطلبة بل أصبح أداة للتنمية في مجتمع المعرفة واقتصاد المعرفة فضلاً عن كونه منتجاً للقيم وموجهاً لها، وبات يخشى اليوم "أن التكنولوجيا وتحولاتها المذهلة في حياتنا قد تجاوزت إنسانيتنا".
وزاد "بذلنا جهوداً كبيرة للانتقال بالمؤسسات المدرسية من التعليم التقليدي إلى التعليم الإلكتروني الشامل، إيماناً بالدور الإيجابي المؤثر للتقنية الرقمية في تحسين جودة التعليم والارتقاء بمخرجاته، وتغير في مدارسنا الصورة والفضاء المدرسي بأكمله، وأعيد ترتيبه ليستوعب هذا التحول وتطورت مهام المعلم وجميع العاملين في المدرسة أصبحوا يسعون بكل جهد واهتمام للتمكن من وسائل التعامل مع هذا التحول وآليات وطرق التدريس وتطوّرت أدوات التعلم ووسائله داخل المجتمع المدرسي، فحلّت السبورة الذكية محل السبورة التقليدية وبدأت الوسائل الإلكترونية والمواد والمناهج التعليمية الرقمية تحل بشكل سريع في مجال المناهج والمواد التعليمية الورقية".
وأضاف: "مثلما كانت بداية هذا المشروع برعاية ودعم كريمين من جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى فإن تحوّل مدارسنا من التعلم الإلكتروني في مرحلته الأولى إلى مرحلة "التمكين الرقمي في التعليم جاءت أيضاً بتوجيه ودعم من جلالته، فبدأت الوزارة في تنفيذه بالتعاون مع العديد من مؤسسات القطاعين الحكومي والخاص التي قدمت الدعم، وهي مقتنعة بأنها عندما تفعل ذلك فهي تدعم المستقبل وتستثمر فيه حيث انتقلت المدرسة في ظل هذا المشروع إلى مرحلة أكثر تطوراً ونماء، سواءً على صعيد المحتوى التعليمي الرقمي أو على صعيد التحول إلى استخدام المختبرات الافتراضية للعلوم والرياضيات أو من خلال تعزيز قدرة الكوادر التربوية والطلبة على إنتاج المحتوى التعليمي الرقمي مع الإبداع والابتكار في هذا المجال".
وأكد أن جهود البحرين في هذا المجال تجاوزت النطاقين المحلي والإقليمي إلى العالمي بتوجيهات ملكية سامية من جلالة الملك المفدى، من خلال إطلاق جائزة دولية ترعاها منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم "اليونسكو" بعنوان "جائزة اليونسكو - الملك حمد بن عيسى آل خليفة لاستخدام تكنولوجيات المعلومات والاتصال في التعليم"، والتي حققت نجاحاً باهراً في تشجيع الابتكار في مجال دمج التقنية في التعليم بما يضمن توفير التعليم للجميع وأصبح للمملكة دوراً فاعلاً في تشجيع أفضل الممارسات في هذا المجال".
ولفت إلى أن تدريب المعلمين يعد أفضل الممارسات لإيصال المعلومات للطلبة والموازنة بين التطورات وفترة إعداد وتدريب الكوادر والإمكانات المتاحة وهي أقصر الطرق لتحويل الكتب الورقية والمناهج الدراسية إلى مواد رقمية مع مراعاة المتطلبات التربوية.