مريم محمد

أظهر استطلاع أجرته "الوطن" على "تويتر" شمل 3484 مشاركاً، أن 64% من المشاركين يرون أن وجود الآسيويين في الأحياء السكنية يسبب الإزعاج، بينما يرى 15% أن وجودهم لا يسبب ذلك وبلغت نسبة المحايدين 21%.

وفي جولة لـ"الوطن"، داخل الأحياء السكنية لرصد آراء القاطنين حول هذه الظاهرة، أكد مواطنون وجود عدد كبير من العمالة الآسيوية التي تقطن تلك الأحياء، حيث بات بعضهم يهدد حياة السكان مقال تصرفاتهم اللامسؤولة ما تسبب في نزوح بعض الأسر البحرينية من تلك المناطق.

وقال وحيد عبدالواحد: "إن مناطقنا تتعرض للغزو من الآسيويين..تصرفاتهم لا يمارسها البحريني وبالتالي لا يحترمون ثقافة البلد"، مؤكداً تجمعهم بالقرب من منزله بشكل متواصل، حيث يقف بعضهم بملابس خادشة للحياء، فيما يتطاولون عليه حال وجه ملاحظات إليهم.

فيما قال صالح علي وهو من سكان الحورة، إن الآسيويين ينقلون صورة خاطئة وغير حضارية عن الحورة، فمن يراها لأول وهلة يظن بأن سكانها يلبسون "الوزار" ويتمشون بالملابس الداخلية وأن البصق من هواياتهم ولا يلتزمون بالنظافة فيلقون القاذورات في أي مكان، وهذه الصورة خاطئة وتظلم أهالي المنطقة.

ومن الملاحظ أن الأهالي ينتقلون إلى أماكن بعيدة عن الآسيويين بعد تزايدهم وكثرة مشكلاتهم، حيث يقول صاحب أحد المحلات يوسف جناحي: "عشت في المنامة منذ وقت طويل ولكنني انتقلت إلى الرفاع بسبب كثرة مشاكل الآسيويين وتعرضي لمحاولة سرقة من قبلهم إذا قفزوا إلى شرفة شقتي".

وأضاف "أنه لا يزال يعمل بالمنامة ولا يمر يوم دون أن يترك الآسيويين مخلفاتهم من أكواب الكرك وأعقاب السجائر وآثار البصق عند محله، وعند الظهيرة يسببون الاختناقات المرورية بسبب الوقوف الخاطئ تحديداً أصحاب الباصات".

المواطن علي غلوم، أوضح أن سبب تركه للسكن في القضيبية هو إزعاج الآسيويين ومشاكلهم وخصوصاً العزاب والعمالة السائبة، بجانب الازدحامات التي يسببونها وتصرفاتهم غير اللائقة، ناهيك عن انتشار عمليات التحرش بالأطفال والنساء.

في حين قال خالد محمد وهو مواطن تعرض للضرر من قبل الآسيويين: "الشعب البحريني طيب ويرحب بالجميع ولكننا نعاني من بعض الآسيويين المخالفين لأنظمة الهجرة والإقامة وأنظمة المرور والمتعديين على المواطنين".

وبالقرب من بنايته يوجد سكن للعمالة السائبة، يزعجون الجيران ويخالفون الأنظمة المرورية. ويقوم خالد بتهديدهم بالشرطة ولكنهم لا يبالون ويردون بـ:"أنا ما في خوف". ويضيف "بعد تقديم البلاغ ضدهم ومعرفتهم بذلك أتلفوا سيارتي وكسروا باب عمارتي وحاولوا اقتحام بيتي".

ويحدثنا محمد أحمد، عما قام به الآسيويون فوق سطح بيته؛ إذ تفاجأ بوجود القاذورات، فقام بتبليغ الشرطة واتضح لاحقًا أن مجموعة من الآسيويين يقضون ليلتهم في السهر حتى ساعات متأخرة من الليل، مضيفاً أن خادمته تعرضت للتحرش من قبل آسيوي.

ويقول سائق سيارة الأجرة حسن ناس، إن مضايقات الآسيويين امتدت من إزعاجه في حيه بالشجار وإتلاف ممتلكاته إلى مضايقته في كسب رزقه؛ إذ زاد عدد الآسيويين الذين يعملون في قطاع الأجرة بشكل غير قانوني.

وقال "بعد حصول الآسيوي على رخصة القيادة يقوم بشراء سيارة مستعملة ويبدأ باصطياد الزبائن الآسيويين بأسعار أقل مما ينعكس سلباً عليهم. وكثيراً ما تحدث مشاجرات بينهم تزعج الأهالي بسبب تقسيمهم المناطق التي يعملون بها في التوصيل وغسل السيارات".

ويعاني كامل جاسم من منطقة الحورة، من مشكلات كثيرة بسبب الآسيويين أبرزها مواقف السيارات؛ بسبب ركن الآسيويين العاملين بمجال الأجرة غير القانونية لسياراتهم وحجز المواقف لأصدقائهم يضطر الأهالي إلى حجز المواقف ودفع مبالغ للبلدية أو ركن سياراتهم بمناطق أبعد. مضيفاً أنه تعرض للنصب من آسيوي لاذ بالفرار وتركه ليدفع الخسائر لوحده.

يوسف عبدالرحمن، لا يرى أن تواجد الآسيويين مشكلة كبيرة إذ قال: "قد يتسبب الآسيويين بالمشاكل والتجاوزات ولكن هذه التصرفات فردية إذ لا يمكن الحكم على جماعة كاملة من تصرفات الأفراد".

وأكد أن البحريني لا يمكنه الاستغناء عن الآسيويين؛ لأنه لا يقوم بالأعمال التي يقوم بها الآسيوي مثل الكنس والبناء فلا توجد أيدي عاملة بديلة لهم ولا يمكن الجحود بفضلهم ومساهمتهم إلى جانب المواطن في بناء البحرين.

ووافقه الرأي أحمد حسن، حيث أكد أن الآسيويين والعزاب على الرغم من تواجدهم بكثرة في حيه إلا أنهم لا يسببون المشاكل ويحترمون أهل الحي و نادراً ما تحدث المشاكل بينهم.

وقال: "لا نستطيع أن نعمم على جميع الآسيويين بسبب سلوكهم في مناطق أخرى فهناك السيئ والحسن منهم، ومن الصعب الاستغناء عنهم لأنهم يعملون بأشياء يرفضها البحريني".

فيما قال النائب عادل العسومي، إن تواجد الآسيويين في المناطق السكنية بين العوائل أمر مرفوض إذ يترتب عليه أخطار أمنية، اجتماعية وأخلاقية. وهذه الظاهرة لا تعود بالضرر على الأهالي فحسب بل تضره الآسيويين أيضاً إذ تكثر الحوادث، الأمراض، القوارض والحرائق بمساكن العمال بسبب كثرة العدد في المسكن. وهذه المشكلة منتشرة في الكثير من المناطق أبرزها الحورة والقضيبية.

وأضاف أن اللذين يتركون المنطقة ويقومون بتأجير بيوتهم على الآسيويين يسببون تفاقم هذه المشكلة، مشيراً إلى أن أكثر الشكاوى التي يتلقاها تخص الإزعاج ونقص مواقف السيارات. ويدعو العسومي المواطنين إلى تقديم البلاغات ضد أي آسيوي مخالف، وعدم تأجير المنازل والشقق على العزاب. ويرى أن الحل للتصدي لهذه الظاهرة هو القبض عليهم وتسفيرهم وإدراجهم في القائمة السوداء.

وأكد العسومي أن الجهات المختصة تتخذ الإجراءات المناسبة ضد الباعة المتجولين وأوقفت 200 آسيوي يعمل بقطاع الأجرة بشكل غير قانوني ومخالفة الشاحنات التي تركن في الأحياء السكنية، فيما تواصل لجنة العمالة السائبة مناقشة مشكلات المواطنين معهم ووضع المقترحات لحلها.