خالد الطيب

انتشرت في الآونة الأخيرة، وعلى نطاق واسع، ظاهرة التدريس الخصوصي لكافة المراحل الدراسية يروج لها مدرسون غير مؤهلين، وبأسعار مغرية أحياناً وفي بعض الأوقات تكون عالية مع توفر "باكيجات" لتدريس جميع المواد.


زهرة طالبة جامعية مستعدة لتدريس طلبة الابتدائي والإعدادي والثانوي وصولاً للجامعة، فهي طالبة جامعية لاتعمل وتحتاج لأن يكون لها مصدر دخل فقررت ان تستغل حاجة الطلاب خصوصاً مع بدء الامتحانات، حيث ترى أن التدريس وظيفة سهلة لاتحتاج لدورات ولا شهادات.

أما مروة اشكناني، إحدى ضحايا المدرسين الخصوصين غير المؤهلين، تشتكي وفي نبرتها الحسرة على سوء اختيارها الذي أفقدها 80 دينار من جهة والنجاح من جهة أخرى.

وتقول مروة "عندما كنت طالبة في الثانوية وعند قرب الامتحانات النهائية تذكرت أني أوجه صعوبات في دراسة مادة الرياضيات وأثناء تصفحي برنامج "الانستغرام" وجدت إعلانا بوجود مدرسة خصوصية مستعدة لتدريس الطلبة فاستبشرت خيرا وتواصلت معها لتدريسي".

وتضيف مروة "تبين أن المدرسة ليست سوى طالبة جامعية غير مهيأة لتدريس المادة فكانت تستخدم مصطلحات باللغة الانجليزية لتتفاخر أمامي بكونها تتحدث الإنجليزية وتتباهى بتخصصها الجامعي المميز والنادر"، حيث تطلب توفير كافة سبل الراحة لها.

وتواصل "عندما كنت مندمجة في الشرح غير المفهوم طالبتني المدرسة وبشكل مفاجئ، بوجبة عشاء شريطة أن تكون من مطعم وجبات سريعة وليس من مطعم غير صحي فهي لاتأكل سوى الطعام الصحي".


وقالت مروة إنها دفعت 80 دينار لقاء 7 ساعات تدريس مع توفير النيسكافيه والعصائر والتفاح والطعام الصحي وكانت النتيجة أنها رسبت في المادة.

أنيسة محمد طالبة جامعية، بدأت معللة بأن لجوء الطالب للمدرس الخصوصي لا يعني كونه فاشل وغير منتبه فهي لجأت للمدرس الخصوصي بسبب وجود بعض المواد المشتركة البعيدة كل البعد عن تخصصها فهي طالبة علوم سياسية ووجود مادة كمادة مبادئ المحاسبة في خطتها الدراسية أجبرها بأن تلجأ لمن ظنت أنهم أهل الخبرة فكيف بطالب علوم سياسية أن يجتاز هذه المادة التي لاتمت بالتخصص بصلة

وقالت إنها كانت تلجأ للمدرس الخصوصي ليحل لها الواجبات التي كانت تثقل كاهلها او ليدرسها للامتحان، وهو دكتور جامعي في احد الجامعات وكان تدريسه يتم بشكل سري حتى لا يساءل من قبل الهيئة الإدارية في جامعته لأن تدريسه للطلبة وأخذ مبالغ عليه خارج اطار الجامعة أمر مخالف للوائح والانظمة.

واشتكت أنيسة من سوء تدريسه، إذ كان يتم على وجه السرعة فما تدرسه في شهرين يشرحه هو خلال ساعتين. وقالت "إنها لم تكن تستطيع إدراكه ولم يكن يهمه فهمنا للدرس من عدمه وكان يأخذ 10 دنانير على الشخص الواحد".

فيما قالت مريم أحمد، إنها واجهت صعوبات في مادة الرياضيات خلال المرحلة الثانوية، مما اضطرها للتواصل مع مدرس خصوصي يعمل في إحدى المدارس الحكومية، ولكن ما يميزه أنه لا يعيد باقي النقود.


وقالت أم عبدالله، إن جارتها الهندية "ربة منزل" تجيد اللغة الإنجليزية وتعمل كمدرسة إنجليزي للمرحلة الابتدائية، معللة سبب لجوئها إلى المدرسة الخصوصية بأن ابنتها مريم لاتجيد اللغة الانجليزي ما اضطرها لإرسالها لمنزل جارتهم مقابل 20 ديناراً شهرياً. وقالت أم عبدالله "لا يهمني إن كانت تملك شهادة أم لا، إنما يكفي أنها تجيد الإنجليزية وتحل واجبات ابنتها".

خديجة مدرسة خصوصية للطلبة في المرحلة الابتدائية والإعدادية، نشرت إعلاناً بإستعدادها لتدريس اللغة الإنجليزية ووزعته على الأبواب والصقته في الجدران.

وقالت خديجة بلغة عربية ركيكة إن أسعارها تختلف من مرحلة دراسية إلى أخرى، فهي تدرس المرحلة الابتدائية مقابل 20 ديناراً والإعدادية 25 ديناراً لقاء ثلاثة أيام في الأسبوع، موضحة أنها تجيد الإنجليزية فقط ولاتعمل كمدرسة إنما "ربة منزل" وقررت تدريس الأطفال.

سيد علوي ماجستير محاسبة، قرر تدريس طلبة الجامعة مواد المحاسبة بـ15 ديناراً مع توفير مذكرة للمراجعة وحل الامتحانات السابقة وتدريسه للطلبة يقسم على يومين كل يوم لمدة 3 ساعات.

يوسف محمد طالب جامعي يدرس في كلية إدارة الأعمال، قرر تدريس الطلبة في نفس التخصص المواد التي أنهاها فهو طالب متميز ومعدله الجامعي مرتفع ، وبالطبع لن يكون التدريس مجانياً حيث يأخذ 10 دنانير على الشخص الواحد لمدة ساعتين.

ويقول يوسف إن سبب لجوء الطلبة للمدرسين الخصوصيين هو عدم إلمامهم بطريقة الدراسة الصحيحة وهو يساعدهم في ذلك.