أكد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى أن جائزة عيسى لخدمة الإنسانية تمثل ما يمتاز به شعب البحرين على مر العصور من انسجام وتآخٍ وتسامح ديني وثقافي وفعل الخير وخدمة الإنسانية والإسهام في تقدم الإنسان ورفاهيته.
وقال جلالته، في كلمة سامية لدى رعاية جلالته الكريمة، بحضور صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس مجلس الوزراء، السبت الاحتفال الذي أقيم بمركز عيسى الثقافي بتسليم جائزة عيسى لخدمة الإنسانية في دورتها الثالثة- 2015-2017، والتي فازت بها مؤسسة مستشفى سرطان الأطفال بجمهورية مصر العربية الشقيقة، "إننا ننظر بكثير من الاعتزاز والتقدير للدور الذي تقوم به هذه الجائزة الرصينة لخدمة الإنسانية بعد أن تعدت حدود المكان وحققت الغاية من إنشائها منذ انطلاقتها في تخليد ذكرى والد الجميع رحمه الله، تجسيداً لما حباه الله به من تواضع جم وتواصل مع أبناء شعبه وحب لفعل الخير ومساعدة كل محتاج ، بصفاته السمحة التي أكسبته محبة واحترام وتقدير الجميع".
وأشار جلالته إلى "أننا نستذكر في هذه المناسبة المباركة، صاحب العظمة الوالد الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة، طيب الله ثراه ونستحضر خصاله الإنسانية وشمائله النبيلة، وسجاياه العظيمة، التي اتصف بها رمزاً للوطن، وباني عزه ومجده، وقائد مسيرته لثلاثة عقود شكلت نقلةً حضاريةً في تطور مملكة البحرين السياسي والاقتصادي والاجتماعي".
وأضاف جلالته "نسأل الله أن تستمر هذه الجائزة في دعم وتشجيع أعمال البر والخير التي تخدم الإنسان أينما كان مخلدةً ذكرى فقيد الوطن والإنسانية صاحب العظمة الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة طيب الله ثراه وأسكنه فسيح الجنان أنه سميع مجيب".
ولدى وصول جلالة الملك المفدى، كان في الاستقبال نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس مجلس أمناء جائزة عيسى لخدمة الإنسانية سمو الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة.
وفي بداية الاحتفال، عزف السلام الملكي.
وبعد تلاوة عطرة من الذكر الحكيم، تفضل جلالة الملك المفدى بإلقاء الكلمة السامية التالية:
"بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين،
أصحاب السمو والمعالي والسعادة، ضيوفنا الكرام،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
نشهد معكم في هذا اليوم نتائج أعمال جائزة عيسى لخدمة الإنسانية في دورتها الثالثة التي تطل علينا ، بحلول شهر رمضان المبارك الذي أنزل فيه القرآن هدىً ورحمة، وكرمنا بصيامه وقيامه داعين الله أن يجعله شهراً مباركاً على وطننا وشعبنا العزيز بالمزيد من الخير والرخاء وعلى الأمتين العربية والإسلامية باليمن والبركات.
نستذكر في هذه المناسبة المباركة، صاحب العظمة الوالد الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة، طيب الله ثراه ونستحضر خصاله الإنسانية وشمائله النبيلة، وسجاياه العظيمة، التي اتصف بها رمزاً للوطن، وباني عزه ومجده، وقائد مسيرته لثلاثة عقود شكلت نقلةً حضاريةً في تطور مملكة البحرين السياسي والاقتصادي والاجتماعي.
إننا ننظر بكثير من الاعتزاز والتقدير للدور الذي تقوم به هذه الجائزة الرصينة لخدمة الإنسانية بعد أن تعدت حدود المكان وحققت الغاية من إنشائها منذ انطلاقتها في تخليد ذكرى والد الجميع رحمه الله، تجسيداً لما حباه الله به من تواضع جم وتواصل مع أبناء شعبه وحب لفعل الخير ومساعدة كل محتاج، بصفاته السمحة التي أكسبته محبة واحترام وتقدير الجميع، وأن هذه الجائزة تمثل ما يمتاز به شعب مملكة البحرين على مر العصور من انسجام وتآخٍ وتسامح ديني وثقافي وفعل الخير وخدمة الإنسانية والإسهام في تقدم الإنسان ورفاهيته.
إننا نعبر عن سعادتنا بأن ينال الجائزة في هذه الدورة صرح كرس عمله وجهده في علاج الأطفال والبحث في أسباب وشفاء مرض خبيث وفتاك، إضافةً إلى أنه في بلد عربي شقيق نعتز بما يربطنا به وقيادته الحكيمة من علاقات أخوية متميزة، هو مستشفى سرطان الأطفال بجمهورية مصر العربية الشقيقة.
ويسرنا أن نعرب عن خالص تهانينا للأستاذ الدكتور عمر عزت سلامه رئيس مجلس الأمناء وللمستشفى والقائمين عليه بالفوز المستحق بجائزة عيسى لخدمة الإنسانية، وأن نقدم الشكر والتقدير لجهودهم الخيرة ، متمنين لهم التوفيق وحسن الثواب.
كما يسرنا أن نشكر القائمين على الجائزة وعلى رأسهم سمو الأخ الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة على ما بذلوه من جهد وعمل واختيار موفق.
وفي الختام نسأل الله أن تستمر هذه الجائزة في دعم وتشجيع أعمال البر والخير التي تخدم الإنسان أينما كان مخلدةً ذكرى فقيد الوطن والإنسانية صاحب العظمة الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة طيب الله ثراه وأسكنه فسيح الجنان أنه سميع مجيب.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته".
بعد ذلك، ألقى نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس مجلس أمناء جائزة عيسى لخدمة الإنسانية سمو الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة كلمة فيما يلي نصها:
"بسم الله الرحمن الرحيم
حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة حفظه الله ورعاه.
صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس مجلس الوزراء حفظه الله.
أصحاب السمو والمعالي والسعادة،
حضرات السيدات والسادة،
الحضور الكريم،
صاحب الجلالة ،،،
من دواعي سعادتي البالغة أن أقف أمام جلالتكم في هذا اليوم من هذا الشهر المبارك، متحدثاً عن نتائج المهمة الجليلة التي أوليتموني إياها.
ويسرني أن أعرب لجلالتكم، أصالة عن نفسي وباسم أعضاء مجلس أمناء جائزة عيسى لخدمة الإنسانية ولجنة التحكيم، عن أصدق عبارات الشكر، وآيات الامتنان والعرفان، على تفضل جلالتكم من جديد برعاية هذه الجائزة التي أصبحت مفخرةً أخرى، ناصعةً في سجل أعمالكم الميمونة وعلامةً مضيئة في عهدكم الزاهر.
بفضل رعاية جلالتكم وعنايتكم ، أصبحت "جائزة عيسى لخدمة الإنسانية" جائزة عالمية تمنح للعاملين المخلصين في مجال خدمة الإنسانية، بغاية إسعاد الفئات المنكوبة والمحتاجة حيثما وجدت، وبما يعيد لها البسمة والأمل والتشبث بالحياة ويخلصها من المعاناة والألم والحاجة والحرمان.
وسواء انتظم أولئك الجنود المخلصون في جمعيات أو هيئات، فإن الذي يوحدهم ويحفزهم على البذل والتضحية، بإيمان ونكران للذات، هو إعلاؤهم لنفس القيم النبيلة، التي ارتضتها هذه الجائزة التي تحمل اسم والدكم المغفور له بإذن الله تعالى صاحب العظمة الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة ؛ مستلهمة سجاياه الإنسانية، والنزوع نحو فعل الخير المتأصل في سيرته العطرة حيث كان مثالاً للعطف ورمزاً للكرم والإيثار، كما عرفه شعبه قائداً وطنياً، حكيماً ومصلحاً اجتماعياً، عادلاً في حكمه، مصغياً للمستضعفين، آخذاً بيدهم. يحث على البر والإحسان ونجدة الضعيف، بما اتسم به من سماحة ونفس كريمة، قريباً من أبناء شعبه الوفي.
لقد ذاع صيت هذه الجائزة التي أحطتموها باهتمامكم، منذ تأسيسها وباتت مشهورة بأعمالها وحرصها على التقصي والفحص والاختيار؛ فمن الطبيعي أن تنال الثناء والاعتراف، وتحظى بأشكال الترحيب والإشادة في المحافل والهيئات العاملة في صميم الخدمة الإنسانية.
حازت هذه الجائزة بأهدافها وأبعادها الإنسانية على من يبشر بها ويدعم مقاصدها ويشرح أهدافها بين مساندين وداعمين لها. وهي تمضي قدماً على نهج الخير والوفاء خدمةً للقيم الإنسانية، دون اشتراط أو تمييز أو مفاضلة بين منطقة جغرافية وأخرى، أو فئات دون غيرها. هي في منأى عن اعتبار لأية انتماءات عرقية أو مذهبية أو دينية.
وعلى أساس هذا التوجه القويم، استمر وهج "جائزة عيسى لخدمة الإنسانية"، وعم صيتها الآفاق البعيدة. حازت المصداقية بمنهجية العمل التي تعتمدها لجنة التحكيم بالاحتكام إلى معايير قائمة على محددات الجودة والشفافية.
فعلى هدى من نبراس توجيهات جلالتكم، واحتراماً لروح ونص المرسوم المحدث للجائزة، انكب مجلس الأمناء ولجنة التحكيم، على مدى حوالي سنتين، لإنجاز المهمة الموكلة إليهم على أحسن وجه، وبما يرضي ضمائرهم ليكونوا أهلا لثقة جلالتكم. أصدروا حكماً نزيهاً في مستوى آمال المشرفين على المشاريع المتنافسة البالغ عددها 137 مشروعاً ممن يتطلعون إلى نتيجتها.
وتعتقد اللجنة، وقد أنهت عملها بخصوص الدورة الحالية، أنها مطمئنة لسلامة اختيار المشروع الأجدر بالتكريم والفوز، من بين الخمسة مشاريع التي تم اختيارها.
ولقد تشاور الأعضاء فيما بينهم مطولاً، وتبادلوا الرأي الصريح، ونظروا بعين فاحصة وعادلة وموضوعية، في الترشيحات والمشاريع المقترحة التي استقصوا تفاصيلها وكيفية عملها من خلال التتبع والمعاينة الميدانية؛ بحثاً عن المشروع الأفضل والأشمل، والأكثر استيفاءً للشروط والمواصفات المطابقة لأهداف "جائزة عيسى لخدمة الإنسانية".
وكم يسرنا أن نعلن، أن جائزة الدورة الحالية، آلت إلى مؤسسة طبية اعتبرتها اللجنة مستحقة بكل المقاييس: في أهدافها وأسلوب عملها، وإدارتها وبرامجها المستقبلية، فضلاً عن استفادة شرائح عريضة محتاجة لخدماتها الإنسانية.
برهنت المؤسسة الفائزة، على قدرة فائقة في استحقاقها للمساعدات والهبات والتبرعات، من الأفراد والمؤسسات والمنظمات والدول، عبر حملات توعية وتعبئة، تلامس بخطابها المؤثر قلوب الملايين من الناس بشعارات محفزة في وسائل الإعلام، تنهال على إثرها التبرعات والهبات.
وتؤمن لجنة التحكيم أن شروط الاستحقاق، توفرت إلى حد كبير في المؤسسة الطبية النموذجية مستشفى سرطان الأطفال التي تتكفل بمعالجة الأطفال المصابين بداء السرطان في جمهورية مصر العربية والدول العربية الشقيقة، مسجلة معدلات عالية من الشفاء بفضل الله في هذا المجال.
الحضور الكريم ...
إن هذه المؤسسة الخيرية التي هي واحدة من بين المستشفيات في العالم المتخصصة في علاج كل أنواع سرطان الأطفال. هي نتاج الإرادات التطوعية الطبية ودليل ملموس على أن الخير ملازم للإنسان لا يحيد عنه كلية في كل الأحوال.
هكذا تحول المستشفى إلى وجهة للأطباء والأخصائيين من مختلف الدول. وفيه يتلازم العلاج والاستشفاء مع البحث العلمي، أملا في استئصال المرض الفتاك والحد من انتشاره.
صاحب الجلالة،
إن مملكة البحرين بقيادتكم، سعيدة بقرار عرف كيف يجازي الخير بالخير. إنه إنجاز يعمق في ضمائر البحرينيين الإيمان بواجب فعل الخير، مستحضرين دائماً القدوة والمثل الأعلى من والدكم المشمول برضوان الله والذي ستظل هذه الجائزة مقترنة باسمه وذكراه ما دام فعل الخير موجودا على هذه الأرض.
وفقنا الله جميعاً لما فيه خير الإنسانية وسعادتها.
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته".
وشاهد جلالة الملك المفدى والحضور فيلماً وثائقياً تناول سيرة الأمير الراحل صاحب السمو الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة طيب الله ثراه.
بعدها، ألقى عضو لجنة التحكيم لجائزة عيسى لخدمة الإنسانية للدورة الثالثة د.لويس أمادو كلمة قال فيها:
"صاحب الجلالة
صاحب السمو الملكي
أصحاب المعالي
السيدات والسادة
إنه لمن دواعي سروري وعظيم شرفي أن أخاطب هذا الجمع الغفير، نيابة عن زملائي أعضاء لجنة تحكيم جائزة عيسى لخدمة الإنسانية، وأن أعبر لجلالتكم عن امتناننا على الثقة التي وضعتموها فينا لاختيار القائمة النهائية المتكونة من خمسة مرشحين لنيل هذه هذه الجائزة الهامة، وذلك نتيجة لرؤيتكم السديدة وكرمكم.
صاحب الجلالة، منذ قراركم إنشاء هذه الجائزة في عام 2009، تغير العالم بشكل كبير، مع ظهور ديناميات واضطرابات سياسية وجيوسياسية جديدة. لقد شهدنا سلسلة من الأزمات الإنسانية نتيجة للصراعات والحروب الجديدة أو الكوارث الطبيعية، وهو ما يؤكد الحاجة لهذه الجائزة وجدارتها وتفردها.
إن الجائزة تمثل بصيص أمل في الظلمة التي يعاني منها الكثير من الناس في العالم هذه الأيام، ليس فقط من خلال ما تعنيه كمساهمة للمؤسسات التي تحصل عليه، ولكن أساساً من خلال ما تمثله من إشارة إلى حساسية المعاناة الأساسية الفردية التي تتجاوز البعد الجماعي للمآسي الإنسانية.
هذا العام، أجمع أعضاء لجنة التحكيم أن "مستشفى سرطان للأطفال" بمصر، المعروف برقم حسابه، 57357، يتوفر على جميع المعايير المنصوص عليها في المرسوم الملكي الذي أسس الجائزة.
لقد ظهرت فكرة بناء مستشفى بهذه الخصائص أولاً في عام 1999 ولكنها لم تتجسد في الواقع و يكتمل البناء إلا في عام 2007. إن المستشفي هي نتاج العديد من التبرعات والمساهمات الفردية والمؤسسية، و هي تعمل كمنظمة غير حكومية، كونها أكبر مستشفى من نوعه في مصر وفي المنطقة.
وأنا واثق من أننا نتفق جميعاً على أن الإسهام في التخفيف من معاناة الأطفال هو أكثر المهام النبيلة التي يمكن أن يضطلع بها الإنسان، وهذا هو الهدف اليومي لهذه المؤسسة التي قررنا منحها الجائزة اليوم.
وختاماً، أود أن أشكر مجلس الأمناء ورئيسه سمو الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة، نائب رئيس مجلس الوزراء، وكذلك أعضاء أمانة الجائزة، وعلى وجه الخصوص أميننا العام السيد علي عبد الله خليفة على صبره اللامتناهي ولطفه.
نجدد شكرنا الجزيل لكم صاحب الجلالة".
عقب ذلك، تم عرض فيلم وثائقي خاص بمنجزات وأنشطة مستشفى سرطان الأطفال بجمهورية مصر العربية وأعماله الإنسانية ، حيث يعد المستشفى من المؤسسات العلاجية العلمية المتميزة في الوطن العربي والتي حققت نجاحاً في علاج سرطان الأطفال تحت سن الثامنة عشرة ، من خلال ما يقدمه من خدمة علاجية مجانية رفيعة المستوى للأطفال في مصر والبلاد العربية، معتمداً أحدث الأساليب الطبية الحديثة وما توصلت إليه الدراسات والبحوث العالمية.
ثم تفضل حضرة صاحب الجلالة الملك المفدى بتسليم جائزة عيسى لخدمة الإنسانية إلى د.عمرو عزت سلامة رئيس مجلس أمناء مؤسسة مستشفى سرطان الأطفال بجمهورية مصر العربية الفائز بالجائزة .
بعدها ألقى الدكتور عمرو عزت سلامة رئيس مجلس أمناء مؤسسة مستشفى سرطان الاطفال بجمهورية مصر العربية كلمة قال فيها:
"حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك مملكة البحرين حفظه الله،
صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر،
سمو الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس مجلس أمناء جائزة عيسى لخدمة الإنسانية،
أصحاب المعالي والسعادة، أيها الحفل الكريم،
يسعدني ويشرفني أن أكون بينكم اليوم في مملكة البحرين الشقيقة.. التي كانت أول دولة انطلقت منها حملة تبرعاتنا الخارجية لإنشاء مستشفى سرطان الأطفال 57357 بمصر.
يسعدني ويشرفني أيضاً أن أكون بينكم في حرم مركز عيسى الثقافي.. الذي يعد مركز إشعاع حضاري يرمز لتقدم البحرين ورقيها.. ويعكس حرص جلالة الملك واهتمامه بتراث وتاريخ حضارة البحرين العريقة.
يسعدني أيضاً أن أكون وزملائي بينكم اليوم ممثلين لمؤسسة مستشفى سرطان الأطفال - 57357 التي تشرفت بنيل جائزة عيسى لخدمة الإنسانية في دورتها الثالثة.. هذه الجائزة العريقة التي أسست تكريماً وتخليداً لأمير البحرين الراحل الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة، والتي تعد إسهاماً من مملكة البحرين للعالم لتشجيع الأعمال والمبادرات الإنسانية التي تهدف لإسعاد العالم.
أرحب بكم اليوم أيضاً ونحن نستعد للاحتفال بمرور 10 أعوام على إنشاء مستشفى سرطان الأطفال 57357. هذا الصرح العلمي والصحي والتعليمي الذي يسعى لمحاربة سرطان الأطفال على مستوى الوطن العربي، والذي تحول اليوم إلى صرح كبير يفخر به كل أبناء وطننا العربي الحبيب..
وقد بدأت فكرة المستشفى سنة 1998، وكان الهدف من المشروع توفير مستشفى خيري مجاني يقدم العلاج النموذجي لأطفال المنطقة وليس فقط داخل مصر، وشهد المشروع بالفعل دعماً من العرب جميعاً.
واليوم تحول هذا المستشفى إلى صرح طبي وعلمي يقدم خدماته العلاجية للأطفال مرضى السرطان مجانا في الوطن العربي كله، ويحرص ليس فقط على تقديم الخدمات العلاجية بل مواصلة الأبحاث العلمية، والاهتمام بالتعليم والتدريب من خلال عقد العديد من اتفاقيات التعاون مع الجامعات والمراكز العالمية .
ورحلة 57357 ، هي رحلة نجاح طويلة بذلنا خلالها كل الجهد في مكافحة سرطان الأطفال وتقديم أقصى درجات الرعاية الصحية مجاناً بمنتهى الجودة والعدالة، وباتباع المنهج العلمي، وهو ما تم تجسيده في اختيارنا لشعار المستشفى.. "رحلة علم هدفها الحياه".. وهو شعار يعكس رسالتنا ومنهجنا بأن العلم هو الطريق الوحيد لتحقيق الأحلام الصعبة والطموحات الكبيرة..
والحقيقة.. إننا من خلال العلم والبحث العلمي نجحنا في توفير أحدث أساليب الرعاية الصحية وأحدث الأجهزة في مجال العلاج أو التشخيص، ونجحنا أيضاً في الحفاظ على موارد المستشفى وترشيد استخدام الموارد، لحرصنا على حماية أموال المتبرعين وتوجيهها لعلاج عدد أكبر من الأطفال، وهو ما كان له أكبر الأثر في الحفاظ على ثقة المتبرعين واستمرار دعمهم لهذا الصرح.
وخلال العامين السابقين تم افتتاح بعض المشروعات التوسعية الجديدة مثل افتتاح 60 سريراً جديداً بالمستشفى .. وافتتاح مستشفى شمال الدلتا في طنطا سعة 60 سريراً أخرى.
ولأن مستشفى 57357 حريص على التطوير والنمو المستمر، فإننا نسعى الآن لإنجاز مجموعة ضخمة من المشروعات التوسعية، حيث نستعد لإنشاء ملحق ضخم يضم 300 سريراً وأكاديمية للعلوم الطبية، ومركزاً للأبحاث العلمية لمعرفة أسباب السرطان والحد من انتشاره، وبيت ضيافة لأهالي المرضى من الأماكن البعيدة، وهي مشروعات ضخمة تساهم في تحويل هذا الصرح إلى مجمع طبي وعلمي متكامل لمكافحة سرطان الأطفال في مصر والعالم العربي.
ونؤكد أن أحلامنا وطموحاتنا لاتزال كبيرة، وأننا نسعى لتحقيقها كلها، بالعلم والتعليم والتدريب وبمساندة أهل الخير من أبناء مصر والوطن العربي الذين نراهم شركاء حقيقيين لنا في كل نجاح يتحقق داخل هذه المؤسسة.
وأخيراً فإننا نتوجه لجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ولمجلس أمناء جائزة عيسى لخدمة الإنسانية ولمملكة البحرين الشقيقة بخالص الشكر على الثقة الغالية التي منحتموها لمؤسسة 57357 للفوز بهذه الجائزة الكبيرة.
وهو شرف نعتز به كل الاعتزاز، ويدفعنا لمزيد من الحرص على النجاح والتطوير.
كما نتوجه بخالص الشكر وخالص الحب لشعب البحرين الشقيق، وندعو الله أن يديم روابط المحبة والأخوة بين الشعبين المصري والبحريني.
كما نتوجه بخالص الأمنيات والدعاء بأن يمن الله عز وجل على جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين بموفور الصحة والعافية وأن يحفظه لمملكة البحرين وشعبها الكريم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته".
ثم تشرف أعضاء جائزة التحكيم لجائزة الشيخ عيسى لخدمة الانسانية بالسلام على جلالة الملك المفدى، حيث شكرهم جلالته على جهودهم الموفقة.
وفي نهاية الاحتفال عزف السلام الملكي.
وفي ختام الحفل غادر حضرة صاحب الجلالة حفظه الله مودعاً بما استقبل به من حفاوة وترحيب.
حضر الاحتفال كبار أفراد العائلة المالكة الكريمة ورئيسا مجلسي النواب والشورى والوزراء ورؤساء اللجان بمجلسي النواب والشورى وأعضاء مجلس أمناء جائزة عيسى لخدمة الإنسانية والمحافظون وكبار ضباط قوة الدفاع ووزارة الداخلية والحرس الوطني ورجال السلك الدبلوماسي ورؤساء الجامعات ورؤساء الجمعيات الخيرية ورجال الأعمال والصحافة والإعلام وعدد من ممثلي مؤسسة مستشفى سرطان الأطفال بجمهورية مصر العربية الفائز بجائزة عيسى لخدمة الإنسانية وعدد من المدعوين.