أحمد خالد

لا تحلو الأجواء والسهرات الشبابية في رمضان إلا بوجود "الغبقات"، التي تجعل ليالي رمضان مختلفة عن لياليها العادية، فالمطاعم دائماً ما تلبي هذا الاحتياج بل وتتفنن في العرض من أجل زيادة الطلب.

نجيب محمد هجرس صاحب أحد المطاعم، دائماً ما يتوافد عليه الشباب كون إدارته بحرينية بحتة، وأكلاته بحرينية وذات بهارات بحرينية، حيث يقول بوحمد مدير المطعم: "الشباب دائماً ما يأخذون منا غوزي اللحم، والهريس، والمحمر مع سمك الصافي، والقيمات، والمضروبة، والمجبوس دجاج، أما بعض الشباب فهم يفضلون الأكلات المشوية، كالدجاج المشوي أو اللحم المشوي على الفحم".

وقد اشتكى بوحمد من رفع أسعار اللحم والسمك على المواطن وعلى المطعم، كون المطعم لا يفضل تخزين اللحم وتبريده، بل يفضل الذبح اليومي للبقر والغنم، والشراء اليومي للسمك وهذا يسبب له خسارة، فقال: كنا بالسابق نشتري سمك الصافي والشعري على دينار ودينارين، أما الآن فيصل سعره إلى 4 و5 دنانير، والهامور كذلك ارتفع سعره بشكل كبير مقارنة بالسابق، فنتمنى من الجهات المختصة دعم المواطن والمطاعم الرمضانية أكثر خصوصاً في شهر رمضان.

أما علاء حسين فيفضل هو وأبناء خالاته شراء ولائم الغبقات من المطاعم بعض الأحيان، أو القيام بالذهاب إلى المطاعم وإقامة الغبقات هناك، فعادةً ما يقوم هو وأبناء خالاته بشراء الوجبات السريعة أو إعداد الأكلات في المنزل، مشيراً إلى أن ازدياد الأسعار في كل سنة، مما يجعل المواطن يبتعد عن إقامة مثل هذه العزائم نظراً لتكاليفها الباهظة.

ومن جانبه قال حسام النعيمي: "أفضل إعداد الأكل في البيت للغبقات، لأن الأكل يكون أحلى ومتنوعاً وتستطيع أن تأكل براحتك وتطبخ ما تريد، أما بالنسبة لأفضلية الأطباق أحب "العيوش"، و"الذبائح" رغم أن الأسعار اختلفت، ففي السابق كانت الأسعار مريحة أما الآن فقد ارتفعت بشكل كبير خصوصاً اللحم".

أما سحيم السليطي وهو زائر من دولة قطر الشقيقة فعبر عن رأيه قائلاً: "الغبقات الرمضانية لها طعم مميز لدينا نحن الشباب، إذ نجتمع أنا والأصدقاء بعد الساعة الحادية عشرة على أطباق عدة منها "البرنيوش"، "والمحمر مع الصافي"، بالإضافة للسمك المشوي، أو المقلي، "ومجبوس الدجاج"، والحلويات بكل أنواعها، فالأكلات في قطر لا تختلف عن البحرين كثيراً، وبالنسبة للأسعار فالغبقة الواحدة في قطر تكلف الآن 120 ديناراً بحرينياً أما بالسابق فتكلف 70 ديناراً تقريباً".

يذكر أن العوائل البحرينية والخليجية دائماً ما تقيم الغبقات الرمضانية ولو مرة، وذلك حفاظاً على التقليد التراثي المنقول من الأجداد، لما فيه من آثار إيجابية كثيرة كالاجتماع العائلي، والسهر، وتبادل الأحاديث الشيقة فيما بينهم، ومشاهدة التلفاز وقضاء وقت ممتع مع بعضهم البعض.