كشفت المعلومات المهمة التي حصلت عليها "الوطن" عن تنسيق قطري ـ إيراني بشأن أزمة البحرين في العام 2011 عبر الاتصال بالمرجعية الدينية في النجف، والاتفاق على إيفاد زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر إلى البحرين من أجل الوساطة بين جمعية الوفاق الراديكالية والحكومة.
تشير المعلومات إلى أن الاتصالات القطرية ـ الإيرانية بشأن الأوضاع في البحرين لم تتوقف طوال أزمة 2011 رغم فشل مبادرة الدوحة التي قادها رئيس الوزراء السابق حمد بن جاسم آل ثاني في مارس من ذلك العام ورفضتها حكومة البحرين لاحقاً.
بعد فشل تلك المبادرة أوعز المرشد الإيراني علي خامنئي للمرجعية الدينية في النجف بالتحرك، فعقدت المرجعية عدة اجتماعات مشتركة، وبعضها حضرها ممثلون عن المجلس العلمائي المنحل وجمعية الوفاق الراديكالية المنحلة، وتم الاتفاق على تكليف زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر بالمهمة، وطرح ما سمي بـ "مبادرة المرجعية الدينية للبحرين".
ساعد ذلك زيارة وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي إلى الدوحة في 2 مايو 2011، حيث حذر من العاصمة القطرية دول مجلس التعاون مما أسماها بـ "التداعيات السيئة" في المنطقة إذا استمرت الأوضاع على ما هي عليه في البحرين.
وبعد مغادرة وزير الخارجية الإيراني الدوحة بخمسة أيام فقط، وصل زعيم التيار الصدري إلى العاصمة القطرية لبحث كيفية التوسط في قضية البحرين، حيث التقى الصدر في الدوحة مجموعة من المسؤولين القطريين، وأشاد بالدور القطري لدعم "مطالب شعب البحرين المظلوم".
ومن أهم الاجتماعات التي تمت، استقبال أمير قطر السابق الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني في مكتبه بالديوان الأميري في 8 مايو 2011 للسيد الصدر، حيث دار حوار مطول بينهما حول أزمة البحرين، وانتقد الصدر تعامل الحكومة مع "المتظاهرين الشيعة السلميين الذين يطالبون بمطالب وطنية إصلاحية مشروعة"، وطلب من أمير قطر فتح قنوات اتصال مع المنامة، لأن المرجعية الشيعية في النجف ترفض مثل هذه "الممارسات" التي تقوم بها الحكومة من قمع المتظاهرين و"انتهاك حرياتهم".
قدم أمير قطر شكره للصدر، وأشاد بدوره في معالجة أزمات المنطقة، ووعده بالتدخل شخصياً كأمير لقطر من أجل التوسط لمعالجة الأزمة، وأكد له أنه سيتحرك دبلوماسياً للقاء عدد من القادة العرب لحل الأزمة بما يضمن "سلامة الشعب البحريني".
كما تم أيضاً خلال الاجتماع الذي حضره نائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الديوان الأميري، الاتفاق على تشكيل لجنة قطرية مع التيار الصدري لمتابعة تطورات الأزمة أولاً بأول، وإيجاد طرق لحل الأزمة.
بعد الاجتماع أقام أمير قطر مأدبة غداء "تكريماً" لمقتدى الصدر والوفد المرافق، وأثناء المأدبة فجّر الصدر مفاجأة عندما طلب من أمير قطر إيصال رسالة إلى الإدارة الأمريكية بضرورة الانسحاب من الأراضي العراقية، وأهمية التدخل الأمريكي في أزمة البحرين لحماية الشيعة، وإلا سيتم الإضرار بمصالح واشنطن في العراق.
أجرت الدوحة اتصالاتها مع حكومة البحرين للتنسيق لزيارة مقتدى الصدر، لكن المنامة لم تتجاوب مع طلب الدوحة، خاصة مع ارتباط الصدر بالجماعات الإرهابية في العراق، واتصالاته المشبوهة مع إيران.