زكية البنعلي
يعد مفهوم التنمر من المفاهيم الحديثة نسبياً، لحداثة الاعتراف به كنوع من أنواع العنف، ولكن حقيقة وجوده منذ أكثر من 20 عاماً، حيث تؤكد منظمة "اليونسيف" أن الوقاية من التنمر هي جزء من توفير بيئة تعليمية آمنة صديقة للطفل، تستهدف تعزيز رفاهيته الإجتماعية والروحية وصحته الجسدية والعقلية .
ويعرف التنمر بأنه شكل من أشكال العنف والإساءة والإيذاء الذي يكون موجه من شخص إلى آخر، حيث يكون الشخص المهاجم أقوى من الشخص الآخر ويكون عن طريق الإعتداء البدني والتحرش الفعلي وغيرها من الأساليب العنيفة.
وأطلقت المملكة العربية السعودية "المشروع الوطني للوقاية من العنف (التنمر)" في 2016، الذي قدمه برنامج الأمان الأسري بدعم من وزارة الداخلية ومكتب منظمة الأمم المتحدة لدول الخليج العربية "اليونسيف".
ويركز المشروع على التوعية بمشكلة سلوك التنمر والإجراءات المتبعة حيالها. ويهدف لإعداد برنامج تدريبي متكامل للتعامل مع مشكلة التنمر لتطبق مكوناته وبرامجه دورياً في مدارس التعليم العام بعد التحقق من فاعليتها للحد من انتشار التنمر وتناميه .
وفي دراسة مسحية أعدّها مركز الملك عبدالله للأبحاث أوضحت أن 47% من الأطفال و25% من المراهقين بالمملكة مرضى بـ"التنمُّر".
فيما أطلقت دولة الإمارات فكرة مختلفة لمشكلة التنمر عام 2012 مؤتمر حول "منع ظاهرة التنمر بين الأطفال في المدارس"، حيث أكدت وكيلة الوزارة المساعدة لقطاع الفعاليات التربوية في وزارة التربية والتعليم بأهمية التعاطي مع هذه الظاهرة من خلال مقاربة متكاملة تعمل على إشراك الآباء والأسرة والمدرسين والإداريين وشبكات الدعم الاجتماعي بالإضافة إلى الطالب المتنمر نفسه لحل المشكلة.
وفي عمان ظهرت "الحملة التربوية حول التنمر" 2016 ومن أهدافها: رفع الوعي بمشكلة التنمر ومدى تأثيرها، توعية المجتمع بضرورة التصدي لمشكلة التنمر وإيجاد بيئة آمنة خالية من التنمر.
أما في مصر جاءت مبادرة فردية من شاب مصري يقود حملة لمكافحة التصرفات العدوانية للأطفال في المدارس بعد انتحار زميلته 11 سنة وكان هو الآخر ضحية للتنمر، بدأ حملته بعنوان "الباحثون عن النصيحة" في العام 2014، عندما انتهى من مرحلة الدراسة في سن 19، ويقيم مصطفى ورشات عمل لمكافحة التنمر.
وانطلق برنامج ألويس لمكافحة التنمر الذي تم تطويره في الثمانينيات من قبل العالم النفسي النرويجي دان ألويس "Dan Olweus"، وهو الأب المؤسس للأبحاث حول التنمر في المدارس، يهدف البرنامج لمكافحة التنمر ومساعدة الأطفال على العيش بشكل أفضل و جعل بيئة المدرسة أكثر ايجابية.
واستخدم برنامج ألويس في أكثر من 12 دولة على نطاق العالم، حيث أظهرت الدراسات أن حالات التنمر في المدارس التي استخدمت هذا النظام قد تراجعت بنسبة 50% خلال عامين.
ويعتبر أهم جزء في برنامج ألويس هو تشجيع شهادة الشهود أو ” الغالبية المهتمة "من الطلبة الذين لم يتعرضوا للتنمر و لم يقوموا بالتنمر على أحد، ويتم تطبيق هذا البرنامج على مدى عدة سنوات ، تتخللها وقفات لتقويم النتائج و لقياس مدى فعاليته في التقليل من انتشار ظاهرة التنمر والتخفيف من آثارها".
وفي أمريكا، تم توفير برنامج بوليبوكس "2015-أمريكا" لأكثر من 130000 طالب، يمثلون 30 ولاية و 11 دولة، يسمح البرنامج للضحايا بالهروب من وصمة العار الاجتماعية التي غالبا ما تعلق على أولئك الذين يسعون للحصول على المساعدة، بالإضافة إلى عدم الكشف عن هويته، وتتم إعادة توجيه التقارير التي ينشئها الطالب تلقائيا إلى مديري المدارس المعينين عبر البريد الإكتروني وفيما ذلك تلقي ومعالجة التقارير، فضلا عن جمع وتحليل وإدارة البيانات التي تمكنهم من اتخاذ قرارات سليمة تستند إلى البيانات. وتم الإبلاغ عن مشكلة التنمر في المدرسة حوالي 71% من الطلاب ورصد 75% من حوادث إطلاق النار في المدارس ، 1 من كل 10 طلاب يتسربون من المدرسة بسبب التنمر .
واستخدم برنامج "كيفا ضد التنمر" في مدارس فنلندا على نطاق واسع وتحول من قصة نجاح محلي إلى تطبيق دولي . يقدم البرنامج النصح والإرشاد للمعلمين وأولياء الأمور، وشرح كيفية التعامل مع الطلاب في المدرسة ويؤكد على أهمية النقاش حول موضوع التنمر في الفصل الدراسي من خلال تثقيف الطلاب بالظاهرة وخطورتها على المجتمع.
{{ article.visit_count }}
يعد مفهوم التنمر من المفاهيم الحديثة نسبياً، لحداثة الاعتراف به كنوع من أنواع العنف، ولكن حقيقة وجوده منذ أكثر من 20 عاماً، حيث تؤكد منظمة "اليونسيف" أن الوقاية من التنمر هي جزء من توفير بيئة تعليمية آمنة صديقة للطفل، تستهدف تعزيز رفاهيته الإجتماعية والروحية وصحته الجسدية والعقلية .
ويعرف التنمر بأنه شكل من أشكال العنف والإساءة والإيذاء الذي يكون موجه من شخص إلى آخر، حيث يكون الشخص المهاجم أقوى من الشخص الآخر ويكون عن طريق الإعتداء البدني والتحرش الفعلي وغيرها من الأساليب العنيفة.
وأطلقت المملكة العربية السعودية "المشروع الوطني للوقاية من العنف (التنمر)" في 2016، الذي قدمه برنامج الأمان الأسري بدعم من وزارة الداخلية ومكتب منظمة الأمم المتحدة لدول الخليج العربية "اليونسيف".
ويركز المشروع على التوعية بمشكلة سلوك التنمر والإجراءات المتبعة حيالها. ويهدف لإعداد برنامج تدريبي متكامل للتعامل مع مشكلة التنمر لتطبق مكوناته وبرامجه دورياً في مدارس التعليم العام بعد التحقق من فاعليتها للحد من انتشار التنمر وتناميه .
وفي دراسة مسحية أعدّها مركز الملك عبدالله للأبحاث أوضحت أن 47% من الأطفال و25% من المراهقين بالمملكة مرضى بـ"التنمُّر".
فيما أطلقت دولة الإمارات فكرة مختلفة لمشكلة التنمر عام 2012 مؤتمر حول "منع ظاهرة التنمر بين الأطفال في المدارس"، حيث أكدت وكيلة الوزارة المساعدة لقطاع الفعاليات التربوية في وزارة التربية والتعليم بأهمية التعاطي مع هذه الظاهرة من خلال مقاربة متكاملة تعمل على إشراك الآباء والأسرة والمدرسين والإداريين وشبكات الدعم الاجتماعي بالإضافة إلى الطالب المتنمر نفسه لحل المشكلة.
وفي عمان ظهرت "الحملة التربوية حول التنمر" 2016 ومن أهدافها: رفع الوعي بمشكلة التنمر ومدى تأثيرها، توعية المجتمع بضرورة التصدي لمشكلة التنمر وإيجاد بيئة آمنة خالية من التنمر.
أما في مصر جاءت مبادرة فردية من شاب مصري يقود حملة لمكافحة التصرفات العدوانية للأطفال في المدارس بعد انتحار زميلته 11 سنة وكان هو الآخر ضحية للتنمر، بدأ حملته بعنوان "الباحثون عن النصيحة" في العام 2014، عندما انتهى من مرحلة الدراسة في سن 19، ويقيم مصطفى ورشات عمل لمكافحة التنمر.
وانطلق برنامج ألويس لمكافحة التنمر الذي تم تطويره في الثمانينيات من قبل العالم النفسي النرويجي دان ألويس "Dan Olweus"، وهو الأب المؤسس للأبحاث حول التنمر في المدارس، يهدف البرنامج لمكافحة التنمر ومساعدة الأطفال على العيش بشكل أفضل و جعل بيئة المدرسة أكثر ايجابية.
واستخدم برنامج ألويس في أكثر من 12 دولة على نطاق العالم، حيث أظهرت الدراسات أن حالات التنمر في المدارس التي استخدمت هذا النظام قد تراجعت بنسبة 50% خلال عامين.
ويعتبر أهم جزء في برنامج ألويس هو تشجيع شهادة الشهود أو ” الغالبية المهتمة "من الطلبة الذين لم يتعرضوا للتنمر و لم يقوموا بالتنمر على أحد، ويتم تطبيق هذا البرنامج على مدى عدة سنوات ، تتخللها وقفات لتقويم النتائج و لقياس مدى فعاليته في التقليل من انتشار ظاهرة التنمر والتخفيف من آثارها".
وفي أمريكا، تم توفير برنامج بوليبوكس "2015-أمريكا" لأكثر من 130000 طالب، يمثلون 30 ولاية و 11 دولة، يسمح البرنامج للضحايا بالهروب من وصمة العار الاجتماعية التي غالبا ما تعلق على أولئك الذين يسعون للحصول على المساعدة، بالإضافة إلى عدم الكشف عن هويته، وتتم إعادة توجيه التقارير التي ينشئها الطالب تلقائيا إلى مديري المدارس المعينين عبر البريد الإكتروني وفيما ذلك تلقي ومعالجة التقارير، فضلا عن جمع وتحليل وإدارة البيانات التي تمكنهم من اتخاذ قرارات سليمة تستند إلى البيانات. وتم الإبلاغ عن مشكلة التنمر في المدرسة حوالي 71% من الطلاب ورصد 75% من حوادث إطلاق النار في المدارس ، 1 من كل 10 طلاب يتسربون من المدرسة بسبب التنمر .
واستخدم برنامج "كيفا ضد التنمر" في مدارس فنلندا على نطاق واسع وتحول من قصة نجاح محلي إلى تطبيق دولي . يقدم البرنامج النصح والإرشاد للمعلمين وأولياء الأمور، وشرح كيفية التعامل مع الطلاب في المدرسة ويؤكد على أهمية النقاش حول موضوع التنمر في الفصل الدراسي من خلال تثقيف الطلاب بالظاهرة وخطورتها على المجتمع.