أكد رئيس مجلس أمناء مركز البحرين للدراسات الاستراتيجية والدولية والطاقة رئيس تحرير دورية "دراسات" د.الشيخ عبدالله بن أحمد آل خليفة "أن حماية وصون الأمن الوطني والجماعي هو مسؤولية دولها، ولا بديل عن بناء نظام أمني ذاتي يحمى المقدرات الوطنية، ويدافع عن الثوابت الخليجية العليا".
وصدر عن "دراسات" العدد الأول من المجلد الرابع 2017 من دورية "دراسات" والتي تعني برصد وتحليل واستقراء عدة قضايا مهمة تتعلق بالأحداث المتسارعة التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط بشكل عام، والخليج العربي بشكل خاص، وأبدى العدد الجديد اهتماما خاصا بموضوعي الأمن الإقليمي الخليجي والعلاقات الخليجية الأمريكية.
وأكد د.الشيخ عبدالله بن أحمد آل خليفة، في افتتاحية العدد أن البحرين بقيادة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى رسمت رؤية واضحة لأمن الخليج قوامها مواصلة الإصلاح كعملية مستمرة، وأن الأمن والتنمية صنوان متلازمان كضرورة ملحة للرخاء ومكافحة الإرهاب.
وأوضح أن التحرك الخليجي بقيادة المملكة العربية السعودية، أعاد الكثير من الأمور إلى نصابها في فضاء التفاعلات الإقليمية المتجاذبة، وفي ظل تربص القوى الطامعة في مقدرات وثروات المنطقة، وتدخلاتها السافرة في الشؤون الداخلية.
وأضاف د.الشيخ عبدالله بن أحمد أن هذا التحرك يأتِ بعد الاستشعار أن الأمن القومي العربي وأمن منطقة الخليج في القلب منه بات مهدداً في بنيته وركائزه، ويواجه خيارات صعبة وحرجة، وأن الأزمة اليمنية تمثل انعكاساً لعقيدة راسخة لدى صانع القرار في دول مجلس التعاون بأن حماية وصون الأمن الوطني والجماعي هو مسؤولية دولها.
وبين، أن القمم الخليجية - العربية - الإسلامية مع الولايات المتحدة الأمريكية والتي عقدت في الرياض مايو الماضي وضعت أولوية لتصحيح المسار الإقليمي، وشخصت بدقة ماهية التهديدات القائمة، وأهمها النشاطات والممارسات الإيرانية التي تقوض أمن المنطقة، وتؤسس شبكات الإرهاب دعماً وتدريباً وتمويلاً وإدارة، بما يتعارض مع مبادئ القانون الدولي. وأن الحديث عن التفاؤل بشأن مصير المنطقة ومآلات النزاعات الجارية في ظل تحولات غير مسبوقة ومتغيرات فارقة، لم يعد أمراً مستبعداً أو ضرباً من الخيال.
وخصصت الدورية، ملف الدراسات لطرح دراسة عن واقع ومستقبل الأمن الإقليمي الخليجي في ضوء التطورات الراهنة، أعدها أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة د.عليّ الدين هلال، حيث رصدت الدراسة أهم التغيرات التي طرأت على البيئة الاستراتيجية للأمن الإقليمي الخليجي خلال السنوات من 2011-2016، والتي من أهمها موجة التحولات التي اجتاحت المنطقة العربية، وازدياد عدد الدول المأزومة والفاشلة، وانتشار تنظيمات التطرف الديني والعنف والإرهاب، والسقوط المروع لأسعار النفط، والاتفاق النووي الإيراني.
وخصص ملف العدد لطرح قضية العلاقات الخليجية الأمريكية في ظل إدارة الرئيس دونالد ترامب، نظراً لأهمية السياسة الخارجية الأمريكية تجاه منطقة الشرق الأوسط عموماً فإن العلاقات الخليجية-الأمريكية والتي تكتسب خصوصية ضمن سياق تلك العلاقات انطلاقاً من اعتبارات عدة ليس أقلها التحديات المشتركة التي تواجه الجانبين.
ويسعى هذا الملف الذي يضم مجموعة من الدراسات والتحليلات إلى تناول الجوانب المختلفة للعلاقات الخليجية-الأمريكية على المستويات الاستراتيجية والنفطية، وقد قدمت في هذا الملف أربعة مساهمات، المساهمة الأولى بقلم د.أشرف محمد كشك مدير برنامج الدراسات الاستراتيجية بمركز "دراسات"، حول العلاقات الخليجية-الأمريكية: خبرة الماضي ومستجدات الحاضر وآفاق المستقبل.
أما المساهمة الثانية، قدمتها الباحثة في العلاقات الدولية د.خديجة عرفة، حول النفط في معادلة العلاقات الأمريكية الخليجية: هل يمكن للولايات المتحدة الأمريكية الاستغناء عن نفط الخليج؟
والمساهمة الثالثة قدمها أستاذ تاريخ الشرق الأوسط المعاصر د.محجوب الزويري، حول محددات السياسة الأمريكية تجاه إيران في ظل عهد ترامب: بين الثابت والمتغير، بينما دارت المساهمة الرابعة والأخيرة والتي قدمتها د.دانية قليلات الخطيب الباحثة المتخصصة في العلاقات العربية الأمريكية، حول تكوين لوبي خليجي-عربي في الولايات المتحدة: المتطلبات والفرص المتاحة.
وفي باب القضايا الإقليمية، طرحت الدورية تقريرين مهمين الأول قدمه د.عبدالإله بن سعود السعدون عضو مجلس أمناء منتدى الفكر العربي، عضو الهيئة التأسيسية للحوار التركي العربي حول موضوع تركيا المتغيرة.. تداعيات التصويت بنعم للنظام الرئاسي، والتقرير الثاني حول موضوع محددات التوازن في أسعار النفط: تحليل لاتجاهات عام 2017م، قدمه أ.عبدالعزيز الدوسري مساعد باحث ببرنامج الدراسات الجيوسياسية بمركز "دراسات".
وقدمت هيئة تحرير الدورية عرضاً لملتقى حوار المنامة "قمة الأمن الإقليمي" في دورته الثانية عشرة 2016 الذي نظمته وزارة الخارجية بالتعاون مع المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية IISS ، في الفترة من 9 -11 ديسمبر 2016، تحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء، وطرحت خلاله أهم التحديات الأمنية التي تواجه منطقة الخليج والشرق الأوسط.