تعتبر "الحية بية" من التقاليد والطقوس التراثية المتعارف عليها في الخليج والبحرين خصوصاً، حيث يقضي الأطفال يوم وقفة عرفات مع أهاليهم يوماً اجتماعياً ممتعاً على ساحل البحر وهم يرددون أنشودة "الحية البية" المشهورة "حية بية.. راحت حية ويات حية.. على درب لحنينية..عشيناك وغديناك وقطيناك.. لا تدعين علي حلليني يا حيتي."
و"الحية بية" عبارة عن حصيرة صغيرة الحجم، مصنوعة من سعف النخيل، ويتم زرعها بالحبوب مثل القمح والشعير، وتعلق بعد ذلك في المنازل حتى تكبر وتنمو. ويقوم الأطفال بإلقائها في البحر يوم وقفة عرفات، وهم يدعون الله أن يجعل عيدهم سروراً ويعيد حجاجهم من بيت الله الحرام سالمين ومحملين لهم بالهدايا.
وتعتبر "الحية بية"، من الموروثات القديمة في المجتمع البحريني، إلا أنها تطورت مع السنين، وخصوصاً شكل الحية بية، من خلال إدخال إضافات وبعض اللمسات عليها، فأصبح الناس يتنافسون من تكون حيته الأجمل.
المحلات التجارية وجدت فرصتها لتحقيق الربح من خلال تقديم ابتكارات وأشكال جديدة للحية بية كل عام، ولا يقتصر الأمر على ذلك بل امتد إلى الملابس والإكسسوارات الخاصة بيوم الحية بية.
ويقول صاحب محل "Happy days"، إن المتجر يشهد إقبالاً كبيراً على شراء الحية بية لذلك نقوم بتجهيزها قبل يوم عرغات بوقت كاف، لنتمكن من بيعها وتوفيرها للزبائن عند الطلب. حيث يقوم المحل بتجهيزالحية بية العادية والمتعارف عليها.
وأضاف أن المحل يقوم كل عام بابتكار أشكال جديدة للحية بية سعر الواحدة دينار ونصف، فالإقبال على الأشكال الجديدة والمميزة أكثر من الحية بية التقليدية كما يقول، منوهاً إلى أن الزبائن تكون لهم طلبات خاصة حيث يقومون بطلب اشكال معينة.
والتقت "الوطن" ببعض الأمهات والعوائل، حيث قالت المواطنة نجلاء حسن أم فاطمة إن "الحية بية" موروث شعبي في البحرين، يتجمع الصغار سابقاً منذ حلول شهر ذي الحجة، ويأتي كل صغير بالخامات التي يحتاج إليها لزراعة الحية؛ وهي عبارة عن علبة أطعمة محفوظه فارغة، أو سلال الخوص الصغيرة، تزرع فيها بعض حبوب الشعير.
وتضيف "أما اليوم وفي الوقت الحالي نقوم بشراء الحية بية جاهزة من أحد الاكونتات على الإنستغرام، وقد اختلف شكلها ومحتواها تماماً عما كانت عليه في السابق".
فيما أكد المواطن مجيد عبدالله أبو هادي وفدك، إنه تم توصية أحد الأكاونتات على "الإنستغرام" يقوم بعمل حية بية على الطريقة العصرية، وهي أصيصة تحتوي على كمية كبيرة من الورد الأبيض.
وقالت فاطمة محمد أم نور "ما زلنا على التقليد الشعبي حيث يتنافس الصغيرات بالعناية بهذه النبتة من أول ذي الحجة، بالري وتعليقها في مكان معرض للهواء الطلق، وتصله الشمس بشكل مباشر. وفي اليوم العاشر من ذي الحجة، يتجمع الصغار لإلقاء الحيه في البحر، ويشدون بأرجوزة الحية".
وعن كيفية الحصول على الحية بية، قال حسين جعفر، إن الحية بية يشتريها الأطفال من السوق جاهزة على هيئة سلة من الخوص تسمى قفهو هى السلة التى يضع فيها الأطفال حب الشعير لينبت، أو يقوم الأطفال بصنعها فى المنزل وهو ما يحبذونه فيأخذ الأطفال علبة من الحديد وتقطع من الأعلى ويثقب أسفلها بثقوب كثيرة حتى يسمح بخروج الماء عند سقيها، وغالباً ما تكون تلك العلبة هى علبة الأناناس الحمراء المعروفة والمتداولة بين الناس حيث يتم ملؤها بالتراب ثم يوضع بها بذر الحشيش وتسقى بالماء حتى تنبت وتكبر ويتم ربطها بحبل رفيع حتى يتم تعليقها بسهولة.