أكد وكيل وزارة المواصلات والاتصالات لشؤون الطيران المدني محمد الكعبي، أن ظواهر التغيرات والتقلبات الجوية لا يمكن التصدي لها وبالمقابل يمكن التعامل معها مسبقاً قبل حدوثها للحد من تأثيراتها وتجنب مخاطرها.

ونظمت إدارة الأرصاد الجوية الأحد، بالتعاون مع المكتب الإقليمي للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية لغرب آسيا، اجتماع الدورة 44 للجنة المعنية بالأعاصير الاستوائية التابعة للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية واللجنة الاقتصادية والاجتماعية لآسيا والمحيط الهادئ والذي يستمر حتى 14 سبتمبر.

وقال الكعبي "إن طاقماً من المختصين المؤهلين بإدارة الأرصاد الجوية يعمل على إصدار الإنذارات المبكرة من التقلبات الجوية الشديدة بوقتٍ كاف من خلال الاستعانة بآخر التطورات في حقل العلم والتكنولوجيا واستخدام التقنيات الذكية في الرصد والتوقعات مثل الاستشعار عن بعد ونماذج التوقعات العددية عالية الدقة ومن ثم العمل على توعية المواطنين بشتى الوسائل الإعلامية المؤثرة للتحذير وإدراكهم من خطورة تلك الظواهر لكي تتمكن عندها جهات صانعي القرار ذات العلاقة من الاستجابة بوقت كافٍ على تفعيل خطط الطوارئ وبأن يكونوا ذات الصلة على أهبة الاستعداد لعمليات الإخلاء إذا ما تطلب الأمر".

وأضاف أن مشاركة البحرين بهذا الاجتماع تتيح الفرصة للجانب البحريني من عرض التجربة البحرينية في عمليات قياس التنبؤات الجوية والإنذار المبكر بالأرصاد الجوية والاطلاع من جانب آخر على التطورات وما توصل إليه العلم في مواجهة الأعاصير والعواصف والإنذارات المبكرة من الظواهر الجوية التي يمكن الاستفادة منها لتقديم المزيد من الاسهامات في التنمية الاجتماعية والاقتصادية.

ونوه الكعبي، بأن البحرين تعتبر من الدول الرائدة في مجال الأرصاد الجوية بما لديها من تاريخ طويل حافل في هذا المجال الذي يعود إلى بداية القرن العشرين، فضلاً عن امتلاك البحرين أحدث الإمكانيات والتقنيات والكوادر البشرية المدربة مما جعلها نموذجاً متطوراً في مجال الأرصاد الجوية بالمنطقة.

فيما أكد د.هشام عبد الغني الممثل الإقليمي للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية لغرب آسيا بالمملكة أن من أهم أهداف اللجنة تعزيز وتخطيط وتنفيذ التدابير الرامية إلى الحد من الخسائر في الأرواح والأضرار المادية الناجمة عن الأعاصير المدارية والفيضانات المرتبطة بها في خليج البنغال وبحر العرب.

وأوضح أن اللجنة ستناقش العديد من المواضيع أهمها استعراض الأنشطة والتقدم المحرز على الصعيدين الوطني والإقليمي خلال الفترة السابقة "منذ دورتها الأخيرة" في كل عنصر من العناصر الرئيسة الثلاثة لبرنامج أنشطة اللجنة، وهي: الأرصاد الجوية، والهيدرولوجيا، والوقاية من الكوارث والتأهب لها، وكذلك في العناصر الداعمة لها من التدريب والبحث العلمي.

ويجري أيضاً استعراض المنشورات الصادرة في إطار برامج اللجنة كما تنظر اللجنة في وضع خطة التشغيل السنوية للعام القادم وما بعده من أجل نظام فعال للحد من الأضرار الناجمة عن الأعاصير الاستوائية والفيضانات كما سيتم استعراض الخطة التشغيلية للأعاصير الاستوائية وموسم الأعاصير السابقة خلال الدورة.

وأكد أن اللجنة تنظر أيضاً في أي مسألة أخرى ذات أهمية مشتركة خلال الدورة السنوية، كإنشاء مراكز للإنذار المبكر للظواهر الجوية والمناخ، مضيفاً إلى أن اللجنة قد أُنشئت رسمياً في عام 1973 بوصفها هيئة إقليمية معنية بالأعاصير الاستوائية لخليج البنغال وبحر العرب، تحت رعاية المنظمة العالمية للأرصاد الجوية واللجنة الاقتصادية والاجتماعية لآسيا والمحيط الهادئ التابعة للأمم المتحدة.

مدير إدارة الأرصاد الجوية بوزارة المواصلات والاتصالات عادل دهام، أكد أن الاجتماع يأتي في ظل ظاهرة تغير المناخ التي تعتبر من أهم التحديات والأمور المقلقة التي تواجه العالم والمجتمع الدولي لما لها من تأثيرات على التنمية المستدامة، وخاصة في ظل تزايد وتيرة الأخطار الناجمة عن التغيرات المناخية التي اجتاحت العالم في الآونة الأخيرة.

وأشار إلى أن قضايا الاحتباس الحراري والتغيرات المناخية والكوارث الطبيعية المترافقة أصبحت هاجساً يشغل معظم دول العالم سواء على مستوى الحكومات او منظمة الأرصاد العالمية، فالمؤشرات القياسية للأرصاد الجوية بمراكز الأرصاد تشير إلى ارتفاع في درجات الحرارة وتزايد معدل الفيضانات في عدد من مناطق العالم التي لم يعهد لها من قبل بالإضافة إلى الأمطار الغزيرة وذوبان الجليد في كثير من مناطق العالم وتزايد العواصف والأعاصير وسقوط الثلوج بكثافة كلها تنبئ بأن دول العالم متجهة نحو تغير كبير في الطقس وأن المنطقة العربية ومنطقة بحر العرب معرضة للعواصف والأعاصير الشديدة.