نظم مركز البحرين للدراسات الاستراتيجية والدولية والطاقة حفل تدشين كتاب "لا تستسلم.. خلاصة تجاربي"، لمدير عام مركز الإمارات للدراسات و البحوث الاستراتيجية د.جمال سند السويدي، عرفاناً منه بعطائه الذي أغنى به المكتبة العربية، وتناول فيها مختلف القضايا التي مررت بها المنطقة العربية.
ويتناول الكتاب تجاربه التى خاضها في حياته العلمية والعملية وأهمها معاناته مع مرض السرطان، والصعاب التى خاضها طوال مسيرته، ولم يقتصر الكتاب على حياته بشكل كامل بل تطرق للقضايا العامة التى شهدتها المنطفة، وعلاقته بولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، إذ اعتبره دافعه الأساسي لما حققه السويدي من نجاح.
إلى ذلك، قال وزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة: السويدي في كتابه يعرض علينا تجاربه وصبره ووفاءه للوطن وعطاءه الذي لا يتوقف، فهو اليوم يوقع كتابه ويراجع كتابه القادم.
وتابع الوزير: جمال السويدي مفكر عربي نفخر به كبحرينين و كعرب على ما يقدمه، قرأنا كتبه في الماضي، والآن نقرأ تجاربه التى تتناول صبره و شخصيته وسأبدا بقراءة الكتاب من الآن، لأنه عصارة رجل ومفكر كبير في المجال السياسي والاجتماعي و الاقتصادي ويروي لنا التجارب التى مر فيها في كل مراحل حياته، وأنصح كل شخص بأن يقرأ الكتاب ويتعلم منه .
من جانبه، قال مستشار جلالة الملك لشؤون الإعلام نبيل الحمر: لا غرو أن كان جمال السويدي لفعل الخير سباقاً، وكيف لا يكون ذلك وهو ابن من أبناء زايد في وطن زايد، فهو يحمل صفته كمفكر عربي كبير بانتاجه الغزير المتميز خليجياً وعربياً، قد حمل جمال السويدي فكراً عربياً ملتزماً بالمسير والمصير الواحد، ليس في محيطه الخليجي فحسب، وانما على اتساع رقعة الوطن العربي وبهوية عربية شامخة.
وتابع الحمر: جمال السويدي علم فكري قطع طريق النجاح بفكر واعٍ مستنير وبحكمة سخرها في دعم القضايا التي مررنا بها، ومن خلال مركز الامارات للدراسات والبحوث الاستراتجية، سجل جمال كما نوعيا من المناقشات الفكرية، ما ساهم في إغناء النشاط الفكري غير المسبوق تناولا لكل القضايا والازمات التي تمر بها الامة العربية، والتي لم يسبق ان تناولها مركز من المراكز المنتشرة في العالم.
وأضاف الحمر: بين يديه ما وفرته القيادة في الإمارات من إمكانيات استطاع أن يحقق الإنجاز الفكري الذي شهدناه منذ تأسيس مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية عام 1994، وجمال لم يكن مسؤولاً عن مركز الإمارات للدراسات فحسب، بل كان مسؤولاً عن مشروع فكري رسخه، وعمل بارادة لا تعرف المستحيل وغالب المرض بمزيد من العمل والنتاج الفكري، واغنى المكتبة العربية بفكره، وتناول بشكل واقعي كل الأزمات التي تمر بها المنطقة، لذلك فإنه حين يكرم في وطنه الثاني الذي احبه في كل محفل، فإن هذا التكريم تحية مستحقة واجبة له.
من جهته، أشاد رئيس مجلس أمناء مركز البحرين للدراسات الاستراتيجية والدولية والطاقة د.الشيخ عبدالله بن أحمد آل خليفة بنجاح جمال سند السويدي بتدشين كتاب " لا تستسلم " لما له من تجربة حياة ثرية تسرد مواقف شخصية وإنسانية عميقة وتقدم القدوة للشباب والإنسان عموماً وتمنح طاقة من الأمل والإصرار للمضي قدما، وعدم اليأس والاستسلام مهما كانت العقبات والعراقيل،مبيناً أن الكتاب إضافة مهمة للمكتبة العربية وعلامة في سلسلة إصدارات هادفة تعبر عن مسيرة حافلة بالانجاز والعطاء وجديرة بالتوقف عندها لاستلهام العبر، وتجمع بين مهنية الباحث ومسيرة المفكر، مؤكدا الدور الهام الذي يقع على عاتق المفكرين والمثقفين باعتبارهم ضمير الأمة وروافد النهضة والتقدم.
من طرفه، قال مدير عام الأرشيف الوطني بدولة الإمارات العربية المتحدة د.عبدالله الريسي: جمال السويدي شخص عرفته لا يقبل الهزيمة بأي شكل من الأشكال حتى في الألعاب الرياضي، وهو الذي رشحني لان اكون مدير عام الأرشيف الوطني، ورايته كيف يدير مركز الدراسات وكيف ينجز وكيف يحول الأحلام إلى واقع.
وذكر أن السويدي استطاع بإرادته القوية أن يحول مركز الدراسات إلى صرح عالمي، مشيراً إلى أن العديد من زعماء دول العالم مروا بهذا المركز، واستشهد بعدد من المواقف الانسانية للدكتور السويدي، وعدد بعض اوجه الشبه بينه وبين السويدي، وختم حديثه: نفتحر بالامارات بوجود هذا العلم المشهود له بالكفاءة عالمياً وقد أسس مركزاً عالمياً.
أما الباحث د.عبدالله المدني، فقد ذكر في مداخلته أن المؤهلات العلمية الكثيرة والمناصب العديدة التي تولاها خلال مراحل دراساته وعمله الدؤوب في اسناد المكتبة الخليجية بالعديد من المؤلفات، جعلته يتبوأ مركزا مرموقا على الصعيد العربي، ومن يطلع على مؤلفات جمال السويدي يجد فيها فكراً رصينا ورؤية عقلانية وقدرة فائقة على استشراق المستقبل ورية الحاضر، لأن مؤلفاته تتصف بالعقلانية وتبتعد عن الاهواء.
وبين المدني أن مركز الامارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية مصنع لانتاج المعرفة من خلال اصدار مئات المؤلفات سنويا في الشؤون الدولية والعربية، قائلاً إن عناوين هذه المؤلفات تجعلك تلتهمها التهاما، ورجل في مقام جمال، وبقامته العلمية، لم يكن يترك السنين دون ان يخلد اسمه، فكم من حملة شهادات عليا لم نر لهم كتبا في خدمة أوطانهم، لذلك نستطيع القول أن خليجنا العربي بخير ما دام به امثال د.جمال السويدي.
وصدر عن د.جمال سند السويدي العديد من الكتب منها "السراب" الذي ترجم الى عدة لغات ويكشف عن زيف حركات الإسلام السياسي، وقد حاز على جائزة الشيخ زايد للكتاب في الدورة العاشرة 2016-2015، والتي حظيت باهتمام من المفكرين والقراء.