أظهر كتاب "الطموح الأحمر" لكاتبه يوسف البنخليل الدور الذي لعبه مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية لشؤون الشرق الأدنى جيفري فيلتمان في دعم الجماعات الراديكالية بالبحرين إبان أحداث 2011، عبر سرد متسلسل للأحداث المتسارعة.
ويتناول الكتاب، الذي تنشره "الوطن" متسلسلاً، طبيعة التدخل الأمريكي في عهد الرئيس الأمريكي باراك أوباما في الشؤون الداخلية للبحرين، والدور الذي لعبته واشنطن في أحداث 2011.
وقال الكتاب تحت عنوان "الوسيط الأمريكي في المنامة" إن فيلتمان قام خلال عامي 2011 و2012 بسلسلة زيارات مكوكية إلى المنامة، التقى فيها كبار المسؤولين في الدولة، وعمل على الضغط عليهم، واجتمع أيضاً مع شخصيات سياسية من الجماعات الراديكالية التي كانت تنظر إليه بأنه الوسيط الأمريكي الداعم لأجندتها، والساعي نحو التغيير.
ولفت الكتاب إلى لقاء مهم جمع فيلتمان في البحرين مع 7 شخصيات سياسية وحقوقية تحدثت عن وجود "تصفية عرقية" في البحرين وطالبت الإدارة الأمريكية رسمياً بإجبار حكومة البحرين بالقوة على تنفيذ مطالب المعارضة. فيما قال فيلتمان إنه مستعد لنقل طلباتهم للبيت الأبيض لتغيير السياسة الأمريكية مع حكومة البحرين، مؤكداً أن الولايات المتحدة "لا تشعر بوجود خطر إيراني حقيقي على دول الخليج".
وأشار الكتاب إلى أن فيلتمان طلب وساطة تجمع الوحدة الوطنية ثلاث مرات لإنقاذ ماء وجه المعارضة بعد رفضها الحوار، لكنه قوبل بالصد.
وفي ما يلي تفاصيل العنوان الرابع في القسم الثاني من الكتاب:
لا يوجد دبلوماسي أمريكي زار البحرين بقدر مازارها جيفري فيلتمان الذي عمل مساعداً لوزيرة الخارجية الأمريكية لشؤون الشرق الأدنى خلال الفترة من أغسطس 2009 إلى يونيو 2012.
في العام 1986 بدأ فيلتمان عمله الدبلوماسي في الخارجية الأمريكية، وتدرج في السلك الدبلوماسي. ومن أبرز محطاته رئاسته مكتب سلطة التحالف المؤقتة في محافظة أربيل العراقية. كما تولى منصب نائب المنسق الإقليمي لاتفاق السلام الشامل في المنطقة الشمالية. وعمل أيضاً في القنصلية الأمريكية في القدس، حتى صار سفيراً للولايات المتحدة في بيروت لمدة أربع سنوات بدأت في العام 2004 وانتهت في 2008.
كما كان له دور بارز في محادثات السلام العربية ـ الإسرائيلية في عامي 2000 و2001 عندما عمل مساعداً خاصاً للسفير مارتن إنديك. إضافة إلى عمله في سفارات الولايات المتحدة في تل أبيب وتونس وغيرها.
مع تعيين فيلتمان مساعداً لوزيرة الخارجية الأمريكية لشؤون الشرق الأدنى، كانت لديه خبرات طويلة وممتازة للتعامل مع قضايا الشرق الأوسط الذي صار من أسخن مناطق العالم بسبب الفوضى التي انتشرت فيه سريعاً.
يتذكر اللبنانيون جيداً الدور الذي قام به جيفري فيلتمان عندما كان سفيراً لبلاده في العاصمة بيروت، حيث أدار ملف التعامل مع حزب الله اللبناني المدعوم إيرانياً، وقام بتنفيذ إستراتيجية لاحتواء هذا التنظيم الإرهابي تحت شعار "كسر حزب الله"، وتضمنت الاستراتيجية مسارين؛ الأول تشجيع كافة الأطراف المناهضة للحزب على مواجهته ميدانياً، والمسار الثاني التضييق على حلفاء الحزب داخل وخارج لبنان.
وبحسب تقديرات أحد الدبلوماسيين اللبنانيين الذين عاصروا دور فيلتمان في العاصمة اللبنانية فإنه يقدر حجم الإنفاق المالي الذي أنفقه السفير الأمريكي في بيروت على تنفيذ استراتيجية احتواء حزب الله وتشويه صورته إعلامياً بنحو نصف مليار دولار خلال عامين فقط، وكانت النتيجة فاشلة جداً.
بعد خمس شهور فقط من تعيين فيلتمان مساعداً لوزيرة الخارجية الأمريكية لشؤون الشرق الأدنى، أدلى بتصريح أثار أزمة دبلوماسية في العلاقات الأمريكية ـ السعودية، حيث صرّح لراديو سوا الأمريكي في 12 ديسمبر 2009 قائلاً: " لا يوجد أي دليل على أن إيران تدعم المتمردين الشيعة الذين استولوا على بعض الأراضي السعودية"، وكان موقفاً مخالفاً لموقف الحكومة السعودية وكذلك الحكومة اليمنية التي أكدت علانية الدعم الإيراني للمتمردين الحوثيين، وظهر ذلك لاحقاً عندما انقلب الحوثيون على الشرعية في صنعاء.
المقدمة السابقة ضرورية لمعرفة الخلفية التاريخية لفيلتمان الذي أدار ملف الصراعات في الشرق الأوسط منذ اندلاع ما يسمى الربيع العربي في شتاء 2010، وكان يقوم بدور الوسيط الأمريكي مع الجماعات الراديكالية في البحرين.
عندما تم فض الاعتصام في دوار مجلس التعاون، قام مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية لشؤون الشرق الأدنى جيفري فيلتمان بترتيب اتصال هاتفي بين الوزيرة كلينتون مع وزير خارجية البحرين لمناقشة ما أسماه "مهاجمة المتظاهرين السلميين أثناء نومهم في دوار مجلس التعاون". وأشار فيلتمان إلى أن الحكومة البحرينية اعتبرت المتظاهرين مسلحين بالسيوف والسكاكين، وهو ما تم اكتشافه في موقع التظاهر. وبيّن أن 5 أشخاص لقوا مصرعهم مع إصابة كثيرين، رغم عدم تمكنه من تأكيد ذلك. وأوضح فيلتمان أن القائم بأعمال السفير الأمريكي ستيفاني ويليامز ترى أن الحكومة تعتقد أن المتظاهرين تجاوزوا الخطوط الحمراء مع مطالبتهم بإسقاط النظام.
خلال عامي 2011 و2012 قام فيلتمان بسلسلة من الزيارات المكوكية إلى العاصمة المنامة، التقى فيها كبار المسؤولين في الدولة، وعمل على الضغط عليهم، واجتمع أيضاً مع شخصيات سياسية من الجماعات الراديكالية التي كانت تنظر إليه بأنه الوسيط الأمريكي الداعم لأجندتها، والساعي نحو التغيير.
من أهم اللقاءات التي أجراها فيلتمان في البحرين لقاء ضم 7 شخصيات سياسية وحقوقية مثّل عدد منهم بعض مؤسسات المجتمع المدني. وطوال الاجتماع الذي استمر ساعات عدة، حرصت الشخصيات السبعة على تكوين صورة سلبية للغاية للأوضاع، وانتهى بمفاجأة سنذكرها لاحقاً.
أحد الحضور كان يمثل الجمعية البحرينية الشفافية، وتحدث إلى فيلتمان بحدة وانتقد سياسة "القمع والاعتداء والتصفية"، وشبّه سياسة حكومة البحرين بما كانت تقوم به حكومة الفصل العنصري في جنوب إفريقيا من تمييز بين البيض والسود. وقال إن "الحكومة تعامل الشيعة على أنهم عبيد، وحمّل الإدارة الأمريكية مسؤولية كل ما يتعرض له شيعة البحرين وسببها الصمت الأمريكي على ما تقوم به حكومة البحرين".
شخصية إعلامية بحرينية قدمت شكوى مباشرة لفيلتمان بشأن وجود حملة إعلامية ممنهجة من قبل الإعلام الرسمي تعمل على زيادة النعرات الطائفية. مؤكداً وجود استهداف حكومي لجميع الإعلاميين الشيعة. ودعمت هذا الطرح شخصية نسائية انتقدت بشدة تجمع الوحدة الوطنية، ودور التنظيم في نشر الكراهية ضد الشيعة.
كان من بين الحضور ممثل عن الجمعية البحرينية لحقوق الإنسان ركز حديثه للمسؤول الأمريكي على وجود عمليات تعذيب وخطف واعتقالات تتم خارج نطاق القانون.
كان من بين الحضور 3 محامين بارزين، تركزت رسائلهم في الاجتماع على المحاور الآتية:
أولاً: غياب القانون في البحرين حتى بات صعباً رصد التجاوزات القانونية والحقوقية.
ثانياً: وجود تصفية عرقية حقيقية للشيعة في كافة أنحاء البحرين.
ثالثاً: وجود مخاوف من صفقة أمريكية ـ سعودية، يتم بموجبها الموافقة الأمريكية على تصفية الشيعة خليجياً، مقابل سماح دول مجلس التعاون للولايات المتحدة بضرب ليبيا وإسقاط النظام الحاكم فيها.
رابعاً: ضرورة توافر ضمانات أمريكية قانونية للحفاظ على سلامة وأرواح المواطنين.
المفاجأة الأهم في ذلك الاجتماع أن الشخصيات البحرينية تقدمت رسمياً بطلب للإدارة الأمريكية لتحقيق الآتي:
كما تناول فيلتمان مسألة التدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية لدول مجلس التعاون. وقال إن الإدارة الأمريكية ترى أن دول المجلس قد هوّلت كثيراً من تدخلات إيران ومخاطرها على دول المنطقة. مؤكداً أن الولايات المتحدة "لا تشعر بوجود خطر إيراني حقيقي على دول الخليج".
وانتقد موقف المعارضة البحرينية من الدعوة التي أطلقها ولي العهد للحوار، ورأى أنها أضاعت فرصة ثمينة يمكن تحقيق العديد من المكاسب وراءها. وأشار فيلتمان إلى أن الإدارة الأمريكية يهمها كثيراً الحفاظ على أمن واستقرار المنطقة، وألا تضر الترتيبات المقبلة بمصالح واشنطن.
استمرت اجتماعات فيلتمان مع الشخصيات السياسية المختلفة والجماعات الراديكالية. وفي إحدى اجتماعاته مع تجمع الوحدة الوطنية طلب مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأدنى القيام بوساطة بين المعارضة والنظام الحاكم لبدء الحوار بعد أن ضاعت الفرصة على جمعيات المعارضة. لكن التجمع رفض القيام بمثل هذه الوساطة، وطلب من فيلتمان أن تقوم المعارضة نفسها بالتوجه للنظام الحاكم دون أي وسيط.
كانت الفكرة التي يحاول فيلتمان ترويجها أن يكون لتجمع الوحدة الوطنية الدور الأساس والمبادرة في إحياء فكرة الحوار، وذلك حفظاً لماء وجه المعارضة التي رفضت الحوار منذ البداية. ومثل هذه الخطوة من شأنها أن تعزز علاقته بتجمع الوحدة الوطنية مستقبلاً، وأن تعوّض خسارة المعارضة برفضها الحوار.
محاولات فيلتمان بدفع تجمع الوحدة الوطنية للمبادرة والوساطة بين المعارضة والنظام تكررت ثلاث مرات، وكانت جميعها فاشلة، لأن التجمع أصرّ على أن لا حاجة لوساطة أجنبية أو محلية للحوار باعتبار فرص الحوار متاحة، والحكومة مرنة في التعامل ولا تحتاج لمن يتوسط لها.
لاحظ الوسيط الأمريكي أن هناك إشكالية حقيقية لدى المعارضة، فالحكومة وتجمع الوحدة الوطنية لديهم مواقف واضحة بشأن الحوار، لكن المعارضة ليست واضحة بالقدر نفسه، وهو ما يعني أن هناك مشكلة داخلية وانقساماً في المواقف لدى المعارضة.
كان سبب انقسام المعارضة تباين المواقف والتصورات، ففي الوقت الذي ضغطت فيه بعض الشخصيات السياسية على أمين عام جمعية الوفاق علي سلمان للاعتذار للشعب والدخول في الحوار، كان موقف ممثل خامنئي في البحرين عيسى قاسم مغايراً، لأنه كان يرى ضرورة التمسك بالموقف وعدم الاعتذار نهائياً.
كان الموقف صعباً بالنسبة لفيلتمان، فهو يرى وجود ثلاثة أطراف أساسية في الأزمة البحرينية، وهي: الحكم، وتجمع الوحدة الوطنية، والمعارضة. لكن الأخيرة تعاني من انقسام كبير بين رأيين مختلفين، أحدهما يمثل رأي علي سلمان، والآخر يمثل رأي عيسى قاسم.
لم يتوصل فيلتمان خلال زياراته المتكررة إلى نتائج فعلية، لكنه كان حريصاً على أن تحقق المعارضة مكاسب من تلك الأزمة، خصوصاً فكرة الحوار الذي يمكن أن يسهم في تغيير هرمية النظام السياسي، ويعطي جمعيات المعارضة مكاسب حقيقية يمكن البناء عليها مستقبلاً.
طلب فيلتمان من قيادات الوفاق تزويده ببعض المعلومات والوثائق المتعلقة بالهجمة التي يتعرض لها أبناء الطائفة الشيعية في البحرين. وحرصت الوفاق على تقديم ثلاثة تقارير ضخمة لفيلتمان، وعد الأخير بالاستفادة منها في مزيد من الضغوطات على حكومة البحرين. تضمنت هذه التقارير قوائم مطولة تشمل أسماء الموقوفين، وضحايا الأزمة، إضافة إلى قائمة بالعمال المفصولين، والنساء الموقوفات عن العمل، كذلك تقريراً خاصاً حول الأوضاع السياسية والقانونية في البلاد، وعرضاً لأبرز الانتهاكات التي يتعرض لها أبناء الطائفة الشيعية.
في مساء السادس من مارس 2011 تلقى مركز العمليات في وزارة الخارجية تقريراً مزعجاً للإدارة الأمريكية، حيث رصد التقرير تحركات من مجموعات شبابية تعتزم التجمهر والتظاهر أمام مبنى السفارة الأمريكية في المنامة. وأكد التقرير أن هذه المجموعات تمثل اتجاهات غير منحازة لأي أطراف سياسية، وتم تناقل دعوات بإقامة المظاهرة عبر الرسائل النصية القصيرة التي انتشرت على نطاق واسع.
تزامنت هذه الدعوات مع تجمع نحو 10 آلاف شخص ـ حسب تقدير السفارة الأمريكية في المنامة ـ حول مدخل ديوان رئيس الوزراء، في محاولة لتعطيل إقامة اجتماع الحكومة. وأكدت للصحافة أن ذلك التجمع لم يؤثر على سير الاجتماع. دفعت هذه التطورات السفارة إلى إصدار بيان أكدت فيه أن التجمع حول ديوان رئيس الوزراء يعد تجمعاً سلمياً، وحضره أمين عام الوفاق وأمين عام "وعد".
في الثامن من مارس 2011 تلقى الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون معلومات عن اجتماعات تمت بين "المعارضة البحرينية"، ومسؤولين في السفارة الأمريكية في المنامة، وأن نتيجة الاجتماع كانت التأكيد على دعم الإدارة الأمريكية لمطالب المعارضة، وهو ما انتشر على نطاق واسع عبر شبكات التواصل الاجتماعي.
أخبر الرئيس الأمريكي الأسبق زوجته وزيرة الخارجية التي أبدت استياءها بشكل كبير، وأجرت اتصالاتها مع مساعدها لشؤون الشرق الأدنى جيفري فيلتمان، وطلبت منه توضيحات حول المسألة.
قدم فيلتمان سريعاً تبريرات لوزيرته، أوضح فيها أن الاجتماع لم يكن مغلقاً أو داخل مبنى السفارة، بل كان قصيراً خارج مبناها، حيث طلب مجموعة من الأشخاص تقديم عريضة للسفارة، وقام الضابط السياسي بهذه المهمة وهو ما اعتبره "تقليداً دبلوماسياً"، وطلب من الحضور البدء فوراً في الحوار السياسي. وبحسب رواية فيلتمان للوزيرة كلينتون بأن من حضر لتقديم العريضة نشروا أخباراً غير صحيحة حول ما قاله لهم الضابط السياسي. وقامت السفارة الأمريكية على الفور بنشر تكذيب حول هذا الطرح. وأشار إلى أن الموقعين على العريضة قدموا اعتذاراً عبر تلفزيون البحرين.
وفي اليوم نفسه، وفي تمام الساعة الخامسة وخمس وأربعين دقيقة مساءً قدمت رئيسة موظفي وزارة الخارجية الأمريكية شيريل ميلز تقريراً للوزيرة كلينتون عرضت فيه تقريراً تلقته من العاصمة البحرينية يتحدث عن تشكيل التحالف من أجل الجمهورية، واعتبر التقرير هذه الخطوة صادرة عن مجموعة من المتشددين الذين يمثلون حركة حق وتيار الوفاق وحركة أحرار البحرين، ويهدف التحالف إلى قيام نظام جمهوري وإسقاط النظام الملكي. وعلقت السفارة الأمريكية بأن التحالف يرفض إصلاحات 2002، ويرفض المشاركة في الانتخابات البرلمانية. في الوقت نفسه أوضح مكتب البحرين بأن هذا التحالف يسعى للبقاء قريباً من مطالب المتظاهرين في الشارع.
مع انتصاف الصيف في يوليو 2011، وصل عدد زيارات مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى جيفري فيلتمان إلى المنامة نحو 8 زيارات. وتزامن ذلك مع تشكيل اللجنة المستقلة لتقصي الحقائق التي تشكلت من قبل ملك البحرين في 29 يونيو 2011. انشغل الدبلوماسي الأمريكي في تلك الفترة بممارسة الضغوط على المسؤولين في الحكومة لمعالجة مجموعة من القضايا أبرزها قضية المفصولين من العمل، والموقوفين بدون تهم رسمية، وتم ذلك مع انطلاق الحوار الوطني في ذلك الصيف. وأكد فيلتمان خلال اتصالاته مع الخارجية الأمريكية عدم تفاؤله بمخرجات هذا الحوار بسبب طريقة تشكيل المشاركين فيه. وأشار إلى أن الطرق الخلفية لدعم الإصلاحات والحوار لم تعمل حتى الآن.
رغم الدور الكبير الذي قام به فيلتمان في المنامة، واتصالاته مع الجماعات الراديكالية، ومحاولاته الجادة لتحقيق تقدم ودعم أجندة التغيير في البحرين، فإن جميعها باءت بالفشل الذريع حتى وصل إلى طريق مسدود، وتم تعيينه لاحقاً في منصب رئيس بالأمم المتحدة.
{{ article.visit_count }}
ويتناول الكتاب، الذي تنشره "الوطن" متسلسلاً، طبيعة التدخل الأمريكي في عهد الرئيس الأمريكي باراك أوباما في الشؤون الداخلية للبحرين، والدور الذي لعبته واشنطن في أحداث 2011.
وقال الكتاب تحت عنوان "الوسيط الأمريكي في المنامة" إن فيلتمان قام خلال عامي 2011 و2012 بسلسلة زيارات مكوكية إلى المنامة، التقى فيها كبار المسؤولين في الدولة، وعمل على الضغط عليهم، واجتمع أيضاً مع شخصيات سياسية من الجماعات الراديكالية التي كانت تنظر إليه بأنه الوسيط الأمريكي الداعم لأجندتها، والساعي نحو التغيير.
ولفت الكتاب إلى لقاء مهم جمع فيلتمان في البحرين مع 7 شخصيات سياسية وحقوقية تحدثت عن وجود "تصفية عرقية" في البحرين وطالبت الإدارة الأمريكية رسمياً بإجبار حكومة البحرين بالقوة على تنفيذ مطالب المعارضة. فيما قال فيلتمان إنه مستعد لنقل طلباتهم للبيت الأبيض لتغيير السياسة الأمريكية مع حكومة البحرين، مؤكداً أن الولايات المتحدة "لا تشعر بوجود خطر إيراني حقيقي على دول الخليج".
وأشار الكتاب إلى أن فيلتمان طلب وساطة تجمع الوحدة الوطنية ثلاث مرات لإنقاذ ماء وجه المعارضة بعد رفضها الحوار، لكنه قوبل بالصد.
وفي ما يلي تفاصيل العنوان الرابع في القسم الثاني من الكتاب:
لا يوجد دبلوماسي أمريكي زار البحرين بقدر مازارها جيفري فيلتمان الذي عمل مساعداً لوزيرة الخارجية الأمريكية لشؤون الشرق الأدنى خلال الفترة من أغسطس 2009 إلى يونيو 2012.
في العام 1986 بدأ فيلتمان عمله الدبلوماسي في الخارجية الأمريكية، وتدرج في السلك الدبلوماسي. ومن أبرز محطاته رئاسته مكتب سلطة التحالف المؤقتة في محافظة أربيل العراقية. كما تولى منصب نائب المنسق الإقليمي لاتفاق السلام الشامل في المنطقة الشمالية. وعمل أيضاً في القنصلية الأمريكية في القدس، حتى صار سفيراً للولايات المتحدة في بيروت لمدة أربع سنوات بدأت في العام 2004 وانتهت في 2008.
كما كان له دور بارز في محادثات السلام العربية ـ الإسرائيلية في عامي 2000 و2001 عندما عمل مساعداً خاصاً للسفير مارتن إنديك. إضافة إلى عمله في سفارات الولايات المتحدة في تل أبيب وتونس وغيرها.
مع تعيين فيلتمان مساعداً لوزيرة الخارجية الأمريكية لشؤون الشرق الأدنى، كانت لديه خبرات طويلة وممتازة للتعامل مع قضايا الشرق الأوسط الذي صار من أسخن مناطق العالم بسبب الفوضى التي انتشرت فيه سريعاً.
يتذكر اللبنانيون جيداً الدور الذي قام به جيفري فيلتمان عندما كان سفيراً لبلاده في العاصمة بيروت، حيث أدار ملف التعامل مع حزب الله اللبناني المدعوم إيرانياً، وقام بتنفيذ إستراتيجية لاحتواء هذا التنظيم الإرهابي تحت شعار "كسر حزب الله"، وتضمنت الاستراتيجية مسارين؛ الأول تشجيع كافة الأطراف المناهضة للحزب على مواجهته ميدانياً، والمسار الثاني التضييق على حلفاء الحزب داخل وخارج لبنان.
وبحسب تقديرات أحد الدبلوماسيين اللبنانيين الذين عاصروا دور فيلتمان في العاصمة اللبنانية فإنه يقدر حجم الإنفاق المالي الذي أنفقه السفير الأمريكي في بيروت على تنفيذ استراتيجية احتواء حزب الله وتشويه صورته إعلامياً بنحو نصف مليار دولار خلال عامين فقط، وكانت النتيجة فاشلة جداً.
بعد خمس شهور فقط من تعيين فيلتمان مساعداً لوزيرة الخارجية الأمريكية لشؤون الشرق الأدنى، أدلى بتصريح أثار أزمة دبلوماسية في العلاقات الأمريكية ـ السعودية، حيث صرّح لراديو سوا الأمريكي في 12 ديسمبر 2009 قائلاً: " لا يوجد أي دليل على أن إيران تدعم المتمردين الشيعة الذين استولوا على بعض الأراضي السعودية"، وكان موقفاً مخالفاً لموقف الحكومة السعودية وكذلك الحكومة اليمنية التي أكدت علانية الدعم الإيراني للمتمردين الحوثيين، وظهر ذلك لاحقاً عندما انقلب الحوثيون على الشرعية في صنعاء.
المقدمة السابقة ضرورية لمعرفة الخلفية التاريخية لفيلتمان الذي أدار ملف الصراعات في الشرق الأوسط منذ اندلاع ما يسمى الربيع العربي في شتاء 2010، وكان يقوم بدور الوسيط الأمريكي مع الجماعات الراديكالية في البحرين.
عندما تم فض الاعتصام في دوار مجلس التعاون، قام مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية لشؤون الشرق الأدنى جيفري فيلتمان بترتيب اتصال هاتفي بين الوزيرة كلينتون مع وزير خارجية البحرين لمناقشة ما أسماه "مهاجمة المتظاهرين السلميين أثناء نومهم في دوار مجلس التعاون". وأشار فيلتمان إلى أن الحكومة البحرينية اعتبرت المتظاهرين مسلحين بالسيوف والسكاكين، وهو ما تم اكتشافه في موقع التظاهر. وبيّن أن 5 أشخاص لقوا مصرعهم مع إصابة كثيرين، رغم عدم تمكنه من تأكيد ذلك. وأوضح فيلتمان أن القائم بأعمال السفير الأمريكي ستيفاني ويليامز ترى أن الحكومة تعتقد أن المتظاهرين تجاوزوا الخطوط الحمراء مع مطالبتهم بإسقاط النظام.
خلال عامي 2011 و2012 قام فيلتمان بسلسلة من الزيارات المكوكية إلى العاصمة المنامة، التقى فيها كبار المسؤولين في الدولة، وعمل على الضغط عليهم، واجتمع أيضاً مع شخصيات سياسية من الجماعات الراديكالية التي كانت تنظر إليه بأنه الوسيط الأمريكي الداعم لأجندتها، والساعي نحو التغيير.
من أهم اللقاءات التي أجراها فيلتمان في البحرين لقاء ضم 7 شخصيات سياسية وحقوقية مثّل عدد منهم بعض مؤسسات المجتمع المدني. وطوال الاجتماع الذي استمر ساعات عدة، حرصت الشخصيات السبعة على تكوين صورة سلبية للغاية للأوضاع، وانتهى بمفاجأة سنذكرها لاحقاً.
أحد الحضور كان يمثل الجمعية البحرينية الشفافية، وتحدث إلى فيلتمان بحدة وانتقد سياسة "القمع والاعتداء والتصفية"، وشبّه سياسة حكومة البحرين بما كانت تقوم به حكومة الفصل العنصري في جنوب إفريقيا من تمييز بين البيض والسود. وقال إن "الحكومة تعامل الشيعة على أنهم عبيد، وحمّل الإدارة الأمريكية مسؤولية كل ما يتعرض له شيعة البحرين وسببها الصمت الأمريكي على ما تقوم به حكومة البحرين".
شخصية إعلامية بحرينية قدمت شكوى مباشرة لفيلتمان بشأن وجود حملة إعلامية ممنهجة من قبل الإعلام الرسمي تعمل على زيادة النعرات الطائفية. مؤكداً وجود استهداف حكومي لجميع الإعلاميين الشيعة. ودعمت هذا الطرح شخصية نسائية انتقدت بشدة تجمع الوحدة الوطنية، ودور التنظيم في نشر الكراهية ضد الشيعة.
كان من بين الحضور ممثل عن الجمعية البحرينية لحقوق الإنسان ركز حديثه للمسؤول الأمريكي على وجود عمليات تعذيب وخطف واعتقالات تتم خارج نطاق القانون.
كان من بين الحضور 3 محامين بارزين، تركزت رسائلهم في الاجتماع على المحاور الآتية:
أولاً: غياب القانون في البحرين حتى بات صعباً رصد التجاوزات القانونية والحقوقية.
ثانياً: وجود تصفية عرقية حقيقية للشيعة في كافة أنحاء البحرين.
ثالثاً: وجود مخاوف من صفقة أمريكية ـ سعودية، يتم بموجبها الموافقة الأمريكية على تصفية الشيعة خليجياً، مقابل سماح دول مجلس التعاون للولايات المتحدة بضرب ليبيا وإسقاط النظام الحاكم فيها.
رابعاً: ضرورة توافر ضمانات أمريكية قانونية للحفاظ على سلامة وأرواح المواطنين.
المفاجأة الأهم في ذلك الاجتماع أن الشخصيات البحرينية تقدمت رسمياً بطلب للإدارة الأمريكية لتحقيق الآتي:
- وقف عمليات القتل والاعتقال والتعذيب التي تقوم بها حكومة البحرين.
- ضمان سلامة المعتقلين وقيادات المعارضة.
- التوقف عن تقديم الاستشارات والنصائح لحكومة البحرين، وإجبارها بالقوة على تنفيذ مطالب المعارضة.
كما تناول فيلتمان مسألة التدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية لدول مجلس التعاون. وقال إن الإدارة الأمريكية ترى أن دول المجلس قد هوّلت كثيراً من تدخلات إيران ومخاطرها على دول المنطقة. مؤكداً أن الولايات المتحدة "لا تشعر بوجود خطر إيراني حقيقي على دول الخليج".
وانتقد موقف المعارضة البحرينية من الدعوة التي أطلقها ولي العهد للحوار، ورأى أنها أضاعت فرصة ثمينة يمكن تحقيق العديد من المكاسب وراءها. وأشار فيلتمان إلى أن الإدارة الأمريكية يهمها كثيراً الحفاظ على أمن واستقرار المنطقة، وألا تضر الترتيبات المقبلة بمصالح واشنطن.
استمرت اجتماعات فيلتمان مع الشخصيات السياسية المختلفة والجماعات الراديكالية. وفي إحدى اجتماعاته مع تجمع الوحدة الوطنية طلب مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأدنى القيام بوساطة بين المعارضة والنظام الحاكم لبدء الحوار بعد أن ضاعت الفرصة على جمعيات المعارضة. لكن التجمع رفض القيام بمثل هذه الوساطة، وطلب من فيلتمان أن تقوم المعارضة نفسها بالتوجه للنظام الحاكم دون أي وسيط.
كانت الفكرة التي يحاول فيلتمان ترويجها أن يكون لتجمع الوحدة الوطنية الدور الأساس والمبادرة في إحياء فكرة الحوار، وذلك حفظاً لماء وجه المعارضة التي رفضت الحوار منذ البداية. ومثل هذه الخطوة من شأنها أن تعزز علاقته بتجمع الوحدة الوطنية مستقبلاً، وأن تعوّض خسارة المعارضة برفضها الحوار.
محاولات فيلتمان بدفع تجمع الوحدة الوطنية للمبادرة والوساطة بين المعارضة والنظام تكررت ثلاث مرات، وكانت جميعها فاشلة، لأن التجمع أصرّ على أن لا حاجة لوساطة أجنبية أو محلية للحوار باعتبار فرص الحوار متاحة، والحكومة مرنة في التعامل ولا تحتاج لمن يتوسط لها.
لاحظ الوسيط الأمريكي أن هناك إشكالية حقيقية لدى المعارضة، فالحكومة وتجمع الوحدة الوطنية لديهم مواقف واضحة بشأن الحوار، لكن المعارضة ليست واضحة بالقدر نفسه، وهو ما يعني أن هناك مشكلة داخلية وانقساماً في المواقف لدى المعارضة.
كان سبب انقسام المعارضة تباين المواقف والتصورات، ففي الوقت الذي ضغطت فيه بعض الشخصيات السياسية على أمين عام جمعية الوفاق علي سلمان للاعتذار للشعب والدخول في الحوار، كان موقف ممثل خامنئي في البحرين عيسى قاسم مغايراً، لأنه كان يرى ضرورة التمسك بالموقف وعدم الاعتذار نهائياً.
كان الموقف صعباً بالنسبة لفيلتمان، فهو يرى وجود ثلاثة أطراف أساسية في الأزمة البحرينية، وهي: الحكم، وتجمع الوحدة الوطنية، والمعارضة. لكن الأخيرة تعاني من انقسام كبير بين رأيين مختلفين، أحدهما يمثل رأي علي سلمان، والآخر يمثل رأي عيسى قاسم.
لم يتوصل فيلتمان خلال زياراته المتكررة إلى نتائج فعلية، لكنه كان حريصاً على أن تحقق المعارضة مكاسب من تلك الأزمة، خصوصاً فكرة الحوار الذي يمكن أن يسهم في تغيير هرمية النظام السياسي، ويعطي جمعيات المعارضة مكاسب حقيقية يمكن البناء عليها مستقبلاً.
طلب فيلتمان من قيادات الوفاق تزويده ببعض المعلومات والوثائق المتعلقة بالهجمة التي يتعرض لها أبناء الطائفة الشيعية في البحرين. وحرصت الوفاق على تقديم ثلاثة تقارير ضخمة لفيلتمان، وعد الأخير بالاستفادة منها في مزيد من الضغوطات على حكومة البحرين. تضمنت هذه التقارير قوائم مطولة تشمل أسماء الموقوفين، وضحايا الأزمة، إضافة إلى قائمة بالعمال المفصولين، والنساء الموقوفات عن العمل، كذلك تقريراً خاصاً حول الأوضاع السياسية والقانونية في البلاد، وعرضاً لأبرز الانتهاكات التي يتعرض لها أبناء الطائفة الشيعية.
في مساء السادس من مارس 2011 تلقى مركز العمليات في وزارة الخارجية تقريراً مزعجاً للإدارة الأمريكية، حيث رصد التقرير تحركات من مجموعات شبابية تعتزم التجمهر والتظاهر أمام مبنى السفارة الأمريكية في المنامة. وأكد التقرير أن هذه المجموعات تمثل اتجاهات غير منحازة لأي أطراف سياسية، وتم تناقل دعوات بإقامة المظاهرة عبر الرسائل النصية القصيرة التي انتشرت على نطاق واسع.
تزامنت هذه الدعوات مع تجمع نحو 10 آلاف شخص ـ حسب تقدير السفارة الأمريكية في المنامة ـ حول مدخل ديوان رئيس الوزراء، في محاولة لتعطيل إقامة اجتماع الحكومة. وأكدت للصحافة أن ذلك التجمع لم يؤثر على سير الاجتماع. دفعت هذه التطورات السفارة إلى إصدار بيان أكدت فيه أن التجمع حول ديوان رئيس الوزراء يعد تجمعاً سلمياً، وحضره أمين عام الوفاق وأمين عام "وعد".
في الثامن من مارس 2011 تلقى الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون معلومات عن اجتماعات تمت بين "المعارضة البحرينية"، ومسؤولين في السفارة الأمريكية في المنامة، وأن نتيجة الاجتماع كانت التأكيد على دعم الإدارة الأمريكية لمطالب المعارضة، وهو ما انتشر على نطاق واسع عبر شبكات التواصل الاجتماعي.
أخبر الرئيس الأمريكي الأسبق زوجته وزيرة الخارجية التي أبدت استياءها بشكل كبير، وأجرت اتصالاتها مع مساعدها لشؤون الشرق الأدنى جيفري فيلتمان، وطلبت منه توضيحات حول المسألة.
قدم فيلتمان سريعاً تبريرات لوزيرته، أوضح فيها أن الاجتماع لم يكن مغلقاً أو داخل مبنى السفارة، بل كان قصيراً خارج مبناها، حيث طلب مجموعة من الأشخاص تقديم عريضة للسفارة، وقام الضابط السياسي بهذه المهمة وهو ما اعتبره "تقليداً دبلوماسياً"، وطلب من الحضور البدء فوراً في الحوار السياسي. وبحسب رواية فيلتمان للوزيرة كلينتون بأن من حضر لتقديم العريضة نشروا أخباراً غير صحيحة حول ما قاله لهم الضابط السياسي. وقامت السفارة الأمريكية على الفور بنشر تكذيب حول هذا الطرح. وأشار إلى أن الموقعين على العريضة قدموا اعتذاراً عبر تلفزيون البحرين.
وفي اليوم نفسه، وفي تمام الساعة الخامسة وخمس وأربعين دقيقة مساءً قدمت رئيسة موظفي وزارة الخارجية الأمريكية شيريل ميلز تقريراً للوزيرة كلينتون عرضت فيه تقريراً تلقته من العاصمة البحرينية يتحدث عن تشكيل التحالف من أجل الجمهورية، واعتبر التقرير هذه الخطوة صادرة عن مجموعة من المتشددين الذين يمثلون حركة حق وتيار الوفاق وحركة أحرار البحرين، ويهدف التحالف إلى قيام نظام جمهوري وإسقاط النظام الملكي. وعلقت السفارة الأمريكية بأن التحالف يرفض إصلاحات 2002، ويرفض المشاركة في الانتخابات البرلمانية. في الوقت نفسه أوضح مكتب البحرين بأن هذا التحالف يسعى للبقاء قريباً من مطالب المتظاهرين في الشارع.
مع انتصاف الصيف في يوليو 2011، وصل عدد زيارات مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى جيفري فيلتمان إلى المنامة نحو 8 زيارات. وتزامن ذلك مع تشكيل اللجنة المستقلة لتقصي الحقائق التي تشكلت من قبل ملك البحرين في 29 يونيو 2011. انشغل الدبلوماسي الأمريكي في تلك الفترة بممارسة الضغوط على المسؤولين في الحكومة لمعالجة مجموعة من القضايا أبرزها قضية المفصولين من العمل، والموقوفين بدون تهم رسمية، وتم ذلك مع انطلاق الحوار الوطني في ذلك الصيف. وأكد فيلتمان خلال اتصالاته مع الخارجية الأمريكية عدم تفاؤله بمخرجات هذا الحوار بسبب طريقة تشكيل المشاركين فيه. وأشار إلى أن الطرق الخلفية لدعم الإصلاحات والحوار لم تعمل حتى الآن.
رغم الدور الكبير الذي قام به فيلتمان في المنامة، واتصالاته مع الجماعات الراديكالية، ومحاولاته الجادة لتحقيق تقدم ودعم أجندة التغيير في البحرين، فإن جميعها باءت بالفشل الذريع حتى وصل إلى طريق مسدود، وتم تعيينه لاحقاً في منصب رئيس بالأمم المتحدة.