أكد الرئيس التنفيذي لهيئة المعلومات والحكومة الإلكترونية محمد القائد أن الإدارة العامة لأمن المعلومات والترددات الراديوية بالهيئة تمكنت خلال الربع الأول 2017 من رصد نحو 27 ألف محاولة اختراق للأنظمة الحكومية، حيث تمكن المختصون العاملون بقطاع تقنية المعلومات بالمؤسسات الحكومية من رصدها والتعامل معها بنجاح، إلى جانب رصد 23 مليون رسالة إلكترونية ضارة.
جاء ذلك خلال الاجتماع الدوري والورشة التي نظمتها الهيئة لفريق "صقور أمن المعلومات" بالتنسيق والتعاون مع "كاسبرسكاي"، بحضور الرئيس التنفيذي للهيئة، والقائم بأعمال نائب الرئيس التنفيذي لتقنية للعمليات والحوكمة الشيخ سلمان بن محمد آل خليفة وعدد من الرؤساء التنفيذيين يمثلون الجهات التي نالت شهادة اعتماد "ثقة"، وبمشاركة 60 مختصاً في مجال أمن المعلومات.
ويأتي هذه الاجتماع استمراراً لجهود الهيئة الرامية لرفع مستوى النضج في مجال أمن المعلومات بما ينعكس على الخدمات المقدمة لأفراد ومؤسسات المجتمع.
وأضاف القائد أنه تم اعتماد 4 جهات حكومية اجتازت وبنجاح المتطلبات الأساسية لبرنامج ثقة "مبادر" لأمن المعلومات في الأجهزة الحكومية، حيث تم تكريم كل من الأمين العام للمؤسسة الخيرية الملكية د.مصطفى السيد، والرئيس التنفيذي للمجلس الأعلى للبيئة د.محمد بن دينه، والأمين العام بالهيئة الوطنية للنقط والغاز د.أحمد الشريان، والوكيل المساعد للموارد والمعلومات بوزارة المواصلات والاتصالات عارف المنصوري.
وأوضح القائد، أن الإمكانية التقنية العالية والأجهزة الإلكترونية الحديثة والبرامج المتطورة التي تستعين بها المملكة لتقديم خدماتها في مختلف مناحي الحياة وبالأخص بقطاعات مهمة وحيوية، يجعلها عرضه أمام الهجمات الإلكترونية لاستهداف مؤسساتها الخدمية ناهيك عن الهجمات التي قد تطال الأفراد.
وبين أن المملكة وبفضل توجيهات الحكومة وتنفيذاً لتوصيات اللجنة العليا لتقنية المعلومات والاتصالات برئاسة سمو الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة نائب رئيس الوزراء رئيس اللجنة، تبنت اعتماد واستخدام التقنيات الحديثة في تقديم الخدمات الإلكترونية الحكومية في ظل الاستخدام المتزايد للأجهزة الذكية، إلا أنها لم تغفل في ذات الإطار توجيه المؤسسات الحكومية بضرورة اعتماد الأنظمة المساندة لرفع مستوى تحديد المخاطر ومستوى الأمن الإلكتروني وتطبيق الاستراتيجيات المتعلقة بأمن المعلومات وتطبيق قانون أمن المعلومات.
وأشاد القائد، بتوجيهات وزير الداخلية الفريق الركن الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة بضرورة توفير الحماية الأمنية للأنظمة الإلكترونية واستمرار التعاون وتنسيق الجهود مع الجهات الأمنية الأخرى بالوزارة للتصدي للجرائم الإلكترونية وحماية الأصول والمعلومات من الاختراقات والتهديدات الأمنية المتزايدة، سيما وأنها أصبحت صناعة عالمية مستمرة في التصاعد، إلى جانب تشديده على التطوير المستمر لفرق أمن المعلومات بالقطاع الحكومي ودعمها بالموارد البشرية والتقنيات المطلوبة وتنفيذ الدورات التدريبية في سبيل رفع مستوى الوعي بأهمية أمن المعلومات وتنمية مهاراتهم للقيام بمسئوليتهم، مؤكداً بأنهم خط الدفاع الأول والسد المنيع الذي يحول دون التعرض لأي محاولة اختراق إلكترونية.
وقال القائد، إنه وعلى ضوء اهتمام اللجنة العليا برئاسة سمو الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة نائب رئيس الوزراء بضرورة تعزيز أمن المعلومات بالقطاع الحكومي، بادرت الهيئة لإطلاق مبادرة " ثقة" لأمن المعلومات في الأجهزة الحكومية والذي يخلق بيئة تنافسية تقوم على رفع مستوى أمن المعلومات عن طريق الحوكمة ودعم الجانب التقني والبشري بما يحقق الريادة الإقليمية ويحقق بيئة إلكترونية حكومية موثوقة بها للجهات الحكومية ضمن مستويات المبادرة الثلاثة "مبادر" و "متميز" و"متقدم".
وقدم الرئيس التنفيذ للهيئة للجهات المكرمة بلتهنئة لاجتيازهم وبنجاح متطلبات المرحلة الأولى واستيفائها الاشتراطات التي أهلتهم وبكل جداره لاستحقاق شهادة الاعتماد من قبل الهيئة، مقدراً جهودهم متمنياً لهم ان التوفيق في اجتياز المرحلتين اللاحقتين لهذه المرحلة.
فيما قال القائم بأعمال نائب الرئيس التنفيذي للعمليات والحوكمة، إن مبادرة صقور أمن المعلومات نجحت في تحقيق أهدافها المتمثلة في زيادة التنسيق والتعاون بين مختلف الجهات الحكومية للكشف والتصدي لمحاولات الاختراق المحتملة، واحتوائها بأسرع وقت ممكن، بما يضمن حماية وأمن معلومات الدولة، مشيداً بحرص الجهات الحكومية على التعاون والمشاركة الإيجابية، ودعا للاستمرار في تضافر الجهود والعمل المشترك بغية الاستجابة المباشرة لهجمات الاختراق بطريقة أكثر فاعلية وشمولية، فضلاً عن تحقيق الوفر المادي للموارد الحكومية عبر الاستغلال الأمثل لتلك الموارد واستثمار الخبرات البشرية.
ودعا بقية المؤسسات الحكومية إلى سرعة المبادرة للالتحاق بمبادرة ثقة لأمن المعلومات أسوة ببقية الوزارات التي تم حازت شهادة اعتماد لاجتيازها وبنجاح المرحلة الأولى من البرنامج.
المدير الإداري في الشرق الأوسط وتركيا وأفريقيا لشركة " كاسبر سكاي" مكسيم فرولوف قال "يسرنا أن نلعب دوراً رائداً اليوم من خلال إقامة هذه الورشة حيث نعتقد أن الوعي الأمني الإلكتروني والتعليم هما ركنان أساسيان في مكافحة الجريمة الإلكترونية، سواء على مستوى القطاع العام أو الخاص".
وأضاف "لا شك أن رؤيتنا تتماشى مع رؤية حكومة البحرين في ذات الإطار، كما أننا ملتزمون بتقديم برامج تدريبية مميزة، والجيل القادم من الخدمات الذكية والمنتجات التي من شأنها مساعدة البحرين في اتخاذ خطوات ثابتة نحو دولة آمنة من التهديدات الإلكترونية "
وتم خلال الاجتماع وبالتنسيق مع "كاسبرسكاي"، إجراء أول تمرين واقعي افتراضي لفريق "صقور أمن المعلومات" والذي يهدف لتوضيح أهمية تأمين وحماية الأنظمة الإلكترونية في القطاع الحكومي، ومدى تأثير الحوادث والهجمات الأمنية التي قد تصيب تلك الأنظمة في المؤسسات الحكومية وكيفية وضع الحلول والسياسات للتصدي لمثلها في المستقبل.
يذكر أن مبادرة "صقور أمن المعلومات"، يأتي إطلاقها في ظل الجهود التي تسعى لها هيئة المعلومات والحكومة الإلكترونية لتعزيز المستوى الأمني للبنى التحتية والأنظمة والخدمات الإلكترونية الحكومية تنفيذاً لتوجه الحكومة وبما يتماشى مع خطة عملها نحو سعيها لرفع مستوى أمن المعلومات في القطاع الحكومي في البحرين.