حاورتها ساندرا شعبان:
نسيبة الشروقي خريجة إعلام من جامعة البحرين والمعدة الرئيسة لبرنامج "تم" الذي عرض في شهر رمضان الماضي وحقق نجاحاً مبهراً أحدث ضجة بين الجماهير باعتباره إنجازاً شبابياً إعلامياً بحرينياً فريداً من نوعه.. مع نسيبة كان الحوار الآتي:
= كيف اجتمعتم كفريق على فكرة البرنامج وما الذي دفعكم للعمل عليها؟
بدأ المشوار حين وصلتنا تعليمات من وزارة شؤون الإعلام برغبتهم في تنفيذ برنامج إنساني بدون أي تفاصيل للفكرة، وبعد عملية بحث وجدنا إعلاناً لبنك أجنبي كان مصدر إلهام لنا، حيث يتم تكريم العملاء المميزين للبنك عن طريق الـATM فيتفاجؤون بأن الآلة تتفاعل معهم وقررنا أن نستوحي من هذه الفكرة عملاً خيرياً وإنسانياً يبنى عليه البرنامج. أما بالنسبة إلى فريق العمل فتم تقسيمه إلى فريقين، أحدهما يتكون من متطوعين شباب عملوا على البحث عن الضيوف والتأكد من أحقيتهم، وكان الهدف من ذلك التشجيع على العمل التطوعي حيث كان المقابل الوحيد هو الفرحة والابتسامة على وجوه الضيوف، أما الفريق الآخر فهو فريق الإنتاج والتنفيذ الفني والمعين من قبل هيئة شؤون الإعلام.
= كم استغرقت عملية الإعداد والتنفيذ؟
الفكرة كانت قائمة منذ بداية السنة لكن التنفيذ الفعلي بدأ في مارس، أي قبل شهر رمضان بثلاثة أشهر واستمر الإعداد والتنفيذ طوال تلك الفترة وأكثر، حتى إننا اضطررنا إلى التصوير خلال الشهر الكريم.
= كيف تم التحضير للبرنامج من ناحية التمويل؟
تكفلت وزارة شؤون الإعلام بكلفة إنتاج البرنامج كاملة، أما بالنسبة للمساعدات فكانت كلها من فاعلي الخير والشركات في البحرين. فتم تعيين فريق ليقوم بعرض فكرة البرنامج للشركات ليرى إن كانوا يريدون أن يساهموا في البرنامج. لقد تفاجأنا حقاً من الأعداد الكبيرة التي شاركت وبهذه المبالغ، حتى إنه خلال عرض البرنامج لاحقاً تلقينا اتصالات من تجار وجهات يريد جميعهم المساهمة، ذلك غير الأشخاص الذين ساهموا وطلبوا عدم عرض أساميهم.
= ماذا كان الهدف الرئيس من البرنامج؟ وبرأيك هل تم تحقيقه؟
لم يكن الهدف أن نظهر هؤلاء الأشخاص على أنهم محتاجين فقمنا بمساعدتهم، بل كان هدفنا أن نبين للمجتمع أن هناك أشخاصاً يتعبون ويكافحون كل يوم وقد حان الوقت لكي نكافئهم ونكرمهم.
= هل تمت إذاعة كل الحلقات التي سجلت؟
هناك حالات رفضت الظهور عندما علموا بالتصوير وحالات أخرى لم تعرض لأننا لم نرها مناسبة للعرض لعدة أسباب، ولكن في كلا الحالتين يتم استلام المكافآت.
= ما هي أكبر صعوبة واجهتكم خلال التصوير؟
ضيق الوقت كان أكبر تحدٍّ، كذلك البحث عن الحالات والتحقق منها كانت عملية مجهدة، حيث إننا تحدثنا مع قرابة 500 شخص، وكان علينا اختيار عدد منهم والحرص على عدم معرفتهم بتفاصيل البرنامج. فكنا نخبرهم بأننا مجموعة شباب متطوعين وصلتنا أساميهم للمساعدات وعلى إثر ذلك نحتاج إلى معلومات منهم حتى تتمكن جهتنا الخيرية من مساعدتهم، مع العلم أن ذلك إجراء روتيني في المؤسسات الخيرية لذلك لم يشك أحد في عملنا. ويوم التصوير نخبرهم أن أحد المسؤولين يريد مقابلتهم.
ومن التحديات أيضاً أن يكون الفريق مستعداً للتصوير ثم نتلقى اعتذاراً أو تأجيلاً من قبل الضيف يوم التصوير فنضطر إلى إعادة التصوير في يوم آخر، والحذر الدائم من اكتشاف أي من الضيوف عن الأمر.
= بعد تحقيق البرنامج هذا النجاح المبهر والذي كان سبباً في ارتفاع نسبة المشاهدات لتلفزيون البحرين كما أدلى رئيس هيئة شؤون الإعلام مؤخراً، هل تعتقدون أن إعداد موسم آخر سيحقق نفس نسبة النجاح؟ وكيف سيكون مختلفاً؟
كان البرنامج محصوراً في 30 حلقة حاولنا أن نعرض فيها أغلب القضايا كالدراسة والديون والزواج والعلاج وغيرها، وهناك حالات وقضايا أخرى كثيرة غيرها لم تتح لنا فرصة التعاون معها. إن الأثر الذي تركه البرنامج على هؤلاء الأشخاص كان جديراً بدفعنا للاستمرار في مسيرتنا الخيرية، ولكن التحدي يكمن في كيف سيكون مختلفاً بعد أن عرف عنه الجميع. لذلك نحن بصدد التحضير والتخطيط للموسم الثاني شرط أن يكون على نفس المستوى وأفضل مع المحافظة على عنصر المفاجأة والعفوية، خاصة وأن فاعلي الخير متعطشون لمساعدتنا في هذا العمل الإنساني.
= كم كان حجم إيرادات البرنامج؟
لقد كانت التبرعات تصلنا بعدة أشكال إما نقداً أو من شركات توفر خدماتها بالمجان ككورسات تدريس من المعاهد أو شركات طيران توفر تذاكر سفر وسكن وهكذا. فلا يمكن تحديد حجم الإيرادات كاملة ولكنها ولله الحمد غطت كل الاحتياجات. ذلك لأن من أهم أهدافنا تغيير حياة الضيف من خلال سد احتياجاته بالكامل من الألف إلى الياء فإن لم نستطع تحقيق ذلك لشخص ما نحاول عدم التطرق إليه حتى نستطيع توفير ذلك. لذلك اقتصرنا على مساعدة 30 شخصاً وأكثر (من الحلقات التي لم تعرض) لتمكننا من تغطية كل احتياجاتهم.
= هل يمكن بيع الفكرة وتنفيذها في دول الخليج؟
لطالما كانت البحرين سباقة في الأعمال الخيرية وإن كان بإمكان البرنامج التوسع على نطاق الخليج ونشر الخير فسيكون ذلك إنجاز رائع، لأن الخير لا يعرف جنسية ولا مكاناً ولا حدوداً.
= ما ردكم على الانتقادات التي تلقاها البرنامج والتي تشير إلى أن البرنامج يستعرض الحالات المحتاجة أمام الجماهير خاصة وأن البحرين دولة صغيرة...؟
الانتقادات غير البناءة لم نرد عليها لأن نجاح البرنامج كان رداً كافياً، أما الانتقادات البناءة فأخذناها بعين الاعتبار للعمل عليها في المواسم المقبلة. بالنسبة لهذا الانتقاد فنحن لم نعرض أي حالة إلا بموافقة وتوقيع منهم على العرض، وذلك من باب التشجيع على فعل الخير والتوعية الاجتماعية. كما أننا لم نرد إظهار الشخصيات على أنهم محتاجون بل أردنا أن نظهرهم أبطالاً أقوياء فحان الوقت لنكافئهم.
{{ article.visit_count }}
نسيبة الشروقي خريجة إعلام من جامعة البحرين والمعدة الرئيسة لبرنامج "تم" الذي عرض في شهر رمضان الماضي وحقق نجاحاً مبهراً أحدث ضجة بين الجماهير باعتباره إنجازاً شبابياً إعلامياً بحرينياً فريداً من نوعه.. مع نسيبة كان الحوار الآتي:
= كيف اجتمعتم كفريق على فكرة البرنامج وما الذي دفعكم للعمل عليها؟
بدأ المشوار حين وصلتنا تعليمات من وزارة شؤون الإعلام برغبتهم في تنفيذ برنامج إنساني بدون أي تفاصيل للفكرة، وبعد عملية بحث وجدنا إعلاناً لبنك أجنبي كان مصدر إلهام لنا، حيث يتم تكريم العملاء المميزين للبنك عن طريق الـATM فيتفاجؤون بأن الآلة تتفاعل معهم وقررنا أن نستوحي من هذه الفكرة عملاً خيرياً وإنسانياً يبنى عليه البرنامج. أما بالنسبة إلى فريق العمل فتم تقسيمه إلى فريقين، أحدهما يتكون من متطوعين شباب عملوا على البحث عن الضيوف والتأكد من أحقيتهم، وكان الهدف من ذلك التشجيع على العمل التطوعي حيث كان المقابل الوحيد هو الفرحة والابتسامة على وجوه الضيوف، أما الفريق الآخر فهو فريق الإنتاج والتنفيذ الفني والمعين من قبل هيئة شؤون الإعلام.
= كم استغرقت عملية الإعداد والتنفيذ؟
الفكرة كانت قائمة منذ بداية السنة لكن التنفيذ الفعلي بدأ في مارس، أي قبل شهر رمضان بثلاثة أشهر واستمر الإعداد والتنفيذ طوال تلك الفترة وأكثر، حتى إننا اضطررنا إلى التصوير خلال الشهر الكريم.
= كيف تم التحضير للبرنامج من ناحية التمويل؟
تكفلت وزارة شؤون الإعلام بكلفة إنتاج البرنامج كاملة، أما بالنسبة للمساعدات فكانت كلها من فاعلي الخير والشركات في البحرين. فتم تعيين فريق ليقوم بعرض فكرة البرنامج للشركات ليرى إن كانوا يريدون أن يساهموا في البرنامج. لقد تفاجأنا حقاً من الأعداد الكبيرة التي شاركت وبهذه المبالغ، حتى إنه خلال عرض البرنامج لاحقاً تلقينا اتصالات من تجار وجهات يريد جميعهم المساهمة، ذلك غير الأشخاص الذين ساهموا وطلبوا عدم عرض أساميهم.
= ماذا كان الهدف الرئيس من البرنامج؟ وبرأيك هل تم تحقيقه؟
لم يكن الهدف أن نظهر هؤلاء الأشخاص على أنهم محتاجين فقمنا بمساعدتهم، بل كان هدفنا أن نبين للمجتمع أن هناك أشخاصاً يتعبون ويكافحون كل يوم وقد حان الوقت لكي نكافئهم ونكرمهم.
= هل تمت إذاعة كل الحلقات التي سجلت؟
هناك حالات رفضت الظهور عندما علموا بالتصوير وحالات أخرى لم تعرض لأننا لم نرها مناسبة للعرض لعدة أسباب، ولكن في كلا الحالتين يتم استلام المكافآت.
= ما هي أكبر صعوبة واجهتكم خلال التصوير؟
ضيق الوقت كان أكبر تحدٍّ، كذلك البحث عن الحالات والتحقق منها كانت عملية مجهدة، حيث إننا تحدثنا مع قرابة 500 شخص، وكان علينا اختيار عدد منهم والحرص على عدم معرفتهم بتفاصيل البرنامج. فكنا نخبرهم بأننا مجموعة شباب متطوعين وصلتنا أساميهم للمساعدات وعلى إثر ذلك نحتاج إلى معلومات منهم حتى تتمكن جهتنا الخيرية من مساعدتهم، مع العلم أن ذلك إجراء روتيني في المؤسسات الخيرية لذلك لم يشك أحد في عملنا. ويوم التصوير نخبرهم أن أحد المسؤولين يريد مقابلتهم.
ومن التحديات أيضاً أن يكون الفريق مستعداً للتصوير ثم نتلقى اعتذاراً أو تأجيلاً من قبل الضيف يوم التصوير فنضطر إلى إعادة التصوير في يوم آخر، والحذر الدائم من اكتشاف أي من الضيوف عن الأمر.
= بعد تحقيق البرنامج هذا النجاح المبهر والذي كان سبباً في ارتفاع نسبة المشاهدات لتلفزيون البحرين كما أدلى رئيس هيئة شؤون الإعلام مؤخراً، هل تعتقدون أن إعداد موسم آخر سيحقق نفس نسبة النجاح؟ وكيف سيكون مختلفاً؟
كان البرنامج محصوراً في 30 حلقة حاولنا أن نعرض فيها أغلب القضايا كالدراسة والديون والزواج والعلاج وغيرها، وهناك حالات وقضايا أخرى كثيرة غيرها لم تتح لنا فرصة التعاون معها. إن الأثر الذي تركه البرنامج على هؤلاء الأشخاص كان جديراً بدفعنا للاستمرار في مسيرتنا الخيرية، ولكن التحدي يكمن في كيف سيكون مختلفاً بعد أن عرف عنه الجميع. لذلك نحن بصدد التحضير والتخطيط للموسم الثاني شرط أن يكون على نفس المستوى وأفضل مع المحافظة على عنصر المفاجأة والعفوية، خاصة وأن فاعلي الخير متعطشون لمساعدتنا في هذا العمل الإنساني.
= كم كان حجم إيرادات البرنامج؟
لقد كانت التبرعات تصلنا بعدة أشكال إما نقداً أو من شركات توفر خدماتها بالمجان ككورسات تدريس من المعاهد أو شركات طيران توفر تذاكر سفر وسكن وهكذا. فلا يمكن تحديد حجم الإيرادات كاملة ولكنها ولله الحمد غطت كل الاحتياجات. ذلك لأن من أهم أهدافنا تغيير حياة الضيف من خلال سد احتياجاته بالكامل من الألف إلى الياء فإن لم نستطع تحقيق ذلك لشخص ما نحاول عدم التطرق إليه حتى نستطيع توفير ذلك. لذلك اقتصرنا على مساعدة 30 شخصاً وأكثر (من الحلقات التي لم تعرض) لتمكننا من تغطية كل احتياجاتهم.
= هل يمكن بيع الفكرة وتنفيذها في دول الخليج؟
لطالما كانت البحرين سباقة في الأعمال الخيرية وإن كان بإمكان البرنامج التوسع على نطاق الخليج ونشر الخير فسيكون ذلك إنجاز رائع، لأن الخير لا يعرف جنسية ولا مكاناً ولا حدوداً.
= ما ردكم على الانتقادات التي تلقاها البرنامج والتي تشير إلى أن البرنامج يستعرض الحالات المحتاجة أمام الجماهير خاصة وأن البحرين دولة صغيرة...؟
الانتقادات غير البناءة لم نرد عليها لأن نجاح البرنامج كان رداً كافياً، أما الانتقادات البناءة فأخذناها بعين الاعتبار للعمل عليها في المواسم المقبلة. بالنسبة لهذا الانتقاد فنحن لم نعرض أي حالة إلا بموافقة وتوقيع منهم على العرض، وذلك من باب التشجيع على فعل الخير والتوعية الاجتماعية. كما أننا لم نرد إظهار الشخصيات على أنهم محتاجون بل أردنا أن نظهرهم أبطالاً أقوياء فحان الوقت لنكافئهم.