موسى راكان

في حديث قرة قال "إن رجلا قال: يا رسول الله إني لأرحم الشاة أن أذبحها، فقال الرسول صلى الله عليه و سلم: والشاة إن رحمتها رحمك الله، والشاة إن رحمتها رحمك الله" .

و عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: "إياكم واللحم فإن له ضراوة كضراوة الخمر". وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: "لا تجعلوا بطونكم مقابر للحيوانات ."

بهذه الأحاديث وغيرها يقدم البناتيون العرب ما يعتبرونه تأصيلاً إسلامياً لفكر "الفيجن"، وباستشهادات من أقوال علماء وأطباء يقدمون تأصيلاً علمياً.

وأفضل من يتحدث عن ظاهرة "الفيجن" هم "الفيجن" أنفسهم. "الوطن" طرحت عددا من الأسئلة على أصحاب حسابات تلعب دوراً في مناصرة فكر "الفيجن" والدعاية له على إنستغرام. الأول صاحب حساب vegan.onlynajla والثاني صاحب حساب veganksa

التزام أخلاقي بالمطلق

ما هو "الفيجن" ؟

أجاب
veganksa "التصنيف الشائع لـ"الفيجن" حالياً هو التصنيف بناء على النظام الغذائي، فمن يتجنب اللحوم ومشتقاتها لكنه يستهلك المنتجات الحيوانية مثل الألبان والبيض والعسل هوvegetarian ، أما النباتي الصرف أو الصارم فهو من يتجنب اللحوم وأي منتج مشتق من الحيوانات بما في ذلك الألبان و البيض و العسل، وأيضاً أي منتج يستعمل في صناعته مشتق ما من الحيوان كالصوف و الفراء وغير ذلك وهوvegan ، لذا فالأفضل التمييز في التصنيف بين النظام الغذائي النباتي plant based diet ونمط الحياة النباتي veganism ، فالأول يتعلق بما يختاره الشخص لغرض الصحة أو كحمية لتحقيق غايات معينة في مجال الرياضة، أما نمط الحياة النباتي فهو مقترن بالالتزام الأخلاقي بعدم استغلال الحيوانات أو إيجاد بدائل تنفع البشرية والبيئة بعيداً عن إيذاء الحيوانات. وهو المعنى الصحيح لكلمة vegan التي تمت صياغتها من قبل المناصرين لحقوق الحيوان للتمييز بين اتباع حمية غذائية نباتية وبين الإلتزام الأخلاقي بحياة تخلو قدر الإمكان من استغلال وإيذاء الحيوان" .

وقال vegan.onlynajla "نظام الفيجن هو أكثر نظام غذائي أخلاقي في العالم، وصادف أن يكون أكثر نظام صحي للإنسان. وصادف أن يكون هو أكثر نظام يحمي البيئة. فكونه نظام أخلاقي يعني أسلوب حياة يحترم حقوق الآخرين ولا يلحق الضرر بالغير ويأخذ سلامتهم بعين الاعتبار. فالنباتيون يهمهم كيف يحيا الحيوان وكيف يُضمن حقه بالعيش. فهو كائن حي يسكن هذه الأرض كما نسكنها نحن. فهل تعلمون أن الفرو أو الجلد الطبيعي ذا الجودة العالية لا يكون كذلك إلا بسلخ الحيوان حياً، والأمر غير مقتصر على الإهتمام بالحيوان دون الإنسان ،فالمواشي التي تُربى لغايات تجارية في الدول الفقيرة تقضي على المحاصيل مما يسبب مجاعات لسكان تلك الدول. أسلوب حياة "الفيجن" خال من كل ما له صلة أو ضرر بأي كائن كان" .

وأضاف "أثبتت دراسات التغذية مؤخراً أن النظام النباتي هو النظام الصحي المناسب لتكوين جسم الانسان، إذ يشفيه ويحميه من الأمراض حتى الوراثية منها. في حين كشفت عن أن المنتجات الحيوانية هي السبب الرئيس في انتشار أمراض العصر. كما أن النظام النباتي الحل الأمثل لمشكلة الاحتباس الحراري وما ينتج عنها من كوارث بيئية، فمزارع المواشي التي تقام لأهداف تجارية أكبر مصدر لغاز الميثان" .

كيف يمكن للمرء أن يكون "فيجن"؟

أجاب
veganksa "يجب أن يكون لديه التزام أخلاقي بحياة دون إيذاء للحيوانات، بمعنى ألا يتوقف الأمر عند الطعام فقط. فيتجنب المنتجات المجربة على الحيوانات أو المحتوية على مكونات حيوانية ولا يلبس الجلود أو الأنسجة الحيوانية ولا يساند التسلية التي تؤذي الحيوانات مثل السيرك وحدائق الحيوان وكذلك الأنشطة التي تعامل الحيوان كسلعة".

وعن تعارض فكر "الفيجن مع الإسلام، قال vegan.onlynajla "من يعتقد بأن النظام النباتي يتعارض مع الدين فهو شخص غير ملم بالدين. النباتيون موجودون منذ زمن الرسول صلى الله عليه وسلم. فعلى سبيل المثال كان الصحابي أبو ذر الغفاري نباتياً يأبى تناول اللحوم وتقبل الرسول منه الأمر".

لكن هل يمكن اعتبار تناول اللحم أمراً شخصياً؟ يجيبveganksa "لا يمكن اعتبار أكل اللحوم اختياراً شخصياً طالما يؤثر على أشخاص آخرين، فكون المرء مستهلكاً نهائياً للحم يعني أن له علاقة بكل خطوة لإنتاج هذا اللحم، فهو يدعم ذلك بأمواله" .

لكن هناك عناصر غذائية لا توجد إلا في الحيوانات مثل الكوبالامين "فيتامين بي 12". وعن هذه النقطة يجيب vegan.onlynajla "هناك حقيقة مهمة جداً يجهلها الأطباء واختصاصيو التغذية للأسف فيما يتعلق بفيتامين بي 12، فلا الحيوان يصنعه ولا النبات يصنعه. فيتامين بي 12 هو إفرازات من بكتيريا تعيش في التربة، الحيوان يتناول طعامه مع التراب فيأخذ فيتامين بي 12 من التراب إضافة لغيره من الملوثات. والنباتات بدورها تحوي فيتامين بي 12 من التراب الذي تحمله. لكن بما أننا في عصر نتناول فيه طعام النظيف نقوم بغسله للتخلص من الملوثات والأتربة. والسؤال الآن هل التربة اليوم تحوي كمية كافية من فيتامين بي 12؟ فنحن اليوم في عصر الأسمنت وتدمير مساحات شاسعة من التربة مما أفقدها كماً هائلاً من هذه البكتيريا بالتالي لم تعد تتوفر كما في السابق، لذلك أصبحت الحيوانات تحقن أحياناً بفيتامين بي 12. ونجد من آكلي اللحم من يصاب بنقص في فيتامين بي 12، فالأفضل والآمن والأقل تكلفة أخذ مكملات غذائية من الصيدلية أو تناول أطعمة مدعمة بفيتامين بي 12 مثل الخميرة الغذائية والحليب النباتي، وتجنب أضرار تناول اللحوم على الصحة."

الأعداد تزداد في الخليج

وعن "الفيجن" في منطقة الخليج العربي، قال
veganksa "نفتخر بالتطور والوعي حول قضايا حقوق الحيوان والبيئة والاهتمام بالصحة في الخليج العربي. وأيضا يمكننا القول إن الدول العربية الأخرى تشهد نفس مقدار الوعي حول هذه القضايا فتوجد مبادرات في مصر و لبنان. وبالتأكيد يوجد المزيد في الدول العربية الأخرى .من الصعب تحديد عدد محدد لانتشار "الفيجن" دون وجود إحصائيات تثبت ذلك، لكن نتوقع أن يكونوا على الأقل عشرات الآلاف في الخليج العربي والعدد يتزايد بسبب إنتشار وسائل التواصل الاجتماعي التي تمكننا من مشاركة تجاربنا وأفكارنا".

وعن اعتبار فكر "الفيجن" تطرفاً نباتياً، رد vegan.onlynajla "كيف لنا أن نسمي نظاماً غذائياً صحياً للإنسان يخلصه من أمراضه، وهو نظام مسالم يحفظ حقوق الأرض والإنسان والكائنات بشكل متجرد من الأنانية، ويدعو للإنسانية والسلام، بأنه نظام متطرف. أليس التطرف هو ضرب جميع حقائق زماننا بعرض الحائط لتعمى العيون وتملأ البطون، دون مبالاة بإلحاق الأذى بسلامة الآخرين؟!".

ورداً على سؤال هل يلعب غلاء أسعار الفواكه والخضار دوراً في أن يكون المرء "فيجن"؟ أجاب "أغلى ما في الطعام هو الذبائح واللحوم وبقية المنتجات الحيوانية. عند التحول للنظام النباتي يفاجأ المرء بأن فاتورة مشترياته قلت 50% على الأقل" .

وأضاف "حلم كل الناشطين النباتيين أن نرى العالم "فيجن" 100%. وسنسمع قريباً عن مدن ودول تحولت بشكل رسمي للنباتية "الفيجن" لاتباع عدد من سياسيي العالم هذا النظام، فنظام "الفيجن" فطرة بشرية وهو الطريق الوحيد للتغذية المستدامة على هذه الأرض. صحة واستمرارية البشرية وسلامة الأرض والكائنات تعتمد على ما يحتويه طبق الطعام الذي أمامنا. إن العالم بحاجة ماسة لنظام "الفيجن" في أسرع وقت قبل فوات الأوان، فقد بدأنا نشهد تبعات الاحتباس الحراري في مختلف قارات العالم" .

وقال veganksa "أصبح اتباع نمط الحياة النباتي اليوم ميسراً ولا توجد ضرورة لاستهلاك المنتجات الحيوانية فكل طبق مفضل يمكن عمل نسخة نباتية منه. وكل مستحضر يوجد له بديل دون تضحيات بالجودة أو الطعم."

تجارب حية

لإبراهيم حسن تجربة يرويها بالقول "قررت قبل أربعة أشهر أن أكون نباتياً، في البداية كنت شبه نباتي "فيجيتيريان" ثم تحولت إلى "فيجن" تماماً. نزل وزني من 74 إلى 69 في أقل من ثلاث أسابيع، وارتفعت نسبة العضل مقابل انخفاض نسبة الدهون. وقبل أسبوع تقريبا بدأت أكل السمك ولم يتغير شيء. الثابت عليه حالياً تجنب اللحوم ومشتقاتها ما عدا السمك. وفي هذه الحالة يسمى الشخص
."pescetarian

وأضاف "أغلب "الفيجتيريان" هم كذلك لأسباب دينية، أما "الفيجن" فأسبابهم أخلاقية. وأنا بصراحة لا أتفق معهم لأسباب أبسطها أن الحيوانات نفسها لا تتفق معهم. و النقاش معهم كالنقاش مع متعصب، فهم يتجاهلون حقيقة أن هناك معادن وفيتامينات ضرورية لا يمكن الحصول عليها من المصادر النباتية بل ويرفضون المكملات الغذائية من مصدر حيواني . "الفيجن" أبداً ليست وصفة صحية. يمكن أن تكون عشرينياً نباتياً وتصاب بجلطة، البطاطا المقلية مثلاً وجبة "فيجن" 100% وغيرها الكثير وهي غير صحية .

أتفق مع "الفيجن" في وجود ممارسات غير أخلاقية في المزارع، لكن ينبغي ألا يدفعهم هذا للتلفيق والكذب. بمعنى آخر يمكن القول أن أخلاقيتهم دفعتهم ليكونوا لا أخلاقيين ."

أما فاطمة الشيخ فقالت "صرت "فيجن" منذ بداية العام. وما دفعني لذلك معرفتي بالطريقة البشعة اللا أخلاقية التي تمارس في مصانع الألبان واللحوم والدواجن، أي أن دافعي حقوقي، وفيما لو تغيرت الطريقة لأخرى أخلاقية فربما أرجع للحليب ومشتقاته ."

وأضافت "في قراري وجدت من ساندي لكن الغالبية كان موقفها سلبياً. كان يُقال لي "لم تحرمين ما أحله الله" و"مجنونة شنو بتاكلين". وفي البداية كان الموضوع مزعجاً لمن أعرفه إذا خرجنا للأكل، لكن مع الوقت اعتادوا (..) كنت أدرس في مصر وهناك عدد "الفيجن" كبير لدرجة أن لديهم مطاعم نباتية في كل مكان، ومعرفتهم نوعاً ما شجعتني على أن أصير "فيجن"، لكن السبب الرئيس كان فيلماً وثائقياً شاهدته على ناشونال جيوغرافيك .

وعن انتشار فكر "الفيجن"، قالت فاطمة "من "الفيجن" عدد من المتعصبين لدرجة تعميهم فيستعملون مصادر غير علمية، لكن في المقابل من ليس "فيجن" يتجاهلون غالباً كل الأدلة العلمية والمنطقية ويحاولون إظهار قضية "الفيجن" أنها سطحية وغير مهمة".

و قالت سارة (20 سنة) عن تجربتها "منذ طفولتي وأنا لا أتقبل أكل اللحم. الحيوانات كائنات من حقها العيش مثلنا. قبل سنة تقريباً بدأت أتعلم أكثر عن تجارة صنع اللحوم والبيض واكتشفت أنها لا أخلاقية وهدفها الوحيد هو المال.

كنت نادراً ما آكل اللحم. وصرت "فيجن" منذ سنتين تقريبا. واستفدت طبعاً، إذ شعرت بالفرق على بشرتي التي اختفت منها بثور الشباب كما أصبحت أكثر حيوية ونشاطاً. غالبية أصدقائي "فيجن"، و هم طبعاً داعمين لي .

اما عن ردات الفعل ضد "الفيجن" فهي أمر طبيعي كأي أمر آخر حساس يعتبر من الخطوط الحمراء" .

وفي تجربة أخرى، قالت هبة (24 سنة) "ربيت القطط والكلاب، و مع الوقت صرت أعرف أكثر كيف يشعرون ويتألمون وكيف أن من حقهم الحياة، هذا الأمر جعلني أشعر أكثر بكل الحيوانات و أصير "فيجيتيريان" و بالتدريج صرت "فيجن" .منذ سنة تقريباً لا آكل البيض ولا أشرب الحليب، لكن كنت أتناول منتجات الألبان للأسف، و بالتدريج صرت أخفف منها إلى أن صرت "فيجن" بشكل كامل من ناحية الغذاء منذ ٣ أسابيع فقط .وبشكل عام من الصعب لأي أحد أن يطلق على نفسه "فيجن" بشكل كلي، لأن المصطلح يشمل أمور أخرى غير مجرد الأكل، و هو أمر لا يستطيع أن يتبينه الشخص حتى لو كان فعلياً لا يأكل منتجات الحيوان ولا يلبس الجلد والفرو" .

وأضافت "استفدت صحيا رغم عدم حفاظي على نمط نباتي متوازن طول الوقت، فالمشاكل المتعلقة بالهضم تحسنت كثيراً بعدما صرت نباتية كما أن فحوصات الدم كانت ممتازة .أعرف مجموعة كبيرة من الفيجن العرب، لكن لا يزال العدد قليلاً جداً مقارنة مع آكلي الحيوانات، لكن مع وسائل التواصل الاجتماعي ونشر التوعية صار العدد يزداد. أن يختار المرء أن يأكل اللحم من عدمه ليس أمراً شخصياً، لكن أيضاً لا نستطيع فرض النظام النباتي على الناس بالقوة، فمن المستحيل السيطرة على البشر كلهم وجعلهم نباتيين يرحمون الحيواناتو .بحكم أن الإناث مشاعرهم وتعاطفهم أقوى يفترض أن يكون توجههم للنباتية أكبر، لكني أعرف شباب نباتيين مدافعين عن الحيوانات والنظام النباتي أكثر بكثير من البنات، و أحيانا كنت أقرأ تعليقات من بنات على موضوع النباتية فيها كمية عنف رهيبة" .

وعن المبالغات التي يطرحها "النباتيون" أحياناً، قالت هبة "فعلاً هناك صفحات نباتية تبالغ وتأتي بأمور منافية للمنطق، رغم أن إثبات فوائد النباتية وأضرار المنتجات الحيوانية واضح لا يحتاج للمبالغة. سواء صحياً أو أخلاقياً الموضوع ليس بحاجة لمعلومات غير حيادية .كثيرا ماحاولت إقناع الآخرين بالتوقف عن أكل الحيوانات، لكني بعد فترة من المحاولة اكتشفت أن الجنس البشري يتبع دائماً الغريزة ويفضل المتعة على التصرف الصحيح و المنطقي. صعب جداً أن تقنع البشر بالنباتية إذا لم يكن لديهم وعي وشعور كافيان ليسمحوا لأنفسهم بالتفكير وتغيير أسلوب حياتهم للأفضل، ومن يصل لهذه الدرجة عددهم قليل، هذا الأمرسبب لي إحباطاً واكتئاباً وجعلني أبتعد لفترة عن هذه المواضيع" .

أما آية أسامة فتحولت لنظام "الفيجن" لأنها" باختصار شديد لا أريد أن أصاب بانسداد في الشرايين أو سرطان أو أمراض قلب وجلطات".

آسيوي كاد يموت

وعن البعد الاجتماعي التاريخي لفكر "الفيجن، قالت د.غدق إن "أول من روج لفكرة"vegetarianism" هو الفيلسوف اليوناني فيثاغورس، روجها كفكرة أن الأرواح لا تفنى بل تخرج من جسد الإنسان لتدخل جسم حيوان أياً كان، فحرم لذلك أكله، لذلك فـ"الفيجن" كفكرة ليست جديدة كلياً إذ انبثقت من حضارات في غاية القدم كمعتقد ديني. واشتهر فيها المصريون القدامى والبابليون. وما زالت إلى الآن تُمارس كطقوس دينية وروحانية كما في آسيا حيث يُعبد الحيوان كآلهة، أو كطقوس إنسانية كما تبناها المهاتما غاندي وبعض بلدان الغرب، أو كممارسة سياسية إذ كانت اللحوم في عصر النهضة مُقتصرة على الأثرياء فقط، أو كممارسة اقتصادية لدى الشعوب التي أنهكها الفقر والحروب. إذاً "vegetarianism" ليست مجرد نوع من أنواع الحمية الغذائية النباتية بل تاريخ عميق. ونادراً ما نجد "فيجن" في المجتمع العربي حتى أولئك المتبعين لحمية غذائية نباتية نجدهم يتعاطون مصدراً حيوانياً .

وبغض النظر عن التاريخ العميق فإن "الفيجن" ظاهرة غير صحية من نظرة طبية وعلمية بحتة، إذ هناك عناصر غذائية لا يتم الحصول عليها إلا من مصادر حيوانية، مثل فيتامين بي ١٢ و فيتامين دال والكالسيوم وغيرها. ونقص هذه العناصر الغذائية يسبب أمراض عدة .

ويمكن أن أضرب مثلاً بمريض آسيوي أشرفت على علاجه وكان سبب دخوله المستشفى نقص حاد في فيتامين بي ١٢ أدى إلى نقص في الصفائح الدموية وهيموغلوبين الدم. وكان من النباتيين المُتشددين، وهذا النقص يضر الجهاز العصبي، لذا فالأفضل وما أنصح به هو التنوع في المصادر الغذائية .

وأضافت د.غدق "الـ"Vegetarianism"معتقد فكري كأي معتقد فكري آخر يولد سلوكاً، وهذا السلوك يؤثر بشكل سلبي أو إيجابي ، بالتالي فإن أي شخص مُتعصب لفكرة سيجمع كل الأدلة حتى لو كانت تخالف الأساسيات والمنطق والعقل كي يدلو بها، ولو كان مُتفتحاً عقلياً لبحث في هذا وهذا كي يستدل على الحق من الباطل".

المكملات الغذائية حيوانية أيضاً

اختصاصي التغذية سيف السنيد قال "لا بأس أن يختار المرء أن يكون "فيجن"، لكن المشكلة إن رفض أن يفهم أن البروتين الموجود في اللحوم غير موجود في النبات، بالتالي يكون عرضة للإصابة بنقص الأحماض الأمينية الأساسية في الجسم ما يؤدي لمشاكل صحية"
.

وبخصوص أن فيتامين بي 12 مصدره التربة لا الحيوان قال "هذه المعلومة لا نستطيع أن نقول عنها صحيحة أو خاطئة. ما نعرفه بالعلم أن فيتامين بي 12 يُصنع داخل أجسام الحيوانات أو بالأحرى في اللحوم الحمراء، لكن إن كان هناك فعلاً دراسة علمية رصينة أثبتت أنها موجودة بالتربة فلا توجد مشكلة، لكن الأكيد أن هناك بروتينات موجودة في النبات غير موجودة في الحيوان والعكس صحيح، وعلى افتراض أنه يمكن تعويض عدم تناول اللحوم عبر المكملات الغذائية من الصيدليات فإن هذه المكملات مصدرها أيضاً من الحيوان(...) إن كان "الفيجن" يعتبر أكل اللحم جريمة، فماذا نفعل مع الحيوانات آكلة اللحم"!

وأكدت اختصاصية التغذية سارة فهد أنه "لا يوجد غذاء نباتي يعوض عن غذاء حيواني أو العكس، و"الفيجن" و إن تميّزوا بأجسامهم النحيلة فإنهم أيضا يتميّزون بفقر في المعادن والفيتامينات المهمة .أنا لا أقول لنكن نباتيين أو لنكن لاحمين، فخير الأمور الوسط ."