ذكر إبراهيم الحسن رحلة جده عبدالله الحسن ورفقائه التجار عبدالله المير وعبدالعزيز حمزة عام 1945، لافتا إلى أن رحلة جده ورفقائه لم تكن رحلة عادية من حيث الفكرة والطريق والمسار والتوقيت ، فقد كان عزمهم على أداء مناسك الحج بعد توقف الحرب العالمية الثانية ، حيث كانت البحرين محطة رئيسية لشركة امبريال أيرويز ، والتي تسير في ذلك الوقت طائرة مائية فهذه الطائرة كانت تعتمد الهبوط على المسطحات المائية فكانت هذه الطريقة متاحة لتفادي مصاعب الحج برا عبر الصحراء.
ويصف الحسن مشاق السفر لاداء مناسك الحج، قائلا : كان حال الناس صعب جدا من الاقتصاد المعتمد على البحر إلى النفط ، بالإضافة إلى صعوبة البنية التحتية ووسائل المواصلات والاتصالات كانت شبه معدومة كما إن مستوى الأمان في ذلك الوقت فكان لم يذهب إلى الحج إلا الإنسان المقتدر.
وقال حفيد الحسن في محاضرة بجمعية التاريخ، كانت هذه الفكرة إبداعية ولم أجد من نفذها من قبلهم حيث كانت رحلتهم لها أهمية تاريخية تغطي جزءا من تاريخ البحرين والخليج والمنطقة بشكل عام .حيث كان لدى جدي مذكرة بحجم 7.5* 11.5 سنتيمتر صادره من المكتبتين الهاشمية والعربية بدمش ، كما ان المذكرة في البداية كانت لأحمد بن صالح الشيخ ابن خال عبدالله الحسن ، فإن الراجح انها كانت لأحمد الشيخ ولربما أعطيت لعبدالله الحسن عند عزمه السفر إلى مصر والحج.
وأشار إلى تعرض الجد عبدالله بن خليل الحسن من مذكرته حول استعداداته لسفر حيث بين في المذكره ودون فيها المصاريف الخاصة لسفر ، فقد دون جدي في المذكرة مصاريفه والتي بلغت 1044,1 روبية فكتب في المدونه شنطة جلد مع ثوبها = 90 روبية ، بشت وبر مخيط =129 ، أجرة السيارة الى المحطة =4 روبيات، 765 نول ( أجرة ) الطائرة الى مصر ، وأيضا جوتي مع دلاغ =28 فقد كانت كل هذه المصروفات قبل السفر واستعدادهم لأداء مناسك الحج.
واستكمل الحسن قصة الرحلة، قائلا "عبروا الرفقاء الثلاثة التجار من البحرين إلى البصرة ثم الحبانية ثم طبرية إلى القاهرة وصولا إلى جدة، سافروا متوجهين من البحرين الى مصر في يوم الأربعاء 24 اكتوبر 1945 ميلادي من مطار البحرين في المنامة على ساحل القضيبية وكانت تقطع المسافة بين البحرين ومصر على مراحل عبر محطات كما سجل جدي في مذكرته ( 18 ذو القعدة ، بسم الله سافرنا من البحرين يوم الاربعاء الساعة 9 من النهار وقد وصلنا البصرة الساعة 12 م بتنا في البصرة) حيث استغرقت رحلة جدي ثلاث ساعات هبطت المحطة في مطار البصرة المائي عند شط العرب وتم المبيت فيها، وهذه هي المحطة الأولى لهذه الرحلة".
واستطرد، قائلا "تابع صاحب المذكرة ( سافرنا يوم الخميس الساعة الواحدة ، ووصلنا الحبانية الساعة الرابعة صباحا ، ويذكر أيضا تفاصيل سفره ( طرنا من الحبانية الساعة 5.20 دقيقة ووصلنا بحيرة فلسطين ( طبرية) الساعة 8 ، أي أن مدة الرحلة استغرقت ساعتين و40 دقيقة ) و بقي الأخوة في مصر أسبوعا .كما دون صاحب المذكرة ( سافرنا من القاهرة من المطار الساعة 2 إلى جدة ووصلنا جدة 6 يوم الخميس) وبذلك تنتهي الرحلة من مصر ودخول الرفقاء الثلاثة إلى الديار المقدسة لأداء مناسك الحج والعمرة معا .
وختم الحسن بتفاصيل طريق عودتهم لديار قائلا : أما رحلة العودة إلى الديار فكانت عبر الصحراء عبر المشقات بالسيارة في طريق غير معبدة في ذلك الوقت تحفها المخاطر المختلفة فكانت رحلتهم من مكة إلى الرياض وقد استغرقت خمسة أيام ، ثم من الرياض إلى الأحساء يومان تخللها المبيت في الطريق، أسبوع كامل هي الرحلة البرية ، ثم وصلوا عودتهم إلى البحرين بحرا عن طريق ميناء العجير على خليج العربي والمعروف اتصاله بحاضرة الأحساء في ذلك الوقت.