أكد وكيل وزارة الخارجية للشؤون الدولية د.الشيخ عبدالله بن أحمد آل خليفة، الرفض القاطع لأي محاولة للتدخل في الشؤون الداخلية لدول منطقة الشرق الأوسط ومن بينها البحرين، وأهمية التصدي للجماعات الإرهابية ومصادر تمويلها، مبيناً أن البحرين ستواصل العمل مع الاتحاد الأوروبي في هذا الشأن.
واستقبلت يوانا فرونيتسكا وكيل وزارة الخارجية البولندية لشؤون التعاون الإنمائي والدبلوماسية الاقتصادية وحقوق الإنسان في وارسو، د. الشيخ عبدالله بن أحمد آل خليفة والذي قام بزيارة عمل إلى جمهورية بولندا الصديقة في الفترة من 9 - 11 نوفمبر الجاري.
ونقل وكيل وزارة الخارجية للشؤون الدولية، تحيات وزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة، إلى فيتولد فاشيكوفسكي وزير خارجية بولندا، مثمنا الرغبة المتبادلة في تطوير مختلف مجالات التعاون بين البلدين الصديقين.
كما تم بحث أوجه العلاقات الثنائية، وتطورات الأوضاع على الساحتين الاقليمية والدولية، وإرساء التفاهم بين وزارتي الخارجية في البلدين الصديقين بشأن المشاورات السياسية، باعتبارها ركيزة مهمة في بناء شراكة متنامية في إطار توافق الرؤى والمصالح والمنافع المشتركة.
وقام د.الشيخ عبدالله بن أحمد آل خليفة باستعراض الخطوط العامة للسياسة الخارجية للمملكة ومواقفها من القضايا الإقليمية والدولية تحت القيادة الحكيمة لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، وما حققته من إنجازات ومكتسبات على كافة الأصعدة كدولة قانون ومؤسسات في ظل العهد الإصلاحي.
وأكد أن أبرز التحديات التي تواجهها منطقة الشرق الأوسط وأوروبا تتمثل في التدخلات في الشؤون الداخلية لدول المنطقة من جانب دول وجهات تدعم تمويل وانتشارالإرهاب.
وأشار د.الشيخ عبدالله بن أحمد، إلى أن معالجة تلك التحديات تكون في جزء مهم منها عبر التعاون مع الدول الحليفة والصديقة، علما بأن بولندا تم انتخابها لعضوية مجلس الأمن الدولي لمدة عامين، كما إنها عضو بارز في حلف "الناتو" والاتحاد الأوروبي.
ووصف وكيل وزارة الخارجية، العلاقات البحرينية - البولندية بأنها تمتلك فرصاً واعدة لبلوغ آفاق أرحب سواء على الصعيد الثنائي أو الجماعي، مبيناً أن الاقتصاد الوطني يشكل أحد أكثر الاقتصادات تنوعاً في منطقة الخليج العربي، في ظل بيئة استثمارية جاذبة ومحفزة، وبنية تحتية وتنظيمية متطورة، تدعم توجه تنويع مصادر الدخل، واستقطاب الخدمات القائمة على الريادة والتنكولوجيا التقنية والمالية.
كما تناول د.الشيخ عبدالله بن أحمد آل خليفة خلال اللقاء، مسيرة الإصلاحات المتلاحقة والشاملة التي تشهدها البحرين بخطى ثابتة وواثقة، وما حققته من إنجازات ومكتسبات نوعية لرخاء ورفاهية شعبها.
في حين ثمنت وكيل وزارة الخارجية البولندية، الخطوات الإصلاحية والجهود التنموية لمملكة البحرين، كدولة مهمة وصديقة لبلادها في منطقة الشرق الأوسط، معربة عن أملها بأن تكون المشاورات السياسية مع البحرين بداية لانطلاق تعاون مثمر بين البلدين الصديقين، لاسيما وأنهما يتقاسمان الالتزام بمكافحة الارهاب، ونشر السلام العالمي.
وفي إطار الزيارة، التقى د.الشيخ عبدالله بن أحمد آل خليفة، ريزارد تيرليسكي نائب رئيس البرلمان البولندي، حيث أكد اهتمام مملكة البحرين بتوطيد وتوسيع آفاق علاقات التعاون مع جمهورية بولندا الصديقة.
وأشار وكيل وزارة الخارجية إلى أن تاريخ علاقات الصداقة بين البلدين شهد نقلة نوعية كبرى عندما أهدى حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى في أغسطس 2014 شعب بولندا الصديق الحصان العربي الأصيل "كحيلان عافص" من الإسطبلات الملكية، في احتفال كبير شرفه بالحضور سمو الشيخ عيسى بن سلمان بن حمد آل خليفة.
واستعرض د.الشيخ عبدالله بن أحمد آل خليفة، المستجدات والأوضاع الجارية في منطقة الخليج العربي، مشدداً على أن مملكة البحرين بلد محب للسلام والاستقرار، ويأتي في مقدمة أولوياته تحقيق تطلعات المواطنين ورفد التنمية المستدامة عبر الاستثمار في العنصر البشري.
وتطرق في هذا الصدد إلى أبرز محطات النهج الإصلاحي الشامل الذي يقوده بنجاح واقتدار حضرة صاحب الجلالة عاهل البلاد المفدى، حيث تمثل المملكة صوتاً مهماً للانفتاح والاعتدال في منطقة الشرق الأوسط، ونموذجاً رائداً في الحريات العامة وحقوق الإنسان.
كما تقوم المملكة بدور كبير وحيوي في مجال محاربة الإرهاب ومكافحة الفكر المتطرف، معرباً عن اعتزازه بأن تتبوأ مملكة البحرين مرتبة متقدمة عالمياً من حيث التنمية البشرية، واحترام حرية الرأي والعقيدة، وتمكين المرأة وغيرها.
وأكد وكيل وزارة الخارجية للشؤون الدولية أن مملكة البحرين في العهد الإصلاحي، حققت إنجازات مشهودة في مجال تعزيز المشاركة الشعبية، وما تضطلع به السلطة التشريعية من إثراء المناخ الديمقراطي ومشاركتها الفاعلة في صناعة القرار، مبيناً أن المملكة ماضية في تعميق أسس المواطنة القائمة على العدالة والمساواة وتكافؤ الفرص.
وأوضح، أن مملكة البحرين تنظر دائماً إلى المستقبل ولم تكتفِ بأن تكون مركزاً للمال والأعمال وإنما تطمح إلى قيادة المنطقة للاعتماد على تقنية المعلومات والتكنولوجيا المالية، وفق أعلى معايير الكفاءة والجودة في ظل رؤية البحرين الاقتصادية 2030.
فيما رحب نائب رئيس البرلمان البولندي بزيارة وكيل وزارة الخارجية للشؤون الدولية، باعتبارها تعكس الحرص المشترك لقيادتي البلدين على تبادل الزيارات واللقاءات، ومواصلة تطوير العلاقات الثنائية، بما يخدم مصلحة البلدين والشعبين الصديقين.
وأشار إلى أن السياسة الخارجية لمملكة البحرين وبولندا متقاربة ومتوافقة، لأنها ترتكز على تعزيز التعاون الدولي والتنمية، وتحترم القانون الدولي، وتدعم جهود نشر السلام والاستقرار.