أعرب رئيس وفد مجلس الشيوخ في الجمهورية الفرنسية السيناتور جان ماري بوكل عن سعادته بما لمسه في مملكة البحرين من واقع التعايش والتسامح السلمي الذي يتمتع به المجتمع البحريني بين مختلف الأديان والطوائف، معتبراً البحرين نموذجاً يحتذى في هذه المنطقة من العالم، ولا بد من نقله إلى الإعلام الفرنسي والأوروبي.

وأشار السيناتور الفرنسي بوكل إلى الجهود الكبيرة التي تبذلها مملكة البحرين في مجالات تمكين المرأة، خصوصاً إنشاء المجلس الأعلى للمرأة، برئاسة صاحبة السمو الملكي الأمير سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة قرينة عاهل البلاد المفدى، مشيداً برؤية سموها وما تملكه من معرفة واطلاع في مجال تمكين المرأة والقوانين والتشريعات الدولية الخاصة في هذا المجال.

جاء ذلك في لقاء خاص للسيناتور الفرنسي جان ماري بوكل رئيس وفد مجلس الشيوخ في الجمهورية الفرنسية على هامش زيارة وفد من أعضاء مجلس الشيوخ الفرنسي إلى البحرين، تم خلالها بحث التعاون بين السلطة التشريعية في مملكة البحرين ونظيرتها في الجمهورية الفرنسية، إضافة إلى اجتماع الوفد بعدد من المسؤولين في المملكة.

وحول طبيعة الزيارة وأهم الملفات التي تم التباحث معها مع المسؤولين البحرينيين، أشار السيناتور بوكل إلى أن الزيارة كانت بدعوة من مجلس الشورى، للبحث في أوجه التعاون بين السلطات التشريعية في البلدين الصديقين، إضافة إلى أنه سيترأس لجنة مجموعة الصداقة الخليجية – الفرنسية نهاية العام الجاري، لذلك فمن المهم الاطلاع على ما حققته البحرين من إنجازات في مختلف الجوانب.

وأضاف السيناتور بوكل أن الوفد التقى شخصيات برلمانية وحكومية رفيعة المستوى، إلى جانب زيارة عدد من المؤسسات الوطنية البحرينية مثل المجلس الأعلى للمرأة والمؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان ومعهد البحرين للتنمية السياسية للاطلاع على التجربة البحرينية في مختلف المجالات، لافتا إلى أنه في ظل الظروف السياسية الصعبة التي تمر بها المنطقة، فقد كان من المهم الاطلاع على الأوضاع عن كثب والتعرف مباشرة على سير الأحداث، حيث ستعمل اللجنة على تطوير العلاقات المتميزة بين فرنسا والبحرين في مختلف المجالات، منوها باللقاء الذي جمع حضرة صاحب الجلالة الملك المفدى مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في العاصمة الإماراتية أبو ظبي مؤخراً، ومرحباً بسياسة الرئيس الفرنسي وانفتاحه على المنطقة.

وحول قضية محاربة الإرهاب، أوضح السيناتور بوكل أن الحكومة الفرنسية ملتزمة بمحاربة الإرهاب بكل النواحي، بما فيها الجانب العسكري، مضيفاً أن الجميع متحالف ضد الإرهاب وهو أمر مهم للغاية للقضاء على هذه الظاهرة التي تؤرق أمن العالم، ومعرباً عن أمله أن تنعم دول الخليج بالأمن والأمان والسلام.

وعن لقاءاته مع المسؤولين البحرينيين، أشاد السيناتور بوكل بزيارة الوفد إلى المجلس الأعلى للمرأة، ولقائه صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة قرينة عاهل البلاد المفدى رئيسة المجلس الأعلى للمرأة، مشيداً بتجربة البحرين في مجال تمكين المرأة وما تشهده من تطور في البنية التشريعية، ومعربا عن سعادته بما لمسه من جدية في مجال دعم وتمكين المرأة في البحرين، ولما أبدته صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة من رؤية متطورة واطلاع كبير وخبرة في هذا المجال.

وعن التعاون الفرنسي – البحريني في مجال محاربة الإرهاب، خصوصا أن الدولتين تعرضتا لعدد من العمليات الارهابية، أوضح السيناتور بوكل إلى أنه خلال لقاء مع وزير الداخلية، أوضح أن هناك تنسيقاً وتعاونا مشتركا بين مملكة البحرين والجمهورية الفرنسية لمحاربة الإرهاب والتطرف الفكري.

وبشأن الدور الذي يمكن أن تلعبه المؤسسات التشريعية في الحد من ظاهرة الإرهاب والتطرف حول العالم، لفت السيناتور الفرنسي إلى أن البرلمانات حول العالم مطالبة بسن تشريعات وقوانين رادعة لمحاربة هذه الظاهرة، مع ضرورة المحافظة على التوازن في موضوع حفظ الأمن وحقوق الإنسان، إذ أن الأمن يعد من أهم حقوق الإنسان التي يجب المحافظة عليها، مبديا سعادته بما شاهده في المؤسسات البحرينية التي زارها الوفد، حيث لمس وجود كفاءات وطنية عالية وجدية في العمل ورغبة حقيقية في التطور.

وعن الدور المستقبلي الذي يمكن أن تلعبه اللجنة الخليجية – الفرنسية، أوضح السيناتور الفرنسي إلى أن اللجنة ستعمل على تغيير الفكرة السلبية السائدة في الإعلام الفرنسي والأوروبي عن البحرين والمنطقة بشكل عام، مؤكدا ضرورة عمل لقاءات عمل وندوات مفتوحة بين الإعلاميين والمسؤولين للتعرف على بعض الحقائق التي تغيب عن الإعلام الأوروبي وتوضيح الصورة الحقيقية عن البحرين في أوروبا.

وأضاف السيناتور بوكل أن ذلك يأتي ضمن خطة عمل اللجنة، والتي ستضم مؤسسات وبرلمانيين وفرق عمل إعلامية ومتخصيين في قضايا المنطقة. مع التأكيد على ضرورة وجود تواصل بين الصحافيين في كل من البحرين وفرنسا وإقامة علاقات بينهم لتبادل المعلومات عن المنطقة، موضحاً أن اللجنة ستتناول في عملها جميع ملفات المنطقة في إطار من التوازن والتصحيح لما يشاع، مع التأكيد على عدم الدخول في الأمور السلبية، إذ أن اللجنة ستكون صديقاً للبحرين والمنطقة.

واختتم السيناتور الفرنسي جان ماري بوكل ، بالإعجاب بما لمسه في البحرين من تعايش وسلام بين مختلف الأديان، وهو أمر إيجابي للغاية، وهو من الأمور التي يجب نقلها إلى الإعلام الفرنسي، حيث أن البحرين تعد من النماذج الفريدة في التعايش بين الأديان والسلام الديني، وستعمل اللجنة على دعوة عدد من الصحافيين الفرنسيين إلى البحرين لرؤية هذه التجربة الفريدة على أرض الواقع.