قالت رئيسة هيئة البحرين للثقافة والآثار الشيخة مي بنت محمد آل خليفة بمناسبة حضورها "في أرض دلمون حيث تشرق الشمس" الثلاثاء، بمتحف الأرميتاج الوطني بسانت بطرسبورغ الروسية: "إن افتتاح هذا المعرض في متحف الأرميتاج -أحد أهم المتاحف في العالم- يؤكد على دور الثقافة الفعلي وهو خلق نقاط اتصال إنسانية مع الآخر، وتعريفه بهويتنا الحقيقية التي نفخر بها".

وشهد المعرض نقل كنوز أثرية من مقتنيات متحف البحرين الوطني من الألفية الثالثة وحتى الألفية الأولى قبل الميلاد، تماشياً مع التزام هيئة البحرين للثقافة والآثار بالتنوع والتبادل الثقافي مع مختلف دول المنطقة والعالم.

وحول أهمية هذا المعرض الذي شهد حضور عدد من كبار المسؤولين القائمين على قطاعات الثقافة والمتاحف في روسيا الاتحادية ومجموعة من الشخصيات الدبلوماسية والثقافية والإعلامية، قالت الشيخة مي: "يسعدنا في هذا اليوم أن نشارك العالم ما تحمله أرض دلمون من كنوزٍ ولُقى أثرية ذات دلالات تاريخية تعود لحقبةٍ مهمة وحضارة استوطنت الجزيرة منذ آلاف السنين".

وعبرت عن اعتزازها بمستوى التعاون الثقافي القائم بين هيئة البحرين للثقافة والآثار ومتحف الأرميتاج والذي يأتي معرض "في أرض دلمون حيث تشرق الشمس" نتاجًا له.

يذكر أن معروضات "في أرض دلمون، حيث تشرق الشمس" تضم مجموعة من المقتنيات الدائمة التابعة لمتحف البحرين الوطني، وتتضمّن بعضًا من أهم القطع الأثرية التي تم التنقيب عنها والعثور عليها على مدى 60 سنة من العمل الميداني الأثري في البحرين. وقد تم توزيع المعرض الذي صممه المهندس المعماري الفرنسي ديديير بلين على خمسة أقسام هي: من أسطورة إلى اكتشاف أثري، قوة التجارة، مباركة هي أرض دلمون، بحر شاسع من المدافن التلية، وفن دلمون الخفي. ويستكشف المعرض نشوء وازدهار حضارة دلمون على أرض الجزيرة، ويأخذ الزائر في رحلة معمّقة بين عوالم التراث الغني للبحرين.

وتم اختيار القطع الأثرية المتميزة التي يعرض بعضها لأول مرة؛ لإبراز قصة قرون طويلة من التجارة المزدهرة والسيادة الثقافية، بالإضافة إلى كشف العالم الأسطوري والروحي الذي كان يكتنف دلمون، وهو جانب ساحر وآسر لازال يجذب اهتمام علماء الآثار والمهتمين بالتاريخ إلى يومنا هذا.

يشار إلى أن متحف الأرميتاج كان قد استضاف عام 2012 معرض "تايلوس: رحلة ما بعد الحياة" ضمن الأيام البحرينية الثقافية في روسيا آنذاك، فيما يأتي معرض هذا العام "في أرض دلمون حيث تشرق الشمس" الذي يستمر حتى 11 مارس 2018 ليعزز جهود هيئة الثقافة في إيصال التراث الاستثنائي لمملكة البحرين إلى الجمهورين الروسي والدولي، ضمن احتفاء الهيئة بالتراث الأثري للبحرين تحت شعار "آثارنا إن حكت 2017".