أكد رئيس مجلس النواب أحمد الملا، أن إعلان الإدارة الأمريكية مدينة القدس عاصمة لإسرائيل يعد تطوراً غير مسبوق على المنطقة، وشعوبها، ومستقبلها.
ووصف القرار بالخاطئ الذي يهدد عملية السلام في الشرق الأوسط، ويعطل جميع المبادرات والمفاوضات، للتوصل إلى الحل النهائي المأمول، ويعد مخالفة واضحة للقرارات الدولية، التي تؤكد على الحقوق الثابتة للشعب الفلسطيني، وعدم المساس بها، وعلى أن القدس الشرقية هي أرض محتلة يجب إنهاء احتلالها.
وشدد الملا في كلمته خلال مشاركته في قمة رؤساء المجالس البرلمانية العربية، في الدورة الاستثنائية للاتحاد البرلماني العربي، التي عقدت في مدينة الرباط بالمملكة المغربية، الخميس، على موقف البحرين الثابت والراسخ، في دعم ومساندة تطلعات الشعب الفلسطيني الشقيق، وحقه المشروع في قيام الدولة الفلسطينية المستقلة، على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
وأشار رئيس مجلس النواب إلى أن كل الشعوب العربية تترقب من برلماناتنا موقفا فاعلا ومؤثرا، من أجل القدس وفلسطين، التي سالت من أجلها الدماء الزكية الطاهرة، واستشهد فيها رجالات ونساء، وشباب وأطفال، وبذل من أجلها الغالي والنفيس، وشهد جيلنا تطوراتها وتحولاتها، ونحن مؤتمنون اليوم من أجل دعمها ومناصرتها، وإحلال السلام العادل فيها، ومن أجل أجيالنا القادمة التي ستسألنا عنها، كما سيسجل التاريخ موقفنا وتفاعلنا، ودورنا معها.
وأكد الملا أن القدس قضية كل شريف وصاحب مبدأ وضمير، وأنها أعدل القضايا الإنسانية في عصرنا الحديث، ومفتاح السلام العادل والاستقرار في المنطقة، وأن القدس مدينة تفوح أنبياء، وأقصر الدروب بين الأرض والسماء، ومدينة الزيتون والأقصى، والمساجد وكنيسة القيامة، ومدينة السلام ولا سلام بدونها.
وأضاف "أن الممارسات غير المسبوقة من الاحتلال الإسرائيلي، ضد الشعب الفلسطيني، والقدس الشريف، والأقصى المبارك، والأماكن المقدسة، هي اعتداء سافر، وجريمة نكراء، وعدوان صارخ، وخطوة تصعيدية لممارسات أكثر انتهاكا.. فجاءت اليوم الخطوة التي حذرنا منها، في اعتراف الإدارة الأمريكية مدينة القدس عاصمة لإسرائيل، ونحذر من تداعيات هذا القرار في الأراضي الفلسطينية، وعند الشعوب العربية والإسلامية".
وحذر الملا من أن هذا القرار سيفرض على الفلسطينيين أولاً، وشعوب ودول المنطقة العربية والإسلامية، التعامل معه بطريقة مغايرة، قد تتجاوز فيها الشجب والاستنكار، والإدانة والغضب، مضيفاً أن ما حصل يعد استفزازا لمشاعر العرب والمسلمين والمسيحيين، والمساس بأولى القبلتين، وثالث الحرمين الشريفين.
ولفت الملا، إلى أن هذا القرار سيسهم في تنامي وتصاعد وتيرة العنف والفوضى، وانعدام قيم العدالة والمساواة، ومحاربة مبادئ التسامح والتعايش، وتهديد التنمية المستدامة، وتقويض فرص وجهود السلام في المنطقة.. وسيظل أحد أبرز أسباب تنامي الإرهاب وزيادة التطرف، خاصة في ظل التدخلات الخارجية، الداعمة للإرهاب وجماعاته.
ودعا رئيس مجلس النواب لدور برلماني عربي، وبالتعاون والتنسيق مع البرلمانات الصديقة في دول العالم، لرفض القرار الأمريكي، والتحذير من تداعياته، ومطالبة الاتحاد البرلماني الدولي، ومخاطبة الكونجرس الأمريكي، والبرلمان الأوروبي، وباقي الاتحادات والمؤسسات والمنظمات والجمعيات البرلمانية، لاتخاذ خطوات وإجراءات أكثر حزما وحسما، ضد "إسرائيل"، والقرار الأمريكي.
وسجل الملا في كلمته عظيم التقدير، للدور الرائد، لخادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، عاهل المملكة العربية السعودية الشقيقة، على كل الجهود والمبادرات، الرامية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني، وحماية القدس الشريف، والأقصى المبارك، كما سجل بالغ الامتنان للعاهل المغربي جلالة الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس، على دوره البارز، ومساعيه الكريمة، ومخاطبة الأمم المتحدة في شأن القدس والتطورات الحاصلة، والشكر لكافة الدول الشقيقة عموما، والمملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة خصوصا، على مساهماتها التاريخية والمستمرة، للشعب الفلسطيني.