شدد أولياء أمور وأخصائيو اضطراب التوحد، على أهمية الدخول إلى عالم الطفل التوحدي وتفهمه من خلال ما يحبه لكسر عزلته ثم التدرج في إدماجه مع المجتمع، وأكدوا ضرورة أن تكون نظرتنا للتوحدي باعتباره شخص له حقوق كغيره من الأسوياء ويجب أن يتقبله المجتمع بسلوكياته الغريبة وليس العكس.

ودعوا إلى ضرورة تكاتف أسر التوحديين لكي ينالوا حقوقهم، مؤكدين أنه لن يتبنى قضيتهم أحد أذا أهملها أصحابها، متسائلين كم تنفق الدولة على تعليم الطفل بالمدارس؟، لم لا تنفق المبلغ ذاته على الأطفال التوحديين لتأهيلهم بمراكز التأهيل؟!.

ونوهوا في المجلس الأسبوعي لجمعية التوحديين البحرينية مساء الأحد، بأهمية تعريف المجتمع باضطراب التوحد وكيف يرى التوحديون العالم من حولهم، وتوجيه الناس عموماً والأسر خصوصاً بكيفية احتوائه والتعامل معه، الأمر الذي يسهل عليهم مهمة دمجه في المجتمع.

وقالت رئيسة لجنة العضوية بالجمعية صفاء السيد: "لا بد أن يكون أفراد الأسرة مهيئين لدمج الطفل، وهذا لن يتحقق إلا بعد تجاوز مرحلة الصدمة والوصول إلى الرضا والتسليم بقضاء الله، بعدها يبرز دور توعية المجتمع باضطراب التوحد، وكيف يرى التوحديون العالم من حولهم، وتوجيه الناس بكيفية احتواءه والتعامل معه".

وأيدتها الأخصائية جنان نصري بقولها: "لا بد من البدء بأفراد الأسرة ومشاركتهم في تدريب وتأهيل الطفل التوحدي وتعميم المشاركة حتى خارج نطاق الأسرة الصغيرة للعائلة الكبيرة كالخال والخالة والجد والجدة وكل من يختلط معهم، أي لا يقتصر التدريب على الوالدة أو الوالدين فقط".

وفيما أشارت الناشطة نورية العالي لوجود حالات توحد مازالت لا تلقى التقبل من أقرب المقربين ما أدى إلى تأخر تدريب الطفل وضياع سنوات عمره، شددت رئيسة اللجنة التثقيفية والتوعوية بالجمعية سكينة كريمي على أهمية الدخول إلى عالم التوحدي وتفهمه من خلال ما يحبه لكسر عزلته ثم التدرج في إدماجه مع المجتمع، وقالت: "نواجه مشكلة في خصوص اضطراب التوحد لأن له خصوصية تجعل الآخرين يجهلونه بخلاف بقية الإعاقات الذهنية والجسدية".

في حين قالت رئيسة اللجنة الإعلامية ميعاد علي: "نحن كأفراد في المجتمع نطلق على الأطفال التوحديين وصف "أطفال غير عاديين"، ولكن من نكون حتى نحدد العادي وغير العادي، الأمر الذي قد يكون عاديًا لدى البعض وقد لا يكون عاديًا لدى آخرين، والعكس هو الصحيح، فلابد أن يكون تعاملنا معه على أنه طفل تختلف طرق تكيفه في المجتمع عن آخرين".

وأشارت لوجود توحديين نادرين تخرجوا ونالوا شهادة الدكتوراه وأصبحوا أساتذة جامعيين، ومع ذلك بقيت السلوكيات النمطية موجودة لديهم، وهي تختلف في الشدة والمدة من فرد لآخر، كما أن السلوكيات النمطية لا تكون عبثاً، بل لها غرض، إضافة إلى أن جميع الأطفال التوحديين يتشاركون في قصور التواصل الاجتماعي واضطرابات السلوك.

وشهد المجلس عرض فيلم تمحورت فكرته حول أسرة لديها طفل مصاب باضطراب التوحد، ولكن بتكاتف جميع أفرادها من والدين والأخوة، تم الحد من السلوكيات النمطية وإلحاقه بإحدى المراكز وتخرجه منها.

أما نائب رئيس الجمعية حسين الشهابي، أكد دور أصحاب القضية في حمل همها وإيصال صوتها للقنوات المطلوبة لتحقيق الأهداف، وعليهم ألا يتوقعوا دعماً من أحد إذا لم يبادروا بدعم قضيتهم بأنفسهم.