بعد سنتين من اختطاف شابة أيزيدية من منطقة سنجار على يد تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" الإرهابي، وبيعها ضمن " السبايا" على ثلاثة رجال حتى استقرت لدى الوالي الذي يطلق عليه "أبو ابراهيم"، حتى استطاعت الفرار من قبضتهم لتحتضن الحرية مع بقية اللاجئين الأيزيدين في أستراليا مع ابنتها الوحيدة ذات 7 سنوات، فيما ظل زوجها وأبناء أعمامها في قبضة داعش.
رفضت الشابة ذكر اسمها وهي تروي قصتها لـ " الوطن" لذلك ستذكر قصتها دون ذكر اسمها كحماية وحصانة لها ولابنتها الوحيدة.
التقت "الوطن" بالشابة الأيزيدية.. كانت جالسة في مطار بغداد تنتظر رحلتها للجوء إلى أستراليا، كانت تحتضن ابنتها الفائقة البراءة والجمال، ويحيط بها العديد من الأسر الأيزيدية الفارة من قبضة "داعش"، كلهم في انتظار ساعة الإقلاع.
كان مطار بغداد يحتضن بصورة يومية نحو 40 حالة وأسرة من اللاجئين الأيزيدين الذين تجرعوا مرارة الظلم، والبؤس والحرمان والعذاب على يد داعش، ومنها أم عثر عليها في قبو مع ابنها ذي الأربع سنوات، وظلت تحتضه بالمطار طوال الوقت وهي في حالة من الخوف والرعب، وكأنها تسترجع شريط الذكريات المؤلم.
تروي لـ "الوطن" إحدى ضحايا داعش وهي شابة عراقية وكان الخوف يتملكها، تفاصيل احتجازها على يد داعش الإرهابي وسبيها طوال فترة بقائها بقبضتهم التي استمرت سنتين، تقول إنها حاولت الهروب عدة مرات لكنها فشلت ولكن لم تيأس حتى نجحت في نهاية المطاف بنيل حريتها.
وتتابع الشابة قصتها مع "داعش" قائلة: رجال داعش من جنسيات عربية وأجنبية مختلفة، ظللت تحت جورهم وظلمهم لمدة 24 شهراً، ثم تم بيعي في سوريا وبعدها عدت إلى محافظة نينوى وتحديداً مناطق القيارة وتلعفر والموصل.
وفي سوق بيع " السبايا" الأيزيديات، تم بيعها ثلاث مرات على رجال داعش، وكان كل شخص يشتريها يغتصبها، ثم يعرضها للبيع على الآخر بقيمة 68 ألف دينار عراقي، حتى أخذها الوالي في منطقة تلعفر التابعة إدارياً لمحافظة نينوى.
وتشير إلى محاولات فرارها من قبضة داعش بقولها" أنهزمت مرة لكنهم امسكوا بي، وباعوني لشخص بـ 68 الف دينار، وحاولت مرة ثانية واستطاعوا الامساك بي وباعوني، حتى جاء والي تلعفر (أبو إبراهيم) وأخذني معه".
وبيعت وأشترت نحو ثلات مرات على رجال ينتمون لداعش من جنسيات مختلفة، وأخرهم كان الوالي والذي يطلق عليه " أبو إبراهيم" وهو يحمل الجنسية العراقية، ومكثت تحت سلطته لمدة سنة كاملة بعد أن تزوجها.
ومن شدة خوفها من عرضها للبيع بسوق " السبايا" مجددا، دخلت الإسلام مجبرة، وكتب لها عقد شرعي لزواجها بالوالي كونها مسلمة، ووعدتهم بأنها ستظل معهم ولن تفر هاربة، ولفتت الشابة إلى أن النساء المختطفات كان يتم إجبارهن لدخول الإسلام.
وتابعت الشابة الأزيدية حديثها، فقالت: بقيت أنتظر الفرصة المناسبة لاحتضان الحرية، وكنت أخبئ هاتفا نقالا دون علم رجال داعش، حتى حان الوقت عند قتال القوات العراقية للداعش في بغداد، وإنشغالهم به، فاتصلت بأحد أقاربي أطلب مساعدته فأرشدته لطريقة الهروب واللجوء إلى مخيمات اللاجئين. وبالفعل استطعت الفرار مع ابنتي ذات 7 سنوات، وسرت على رجلي لمدة 5 ساعات متواصلة حتى وصلت لخط الأمان.
وكانت تجهش بالبكاء كلما ذكرت تفاصيل اختطافها واغتصابها على يد داعش، وكانت ابنتها معها طوال تلك الرحلة المؤلمة، وأما عن حال زوجها وأبناء أعمامها، تقول إن عائلتها مكونة من 21 شخصا اختطفتهم داعش، بينهم رجال ونساء وأطفال، نجح عدد منهم في الفرار، لكن هناك 5 من أفراد عائلتها من الذكور لدى التنظيم الإرهابي، وهي تردد جملة "زوجي اختفى الزلم صعب يرجعون".