شاركت جامعة الخليج العربي في المؤتمر الرئاسي لبناء السلام لعام 2018، الذي عقد في بيروت تحت رعاية رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال عون تحت شعار "مياه الشرب، الصرف الصحي، النظافة والسلام "، لنشر التوعية لدى الحكومات والعامة بأهميّة المياه كثروة، وضرورة اتباع ممارسات مستدامة وشاملة وطويلة الأمد في إدارة المياه لتحقيق هدف التّنمية.
وتمت دعوة أستاذ الموارد المائية بكلية الدراسات العليا أ.د.وليد زباري، منسق برنامج إدارة الموارد المائية، متحدثاً رئيساً في الجلسة الافتتاحية لإلقاء محاضرة حول "إدارة الموارد المائية وتأثير ندرة المياه على السلام في الشرق الأوسط.
واشتملت المحاضرة على استعراض للعوامل التقليدية للنزاعات وعدم الاستقرار في المنطقة والتي تشمل القضايا السياسة والعسكرية والإثنية والدينية، وبروز قضايا حديثة عليها من أهمها عاملان: الأول معدلات النمو السكاني المرتفعة التي تؤدي إلى ارتفاع الطلب على العديد من الخدمات والموارد التي من أهمها المياه والطاقة والغذاء، والثاني تأثيرات تغير المناخ على المنطقة من ارتفاع في درجات الحرارة وزيادة الطلب على المياه، وارتفاع مستوى سطح البحر وغمره للسواحل، وارتفاع معدلات الحالات المتطرفة كالجفاف والسيول، ومن اهم تأثيراته على المنطقة خفض معدلات الأمطار وارتفاع معدلات التبخير وبالتالي ارتفاع نسب الإجهاد المائي وشح المياه، وهذا الأمر من الممكن أن يكون الشرارة للنزاعات.
واستعرض زباري مشكلة المياه المشتركة السطحية والجوفية التي تعقد من الموضوع وبينت أن أكثر من ثلثي المياه السطحية تتدفق من خارج المنطقة العربية وبأنه لا توجد حتى الآن أي اتفاقيات تضمن حقوق الدول المتشاطئة في استغلالها بحسب القانون الدولي المبنية على أسس الاستخدام العادل والمعقول وعدم الإضرار بالدول والتعاون فيما بينها، بالإضافة إلى وجود بعض الدول مثل فلسطين والجولان تحت الاحتلال العسكري مما يحرم الدول العربية من استخدام مياهها.
واستعرضت ورقته عدداً من حالات الدراسة في المنطقة التي استخدمت المياه فيها كورقة أو سلاح في النزاعات أو كانت سبباً فيها، مثل استخدام تركيا مياه دجلة والفرات لتمرير مصالحها السياسية على سوريا والعراق، ومحاولات تنظيم الدولة التحكم في سد طبقة في سوريا وسدي الموصل والحديثة في العراق والتهديد بتفجيرها، والتجاذب الحالي حول سد النهضة في أثيوبيا مع مصر والسودان وطلب مصر الأخير بوجود البنك الدولي في جلسات تقييم تأثيرات السد على الدول لأسفل المنبع، ونزاع دارفور الذي كان احد أسبابه ندرة المياه بسبب الجفاف الذي ضرب المنطقة، والجفاف الطويل الذي ضرب سوريا خلال الفترة 2006-2009 وأدى إلى هجرة مليون شخص من مناطق شمال شرق سوريا الريفية كالحسكة والقامشلي والرقة إلى المدن مما خلق أوضاع إسكانية بائسة أدت على مشاركتهم في الحرب الأهلية، واحتلال الكيان الصهيوني وتحكمه في المياه الفلسطينية بالإضافة إلى جدار الفصل العنصري الذي يلتهم مساره العديد من مصادر المياه الفلسطينية.
وتخلص الدروس التي طرحها زباري إلى أن المياه قد لا تكون السبب الرئيس للنزاعات وعدم الاستقرار ولكنها قد تكون عامل مفاقم لها، ولتقليل هذا الدور وخفض قابلية التأثر توصي الورقة بأن يتم العمل على مستويين، المستوى الأول هو الوطني ويعنى بإنشاء نظام إداري فاعل للمياه مبني على الحوكمة الجيدة، وكفاءة المياه في الإمداد والاستخدام، والبناء المؤسسي والتشريعي الفاعل، وحماية الموارد المائية من التلوث، وبناء القدرات والبحث والتطوير.
أما المستوى الثاني فهو على المستوى الإقليمي العربي ويعنى بالتعاون العربي في المياه المشتركة، والتضامن العربي للحصول على الحقوق التاريخية من المياه المشتركة مع دول الجوار، والعمل على إنهاء الاحتلال الصهيوني للمياه العربية.
وأكد المشاركون في المؤتمر، أهمية الوعي المشترك بقضية شح المياه، مشددين على أن المياه أصبح من أكثر القضايا المؤرقة في الزمن المعاصر، وأن تأمين المياه بات أمراً ضروريّاً لإرساء السّلام في العالم، لافتين في الوقت نفسه إلى أن مشاريع المياه المستدامة تنعكس على كل شئون الحياة بما في ذلك التربية ومحو الأميّة والوقاية من الأمراض والتّخفيف من وفيّات الأطفال في الأقطار المختلفة.
ودعا المشاركون في المؤتمر الذي نظمته منظمة الروتاري إلى استخدام الأنظمة الذّكيّة للرّيّ والزّراعة للتّخفيف من تلوّث المياه، مناقشين محاور عدة خلال جلسات المؤتمر منها التّغيُّر المناخيّ والاحتباس الحراري وتأثير التنمية الاقتصادية والنزوح في الشرق الأوسط، إلى جانب النمو السكاني والجفاف والهدر وسوء الممارسات والكوارث الطبيعية.
وفي السياق ذاته، أكدت التوصيات فكرة ترابط السلام بالتنمية المستدامة، وأهمية المياه لإرساء السلام، وضرورة استخدام الإنترنت كأداة للتخفيف من تلوث المياه، وأهيمة الجهود المشتركة من اجل مواجهة مشكلة القرن الحالي.
{{ article.visit_count }}
وتمت دعوة أستاذ الموارد المائية بكلية الدراسات العليا أ.د.وليد زباري، منسق برنامج إدارة الموارد المائية، متحدثاً رئيساً في الجلسة الافتتاحية لإلقاء محاضرة حول "إدارة الموارد المائية وتأثير ندرة المياه على السلام في الشرق الأوسط.
واشتملت المحاضرة على استعراض للعوامل التقليدية للنزاعات وعدم الاستقرار في المنطقة والتي تشمل القضايا السياسة والعسكرية والإثنية والدينية، وبروز قضايا حديثة عليها من أهمها عاملان: الأول معدلات النمو السكاني المرتفعة التي تؤدي إلى ارتفاع الطلب على العديد من الخدمات والموارد التي من أهمها المياه والطاقة والغذاء، والثاني تأثيرات تغير المناخ على المنطقة من ارتفاع في درجات الحرارة وزيادة الطلب على المياه، وارتفاع مستوى سطح البحر وغمره للسواحل، وارتفاع معدلات الحالات المتطرفة كالجفاف والسيول، ومن اهم تأثيراته على المنطقة خفض معدلات الأمطار وارتفاع معدلات التبخير وبالتالي ارتفاع نسب الإجهاد المائي وشح المياه، وهذا الأمر من الممكن أن يكون الشرارة للنزاعات.
واستعرض زباري مشكلة المياه المشتركة السطحية والجوفية التي تعقد من الموضوع وبينت أن أكثر من ثلثي المياه السطحية تتدفق من خارج المنطقة العربية وبأنه لا توجد حتى الآن أي اتفاقيات تضمن حقوق الدول المتشاطئة في استغلالها بحسب القانون الدولي المبنية على أسس الاستخدام العادل والمعقول وعدم الإضرار بالدول والتعاون فيما بينها، بالإضافة إلى وجود بعض الدول مثل فلسطين والجولان تحت الاحتلال العسكري مما يحرم الدول العربية من استخدام مياهها.
واستعرضت ورقته عدداً من حالات الدراسة في المنطقة التي استخدمت المياه فيها كورقة أو سلاح في النزاعات أو كانت سبباً فيها، مثل استخدام تركيا مياه دجلة والفرات لتمرير مصالحها السياسية على سوريا والعراق، ومحاولات تنظيم الدولة التحكم في سد طبقة في سوريا وسدي الموصل والحديثة في العراق والتهديد بتفجيرها، والتجاذب الحالي حول سد النهضة في أثيوبيا مع مصر والسودان وطلب مصر الأخير بوجود البنك الدولي في جلسات تقييم تأثيرات السد على الدول لأسفل المنبع، ونزاع دارفور الذي كان احد أسبابه ندرة المياه بسبب الجفاف الذي ضرب المنطقة، والجفاف الطويل الذي ضرب سوريا خلال الفترة 2006-2009 وأدى إلى هجرة مليون شخص من مناطق شمال شرق سوريا الريفية كالحسكة والقامشلي والرقة إلى المدن مما خلق أوضاع إسكانية بائسة أدت على مشاركتهم في الحرب الأهلية، واحتلال الكيان الصهيوني وتحكمه في المياه الفلسطينية بالإضافة إلى جدار الفصل العنصري الذي يلتهم مساره العديد من مصادر المياه الفلسطينية.
وتخلص الدروس التي طرحها زباري إلى أن المياه قد لا تكون السبب الرئيس للنزاعات وعدم الاستقرار ولكنها قد تكون عامل مفاقم لها، ولتقليل هذا الدور وخفض قابلية التأثر توصي الورقة بأن يتم العمل على مستويين، المستوى الأول هو الوطني ويعنى بإنشاء نظام إداري فاعل للمياه مبني على الحوكمة الجيدة، وكفاءة المياه في الإمداد والاستخدام، والبناء المؤسسي والتشريعي الفاعل، وحماية الموارد المائية من التلوث، وبناء القدرات والبحث والتطوير.
أما المستوى الثاني فهو على المستوى الإقليمي العربي ويعنى بالتعاون العربي في المياه المشتركة، والتضامن العربي للحصول على الحقوق التاريخية من المياه المشتركة مع دول الجوار، والعمل على إنهاء الاحتلال الصهيوني للمياه العربية.
وأكد المشاركون في المؤتمر، أهمية الوعي المشترك بقضية شح المياه، مشددين على أن المياه أصبح من أكثر القضايا المؤرقة في الزمن المعاصر، وأن تأمين المياه بات أمراً ضروريّاً لإرساء السّلام في العالم، لافتين في الوقت نفسه إلى أن مشاريع المياه المستدامة تنعكس على كل شئون الحياة بما في ذلك التربية ومحو الأميّة والوقاية من الأمراض والتّخفيف من وفيّات الأطفال في الأقطار المختلفة.
ودعا المشاركون في المؤتمر الذي نظمته منظمة الروتاري إلى استخدام الأنظمة الذّكيّة للرّيّ والزّراعة للتّخفيف من تلوّث المياه، مناقشين محاور عدة خلال جلسات المؤتمر منها التّغيُّر المناخيّ والاحتباس الحراري وتأثير التنمية الاقتصادية والنزوح في الشرق الأوسط، إلى جانب النمو السكاني والجفاف والهدر وسوء الممارسات والكوارث الطبيعية.
وفي السياق ذاته، أكدت التوصيات فكرة ترابط السلام بالتنمية المستدامة، وأهمية المياه لإرساء السلام، وضرورة استخدام الإنترنت كأداة للتخفيف من تلوث المياه، وأهيمة الجهود المشتركة من اجل مواجهة مشكلة القرن الحالي.