رصدت الباحثة الهنوف الشمري، الفروق في مهارات الانتباه المشترك لدى أطفال اضطراب طيف التوحد تبعاً لاختلاف مستوى الأداء الوظيفي والعمري للطفل، في رسالة ناقشتها حديثا بكلية الدراسات العليا بجامعة الخليج العربي كجزء من متطلبات الحصول على درجة الماجستير برنامج صعوبات التعلم.

وتوصلت، إلى أن مستوى مهارات الانتباه المشترك عند الأطفال التوحديين من مرتفعي الأداء الوظيفي أعلى من مستواها لدى الأطفال ذوي الأداء الوظيفي المنخفض.

وتكونت عينة الدراسة من 70 طفلا من ذوي اضطراب طيف التوحد، منهم 36 طفلا من مرتفعي الأداء الوظيفي، و34 طفلا من منخفضي الأداء الوظيفي من الملتحقين في المراكز الخاصة بالتوحد في دولة الكويت، وتراوحت أعمارهم ما بين اربع إلى 12 عاماً، مقسمين إلى 3 فئات عمرية من (4 إلى 6 سنوات) ومن (7 إلى 9 سنوات) ومن (10 إلى 12 سنة).

وأظهرت النتائج، أن مهارات الانتباه المشترك لا تتطور بتقدم المراحل العمر، كما لا يوجد تفاعل بين العمر ومستوى الأداء الوظيفي، ولم تظهر فروق دالة احصائياً في ابعاد مهارات الانتباه المشترك باختلاف مستويات العمر، في الوقت الذي بيّنت النتائج وجود فروق دالة احصائياً في ابعاد مهارات الانتباه المشترك باختلاف مستوى الأداء الوظيفي، إلى جانب وجود علاقة ارتباطية سالبة "عكسية" دالة احصائياً بين الدرجة الكلية لمهارات الانتباه المشترك والدرجة الكلية لمستوى الأداء الوظيفي لدى الأطفال التوحديين، إذ أكدت الباحثة الشمري إمكانية التنبؤ بالأداء الوظيفي من خلال درجة مهارات الانتباه المشترك لدى الأطفال التوحديين.

يشار إلى ان الباحثة لم تتوصل إلى دراسات تتفق او تختلف مع هذه النتيجة، إذ لم تتطرق الدراسات التي توصلت إليها الباحثة إلى التنبؤ بالأداء الوظيفي من خلال درجة مهارات الانتباه المشترك.

واستخلصت الباحثة بعض التوصيات، كان على رأسها توسيع الاهتمام بمهارات الانتباه المشترك لدى الأطفال ذوي طيف التوحد بحيث يمثل الانتباه المشترك جوهر التواصل، داعية إلى ضرورة الاهتمام بتنمية الانتباه المشترك في بداية تدريب الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد لأنه أساس التعلم.

وقالت: "لا يمكن للطفل أن يتعلم دون انتباه، وهو ما يستعدي تأهيل المعلمين والاخصائيين بهدف الاهتمام ببرامج تعمل على تحسين الانتباه المشترك لدى الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد".