واصل معرض البحرين الدّوليّ الثّامن عشر للكتاب في سادس أيّامه تقديم برنامجه، بمزاوجاتٍ ثقافيّة عميقة، واهتمامٍ بتصدير الفعل الثّقافيّ،حيث للمثقّفين والمفكّرين حضورهم ومشاركاتهم ضمن فعاليّات المعرض. حيث شهد المعرض الاثنين (الموافق 2 أبريل 2018م) توقيع سادس إصدارات الثّقافة للكاتب البحرينيّ عقيل سوار، الذي دشّن كتابه (مكَاكَة عشق) ضمن برنامج توقيع الكتب في جناح هيئة البحرين للثّقافة والآثار. حول تجربته يقول سوار: (مع أنّ الكتابة المنظومة (الشّعريّة) ليست طارئة في تلك النّصوص – ويعني النّصوص المسرحيّة – فلا يكادُ نصّ مسرحيّ كتبته يخلو من أغنيةٍ أو أهزوجة، إلّا أنّ تلك كانت ضربًا من ضروب رسم البيئة، ومقتضيات الفرجة المسرحيّة، وليست لازمة فنّيّة من لوازم البناء الدّراميّ المسرحيّ)، وينقل العنوان أحد النّصوص المسرحيّة التي يتضمّنها إصدار عقيل سوار، والذي يقدّم فيه سيرة مجنون الفريج ببعدها الإنسانيّ وطرافة موضوعها، مرتكزًا في تقديمه لهذا النّصّ المسرحيّ وغيره من النّصوص على عنصرين أساسيين هما: اللّهجة البحرينيّة الدّارجة غير المتكلّفة والسّمات الشّعبيّة للشّخصيّات والوقائع.
تلا حفل توقيع الكتاب مشاركة المملكة العربيّة السّعوديّة ضيف شرف المعرض باستعادةٍ للأمسية السّينمائيّة الأولى التي انطلقت يوم أمس (الموافق 1 أبريل 2018)، حيث حضر الجمهور عرضين لفيلميّ (ثوب العرس) للمخرج الأستاذ محمّد الصّفّار الذي يتطرّق لفكرة الخرافة والخروج عنها، و(الآخر) للمخرج توفيق الزّايدي الذي يطرحُ أسئلته حول فكرة المغفرة ومفهوم الآخر الغائب. وقد قدّم الدّكتور فهد اليحيا رؤيته الفنّيّة والنّقديّة لكلا الفليمين السّينمائيّين باعتبارهما نموذجًا للصّناعة السّينمائيّة السّعوديّة.كذلك، منحت ندوة (أعلام في ثقافة الخليج) قراءاتها وتمعّنها في شخصيّتين ثقافيّتين خليجيّتين هما: غازي القصيبيّ وخالد الفرج، اللّذين نوقشت نماذج من أعمالها، وتمّ بحث أثرهما في الثّقافة الخليجيّة عمومًا، والمملكتين على وجه التّحديد – مملكة البحرين والمملكة العربيّة السّعوديّة – وذلك في أمسيةٍ مشتركة جمعت كلّاً من د.سعد البازعيّ من السّعوديّة ود.ضياء الكعبيّ ومبارك العمّاريّ من البحرين. وقد شكّلت النّدوة لقاءً واقعيًّا لمناقشة ما ألهمته شخصيّتا الأمسيّة للمشهد الثّقافيّ الخليجيّ والعربيّ.
وفي اعتناءٍ بالإرث الشّفهيّ والمنقولات الشّعبيّة، انطلقت اليوم خلال المعرض أولى عروض مشروع (التّراث الشّفهيّ) الذي يسعى لتأريخ وتوثيق الذّاكرة الجمعيّة السّماعيّة والإرث اللّاماديّ البحرينيّ، وذلك بتقديم حلقةٍ برفقةِ د.دلال الشّروقيّ. ويهتمّ المشروع بتوثيق وتسجيل ذلك التّراث من خلال العديد من الشّخوص الثّقافيّة أو تلك التي عايشت هذه المواضيع، ناقلةً بذلكَ الأبعاد التّاريخيّة والثّقافيّة والاقتصاديّة والاجتماعيّة في تقارير مصوّرة. إذ تسعى الثّقافة في وقتٍ لاحقٍ لتدشين المزيد من تلك العروض بهدف إنقاذ الإرث الشّعبيّ اللّاماديّ من النّسيان. علمًا أنّه سيتمّ تقديم حلقة أخرى يوم غد (الموافق 3 أبريل) كي تسلّط الضّوء على موضوعٍ آخر في ذات السّياق.واستمرارًا للفعل الثّقافيّ أيضًا، يكتنزُ برنامج فعاليّات المعرض بالمزيد أيضًا ليوم الثلاثاء (الموافق 3 أبريل)، حيثُ سيشهد ركنُ التّوقيع تدشين كتاب (أنغام خليجيّة: رواية النّهّام بدر السّادة) الذي قام بجمعه وتدقيقه زياد علي عبدالغفّار في السّاعة السّادسة مساءً بجناح هيئة البحرين للثّقافة والآثار، ويتناول هذا الإصدار حكاية النّهّام البحرينيّ السّادة الذي كانت ذاكرته تختزنُ كمًّا هائلاً من القصائد الشّعبيّة، كما أنّه كان مشهورًا بفنّ الفجريّ. في ذات التّوقيت أيضًا، سيكون الجمهور على موعدٍ مع ثاني الأمسيات السّينمائيّة السّعوديّة، والتي تتضمّن عرض فيلمين هما (المغادرون) للمخرج الأستاذ عبدالعزيز المطيريّ و(الصّرافة) للمخرجة الأستاذة بشرى الأندجاني، وسيرافق العرضان رؤى نقديّة وفنّيّة يقدّمها الأستاذ ممدوح عجاجة.
من جهةٍ أخرى، وفي أولى الأمسيات الثّقافيّة التي يقدّمها برنامج المعرض بالتّعاون مع هيئة الشّارقة للكتاب، يقدّم الشّاعران الإماراتيّان حبيب الصّايغ وأحمد العسم أمسيتهما الشّعريّة في السّاعة السّابعة مساءً بقاعة الفعاليّات في المعرض. فيما يستمرُّ ركن الأطفال بإيجاد المزيد من الاكتشافات برفقة مركز سلمان الثّقافيّ، حيث الصّغار سيكونون على موعدٍ مع قراءة قصّتيّ (الصّديق وقت الضّيق) و(حلاوة العطاء) في الفترة الصّباحيّة، مع الكثير من الأنشطة الثّقافيّة الحُرّة، بالإضافة إلى مواصلة مبادرة مدرسة الإيمان للّغة العربيّة والتي تحمل عنوان (أمّة تقرأ، جيلٌ يرقى) وتواجد الباص المتنقّل الذي يمثّل مكتبةً متنقّلةً أيضًا. أمّا الفترة المسائيّة، فتشهد الاثنين (الموافق 3 أبريل 2018م) مواصلة ورشة عمل (أبواب المحرّق) في ثاني أيّامها، وحكايات (كان يا مكان)، وتختتمُ يومها بورشة (صناعة بطاقة أحبّكَ وطني).يُذكَر أنّ النّسخة الثّامنة عشرة من معرض البحرين الدّوليّ للكتاب تأتي بالتّزامن مع مهرجان ربيع الثّقافة الثّالث عشر، إذ يستضيف المعرض في هذه النّسخة أكثر من 400 دارٍ ومؤسّسة ثقافيّة وفكريّة محلّيّة وعربيّة وعالميّة من 26 دولة مختلفة. ويتّخذ موقعه بالقرب من موقع قلعة عراد، وذلك في تصديرٍ للفعل الثّقافيّ من قلب المحرّق عاصمة الثّقافة الإسلاميّة 2018م. من جهتها، تتقدّم هيئة البحرين للثّقافة والآثار بالشّكر لكلّ المساهمين في هذا المحفل الثّقافيّ والحضاريّ، وتحديدًا شركة فيفا البحرين الرّاعي الذّهبيّ للمعرض، والرّعاة الفضّيّين وهم: شركة بابكو، وإي إي لتأجير السّيّارات. كما تتقدّم بالشّكر للرّعاة الإعلاميّين، وهم: وزارة شؤون الإعلام، وصحيفتيّ البلاد والوطن.