* جلسات نقاشية ومحاور ذات أهمية على طاولة الملتقى الإعلامي العربي بالكويت
الكويت - هدى هنداوي
أكد وزير شؤون الإعلام في البحرين علي الرميحي أن "أكثر من 70% من أخبار مواقع التواصل الاجتماعي مزيفة مفبركة وكاذبة"، مضيفا أن "معظم هذه الأخبار وراءها أجندات وهناك من يحركها"، مشيرا إلى أن "اختزال الإعلام في الجهاز الرسمي أو الحكومي غير صحيح"
وقال الرميحي خلال مشاركته في الملتقى الإعلامي العربي في دورته الـ 15، والذي أقيمت تحت رعاية رئيس وزراء الكويت سمو الشيخ جابر المبارك الحمد الصباح وبحضور ممثل راعي الملتقى نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ صباح الخالد الحمد الصباح أن "الإعلام اليوم أصبح متواجدا في جميع مناحي الحياة"، لافتا إلى أن "الأزمة في مناهج التعليم"، مطالبا "بضرورة تغيير مناهج الإعلام كل 6 اشهر".
وأوضح الرميحي خلال مشاركته في الجلسة العاشرة للملتقى والتي جاءت تحت عنوان "الإعلام في عالم متغير"، وشارك فيها نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الإعلام في السودان أحمد بلال عثمان، وأدارها وزير الإعلام الكويتي السابق سامي النصف أن "الإعلام بحاجة دائمة لمثل هذه الملتقيات في ظل المعاناة في وطننا العربي"، مؤكدا أن "هناك أشخاصا غير مؤهلين تصدروا المشهد الإعلامي، وما نعاني منه عدم وجود أشخاص مؤهلين، وليس لدينا دراسات أو إحصاءات تبين عدد مستخدمي "السوشيال ميديا" في الوطن العربي".
وأضاف الرميحي أن "اختزال الإعلام في الجهاز الرسمي أو الحكومي غير صحيح"، لافتا إلى أن "الإعلام اليوم أصبح متواجدا في جميع مناحي الحياة"، موضحا أن "الأزمة في مناهج التعليم"، مطالبا "بضرورة تغيير مناهج الإعلام كل ستة اشهر".
وأوضح أنه "يجب تدريب جميع قطاعات الدولة على التعامل مع الإعلام"، مستغربا من التعامل غير المهني من المؤسسات الحكومية مع وسائل الإعلام"، مبينا بقوله "ما أزعجني هو سوء استخدام وسائل التواصل الاجتماعي".
ورأى أنه "لا يجب أن ننظر إلى الغرب على أنه هو العالم المثالي"، مبينا أن "الغرب فيه انحلال خلقي وفيه العديد من السلبيات والفساد والمشاكل الاجتماعية"، مستغربا من "كثرة المحللين غير المتخصصين في عالمنا العربي في مختلف المجالات".
وقال الرميحي "نحن بحاجة إلى تحسين جودة التعليم وتوفير الإمكانات والتدريب للإعلاميين".
واستغرب "كذلك من كثرة من يسمون أنفسهم بالنشطاء السياسيين أو الإعلاميين"، مشيرا إلى أن "القوانين المنظمة للإعلام الإلكتروني موجودة"، مطالبا "بوضع مادة الإعلام الإلكتروني في المناهج الدراسية وأن تلحق بالتربية الوطنية".
ودعا إلى "إنشاء معهد تدريب لتطوير قدرات الشباب الإعلامية"، مضيفا "نحتاج كذلك إلى تحسين جودة التدريب وتحسين جودة التعليم".
وذكر أن "اختزال الخبر في 140 حرفا أصبح أمرا صعبا لطلبة الإعلام أو الإعلاميين بشكل عام".
وبين أن "الفضاء مفتوح، ومن الصعب السيطرة على هذا الفضاء، كل دول العالم تعاني من هذا الموضوع، لذلك علينا ألا نتخوف من التعامل مع "السوشيال ميديا""، مطالبا "بضرورة التوعية في التعامل مع هذه الوسائل الحديثة".
وتابع "نحتاج إلى وقت وتوعية وتغيير مناهج لكي نتعامل بشكل جيد مع "السوشيال ميديا"، مشيرا إلى أن "الغرب يدرس واقعنا العربي من خلال مواقع التواصل على الرغم من أن أكثر من 70% من أخبار التواصل الاجتماعي مزيفة مفبركة وكاذبة، وأن معظم هذه الأخبار وراءها أجندات وهناك من يحركها".
وبين أن "الإشكالية في طريقة التعامل مع هذه الوسائل الحديثة وكيفية الرد عليها بشكل مهني، ويمكن التدريب على ذلك في وقت قصير"، موضحا أن "هناك خوفا وهلعا حكوميا من "السوشيال ميديا"".
ولفت إلى أن "وقت الخبر لا يستغرق الحديث فيه حاليا أكثر من عشر دقائق بسبب تدفق المعلومات"، داعيا أيضا إلى "ضرورة تشديد الرقابة من قبل أولياء الأمور لأطفالهم" مبينا أن "فيه خطورة شديدة على نفسية الأطفال وتحصيلهم العلمي، وعلينا أن نتعامل بشكل علمي مع التطور الطارئ في التكنولوجيا"، مناديا كذلك "بضرورة تنمية الوحدة الوطنية لدى المراهقين ونبذ الطائفية والمذهبية حتى تنشأ الأجيال صالحة واعية".
وافتتح الملتقى الإعلامي العربي في دورته الـ 15، تحت رعاية رئيس مجلس الوزراء الكويتي سمو الشيخ جابر المبارك الصباح، وبحضور نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد الصباح، ووزير الإعلام ووزير الدولة لشؤون الشباب محمد الجبري، ورئيس مجلس الشارقة للإعلام الشيخ سلطان القاسمي، والأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية السفيرة الدكتورة هيفاء أبوغزالة، وبمشاركة عدد من وزراء الخارجية ووزراء الإعلام وملاك المؤسسات الإعلامية العربية المختلفة وكبار المسؤولين فيها، إضافة إلى نخبة من الإعلاميين والكتاب والصحفيين والمذيعين والفنانين، فضلا عن الأكاديميين وأساتذة الإعلام، وطلبة كليات الإعلام في الجامعات.
من جانبه، أكد وزير الإعلام ووزير الدولة لشؤون الشباب محمد الجبري خلال افتتاح الملتقى أن "ما يمر به العالم العربي من تحديات وتطورات متسارعة، تفرض علينا كإعلاميين ومثقفين كل في مجال تخصصه العمل على ترسيخ الثوابت الوطنية بما يعزز النسيج العربي ويزيد لحمته تماسكا لمجابهة كافة الأفكار السلبية التي تحدق بأوطاننا، وتتخذ من وسائل الإعلام التقليدية والجديدة طريقا للوصول إلى الفكر المجتمعي العربي وخاصة قطاعات الناشئة والشباب لتحويلها إلى معاول هدم بدلا من أن تكون سواعد للبناء والتنمية والتطور".
وأضاف "حرصنا خلال كافة السنوات المتعاقبة الماضية، على دعم واحتضان ومساندة الملتقى الإعلامي العربي الذي انطلق بمبادرة وفكرة كويتية رائدة ليستمر وينهض ويتطور ليصبح مظلة إعلامية عربية كبيرة تحتضن كافة العاملين في مجالات الإعلام المختلفة، وهو ما نشهد أنه تحقق بنجاح وتميز كبير في ظل التطور الهائل الذي تشهده صناعة الإعلام وثورة الاتصال وتكنولوجيا المعلومات وهو ما نلمس في كل لحظة تأثيره بشكل مباشر وغير مباشر مع اتساع دائرة الإعلام وتطور صناعته".
وتابع بقوله "أسعدني كثيرا أن القائمين على الملتقى الإعلامي العربي في دورته هذا العام، اختاروا مسألة هامة ألا وهى صناعة الأخبار، وتعدد مصادرها، والتأكد من مصداقيتها، وتصنيف المضلل من الحقيقي منها.. وهي مسألة نتعرض لها جميعا في كافة اختصاصاتنا ومجالات عملنا، علينا، أن نقف ضد الشائعات الكاذبة والأخبار المزيفة التي تنخر في جسد حياتنا وتؤثر على شبابنا".
ودعا الجبري إلى "التمسك بقيم المصداقية والشفافية بحقائق مجدية دون تهويل أو تهوين ووضع المصلحة الوطنية والعربية فوق كل اعتبار".
وأشاد بأن تكون دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة ممثلة بإمارة الشارقة العزيزة علينا جميعا هي ضيف شرف فعاليات الملتقى الإعلامي العربي في دورته الخامسة عشرة، لما لإمارة الشارقة من أثر كبير في دعم الثقافة والفكر العربي حتى غدت واحة ثقافة مميزة بقيادة عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة سمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، مثمنا "جهوده وكافة مواقفه المشرفة على الأصعدة وشتى المجالات سواء تجاه الكويت أو العروبة ككل".
من جهتها أكدت الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية السفيرة الدكتورة هيفاء أبوغزالة أن "الدورة الحالية للملتقى الإعلامي العربي تنعقد في ظروف بالغة التعقيد والصعوبة مع كل التحديات والأزمات التي تعصف بالمنطقة العربية"، موضحة أن "إعلان الولايات المتحدة الأخير بإعلان القدس عاصمة لإسرائيل اهتزت له مشاعر العرب والمسلمين وأحرار العالم في كل مكان"، مشيرة إلى أن هذا "الإعلان يمثل خرقا سافرا لقرارات الشرعية الدولية".
ولفتت إلى أن "مساندة القضية الفلسطينية إعلاميا والتصدي لقرار الإدارة الأمريكية واجب مقدس نتحمل مسؤوليته جميعا، لذلك وضعت جامعة الدول العربية بقرار من مجلسها خطة إعلامية دولية للتصدي للقرار الأمريكي باعتبار القدس عاصمة لإسرائيل، ومن واجب كافة المؤسسات والهيئات الإعلامية العربية المساهمة فيها بكل ما لديها من إمكانيات لتحريك الرأي العام العالمي ضد هذا القرار الجائر".
وأشادت بالجهود المبذولة للملتقى الإعلامي العربي من خلال النشاطات الإعلامية النوعية التي ينظمها الملتقى الذي يجمع سنويا نخبة من المفكرين والمثقفين والإعلاميين العرب، ويسعى إلى تقريب وجهات النظر حول مختلف قضايا الإعلام.
وأوضحت أن "وسائل الإعلام تحظى بأهمية بالغة في وقتنا الحاضر خاصة مع التطور التكنولوجي الهائل"، مشيرة إلى أنه "بقدر ما أسهمت التكنولوجيا في تغيير وتيرة الإعلام في كل المجتمعات تسببت بنوع من الفوضى حول مصداقية هذا الكم الهائل من المعلومات المتدفقة بسرعة فائقة بحيث يصعب تحديد مصدرها الأصلي".
وأشارت إلى أن "الإعلام الإلكتروني يتميز بالحرية التي يتيحها في اختيار الموضوع وتحرير النص وسهولة البث وقلة التكلفة مع إمكانية تجاهل المصدر، كما أن تمتعه بسرعة الانتشار وسهولة الوصول إلى كل الأفراد في مختلف أنحاء العالم جعل هذه المنصات متاحة أمام كافة الاتجاهات والأفكار في المجتمعات وهو ما أثر على النخبة في تشكيل الرأي العام، وأسهم ذلك في ارتفاع نسبة انتشار الأخبار الزائفة والمعلومات الخاطئة ، وهي إحدى التحديات الكبيرة التي تواجه وسائل الإعلام على اختلاف تخصصاتها".
ودعت إلى "ضرورة العمل بجد للتصدي للأخبار المضللة والكاذبة موضحة أنها تشكل خطرا يهدد المجتمعات العربية".
بدوره استعرض الأمين العام للملتقى الإعلامي العربي ماضي الخميس مسيرة الملتقى موضحا أنها امتدت لنحو 15 عاما مضت لكنها لم تمض عبثا دون فائدة، ولم تكن سنوات ضائعة، بل هي ساعات وأيام وشهور وسنين ونستظل بظلها حتي اليوم.
وأشاد باختيار الشارقة ضيف شرف الملتقى الإعلامي العربي الذي تمكن على مدى فترة انعقاده من لم شمل الإعلام العربي، والوقوف على الكثير من القضايا الإعلامية المهمة والتحديات ووضع برامج تطويره وتعزيز حضوره الدولي.
وأضاف أننا "ننظر بأهمية بالغة إلى كيفية معالجة الأخبار الكاذبة التي تزايد انتشارها مع الانفتاح التقني، وتوسع سيطرة وسائل التواصل الاجتماعي والخلط الشائك بينها وبين الإعلام الجاد والملتزم الذي تحكمه القوانين والأنظمة"، موضحا أن "التقارير العالمية تؤكد أن "الأخبار الكاذبة تنتشر بسرعة أكبر من الحقيقية وقدرها الباحثون بنحو 70 %، عبر أحد منافذ التواصل الاجتماعي من خلال ما ينشره الأفراد، مما يقودنا إلى سؤال جوهري ومهم كيف نواجه هذه الحقيقة وما هي سبل التصدي لها".
وتابع بقوله "ندرك جميعاً حجم التحديات التي تشهدها المنطقة في القطاعات كافة، وربما الانفتاح الهائل من أكبر التحديات الذي يستدعي البحث والدراسة والوقوف على مدى قدرة الخطاب الإعلامي المعمول به حالياً على إقناع متابعي المنافذ الإلكترونية المختلفة التي استقطبت جمهور وسائل الإعلام ومصادر الأخبار الرسمية لجاذبيتها وسلاسة الاطلاع عليها".
وتساءل "ماذا أعددنا كقائمين على العملية الإعلامية من وسائل وبرامج تخاطب الأجيال الرقمية، وما هي سبل مواجهة الانفتاح الرقمي ومخرجاته الإيجابية والسلبية وهل لدينا الخطط والبرامج الكافية والقادرة على التصدي للأخبار الكاذبة المنبثقة عن هذا الانفتاح؟
وأكمل قائلا "لقد أصبح جلياً بأن للإعلام دوره البارز في جميع المتغيّرات المحلية والعالمية، وأصبحت الرسائل الإعلامية المنبثقة عن مؤسسات عريقة، تواجه منافسة شديدة من العديد من الأصوات التي وجدت متنفساً لها من خلال مواقع التواصل الاجتماعي التي تتميز بسرعة نقل المعلومات، الصحيحة والخاطئة، مما يحتم مراجعة الأدوات وتجديد أساليبها بشكل سريع"، لافتا في الوقت ذاته إلى أن "موضوع الأخبار الكاذبة مرتبط بالدرجة الأولى بأخلاقيات المهنة التي تعد جوهر العمل الإعلامي لما له من تأثير على مختلف شؤون الحياة والأخلاقيات لا تحكمها القوانين والأنظمة وإنما نابعة من روح المسؤولية الذاتية لناشري المعلومات والأخبار وأهدافهم وأجنداتهم".
وأوضح أن "من المؤثرات السلبية التي انعكست على انتشار الأخبار الكاذبة اتساع رقعة القائمين على العملية الإعلامية لتصبح للأسف الشديد "مهنة من لا مهنة له" وظهور ما يسمى بدخلاء المهنة الذين لجأوا إلى المنافسة غير المتكافئة بنشر الشائعات والمعلومات والحقائق المغلوطة لجذب الجمهور، وتكون الكارثة بما تولده المعلومات المغلوطة من تأثير سلبي على اتجاهات الجمهور وقراراتهم وأحياناً يختلط الحابل بالنابل لتشمل المفرزات السلبية للأخبار الكاذبة وسائل الإعلام الملتزمة والجادة مما ينعكس على موضوع الثقة بوسائل الإعلام بشكل عام".
من ناحيته، ألقى كلمة ضيف الشرف رئيس مجلس الشارقة للإعلام الشيخ سلطان القاسمي قال فيها "من شارقة الثقافة والعلم والمعرفة أتينا إلى الكويت الشقيق نحمل إليكم رسالتنا الأخوية الراسخة وأهدافنا المشتركة في تطوير المنظومة الإعلامية العربية وبناء فكر إعلامي متطور، ينعكس أثره على بناء الإنسان وتنمية المجتمعات".
وذكر أن "الإمارة تبنت العديد من المبادرات الهادفة إلى تطوير العمل الإعلامي والارتقاء بأدواته، وبناء فكر إعلامي بناء، كما تبنت الإمارة تطوير منظومة الاتصال الحكومي في المنطقة الذي يعد شريكا رئيساً للإعلام وأطلقنا عدة مبادرات أولى من نوعها منها المركز الدولي للاتصال الحكومي وجائزة الشارقة للاتصال الحكومي والشبكة العربية للاتصال الحكومي"، مستطردا "كما أطلقنا الموقع الإلكتروني الإخباري "الشارقة 24 " لنشر أخبارنا ومعلوماتنا الصادقة وفق الأهداف الإعلامية المتعارف عليها".
{{ article.visit_count }}
الكويت - هدى هنداوي
أكد وزير شؤون الإعلام في البحرين علي الرميحي أن "أكثر من 70% من أخبار مواقع التواصل الاجتماعي مزيفة مفبركة وكاذبة"، مضيفا أن "معظم هذه الأخبار وراءها أجندات وهناك من يحركها"، مشيرا إلى أن "اختزال الإعلام في الجهاز الرسمي أو الحكومي غير صحيح"
وقال الرميحي خلال مشاركته في الملتقى الإعلامي العربي في دورته الـ 15، والذي أقيمت تحت رعاية رئيس وزراء الكويت سمو الشيخ جابر المبارك الحمد الصباح وبحضور ممثل راعي الملتقى نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ صباح الخالد الحمد الصباح أن "الإعلام اليوم أصبح متواجدا في جميع مناحي الحياة"، لافتا إلى أن "الأزمة في مناهج التعليم"، مطالبا "بضرورة تغيير مناهج الإعلام كل 6 اشهر".
وأوضح الرميحي خلال مشاركته في الجلسة العاشرة للملتقى والتي جاءت تحت عنوان "الإعلام في عالم متغير"، وشارك فيها نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الإعلام في السودان أحمد بلال عثمان، وأدارها وزير الإعلام الكويتي السابق سامي النصف أن "الإعلام بحاجة دائمة لمثل هذه الملتقيات في ظل المعاناة في وطننا العربي"، مؤكدا أن "هناك أشخاصا غير مؤهلين تصدروا المشهد الإعلامي، وما نعاني منه عدم وجود أشخاص مؤهلين، وليس لدينا دراسات أو إحصاءات تبين عدد مستخدمي "السوشيال ميديا" في الوطن العربي".
وأضاف الرميحي أن "اختزال الإعلام في الجهاز الرسمي أو الحكومي غير صحيح"، لافتا إلى أن "الإعلام اليوم أصبح متواجدا في جميع مناحي الحياة"، موضحا أن "الأزمة في مناهج التعليم"، مطالبا "بضرورة تغيير مناهج الإعلام كل ستة اشهر".
وأوضح أنه "يجب تدريب جميع قطاعات الدولة على التعامل مع الإعلام"، مستغربا من التعامل غير المهني من المؤسسات الحكومية مع وسائل الإعلام"، مبينا بقوله "ما أزعجني هو سوء استخدام وسائل التواصل الاجتماعي".
ورأى أنه "لا يجب أن ننظر إلى الغرب على أنه هو العالم المثالي"، مبينا أن "الغرب فيه انحلال خلقي وفيه العديد من السلبيات والفساد والمشاكل الاجتماعية"، مستغربا من "كثرة المحللين غير المتخصصين في عالمنا العربي في مختلف المجالات".
وقال الرميحي "نحن بحاجة إلى تحسين جودة التعليم وتوفير الإمكانات والتدريب للإعلاميين".
واستغرب "كذلك من كثرة من يسمون أنفسهم بالنشطاء السياسيين أو الإعلاميين"، مشيرا إلى أن "القوانين المنظمة للإعلام الإلكتروني موجودة"، مطالبا "بوضع مادة الإعلام الإلكتروني في المناهج الدراسية وأن تلحق بالتربية الوطنية".
ودعا إلى "إنشاء معهد تدريب لتطوير قدرات الشباب الإعلامية"، مضيفا "نحتاج كذلك إلى تحسين جودة التدريب وتحسين جودة التعليم".
وذكر أن "اختزال الخبر في 140 حرفا أصبح أمرا صعبا لطلبة الإعلام أو الإعلاميين بشكل عام".
وبين أن "الفضاء مفتوح، ومن الصعب السيطرة على هذا الفضاء، كل دول العالم تعاني من هذا الموضوع، لذلك علينا ألا نتخوف من التعامل مع "السوشيال ميديا""، مطالبا "بضرورة التوعية في التعامل مع هذه الوسائل الحديثة".
وتابع "نحتاج إلى وقت وتوعية وتغيير مناهج لكي نتعامل بشكل جيد مع "السوشيال ميديا"، مشيرا إلى أن "الغرب يدرس واقعنا العربي من خلال مواقع التواصل على الرغم من أن أكثر من 70% من أخبار التواصل الاجتماعي مزيفة مفبركة وكاذبة، وأن معظم هذه الأخبار وراءها أجندات وهناك من يحركها".
وبين أن "الإشكالية في طريقة التعامل مع هذه الوسائل الحديثة وكيفية الرد عليها بشكل مهني، ويمكن التدريب على ذلك في وقت قصير"، موضحا أن "هناك خوفا وهلعا حكوميا من "السوشيال ميديا"".
ولفت إلى أن "وقت الخبر لا يستغرق الحديث فيه حاليا أكثر من عشر دقائق بسبب تدفق المعلومات"، داعيا أيضا إلى "ضرورة تشديد الرقابة من قبل أولياء الأمور لأطفالهم" مبينا أن "فيه خطورة شديدة على نفسية الأطفال وتحصيلهم العلمي، وعلينا أن نتعامل بشكل علمي مع التطور الطارئ في التكنولوجيا"، مناديا كذلك "بضرورة تنمية الوحدة الوطنية لدى المراهقين ونبذ الطائفية والمذهبية حتى تنشأ الأجيال صالحة واعية".
وافتتح الملتقى الإعلامي العربي في دورته الـ 15، تحت رعاية رئيس مجلس الوزراء الكويتي سمو الشيخ جابر المبارك الصباح، وبحضور نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد الصباح، ووزير الإعلام ووزير الدولة لشؤون الشباب محمد الجبري، ورئيس مجلس الشارقة للإعلام الشيخ سلطان القاسمي، والأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية السفيرة الدكتورة هيفاء أبوغزالة، وبمشاركة عدد من وزراء الخارجية ووزراء الإعلام وملاك المؤسسات الإعلامية العربية المختلفة وكبار المسؤولين فيها، إضافة إلى نخبة من الإعلاميين والكتاب والصحفيين والمذيعين والفنانين، فضلا عن الأكاديميين وأساتذة الإعلام، وطلبة كليات الإعلام في الجامعات.
من جانبه، أكد وزير الإعلام ووزير الدولة لشؤون الشباب محمد الجبري خلال افتتاح الملتقى أن "ما يمر به العالم العربي من تحديات وتطورات متسارعة، تفرض علينا كإعلاميين ومثقفين كل في مجال تخصصه العمل على ترسيخ الثوابت الوطنية بما يعزز النسيج العربي ويزيد لحمته تماسكا لمجابهة كافة الأفكار السلبية التي تحدق بأوطاننا، وتتخذ من وسائل الإعلام التقليدية والجديدة طريقا للوصول إلى الفكر المجتمعي العربي وخاصة قطاعات الناشئة والشباب لتحويلها إلى معاول هدم بدلا من أن تكون سواعد للبناء والتنمية والتطور".
وأضاف "حرصنا خلال كافة السنوات المتعاقبة الماضية، على دعم واحتضان ومساندة الملتقى الإعلامي العربي الذي انطلق بمبادرة وفكرة كويتية رائدة ليستمر وينهض ويتطور ليصبح مظلة إعلامية عربية كبيرة تحتضن كافة العاملين في مجالات الإعلام المختلفة، وهو ما نشهد أنه تحقق بنجاح وتميز كبير في ظل التطور الهائل الذي تشهده صناعة الإعلام وثورة الاتصال وتكنولوجيا المعلومات وهو ما نلمس في كل لحظة تأثيره بشكل مباشر وغير مباشر مع اتساع دائرة الإعلام وتطور صناعته".
وتابع بقوله "أسعدني كثيرا أن القائمين على الملتقى الإعلامي العربي في دورته هذا العام، اختاروا مسألة هامة ألا وهى صناعة الأخبار، وتعدد مصادرها، والتأكد من مصداقيتها، وتصنيف المضلل من الحقيقي منها.. وهي مسألة نتعرض لها جميعا في كافة اختصاصاتنا ومجالات عملنا، علينا، أن نقف ضد الشائعات الكاذبة والأخبار المزيفة التي تنخر في جسد حياتنا وتؤثر على شبابنا".
ودعا الجبري إلى "التمسك بقيم المصداقية والشفافية بحقائق مجدية دون تهويل أو تهوين ووضع المصلحة الوطنية والعربية فوق كل اعتبار".
وأشاد بأن تكون دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة ممثلة بإمارة الشارقة العزيزة علينا جميعا هي ضيف شرف فعاليات الملتقى الإعلامي العربي في دورته الخامسة عشرة، لما لإمارة الشارقة من أثر كبير في دعم الثقافة والفكر العربي حتى غدت واحة ثقافة مميزة بقيادة عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة سمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، مثمنا "جهوده وكافة مواقفه المشرفة على الأصعدة وشتى المجالات سواء تجاه الكويت أو العروبة ككل".
من جهتها أكدت الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية السفيرة الدكتورة هيفاء أبوغزالة أن "الدورة الحالية للملتقى الإعلامي العربي تنعقد في ظروف بالغة التعقيد والصعوبة مع كل التحديات والأزمات التي تعصف بالمنطقة العربية"، موضحة أن "إعلان الولايات المتحدة الأخير بإعلان القدس عاصمة لإسرائيل اهتزت له مشاعر العرب والمسلمين وأحرار العالم في كل مكان"، مشيرة إلى أن هذا "الإعلان يمثل خرقا سافرا لقرارات الشرعية الدولية".
ولفتت إلى أن "مساندة القضية الفلسطينية إعلاميا والتصدي لقرار الإدارة الأمريكية واجب مقدس نتحمل مسؤوليته جميعا، لذلك وضعت جامعة الدول العربية بقرار من مجلسها خطة إعلامية دولية للتصدي للقرار الأمريكي باعتبار القدس عاصمة لإسرائيل، ومن واجب كافة المؤسسات والهيئات الإعلامية العربية المساهمة فيها بكل ما لديها من إمكانيات لتحريك الرأي العام العالمي ضد هذا القرار الجائر".
وأشادت بالجهود المبذولة للملتقى الإعلامي العربي من خلال النشاطات الإعلامية النوعية التي ينظمها الملتقى الذي يجمع سنويا نخبة من المفكرين والمثقفين والإعلاميين العرب، ويسعى إلى تقريب وجهات النظر حول مختلف قضايا الإعلام.
وأوضحت أن "وسائل الإعلام تحظى بأهمية بالغة في وقتنا الحاضر خاصة مع التطور التكنولوجي الهائل"، مشيرة إلى أنه "بقدر ما أسهمت التكنولوجيا في تغيير وتيرة الإعلام في كل المجتمعات تسببت بنوع من الفوضى حول مصداقية هذا الكم الهائل من المعلومات المتدفقة بسرعة فائقة بحيث يصعب تحديد مصدرها الأصلي".
وأشارت إلى أن "الإعلام الإلكتروني يتميز بالحرية التي يتيحها في اختيار الموضوع وتحرير النص وسهولة البث وقلة التكلفة مع إمكانية تجاهل المصدر، كما أن تمتعه بسرعة الانتشار وسهولة الوصول إلى كل الأفراد في مختلف أنحاء العالم جعل هذه المنصات متاحة أمام كافة الاتجاهات والأفكار في المجتمعات وهو ما أثر على النخبة في تشكيل الرأي العام، وأسهم ذلك في ارتفاع نسبة انتشار الأخبار الزائفة والمعلومات الخاطئة ، وهي إحدى التحديات الكبيرة التي تواجه وسائل الإعلام على اختلاف تخصصاتها".
ودعت إلى "ضرورة العمل بجد للتصدي للأخبار المضللة والكاذبة موضحة أنها تشكل خطرا يهدد المجتمعات العربية".
بدوره استعرض الأمين العام للملتقى الإعلامي العربي ماضي الخميس مسيرة الملتقى موضحا أنها امتدت لنحو 15 عاما مضت لكنها لم تمض عبثا دون فائدة، ولم تكن سنوات ضائعة، بل هي ساعات وأيام وشهور وسنين ونستظل بظلها حتي اليوم.
وأشاد باختيار الشارقة ضيف شرف الملتقى الإعلامي العربي الذي تمكن على مدى فترة انعقاده من لم شمل الإعلام العربي، والوقوف على الكثير من القضايا الإعلامية المهمة والتحديات ووضع برامج تطويره وتعزيز حضوره الدولي.
وأضاف أننا "ننظر بأهمية بالغة إلى كيفية معالجة الأخبار الكاذبة التي تزايد انتشارها مع الانفتاح التقني، وتوسع سيطرة وسائل التواصل الاجتماعي والخلط الشائك بينها وبين الإعلام الجاد والملتزم الذي تحكمه القوانين والأنظمة"، موضحا أن "التقارير العالمية تؤكد أن "الأخبار الكاذبة تنتشر بسرعة أكبر من الحقيقية وقدرها الباحثون بنحو 70 %، عبر أحد منافذ التواصل الاجتماعي من خلال ما ينشره الأفراد، مما يقودنا إلى سؤال جوهري ومهم كيف نواجه هذه الحقيقة وما هي سبل التصدي لها".
وتابع بقوله "ندرك جميعاً حجم التحديات التي تشهدها المنطقة في القطاعات كافة، وربما الانفتاح الهائل من أكبر التحديات الذي يستدعي البحث والدراسة والوقوف على مدى قدرة الخطاب الإعلامي المعمول به حالياً على إقناع متابعي المنافذ الإلكترونية المختلفة التي استقطبت جمهور وسائل الإعلام ومصادر الأخبار الرسمية لجاذبيتها وسلاسة الاطلاع عليها".
وتساءل "ماذا أعددنا كقائمين على العملية الإعلامية من وسائل وبرامج تخاطب الأجيال الرقمية، وما هي سبل مواجهة الانفتاح الرقمي ومخرجاته الإيجابية والسلبية وهل لدينا الخطط والبرامج الكافية والقادرة على التصدي للأخبار الكاذبة المنبثقة عن هذا الانفتاح؟
وأكمل قائلا "لقد أصبح جلياً بأن للإعلام دوره البارز في جميع المتغيّرات المحلية والعالمية، وأصبحت الرسائل الإعلامية المنبثقة عن مؤسسات عريقة، تواجه منافسة شديدة من العديد من الأصوات التي وجدت متنفساً لها من خلال مواقع التواصل الاجتماعي التي تتميز بسرعة نقل المعلومات، الصحيحة والخاطئة، مما يحتم مراجعة الأدوات وتجديد أساليبها بشكل سريع"، لافتا في الوقت ذاته إلى أن "موضوع الأخبار الكاذبة مرتبط بالدرجة الأولى بأخلاقيات المهنة التي تعد جوهر العمل الإعلامي لما له من تأثير على مختلف شؤون الحياة والأخلاقيات لا تحكمها القوانين والأنظمة وإنما نابعة من روح المسؤولية الذاتية لناشري المعلومات والأخبار وأهدافهم وأجنداتهم".
وأوضح أن "من المؤثرات السلبية التي انعكست على انتشار الأخبار الكاذبة اتساع رقعة القائمين على العملية الإعلامية لتصبح للأسف الشديد "مهنة من لا مهنة له" وظهور ما يسمى بدخلاء المهنة الذين لجأوا إلى المنافسة غير المتكافئة بنشر الشائعات والمعلومات والحقائق المغلوطة لجذب الجمهور، وتكون الكارثة بما تولده المعلومات المغلوطة من تأثير سلبي على اتجاهات الجمهور وقراراتهم وأحياناً يختلط الحابل بالنابل لتشمل المفرزات السلبية للأخبار الكاذبة وسائل الإعلام الملتزمة والجادة مما ينعكس على موضوع الثقة بوسائل الإعلام بشكل عام".
من ناحيته، ألقى كلمة ضيف الشرف رئيس مجلس الشارقة للإعلام الشيخ سلطان القاسمي قال فيها "من شارقة الثقافة والعلم والمعرفة أتينا إلى الكويت الشقيق نحمل إليكم رسالتنا الأخوية الراسخة وأهدافنا المشتركة في تطوير المنظومة الإعلامية العربية وبناء فكر إعلامي متطور، ينعكس أثره على بناء الإنسان وتنمية المجتمعات".
وذكر أن "الإمارة تبنت العديد من المبادرات الهادفة إلى تطوير العمل الإعلامي والارتقاء بأدواته، وبناء فكر إعلامي بناء، كما تبنت الإمارة تطوير منظومة الاتصال الحكومي في المنطقة الذي يعد شريكا رئيساً للإعلام وأطلقنا عدة مبادرات أولى من نوعها منها المركز الدولي للاتصال الحكومي وجائزة الشارقة للاتصال الحكومي والشبكة العربية للاتصال الحكومي"، مستطردا "كما أطلقنا الموقع الإلكتروني الإخباري "الشارقة 24 " لنشر أخبارنا ومعلوماتنا الصادقة وفق الأهداف الإعلامية المتعارف عليها".