طبيب أسنان تجميلي: 90% من مرضاي ليسوا بحاجة للعلاج
طبيبة تجميل: الطرق الرخيصة قد تسبب أضراراً لا يمكن إصلاحها
د.شريفة سوار: السبب الرئيس ضعف تقدير الذات
..
سارة أيمن
شهد عالم التجميل في السنوات العشر الأخيرة زيادة هائلة في الإقبال. الشابات تتجهن إليه لتعديل أدق التفاصيل.
فهل هذا تطور طبيعي؟ أم إن البحث عن الجمال وصل إلى حد الهوس فبات كثيرون يخضعون لعمليات جراحية لا يحتاجونها؟
في استبيان أعدته "الوطن" أيد 16% من أصل 1313 مشارك الجراحة التجميلية دون الحاجة العلاجية لها.
طبيبة التجميل د.رنا العمادي قالت إن "السعي وراء الجمال فطرة طبيعية في كل العصور، لكن يجب أن يكون التغيير بحدود وبالتزام المقاييس الطبيعية كي لا يتحول السعي إلى هوس يأخذنا من خط الجمال الطبيعي إلى خط التقبيح والإدمان؟
وعن أسباب هذا الإقبال، رأت د.رنا أن أحد أهم الأسباب الضغط الذي يقع على الفتيات من المجتمع، إذ يحثهم على اللحاق بالموضة والصيحات ليكنّ الأمثل بين الجميع، فتتجه الشابات ذوات الشخصيات الضعيفة للتجميل المستمر رغم أنهن لسن بحاجته إطلاقًا. وقد يدفعهن هذا الضغط، للبحث عن الوسائل الأقل تكلفة، فيتجهن لجهات غير مرخصة بذلك، تستعمل مواد لا يمكننا التعرف عليها، مما يؤدي إلى تشوهات كبيرة على المدى البعيد، لا يمكن تصحيحها".
فيما رأى اختصاصي جراحة وتجميل الأسنان د.مجدي إدريس أن "أحد أهم الدوافع انخفاض أسعار هذا النوع من العلاج مقارنة بالأسعار قبل 10 سنوات، فأصبحت قيمته في متناول الجميع، كما أن عيادات كثيرة أصبحت تقبل الدفع بالاقساط. الوجوه الإعلانية في وسائل الإعلام أيضاً تلعب دوراً كبيراً.
وأكد د.مجدي أن أكثر من 90% من مرضاه الذين يأتون للعلاج التجميلي (معظمهم من النساء)، هم ليسوا بحاجة لذلك أبداً، بل من باب التقليد فقط.
اختصاصية العلاج النفسي د.شريفة سوار رأت أن "السبب الأول للإقبال هو ما يسمى في علم النفس بـ"ضعف التقدير الذاتي" الناتج أساساً عن أخطاء في التربية منذ الصغر، فنجد كثيراً من أولياء الأمور يطلقون بعض الكلمات الجارحة على أطفالهم مثل "يالسودة" أو "يالدبة"، فترسخ في أذهان الأطفال منذ الصغر بأنه يجب عليهم التخلص من هذا العيب في المستقبل بأي وسيلة ممكنة". وأضافت أن الضعف في التثقيف الذاتي وقوة الشخصية هو ما يجعل الفتيات يعتقدن أن لا سبيل للفت الأنظار سوى بشكلهن الخارجي فقط.
تجارب
العنود ماجد، إحدى الشابات اللواتي أقبلن على علاج تجميلي من قبل، قالت إنها خضعت لحقن إبر الفيلر (filler) بناءً على انتقادات سمعتها ممن حولها عن حاجتها الشديدة لتعديل جزء من وجهها لتصبح أكثر جمالًا. وأضافت العنود أنها راضية جداً عن النتيجة التي حصلت عليها، وأنها لا تمانع أبدًا في إعادة التجربة مرة أخرى.
وخضعت الشابة العشرينية سكينة مراد لحقن إبر تجميلية كهدية حصلت عليها من صديقاتها في عيد ميلادها. وقالت سكينة إن وجهها الطفولي السابق كان أجمل وأكثر براءة من الآن، وإنها لن تفكر أبداًفي إعادة التجربة إلا بعد سن الخمسين.
فيما قالت مروة الشوك إنها كادت أن تقبل على عملية تجميل لأنفها، لكنها تراجعت في اللحظة الأخيرة، عندما رأت شخصاً من ذوي الإعاقة في الشارع قبل أيام من موعد عمليتها، فشعرت بالنعمة التي خلقت بها، وبمن هم أولى بالعلاج فأقلعت تمامًا عن الفكرة.
العناية الاستباقية
كيف يمكن للفتيات أن يتجنبن عمليات التجميل؟
د.رنا العمادي قالت "بالعناية الصحيحة للبشرة والجسم، هو ما سيساعد الشابات دون الحاجة للتجميل والجراحة، ويتمثل ذلك بالابتعاد عن كل ما يضعف الكولاجين، كالامتناع عن التدخين والشيشة، والالتزام بالنوم الكافي، ومتابعة نمط غذائي صحي".
في حين قال د.مجدي إدريس "على الجهات المسؤولة كوزارة الصحة مثلًا، أن تضع معايير ضابطة، فليس كل شخص يمتلك قيمة العلاج التجميلي بإمكانه أن يقوم به، بل يجب أن تكون هناك نوع من الرقابة أو قوانين صارمة تحدد من يخضع للعلاج التجميلي ومن لا يخضع، وذلك إلى جانب الحملات التوعوية التي يفضل أن تبدأ من المدارس والجامعات".
ونصحت د.شريفة سوار، بـ"أن تلجأ الشابات للعلاج النفسي، ويخضعن لبرنامج علاجي يطور من شخصياتهن ومهاراتهن الحياتية، ففي الحياة أشياء أجمل بكثير من قوقعة الأفكار هذه".
طبيبة تجميل: الطرق الرخيصة قد تسبب أضراراً لا يمكن إصلاحها
د.شريفة سوار: السبب الرئيس ضعف تقدير الذات
..
سارة أيمن
شهد عالم التجميل في السنوات العشر الأخيرة زيادة هائلة في الإقبال. الشابات تتجهن إليه لتعديل أدق التفاصيل.
فهل هذا تطور طبيعي؟ أم إن البحث عن الجمال وصل إلى حد الهوس فبات كثيرون يخضعون لعمليات جراحية لا يحتاجونها؟
في استبيان أعدته "الوطن" أيد 16% من أصل 1313 مشارك الجراحة التجميلية دون الحاجة العلاجية لها.
طبيبة التجميل د.رنا العمادي قالت إن "السعي وراء الجمال فطرة طبيعية في كل العصور، لكن يجب أن يكون التغيير بحدود وبالتزام المقاييس الطبيعية كي لا يتحول السعي إلى هوس يأخذنا من خط الجمال الطبيعي إلى خط التقبيح والإدمان؟
وعن أسباب هذا الإقبال، رأت د.رنا أن أحد أهم الأسباب الضغط الذي يقع على الفتيات من المجتمع، إذ يحثهم على اللحاق بالموضة والصيحات ليكنّ الأمثل بين الجميع، فتتجه الشابات ذوات الشخصيات الضعيفة للتجميل المستمر رغم أنهن لسن بحاجته إطلاقًا. وقد يدفعهن هذا الضغط، للبحث عن الوسائل الأقل تكلفة، فيتجهن لجهات غير مرخصة بذلك، تستعمل مواد لا يمكننا التعرف عليها، مما يؤدي إلى تشوهات كبيرة على المدى البعيد، لا يمكن تصحيحها".
فيما رأى اختصاصي جراحة وتجميل الأسنان د.مجدي إدريس أن "أحد أهم الدوافع انخفاض أسعار هذا النوع من العلاج مقارنة بالأسعار قبل 10 سنوات، فأصبحت قيمته في متناول الجميع، كما أن عيادات كثيرة أصبحت تقبل الدفع بالاقساط. الوجوه الإعلانية في وسائل الإعلام أيضاً تلعب دوراً كبيراً.
وأكد د.مجدي أن أكثر من 90% من مرضاه الذين يأتون للعلاج التجميلي (معظمهم من النساء)، هم ليسوا بحاجة لذلك أبداً، بل من باب التقليد فقط.
اختصاصية العلاج النفسي د.شريفة سوار رأت أن "السبب الأول للإقبال هو ما يسمى في علم النفس بـ"ضعف التقدير الذاتي" الناتج أساساً عن أخطاء في التربية منذ الصغر، فنجد كثيراً من أولياء الأمور يطلقون بعض الكلمات الجارحة على أطفالهم مثل "يالسودة" أو "يالدبة"، فترسخ في أذهان الأطفال منذ الصغر بأنه يجب عليهم التخلص من هذا العيب في المستقبل بأي وسيلة ممكنة". وأضافت أن الضعف في التثقيف الذاتي وقوة الشخصية هو ما يجعل الفتيات يعتقدن أن لا سبيل للفت الأنظار سوى بشكلهن الخارجي فقط.
تجارب
العنود ماجد، إحدى الشابات اللواتي أقبلن على علاج تجميلي من قبل، قالت إنها خضعت لحقن إبر الفيلر (filler) بناءً على انتقادات سمعتها ممن حولها عن حاجتها الشديدة لتعديل جزء من وجهها لتصبح أكثر جمالًا. وأضافت العنود أنها راضية جداً عن النتيجة التي حصلت عليها، وأنها لا تمانع أبدًا في إعادة التجربة مرة أخرى.
وخضعت الشابة العشرينية سكينة مراد لحقن إبر تجميلية كهدية حصلت عليها من صديقاتها في عيد ميلادها. وقالت سكينة إن وجهها الطفولي السابق كان أجمل وأكثر براءة من الآن، وإنها لن تفكر أبداًفي إعادة التجربة إلا بعد سن الخمسين.
فيما قالت مروة الشوك إنها كادت أن تقبل على عملية تجميل لأنفها، لكنها تراجعت في اللحظة الأخيرة، عندما رأت شخصاً من ذوي الإعاقة في الشارع قبل أيام من موعد عمليتها، فشعرت بالنعمة التي خلقت بها، وبمن هم أولى بالعلاج فأقلعت تمامًا عن الفكرة.
العناية الاستباقية
كيف يمكن للفتيات أن يتجنبن عمليات التجميل؟
د.رنا العمادي قالت "بالعناية الصحيحة للبشرة والجسم، هو ما سيساعد الشابات دون الحاجة للتجميل والجراحة، ويتمثل ذلك بالابتعاد عن كل ما يضعف الكولاجين، كالامتناع عن التدخين والشيشة، والالتزام بالنوم الكافي، ومتابعة نمط غذائي صحي".
في حين قال د.مجدي إدريس "على الجهات المسؤولة كوزارة الصحة مثلًا، أن تضع معايير ضابطة، فليس كل شخص يمتلك قيمة العلاج التجميلي بإمكانه أن يقوم به، بل يجب أن تكون هناك نوع من الرقابة أو قوانين صارمة تحدد من يخضع للعلاج التجميلي ومن لا يخضع، وذلك إلى جانب الحملات التوعوية التي يفضل أن تبدأ من المدارس والجامعات".
ونصحت د.شريفة سوار، بـ"أن تلجأ الشابات للعلاج النفسي، ويخضعن لبرنامج علاجي يطور من شخصياتهن ومهاراتهن الحياتية، ففي الحياة أشياء أجمل بكثير من قوقعة الأفكار هذه".