وجه د. ماجد بن علي النعيمي وزير التربية والتعليم دعوةً إلى وزراء التربية والتعليم للمشاركة في الاحتفال بمئوية التعليم.جاء ذلك خلال الكلمة التي ألقاها خلال مشاركته في الدورة الرابعة والعشرين للمؤتمر العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (ألكسو) المنعقدة بالجمهورية التونسية الشقيقة، بمشاركة وزراء التربية والتعليم في الدول العربية، والتي حملت شعار (القدس فلسطينية)، حيث وجّه الوزير خلال الكلمة دعوةً إلى المنظمة العربية ووزراء التربية والتعليم العرب للمشاركة في الاحتفال بمئوية التعليم النظامي في مملكة البحرين، والذي انطلق في العام 1919م بإنشاء مدرسة الهداية الخليفية، إيذاناً بدخول مرحلة التحديث والتنوير.
وأكد النعيمي أن مملكة البحرين أولت التعليم عنايةً خاصة منذ بدايات القرن الماضي، وجنّدت له طاقات ممتازة، بما حقق إنجازات تدعو إلى الاعتزاز على المستوى الكمي والنوعي، بضمان المساواة بين الجنسين في توفير فرص الدراسة على قدم المساواة، وبذل كل جهد ممكن للارتقاء بالعملية التعليمية وتطويرها باستمرار.
وأشاد الوزير في كلمته بالخطة الاستراتيجية الطموحة التي تنفذها "الألكسو" وتمتد حتى العام 2022م، والهادفة إلى مساعدة الدول العربية الأعضاء على تطوير مؤسساتها التعليمية والثقافية والعلمية، وتعزيز الشراكات مع المنظمات والمؤسسات ذات العلاقة في العالم، من خلال إنشاء "مرصد الألكسو" لبناء قاعدة بيانات وإحصاءات ودراسات وخبرات مرتبطة بالتربية والثقافة والعلوم، وتقييم واقع اللغة العربية والبرامج التعليمية المتعلقة بها في الوطن العربي، خاصة في ضوء التحديات التي تواجه الأمة العربية، داعياً إلى عدم اقتصار أمر هذه العناية وهذا الجهد على الداخل العربي، بل أن يتم نشرها على نطاق أوسع في العالم المتقدم، خصوصاً في الدول العربية التي تعرف أوضاعاً حرجة جراء الحروب والنزاعات والاحتلال، لتحتل هذه اللغة العظيمة مكانتها اللائقة بها وبتاريخها، مثمناً مبادرة الألكسو لتعليم الأطفال العرب في مناطق النزاع وايصال الخدمة التعليمية بمختلف الوسائل، ومنها استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصال، مشيراً الى ما قدمته جائزة اليونسكو- الملك حمد بن عيسى آل خليفة لاستخدام تكنولوجيات المعلومات والاتصال على هذا الصعيد، حيث كرّمت في دورتها الثامنة في السنة الماضية المشاريع التي تميزت في هذا المجال، إضافةً إلى أن موضوعها لهذا العام سيكرم المشاريع التي تخدم الفئات الأقل حظاً في مجال التعليم، بما يعود بالخير على الطلبة.
كما دعا الوزير المنظمة إلى الاستفادة من المركز الإقليمي لتكنولوجيا المعلومات والاتصال (من الفئة الثانية) ومقره مملكة البحرين، ويعمل تحت إشراف منظمة اليونسكو، لإقامة مثل هذه الدورات وورش العمل والندوات التخصصية التي ترتبط بمثل هذه البرامج، والعديد من البرامج الحيوية الأخرى الواردة في الاستراتيجية، ويقدم العشرات من الدورات التخصصية الهامة على الصعيد الإقليمي.
ومن جانب آخر، أكد الوزير في كلمته أن درء خطر الإرهاب يمثل أولوية في الأقطار العربية، ومنها مملكة البحرين، ولذلك لا بد من تضافر جهود الجميع لمواجهة هذا الخطر الداهم على الأمتين العربية والإسلامية، بل وعلى العالم أجمع، من أجل تحقيق الأمن والسلام والاستقرار، مشيراً إلى أن هذا الأمر يتطلب تنسيقاً بين المنظمات ذات العلاقة مع المراكز الدولية المعنية بالحوار بين الثقافات والتعددية، ومنها مركز الملك حمد العالمي للتعايش السلمي، الذي يُعنى بمد جسور التواصل بين مختلف الثقافات والأديان من أجل تحقيق التفاهم والتعاون بين الشعوب، ونبذ الفكر المتطرف الذي يتسبب في نشر العنف والإقصاء.