شوق العثمان

العقل السليم هو ما يطمح له من يهتم بتنشيط ذاكرته ويجاهد لتوسيع مداركة المعرفية، ولكن إذا طمحنا لعقل سليم لا بد لنا أن نهتم بالجسم أولاً، فسلامة الجسد هو الأمر الذي يهيئ الظروف للعقل ويسمح للحواس بإعادة ترتيب نفسها للتركيز في أمور معينة يهتم بها قاصدها.

يهتم البعض بالجزء الأعلى من جسمه "العقل" غير مبالٍ بالقاعدة السفلى التي إن بارت، بار التوافق النفسي بين الاتجاهين، فالجسد لا بد له أن يكون على خط واحد مع العقل لكي يعمل الاثنان بنفس الجودة ولا يرمى بالثقل على اتجاه واحد!

للرياضة دور كبير في تنشيط العقل والحواس وهو أمر يجهله البعض، بسبب حكر الرياضة على الرياضيين وهو أمر خاطئ، وهنا يجب وضع الخطوط الحمراء تحت أهم الفوائد التي يمكن أن يحصل عليها ممارس الرياضة وإن لم يكن رياضياً محترفاً، فالرياضة تزيد من هرمونات السعادة والرضا وتخلص المرء من القلق والإحباطات ما يساعده في النظر لأموره الشخصية بنظرة تفاؤلية غير سلبية، كما وتعزز الرياضة الثقة في النفس وتزيد من معدل الهدوء والاسترخاء ما يسمح لممارسها بالتفرغ للدراسة أو المطالعة بكل أريحية، وتعالج نوبات الغضب وتعطي فرصة لإعادة النظر في ردات الفعل قبل القيام بها، وتعتبر الرياضة وسيلة من وسائل بناء وتنمية المجتمعات لتكون أكثر صحة وإيجابية.

الرياضة ثقافة من نوع آخر، فهي منهج حياة يومي أعطته الحكومة ومؤسساتها أهمية كبرى من خلال إقامة عدة فعاليات ومسابقات سمحت للعديد من المواطنين بالانخراط في هذا المجال والتعرف عليه بشكل أقرب ودراسة تأثيره على نفسهم، ولا يبقى سوى أن نؤمن بأن الرياضة رافد مهم من روافد تطوير النفس.