قال أستاذ الإعلام المساعد في قسم الإعلام والسياحة والفنون بجامعة البحرين الدكتور عوض هاشم إن علم السيمياء "السيميولوجيا" بما هو سيرورة معرفية وفاعلية إدراكية لكل ما في الوجود، يعد منهجاً قادراً على تفسير الكثير من الظواهر الإعلامية والاجتماعية والثقافية، مشيراً في الوقت نفسه إلى ما يتميز به هذا المنهج من مرونة وانفتاح.

جاء ذلك خلال حلقة نقاشية لمقرر سيميولوجيا وسائل الاتصال الذي يدرسه طلبة ماجستير الإعلام في كلية الآداب بالجامعة مؤخراً.

وقدم د. عوض للحلقة النقاشية بوصفه أستاذا للمقرر، موضحاً أهمية علم السيميائيات في القراءات التأويلية العميقة للنصوص، متوقفاً عند القراءة السيميائية للصورة التي تمحورت حولها الحلقة النقاشية.

وقال: "إن لغة الصورة المعاصرة هي لغة الشفرات الواسعة الانتشار، وهي لغة يتعلمها الجمهور بالخبرة وببساطة، مما يؤدي إلى استخدامها صيغاً قياسية ونمطية، ولذلك فهي تسهم في تأكيد المعاني المرجوة"، مشدداً على أهمية قراءة مدلولات الصور ضمن الأنساق الاجتماعية والثقافية المختلفة.

وبحسب د. هاشم فقد قام طلبة المقرر باستخدام شبكة التحليل السيميولوجي للصورة الصحافية وغيرها استناداً إلى التحليل الكيفي بغرض الكشف عن الدلالة الحقيقية للصورة، والمعاني الخافية التي تحملها بوصفها علامة.

وحضر الحلقة النقاشية جمع من أساتذة كلية الآداب وطلبة المرحلة الجامعية الأولى (البكالوريوس) والدراسات العليا في الكلية.

وعرضت الطالبة ياسمينا زكي، دراسة وسمت بعنوان: "صورة المرأة في الإعلانات التجارية على قناة mbc1 الفضائية.. دراسة سيميائية"

وحاولت زكي من خلال الدراسة الوقوف على كيفية تقديم صورة المرأة عبر الإعلانات التجارية التي تبث عبر القناة ومعطيات ودلالات صورة المرأة فيها، مستخدمة التحليل باتباع المنهج السيميولوجي، من أجل الكشف عن العلاقات بين العناصر ودلالاتها، من خلال تفكيك شبكة هذه العناصر وإعادة تجميعها لتشكيل نظام دلالي يساعد في الوصول إلى أفضل تقييم للرسالة الإعلامية داخل النسق الثقافي.

وخلصت الطالبة إلى أن الصورة المقدمة للمرأة عبر الإعلانات التجارية المقدمة على القناة تتخطى وتتجاوز محاولات تسليع وتنميط صورة المرأة وحصرها في أدوارها التقليدية فحسب، بل لعبت أدواراً جديدة ومختلفة، مما يؤكد أهمية تمكينها في المجتمع.

وشددت الطالبة زكي في توصياتها على أهمية الوقوف في وجه الأخطار المحدقة بالهُويَّات الوطنية من خلال السيطرة على مضامين الإعلانات التجارية خصوصاً في القنوات الفضائية وشبكة الانترنت التي تعد من أكثر الوسائل المساعدة على الهيمنة الثقافية.

ومن جانبه، عرض الطالب علي الصباغ دراسة عن "سيميائية الصورة الكاريكاتيرية ومعالجة الهموم المعيشية"، مستخدماً رسوم الفنان الكاريكاتير نادر موسى نموذجاً.

وقام الطالب بتحليل أربع صور كاريكاتيرية للفنان نادر تتعلق بالهموم المعيشية عن طريق منهج التحليل السيميولوجي

وخلص الصباغ إلى أن الموضوعات المتصلة بهموم المواطنين تشغل مساحة جيدة جداً من نتاج الفنان نادر الذي تميز بالثراء في رسائله الضمنية الساخرة مشكلاً لغة إبداعية طبعت عمله بشخصية مميزة.

وأكد أن الفنان استطاع أن يعبر عن نبض الشارع وأن يجيد استخدام الدلالات السيميائية في تعابير الوجه، وقسماته، والأزياء، علاوة على الرسائل اللسانية الساخرة، موصياً بأن أن يولي الباحثون والدارسون مزيداً من الاهتمام بالنتاج الفني للفنان نادر، والرصد الدوري لنتاجه ليستفيد منه واضعو السياسات عند قيامهم بالمراجعات وصياغة الاستراتيجيات والسياسات الجديدة.