أكدت منسق عيادات السكري بمجمع السلمانية الطبي إيمان الأنصاري أن شهر رمضان يعد فرصة جيدة لمرضى السكري؛ لتخفيف أعراضه من خلال استغلال الشهر الكريم بالحفاظ على مستويات منخفضة من السكر بالدم، وذلك من تكريس الشهر لدينا جميعا كمسلمين في الإقبال عليه؛ لاكتساب نمط حياة صحي، ولتحقيق مكاسب صحية بدنية ونفسية وروحية واجتماعية في هذا الشهر من خلال الانصراف إلى العبادات الروحية، وتغيير العادات الغذائية، والابتعاد عن الوجبات الدسمة، وتقليل تناول الدهون والحلويات والعصائر والسكريات، وغيرها.

وقالت إن شهر رمضان يقدم للمريض المصاب بالسكري فرصة مناسبة لضبط مستويات السكر بالدم، وكذلك لتقليل الوزن، والتي يجب استغلالها خلال هذا الشهر الكريم، فالصوم وكهبة من الله سبحانه وتعالى للصائمين يزيد من القدرة على الصبر والتحمل، ويشحذ الهمة والإرادة من جهة، ويخفض الضغوط النفسية من جهة أخرى، وكما قال رسولنا الكريم "صوموا تصحوا"، وهي دعوة واضحة أن الصحة بالصيام، والامتناع عن "الأكل" المفرط، والانغماس بأكل ما لذ وطاب مما يقدم في وجبات الإفطار أو السحور"، والإسراف بالمأكل والمشرب. "

ودعت منسق عيادات السكري، مرضى السكري إلى عدم الجلوس لساعات طويلة لمتابعة "المسلسلات"، والبرامج الرمضانية، والتي تنشط القنوات التلفزيونية في بثها خاصة في شهر رمضان الكريم، فالجلوس فترات طويلة، وعدم مزاولة أي نشاط "حركي" أو "رياضي"، مؤكدة أن هذا الجلوس الطويل دون حراك هو من يسبب "السمنة"، وارتفاع معدلات السكر؛ لأن عدم القيام بأي مجهود رياضي أو حركي، يفقد الجسم أي قدرة لحرق الدهون المتراكمة والتخلص من السموم. وللعلم، فالصيام لا يشكل عبئا صحيا، ولكن عدم مزاولة الرياضة هو الخطر والعبء الصحي.

وحول شرحها آليات عمل الجسم عند الصيام، أوضحت الأنصاري أنه خلال فترة الصيام، والتي تكون للفترة من أذان الفجر وحتى أذان المغرب، يعتمد الجسم في الساعات الأولى على سكر الجلوكوز الذي تم امتصاصه في وجبة السحور؛ للحصول على طاقته، بعدها يبدأ الجسم في استخدام مخزون السكر المتواجد في الكبد المسمى بـ "الجلايكوجين" لعدد من الساعات حتى نفاد هذا المخزون، وعند نفاد هذا المخزون يتجه الجسم لحرق الدهون المخزونة فيه، وهذه هي الخطوة الأساسية التي يترتب عليها الفوائد الصحية للصوم، حيث يتم التخلص من الدهون والوزن الزائد تدريجيا، وينعكس ذلك إيجابيا في تحسن مستوى السكر والدهون والكولسترول، ويقل تراكم الدهون في الأوعية الدموية، فتسهل حركة الدورة الدموية.

وحول التحذيرات الطبية لمرضى ألسكري قالت على مرضى السكري من النوع الثاني، والذين يعتمدون على "الحبوب" الابتعاد عن السكريات والكربوهيدرات، والإكثار من السوائل والخضراوات والفواكه، كما يجب على المريض أن يخصص برنامجا يستطيع من خلاله تنظيم غذائه ودوائه، وعدم إهماله الدواء، وخصوصا مرضى السكري المصابين بأمراض أخرى كالضغط والقلب. وعليه، فإن قبل شهر رمضان ننصح زيارة الطبيب؛ للنظر في إعادة تقييم أدويتهم خلال رمضان، فهناك بعض الأدوية المتعلقة بأمراض أخرى يتناولها مريض السكري طويلة المدى، وفي هذا يقوم الطبيب بتقليل مدة تناول هذه الأدوية أو زيادتها انسجاما مع الصيام وتوقيته، مضيفة وقد يستطيع المريض تناول الأدوية الأخرى، ولكن تحت تقييم الطبيب المختص وأيضا تحت إشرافه، وألا يقوم بتناول أي دواء بصورة عشوائية في حال إصابته بأي عارض آخر، وأن يلجأ للطبيب المختص فورا.