ما زال جناح مملكة البحرين في معرض العمارة الدولي السادس عشر بمدينة البندقية بإيطاليا، والذي يحمل عنوان "خطبة الجمعة" يتردد صداه في الأوساط الإعلامية العالمية، حيث أشادت صحيفة الجارديان البريطانية (The Guardian) بالجناح واصفة إياه بالمساحة "حيث تحدث اللقاءات العفوية".

وتطرق أوليفر واينرايت، الناقد المعماري والفني المتخصص لصحيفة الجارديان، إلى جناح "خطبة الجمعة" في مقالته التي يتناول فيها ميّزات مجموعة من الأجنحة لبلدان مختلفة، تعد البحرين الدول العربية الوحيدة منها، وتشارك مملكة البحرين للمرة الخامسة في معرض العمارة الدولي السادس عشر بمدينة البندقية بإيطاليا. ويعد جناحها دراسة معمّقة حول الشعائر الدينية التي اعتمدت على فن الخطّابة، كخطبة الجمعة أو الخطبة بشكل عام، ودورها تاريخياً في تشكيل الحياة الاجتماعية والرأي العام وتأثيرها على المساحات العمرانية المشتركة ما بين الناس في المجتمعات المسلمة.



وقال أوليفر واينرايت المهندسين اللذين نفّذا الجناح قدّما مساحة للقاءات العفوية عبر نصب إطار "مذهل" من الألمونيوم يملأ المكان، صانعين بذلك ممراً على الجوانب وفراغاً مؤثراً من المركز. وفي نهاية حديثه حول مشاركة مملكة البحرين في بينالي فينيس يقول أوليفر واينرايت إن الجناح يأتي "كمُتنفس ومكان استراحة للزائرين بعد العروض المقدّمة في مكان العرض".

وصُمم جناح "خطبة الجمعة" من قبل المهندسة نورة السايح من هيئة البحرين للثقافة والآثار ونورا عكّاوي المهندسة المعمارية التي تعمل ما بين نيويورك بالولايات المتحدة الأميركية وعمّان بالمملكة الأردنية الهاشمية، وقام بتنفيذه استوديو آباراتا آركيتيكتس. ويستعرض الجناح تطوّر خطبة الجمعة عبر أوراق بحث وأعمال تركيبية تقع تحت هيكل كبير واحد. ويقدّم الجناح في مركزه فراغاً يضم عملاً تركيبياً صوتياً صممه جيوزيبّي إيلاسي وخايم علمي ويمكن للزائر فيه أن يختبر تجربة سماعية تعتمد على تسجيلات لخطب جمعة من البحرين.



أما محيط الجناح فيضم ثلاث مشاركات تتطرق كل منها إلى جانب من جوانب خطبة الجمعة وممارساتها، حيث يلقي لورنس أبو حمدان من خلال عمله (The All Hearing) ،وهو عبارة عن عمل تركيبي مصوّر، الضوء على استخدام مكبرات الصوت في مدينة القاهرة بجمهورية مصر العربية والتي يمكن أن تسبب تلوثاً سماعياً للمجتمع المحيط. أما ماتيلدا كاساني فتقدم عملاً تركيبياً يتعمّق في عنصر "المنبر" وتصاميمه المختلفة وطريقة تبني حركة التصميم الإيطالية له، أما ميزنا كاتو وساديا شيرازي فتقدمان كتاباً بعنوان: (3 Scores & the People’s Mic Khutba).

ويتكامل مع هذه الأعمال، خمسة مقالات بحثية علمية تقدّم نظرة تاريخية حول أصول، تاريخ وتطور شعائر خطبة الجمعة واستخدامها كأداة للتأثير على الرأي العام. وتم دمج هذه المقالات مع مجموعة من الصور الفوتوغرافية التي التقطها في البحرين المصور كميل زخريا، وصوراً أخرى أرشيفية حول خطبة الجمعة من نيويورك وحتى عمّأن.



الجدير بالذّكر، إنّ بينالي فينيسيا تشارك فيه أكثر من 60 دولةً من مختلف أنحاء العالم، تقدّم جميعها اشتغالاتها في ذات الحقل الموضوعيّ. وتعتبر هذه المشاركة هي الخامسة بالنّسبة لمملكة البحرين، إذ حصدت في مرّتها الأولى في العام 2010م جائزة الأسد الذّهبيّ في معرض (ريكليم) الذي انتقل لاحقًا لدول أخرى، أتبعتها مشاركة مميّزة في العام 2012م من خلال معرض (خلفيّة) ومن ثم مشاركة عام 2014م من خلال معرض حمل عنوان " Fundamentalists and Other Arab Modernisms".