تصدر د.طلال أبو غزالة غلاف مجلة "الميادين" البحرينية في عددها الأخير. وتحدث أبوغزالة في مقابلة مطولة عن كل المراحل التي مر بها رئيس مجموعة طلال أبوغزالة في مشوار حياته.
وأسهب أبوغزالة في شرح فلسفة "النقمة التي تتحول إلى نعمة" والتحديات التي واجهها في حياته، وهي جمة، وكيف يمكن للإنسان أن يقرر بأن يكون سعيداً وناجحاً، أو العكس، إن كان قادراً على مخاطبة ظروفه مهما كانت دقيقة، للوصول إلى هدفه المنشود.
وبدأت رحلة أبوغزالة مع خطواته الأولى لساعات تحت المطر والقيظ، في طريق كتب له فيه النجاح، والتميز في التجربة، كان له الوقع الأكبر في حياته فيما بعد وانبثقت عنه حكمة المعاناة التي تولد النجاحات، روى فيها أبوغزاله قصته الأثيرة حول طفولته الصعبة وكيف كانت دون غيرها من القصص، سعيدة ومليئة بالتفاصيل المفرحة، رغم كل الصعاب والقيود والشروط.
وتحدث أبوغزالة عن رسالته التي حملتها إياه طفولته، في أن يتبنى بصفته الشخصية والوطنية معاً هم التعلم والنهوض بالإنسان العربي من الخليج إلى المحيط، ما مكنه فيما بعد من تدشين وتبني مشاريع فكرية وتعليمية تخدم الأطفال والشباب. هذه المهمة العصيبة جعلت منه في العام ٢٠٠١ رئيساً لفريق التقنية والاتصالات للأمم المتحدة، رغم كونه عربياً ومسلماً على حد قوله أمام قادة وسفراء العالم.
وصايا الوالدين
وتطرق الحوار إلى جزئية الأهل في حياة د.طلال أبوغزالة، للتعرف على أهم وصايا الأب والأم والدروس المستفادة من تجاربهم الكبيرة، وتتلخص في البعد عن المحرمات والإيمان بالله والثقة بالنفس وتحري المصداقية في العمل والتعامل مع الناس، والصمود أمام رياح العناء والتعب.
وشرح علاقته مع الأجر المتعلق بالعمل بالقول إنه ليس المقياس الذي يقيم الإنسان به ذاته وقدراته، بقدر ما هو جزء من كل يحقق للعامل الشغوف أحلامه في المضي قدما والنجاح.
ولفت أبو غزالة إلى أن شغفه بالقراءة والاستزادة من العلوم والآداب والأفكار يفرض عليه تخصيص أربع ساعات يومياً لممارسة هذه الهواية والتعلم من تجارب الآخرين. وينسحب ذلك على عالم الموسيقى الكلاسيكية ومدى ارتباطه به منذ الطفولة، بعد أن كان نتيجة جميلة حصدها من عمله في مجال الاسطوانات بداية مراحل حياته، أدخلته بعد ذلك إلى علاقة حب لم تنته مع الموسيقى، ترجمت إلى رعايات عدة لمهرجانات واحتفالات وفرق، كما أسست لأجلها إذاعة طلال أبوغزالة للأعمال والثقافة، والتي تبث حصرياً الموسيقى الكلاسيكية.
كلمة حب للبحرين
وعن أهمية المناصب الدولية التي تولاها كأول عربي، قال أبو غزالة إنها تمثيل للإنسان العربي يمكنه أن يقدم شيئاً على المستوى الدولي، ما مكنه من رئاسة أكثر من ثلاثين موقعاً وفريقاً دولياً، عكست صورة مثلى للكفاءات العربية في العالم.
وعن حلمه الشخصي، تحدث أبوغزالة عن أمنيته بتحرير فلسطين كحق ينتصر للضمير الإنساني والمبادئ والضمير العالمي. وقال إنه كقومي عربي لطالما نادى وما يزال ينادي بأن يحمل العرب جواز سفر عربياً موحداً، يكرس الوحدة العربية ويقف أمام محاولات الاستعمار لتفتيتها وشرذمتها، من منطلق أن العرب يعيشون في منطقة جغرافية واحدة متماسكة ومتصلة تاريخياً.
ووجه أبو غزالة كلمة حب ووفاء لمملكة البحرين صاحبة الفضل الكبير، حسب تعبيره، إذ كانت المملكة واحدة من نقاط تأسيس محطات النجاح لا يمكن أن ينساها أبداً.