أثبت فريق من الباحثين في جامعة الخليج العربي التأثير السلبي لمادة الميلامين على الأجنة أثناء الحمل، حيث سعى الفريق المكون من عضوي الهيئة الأكاديمية في كلية الطب والعلوم الطبية في جامعة الخليج العربي في البحرين الأستاذ المشارك في قسم علم الأدوية والعلاجات الدكتور ياسين إبراهيم تيم بالاشتراك مع أستاذ التشريح في كلية الطب والعلوم الطبية البروفيسور رؤوف عبدالرحمن فاضل لإجراء بحث علمي حول أثر مادة الميلامين السامة على الأجنة أثناء فترة الحمل وخاصة على نمو الجنين وتشكل الهيكل العظمي لديه.
وبين الدكتور ياسين تيم إن مادة الميلامين تستخدم منذ بدايات القرن التاسع عشر في تصنيع الكثير من المواد الأساسية في حياتنا بدءاً بأدوات المطبخ وانتهاء بالطلاء والمواد اللاصقة.
وأضاف، منذ العام 2004 شاعت نوبات من التسمم بالميلامين حول العالم حينما اكتشف تلوث اغذية الحيوانات الأليفة بهذه المادة مما أدى الى نفوق عدد كبير من القطط والكلاب الأليفة، ولم يقف الأمر عند هذا الحد، بل مباشرة في العام الذي تلاه حدثت نوبة تفشي مشابهة ولكن هذه المرة لدى الأطفال الصغار في الصين حيث أصيب عشرات الآلاف من الأطفال والرضع بالفشل الكلوي بسبب تناول حليب ملوث بالميلامين، هذه الحادثة الأليمة أدت إلى فقدان 4 أطفال حياتهم وجلبت الكثير من الانتباه إلى هذه المادة.
وفي سؤاله حول أسباب إضافة مادة الميلامين إلى حليب الأطفال، أجاب الدكتور تيم أن الميلامين غني جداً بالنيتروجين وبالتالي إضافته إلى الغذاء يوحي على نحو غير حقيقي بزيادة كمية البروتين فيه ويزيد من أسعار الأغذية وأرباح الشركات.
وقام الفريق البحثي بحقن الميلامين على جرعات مختلفة يومياً لجرذان تجارب خلال الأيام الأولى من الحمل ولمدة أسبوعين، وقبل حدوث عملية الولادة لدى الأمهات قام الفريق البحثي بإجراء عملية قيصرية للأمهات واستخرج خلالها الأجنة، كما قام الباحثون بإجراء قياسات النمو لدى الأجنة مثل الوزن، طول الرأس، قطر الرأس، طول الحبل السري، وزن المشيمة وقطرها، كذلك تم فحص تشكل العظام في الأجنة.
وأظهرت البيانات أن الميلامين أدى إلى زيادة معدلات الإجهاض عند الحيوانات، كما أنه سبب زيادة ملحوظة في وزن الأجنة ووزن المشيمة ولكن في المقابل لاحظ الفريق انخفاضا في طول الرأس.
وبالنظر إلى هذه البيانات، يضيف الدكتور تيم، أن هذه النتائج تدل على أن تعرض الأم الحامل إلى مادة الميلامين يزيد من مخاطر حدوث خلل غير متناظر في نمو الجنين حيث يزيد وزن الجنين من جهة، بينما يقل نمو الرأس من جهة اخرى، أما بخصوص الزيادة في الوزن فهذا قد يكون مرده حدوث فشل كلوي في الأجنة الأمر الذي سبب احتباس السوائل في الجسم.
وبالنسبة لأثر الميلامين على تكون العظام في الأجنة فقال إن الفريق وبعد أن قام بفحص ما يفوق 21 ألف عظمة في 109 من الأجنة أثبت أن تشكل العظام في الأجنة التي تعرضت للميلامين أثناء الحمل كان أقل بكثير بالمقارنة مع الأجنة التي لم تتعرض لهذه المادة. أكثر عظام الجنين التي تأثرت كانت بعض عظام العمود الفقري، القفص الصدري وعظمة المشط.
وتقدم د.ياسين تيم بالشكر إلى جامعة الخليج العربي التي قدمت منحة بحثية لإجراء هذا البحث. كما تقدم بالشكر إلى فريق العمل المكون من الأستاذ الدكتور رؤوف عبدالرحمن فاضل، الأستاذ الدكتور ريجينالد سيكويرا، سيندهان فيرماثو وعائشة رشيد على جهودهم في إنجاز هذا البحث المثير للاهتمام.
{{ article.visit_count }}
وبين الدكتور ياسين تيم إن مادة الميلامين تستخدم منذ بدايات القرن التاسع عشر في تصنيع الكثير من المواد الأساسية في حياتنا بدءاً بأدوات المطبخ وانتهاء بالطلاء والمواد اللاصقة.
وأضاف، منذ العام 2004 شاعت نوبات من التسمم بالميلامين حول العالم حينما اكتشف تلوث اغذية الحيوانات الأليفة بهذه المادة مما أدى الى نفوق عدد كبير من القطط والكلاب الأليفة، ولم يقف الأمر عند هذا الحد، بل مباشرة في العام الذي تلاه حدثت نوبة تفشي مشابهة ولكن هذه المرة لدى الأطفال الصغار في الصين حيث أصيب عشرات الآلاف من الأطفال والرضع بالفشل الكلوي بسبب تناول حليب ملوث بالميلامين، هذه الحادثة الأليمة أدت إلى فقدان 4 أطفال حياتهم وجلبت الكثير من الانتباه إلى هذه المادة.
وفي سؤاله حول أسباب إضافة مادة الميلامين إلى حليب الأطفال، أجاب الدكتور تيم أن الميلامين غني جداً بالنيتروجين وبالتالي إضافته إلى الغذاء يوحي على نحو غير حقيقي بزيادة كمية البروتين فيه ويزيد من أسعار الأغذية وأرباح الشركات.
وقام الفريق البحثي بحقن الميلامين على جرعات مختلفة يومياً لجرذان تجارب خلال الأيام الأولى من الحمل ولمدة أسبوعين، وقبل حدوث عملية الولادة لدى الأمهات قام الفريق البحثي بإجراء عملية قيصرية للأمهات واستخرج خلالها الأجنة، كما قام الباحثون بإجراء قياسات النمو لدى الأجنة مثل الوزن، طول الرأس، قطر الرأس، طول الحبل السري، وزن المشيمة وقطرها، كذلك تم فحص تشكل العظام في الأجنة.
وأظهرت البيانات أن الميلامين أدى إلى زيادة معدلات الإجهاض عند الحيوانات، كما أنه سبب زيادة ملحوظة في وزن الأجنة ووزن المشيمة ولكن في المقابل لاحظ الفريق انخفاضا في طول الرأس.
وبالنظر إلى هذه البيانات، يضيف الدكتور تيم، أن هذه النتائج تدل على أن تعرض الأم الحامل إلى مادة الميلامين يزيد من مخاطر حدوث خلل غير متناظر في نمو الجنين حيث يزيد وزن الجنين من جهة، بينما يقل نمو الرأس من جهة اخرى، أما بخصوص الزيادة في الوزن فهذا قد يكون مرده حدوث فشل كلوي في الأجنة الأمر الذي سبب احتباس السوائل في الجسم.
وبالنسبة لأثر الميلامين على تكون العظام في الأجنة فقال إن الفريق وبعد أن قام بفحص ما يفوق 21 ألف عظمة في 109 من الأجنة أثبت أن تشكل العظام في الأجنة التي تعرضت للميلامين أثناء الحمل كان أقل بكثير بالمقارنة مع الأجنة التي لم تتعرض لهذه المادة. أكثر عظام الجنين التي تأثرت كانت بعض عظام العمود الفقري، القفص الصدري وعظمة المشط.
وتقدم د.ياسين تيم بالشكر إلى جامعة الخليج العربي التي قدمت منحة بحثية لإجراء هذا البحث. كما تقدم بالشكر إلى فريق العمل المكون من الأستاذ الدكتور رؤوف عبدالرحمن فاضل، الأستاذ الدكتور ريجينالد سيكويرا، سيندهان فيرماثو وعائشة رشيد على جهودهم في إنجاز هذا البحث المثير للاهتمام.