خالد الطيب

كرم مركز سلوان للطب النفسي الفائزين الأربع الأوائل من أصل 90 مشارك في مسابقة "ترى عادي" تحت رعاية وكيل وزارة الصحة د.وليد المانع، وهم محمد جاسم لحصوله على المركز الأول بفيلم "الوهم"، وزينب أحمد للمركز الثاني بلوحة "ترى عادي" ، و د.أروى السيد للمركز الثالث بقصة "حينما طرقت قلبي" ، وجميلة علي للثالث مكرر بقصيدة "ترى عادي"

وتضمنت لجنة التحكيم عدد كبير من المحكيمن بمختلف المجالات الأدبية والهندسية بالإضافة للطبية ، وهم لجنة التحكيم والمؤلفة من الأديب د.راشد نجم، وأستاذ الإعلام المشارك د.كاظم مؤنس، والكاتب راشد الجودر، والإستشارية الطب النفسي د.إيمان حاجي، والكاتبة إنتصار البناء، والفنان عباس الموسوي والفنان مهدي الجلاوي

وتم تكريم الأعمال العشر المتميزة بدروع فخرية وهم فجر الموينع المشاركة بقصة "نور تبحث عن النور" وأحمد النشمي عن قصة "خارج الأسوار" ، وزهراء الصالحي والمشاركة بعمل فني ، بالإضافة إلى أسماء يوسف والمشاركة بلوحة فنية، وفاطمة حسن صور فوتوغرافية ، وريحانة حبيل عن حوار شعري بين مريض وطبيبه، وملاك الستراوي عن قصة "ذاكرة الرمل"، وسارة الحسن عن لوحة فنية ونور العطاوي شعر باللغة الإنجليزية، و Ruchita mukhia المشاركة بشعر باللغة الإنجليزية



وأكد المانع في كلمة ألقاها على أهمية الشراكة المجتمعية والتي تتبنى نهجها الوزارة وذلك لما لها من أهمية كبيرة وتأثير مهم فالمجتمع له أثر كبير في البيئة المرضية وهو انفع للمريض في بعض الأحيان من العلاج بالأدوية والنصائح الطبية والدراسات التي تدرس.

وشدد المانع على أهمية الجانب الإعلامي في زرع القيم والاخلاقيات التي يحتاجها المواطن البحريني ليكون فعال في مجتمعه ليؤدي المجتمع دوره التكميلي في العلاج النفسي للمريض فللمجتمع دور فعال للتأثير على المفاهيم والثقافة الطبية ففي السابق كان المريض يخجل من أن يصرح بمرضه العضوي، سواء بمرض الضغط أو السكر أو أي مرض أخر، في حين أصبح ذات الشخص يتفاخر بكمية الأدوية الكثيرة التي يأخذها نتيجة مرضه وذلك لأن المفاهيم تغيرت، لذلك كان شعار "ترى عادي" وهي كلمة بحرينية أصيلة تبين أن الذهاب للطبيب النفسي أمر عادي.

وأضاف " أن النظرة السلبية سائدة بشكل كبير تجاه الأمراض النفسية وتجاه الطبيب النفسي، في حين أن الطبيب النفسي والبوح له أو حتى البوح لمن يشاركك ذات الهم سواء جمعيات للأمراض النفسية أو حتى تجمعات ليشارك المريض النفسي همومه مع من يشارطه نفس الهم لكن للأسف النظرة السلبية حالت دون ذلك، ويجب على الناس النظر للمرض النفسي كالأمراض العضوية وعلاجه لايكون بالإهتمام بالمريض فقط بل قد يحتاج إلى العديد من الدورات والبرامج التي يصفها له طبيبه"

وبين أن العديد من الأمراض العضوية لها أسباب نفسي والمشاكل الصغيرة إن تراكمت انتجت لنا مرض عضوي، فالصداع الصغير قد يتفاقم ويصبح مرض خطير نتيجة أسباب نفسية متراكمة لذلك يجب أن نعلم أن الذهاب للطبيب النفسي أمر عادي"

ومن جانبه قال رئيس مركز سلوان للطب النفسي، د.عبداللطيف الحمادة " أنه لايخفى على أحد أنه لدى المجتمعات العربية والخليجية نظرة سلبية للأمراض النفسية وللطب النفسي، حيث يعتبر المرض النفسي وصمة اجتماعية، لذلك لا يستطيع المريض النفسي أن يصرح بمرضه لأي أحد خوفا من تلك الوصمة والتي تتضمن الوصمة الدونية لهذا الشخص والتي قد تنطوي على مشكلات اجتماعية وعائلية مثل الطلاق أو الطرد من العمل ، وكل تلك العوامل تجعل المرض النفسي مرضا مزمنا يصعب علاجه"

ويضيف الحمادة " أنه أكثر من 90% من الحالات المرضية تستجيب للعلاج بنسب تتفاوت مابين 70-90% ورغم ذلك يتردد الكثيرون من الإفصاح أو إستشارة الطبيب النفسي، وهناك من يتنكر بإسم مستعار، أو حتى بشكل مستعار ، و البعض الآخر يتواصل عن طريق البريد خوفا من كشف هويته، وذلك نتيجة للعقود الطويلة التي أثرت على الطب النفسي وتدخل المشعوذين والمتطفلين على هذا الطب مما هز الوعي المجتمعي، وبسبب الصورة النمطية في الإعلام التقليدي بخصوص أن المريض النفسي هو دائما "مجنون" أو غير متزن رغم أن نسبة انتشار الأمراض التي تققد صاحبها البصيرة لاتتجاوز 3.5% بينما تصل إضطرابات القلق 20%"

وشدد على ضرورة تصحيح تلك المفاهيم وأهمية زيادة الوعي لدى المجتمع فالأعلام الغربي أدرك خطورة تلك الوصمة الإجتماعية والتي لن تزيد المريض إلا عزلة وتعيق شفاؤه وتزيد معاناته ومعاناة مجتمعه معه، وإذا ما أراد المجتمع أن يتقدم فلابد له أن يرتقي بالطب النفسي إلى مستوى التقدم الذي يصبو له من خلال تفنيد كل الخرافات التي ألمت بالطب النفسي وعلى مقدمتها الوصمة المجتمعية.

وكشف الحمادة عن مركز سلوان للطب النفسي عند اطلاقه لحملة "ترى عادي" تبنى فكرة تخفيف الوصمة المجتمعية التي توصم للمريض النفسي وذلك للتأكيد على كون الاصابة بالمرض النفسي هو امر عادي، وقد شارك بالمسابقة 90 مشارك من داخل وخارج البحرين.

وقال الأديب راشد نجم في كلمة ألقاها بالنيابة عن لجنة التحكيم " أن مسابقة "ترى عادي" التي أطلقها مركز سلوان للطب النفسي تنطلق من مفهوم أن المرض النفسي هو نتاج التطور الحضاري والتقني الذي نعيشه حاليا ونتاج الضغوطات النفسية والاجتماعية والاقتصادية التي نمر بها والتي قد لا تترك أثرا عضويا يتطبب به بالأدوية، ولكنها قد تترك أثرا نفسيا نحتاج فيه إلى زيارة الطبيب النفسي للمساعدة إذا عجزت قدراتنا الذاتية عن علاجه، وهذا هو الأمر العادي"

ويضيف"أن المفرح في هذه المسابقة هو التجاوب الكبير والمشاركة الإيجابية من مجموعة كبيرة من الشباب المبدعين من داخل وخارج المملكة والذين وظفوا الفن كرسائل ناعمة إلى ناس يترددون في طلب الطب النفسي للعلاج وذلك خوفا او خجلا من نظرة المجتمع لهم."

وقالت الفائزة بالمركز الثالث د. أروى السيد " أننا لو قررنا ولو على سبيل التجربة، أن نضع أنفسنا محل أي شخص يعاني من مرض نفسي، لوجدنا أن المعاناة لا تكمن المرض ذاته، بل في النظرة الدونية من قبل المجتمع له وإطلاق التهم والأحكام على المريض، فهو إما مجنون أو ضعيف إيمان، لذلك إرتأيت المشاركة في مسابقة "ترى عادي" لعلي أقلل بكلمة أو صورة أو حتى لوحة من تلك الوصمة السلبية."